كتبت صحيفة “الديار”: الاتصالات الداخلية «مكانك راوح». الفراغ طويل، الستاتيكو باق، البلد «بيهتز ما بيوقع» مع قرار الاتحاد الاوروبي وبعض الدول العربية اقتصار المساعدات على «ابر المورفين بالقطارة» تحت سقف معادلة «لا خروج من الازمة، وفي المقابل لا انهيار ولا فوضى»، اما المعالجات فستبقى على القطعة واولها تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان في تموز بعد انتهاء ولاية الحاكم رياض سلامة، وكل المؤشرات تدل على تسلم نائب الحاكم الشيعي وسيم منصوري لمركز الحاكمية بقبول محلي و غطاء عربي ودولي كما يقضي الدستور، بعد سقوط اقتراح رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل تعيين حارس قضائي هو نائب الحاكم الارمني.
وحسب المطلعين على الملف اللبناني، فقد بات في حكم المؤكد استحالة انتخاب رئيس للجمهورية دون رعاية خارجية وتسوية متكاملة غير جاهزة حاليا، والرئيس القادم لن يولد الا من رحم التسويات مهما كان حجم الاعتراضات الداخلية «التي ستتراجع» وتقف بالصف» عندما تصدر كلمة السر. اما التاخير في الانتخاب فيعود الى ان لبنان ليس اولوية في زحمة الاستحقاقات والتسويات الكبرى، والاهتمام السعودي منصب على سوريا حاليا واستقرارها ووصول المساعدات العربية والاممية الى اراضيها، بالاضافة الى العمل على التخفيف من قانون قيصر الذي سيكون الطبق الاساسي في المحادثات الاميركية السعودية، خصوصا ان دمشق سبقت وصول وزير الخارجية الاميركي الى الرياض بحملة واسعة جدا على تجار المخدرات والمهربين وتدمير معامل الكبتاغون والقضاء على العديد من العصابات على الحدود السورية مع لبنان والاردن والعراق بالتنسيق مع القوى العسكرية في هذه الدول حسب مقررات قمة جدة للحد من تهريب الكبتاغون. وقد اظهرت التوقيفات، ان هذه الشبكات واحدة وتستفيد من حالات الفوضى على الحدود. وتمت العمليات بمتابعة اجهزة عالمية، وتزامن كل ذلك، مع دعوة المعارضة السورية لاستئناف الحوار مع النظام تحت اشراف الامم المتحدة بتشجيع سعودي وخليجي. والسؤال: هل من رابط بين فتح السفارة الايرانية في السعودية قبل يوم من وصول وزير الخارجية الاميركي الى الرياض والاعلان عن تشكيل قوة بحرية من الدولتين؟ كل هذه التطورات تؤكد على حجم التسوية التي وقعت بين السعودية وايران ولفحت سوريا والعراق والاردن وتركيا ولبنان من ضمنها «بالجاذبية»، ولا يمكن اغفال التسريبات عن استئناف الاتصالات الاميركية الايرانية بشان الملف النووي.
جلسة ١٤ حزيران
المتابعون للملف اللبناني يؤكدون ان جلسة ١٤ حزيران «للصورة» وتحديد الاحجام و«عد عمي عد» والمطولات الانشائية الاعلامية والمواقف الحادة، لكنها ستنتهي كسابقاتها مع امتلاك كل فريق القدرة على التعطيل مع استبعاد حصول اي طرف على ال ٦٥ صوتا، وهناك نواب وعدوا الطرفين بالتصويت لهما، والكل يناور من جبران باسيل الى سمير جعجع وسامي الجميل الى النواب المترددين الى الثنائي الشيعي بسبب الغموض المحيط بالاستحقاق، وهذا ما يفسح في المجال امام كل طرف لنصب الافخاخ والكمائن للطرف الاخر، ووحده رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يجاهر في «هواه السعودي»، وينتظر «سرها» ليقرر، كونه الوحيد الذي قرأ المتغيرات بين ايران والسعودية جيدا وعلم حجمها وعمقها، وهو ليس متهورا ولن يكون انتحاريا، وواقعيته تحتم عليه العمل تحت سقف التسويات الكبرى وتوازناتها، ولذلك لن يخرج من تحت العباءة السعودية مهما كلف الامر، وملتزم خيارها الرئاسي وينتظر، ليس على «حافة النهر» بل كلمة السر منها، التي لن تصل قبل صوغ التفاهم الرئاسي مع ايران وتاليا مع دمشق، ولذلك فان جلسة ١٤ حزيران سيكون مصيرها مرتبطا «بمطرقة بري» مع حضور الجميع وعدم نيل اي مرشح «شرف» الوصول الى بعبدا، والفريقان قادران على تطيير النصاب في الدورة الثانية تجنبا «لغدرات الزمن» ولن يغامرا. ومن هنا، فان جلسة ١٤ حزيران اراحت الجميع وتحديدا بري من المزايدات، وربما قطعت الطريق على العقوبات الاميركية التي لوحت باعلانها في ١٦ حزيران، وفي حال صدورها، سيكون البلد امام مأزق جدي وحقيقي، ومن يمنع تدحرج الامور الى مختلف السيناريوات وفتح جبهة مزارع شبعا، وممارسة المقاومة حقها المشروع في استعادة الاراضي اللبنانية المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر، بعد الاجراءات الميدانية التي اخذتها فرقة الرضوان على الحدود، ولا يمكن اسقاط ما خلفه انتشار نسور الزوبعة العسكري على الحدود مع فلسطين المحتلة، وفي معظم المناطق اللبنانية.
موفدان من الراعي الى بري
وعلم ان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي سيوفد غدا الى عين التينة المطرانين بولس عبد الساتر ومارون العمار لوضعه في حصيلة لقاءاته في فرنسا بشأن الاستحقاق الرئاسي، وكان الراعي نفى امام نائب رئيس الحكومة الياس ابي صعب ما نقل في احد المقالات الصحافية عن لسانه في حق الرئيس بري مؤكدا ان مواقف بكركي تعلن من خلال بيانات صادرة عنها.
مراهنات رئاسية بالجملة
وفي المعلومات المتعلقة بالشان الرئاسي ايضا، فان خيار المنافسة بين فرنجية وازعور في جلسة ١٤ حزيران، شكل ارتياحا للمرشحين الاخرين في ظل الفيتوات المتبادلة التي قد تطيح فرنجية وازعور واللجوء الى الخيار الثالث المتمثل بقائد الجيش العماد جوزف عون بدعم اميركي وقطري، ويسوق لهذا الخيار المندوب القطري الدائم في بيروت الذي عزز تحركاته عبر ماكينة اعلامية، لكن هذا المسار يصطدم برفض بري تعديل الدستور، وابلغ ذلك الى السفارات الكبرى، وربما تشدد رئيس المجلس وراء التسريبات عن شموله بالعقوبات الاميركية. ومن هنا، فان انتخاب العماد جوزف عون امامه عقبة دستورية قد تفتح المجال للتفتيش عن مرشح اخر مقبول من الجميع كناجي البستاني وزياد بارود. هذه الخشية من تصرفاته وعدم الثقة في مواقفه تقلق القوات اللبنانية المقتنعة ان رئيس التيار لن يسير معها في معركتها المفتوحة ضد حزب الله واسقاط مرشحه بكل الوسائل. في المقابل اعلن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد التمسك بتاييد سليمان فرنجية متهما الفريق الاخر بتأخير انجاز الاستحقاق الرئاسي.
وفي الشان الرئاسي ايضا، تعقد وزيرة الخارجية الفرنسية سلسلة اجتماعات مع وزيري خارجية السعودي والقطري بشأن الاستحقاق الرئاسي خلال اليومين المقبلين.
زيارة عون الى دمشق
زيارة الرئيس ميشال عون الى دمشق ولقاؤه الرئيس بشار الاسد تركزت بشكل اساسي على نقطتين :
١- حرص عون على الاستماع من الرئيس الاسد على ما يجري من تطورات على خط الرياض – طهران – دمشق وحجم التفاهمات الاخيرة.
٢- شرح الرئيس عون للرئيس الاسد الاسباب التي املت خيار جهاد ازعور مع التاكيد على مواقف وثوابت التيار الاستراتيجية من المقاومة والعلاقة مع سوريا .
وفي المعلومات، ان الزيارة كانت « تطمينية» غلب عليها طابع المجاملات، و توضيحية بعد الصدمة التي احدثها باسيل في سوريا وعند قيادة حزب الله بعد اعلانه دعم ازعور، وابدى عون حرصه على استمرار العلاقة مع حزب الله والتاكيد على مدى المودة والاحترام لشخص الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. وقد حظي عون باستقبال مميز من الاسد،
علما ان العلاقات بين القيادة السورية والرئيس عون وجبران باسيل دائمة ويومية عبر الوزير السابق بيار رفول المسؤول عن ادارة العلاقة بين سوريا والتيار والذي كان قد ابلغ باسيل دعم القيادة السورية لخيار فرنجية وكل ما يقرره السيد حسن نصرالله.
هجوم المقربين من الثنائي على باسيل وازعور
وفي مقابل التطمينات التي ارسلها باسيل بعد اعلان تأييده لازعور الى قيادة حزب الله التي ردت بعنف على خياراته ومناوراته، وسالته عن مصداقية مواقفه لجهة رفضه فرنجية كونه جزءا من منظومة الفساد، وفي الوقت نفسه، اعلان تأييد ازعور «مهندس مالية منظومة الفساد» بين ٢٠٠٥ و٢٠٠٨، وفي عهده الـ ١١ مليار دولار التي صرفها السنيورة، كما كان في الحكومة عند طرح موضوع قطع شبكة الاتصالات لحزب الله مما ادى الى ٧ ايار.
جلسة حكومية الاثنين او الثلاثاء
في ظل المعمعة الرئاسية، تعقد الحكومة جلسة الاثنين او الثلاثاء لمناقشة زيارة وفد وزاري الى سوريا للبحث في ملف النازحين، بالاضافة الى دفع الملاحق والحوافز للمعلمين الذين هددوا بمقاطعة الامتحانات الرسمية وعمليات التصحيح في حال عدم التجاوب مع مطالبهم وقبض كل الحوافز، في حين استمر انقطاع الانترنت عن معظم المناطق مع توقف خدمات اوجيرو بسبب انقطاع المازوت والعجز المالي، فيما فروع الضمان الصحي والاجتماعي تعاود اعمالها اليوم بعد رفع اضراب الموظفين في حين يستمر موظفو القطاع العام في اضرابهم حتى ٩ حزيران.