كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: ساعات قليلة تفصل عن الجلسة المنتظرة منذ أربعة أشهر، والتي ستحدّد شكل المرحلة المقبلة والتوازنات بين ثنائي “حزب الله” وحركة “أمل” الداعم لترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، وبين معارضيه الذين يتكتّلون خلف ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور.
وإذ من غير المنتظر أن تتأجل الجلسة ما لم يستجد ظرف أمني أو يُفتعل، وهذا ما تخوّف منه متابعون يوم أمس مع الكشف عن وجود قنبلة وهمية في محيط منزل النائب نديم الجميل، فإن الجلسة محسوبة بأدق التفاصيل قبل الدعوة إليها أساساً، ونتيجتها معروفة، لا رئيسَ للجمهورية بفعل غياب إجماع 86 صوتاً على مرشّح واحد، وغياب النصاب عن الدورة الثانية بفعل انسحاب داعمي فرنجية من الجلسة. المستجد الوحيد الذي قد يحصل سيتمثّل باحتمال حصول أزعور على 65 صوتاً، بحال قرّر عدد من النواب المستقلّين والتغييريين التصويت له.
وفق المعطيات الحالية، فإن عدد الأصوات التي سيجمعها أزعور سيقارب الـ60 صوتاً، في حين أن فرنجية سيجمع نحو 45 صوتاً، وقد علمت جريدة “الأنباء” الإلكترونية أن جهوداً حثيثة يقودها “حزب الله” وفرنجية شخصياً من خلال التواصل مع بعض الكُتل والنواب لكسب دعمهم، لكن هذه المحاولات لن ترفع عدد داعمي فرنجية إلى ما فوق عتبة الـ50 صوتاً في أفضل الحالات، فيبقى أزعور متقدماً.
اذا ستفرض الجلسة واقعاً جديداً، وستؤكّد وتُثبّت تهمة التعطيل على فرنجية وداعميه، لأن أزعور رغم أنه قد يفشل في حصد 65 صوتاً في الجولة الأولى، لكن عدداً من النواب أعلن نيّته دعم المرشّح الحاصل على أكبر عدد من الأصوات في الجولة الثانية، ما قد يُمكّن أزعور من الفوز في السباق الرئاسي اذا استمرت الجلسة، كما أن جلسة الغد ستزيد من الضغوط على الثنائي الشيعي الرافض لأي حوار أو شخصية أخرى غير فرنجية.
إلى ذلك، فإن الأنظار ستتجه أيضاً اليوم إلى تكتّل “لبنان القوي” ومدى التزام أعضائه بالتصويت لخيار أزعور، في ظل تواتر معلومات عن تردّد نحو 5 نوّاب من الاقتراع له لأسباب متعدّدة، بينها “الابراء المستحيل” والحسابات الانتخابية النيابية كون عدد من هؤلاء النواب ينجحون بدعم من “حزب الله”، ووفق معطيات جريدة “الأنباء” الإلكترونية، فإن رئيس الجمهورية السابق ميشال عون تدخّل شخصياً وبشكل حاسم لإلزام كل النواب بقرار التكتّل، لكن لا جواب أكيد.
عضو كتلة “تجدّد” النائب أديب عبد المسيح اعتبر أن “أزعور سيجمع 60 صوتاً بشكل أكيد، ومن المرجّح أن يلتزم كامل أعضاء تكتّل “لبنان القوي” بالتصويت له، بانتظار ما سيفرزه صندوق الاقتراع”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، لفت إلى أن “أزعور قد لا يفوز ليُصبح رئيساً في الجلسة، لكن نتيجة الانتخابات ستزيد من حدّة الضغط، وستؤكّد وحدة المعارضة بشكل عام، والمسيحيين بشكل خاص، وهذا من شأنه تقوية المعارضة وتحسين موقعها التفاوضي”.
وتطرّق عبد المسيح في حديثه إلى المستجد الأمني المرتبط بالجميّل، وأشار إلى أن “التحذيرات الأمنية موجودة والواقع يقتضي الحذر والتيقّظ، خصوصاً في ظل وجود آلة القتل في البلاد، لكن وفي الوقت نفسه أتوقع تراجع حدّة الاحتقان بعد الجلسة”.
في المحصّلة، فإن جلسة اليوم ستنتهي وتُثبّت التوازنات الجديدة، لكنها لن تكون الحل للمعضلة الرئاسية، بانتظار ما ستفرزه التحرّكات الدبلوماسية المرتقبة في الأيام المقبلة مع زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لدوريان، واحتمال عودة الحركة القطرية على الخط اللبناني.