يرصد اللبنانيون ما سينتج عن محادثات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ، حيث ناقشا من ضمن ما ناقشوه، الملف الرئاسي. وقالت مصادر ديبلوماسية مواكبة للقمة ان التوجه هو لدعم اللبنانيين في اختيار قيادات سياسية مستقبلية شبابية تتبوأ ارفع المناصب وتكون على قدر التحديات الحاصلة في المنطقة. وبحسب معلومات صحافية، فإن اللقاء بحث ملفات عدة ابرزها الملف اللبناني وكيفية الاستفادة من التقارب الإيراني- السعودي حيث يفترض ان يكون للاخير، تأثير إيجابي على لبنان.
مجموعة الدعم
دوليا ايضا، أكدت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان، أنها أخذت علماً بالتصويت الذي حصل يوم 14 حزيران في البرلمان، معربةً عن أسفها «لعدم انتخاب رئيس للبنان بعد اثنتي عشرة جلسة انتخابية غير حاسمة». وأضافت في بيان «بعد مرور ثمانية أشهر من دون رئيس ومن دون حكومة كاملة الصلاحيات، تعبّر مجموعة الدعم الدولية عن قلقها العميق من أن يؤدي الجمود السياسي الحالي إلى تفاقم تآكل مؤسسات الدولة وتقويض قدرة لبنان على مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والمالية والأمنية والإنسانية الملحّة التي يجابهها». واشارت الى ان «من أجل مصلحة الشعب اللبناني وحرصا على استقرار البلاد، نحثّ القيادات السياسية وأعضاء البرلمان على تحمل مسؤولياتهم وإعطاء الأولوية للمصلحة الوطنية من خلال انتخاب رئيس جديد من دون مزيد من التأخير». وفي السياق، اعتبر البيان أنّ «أي استمرار للوضع الراهن غير المستدام لن يؤدي إلا إلى إطالة وتعقيد مسيرة تعافي لبنان فضلا عن تفاقم المصاعب التي يواجهها الشعب». وحثت مجموعة الدعم الدولية، السلطات اللبنانية على «المسارعة باعتماد وتنفيذ خطة اصلاحية شاملة لوضع البلاد على مسار التعافي والتنمية المستدامة»، مؤكدةً استمرارها بالوقوف إلى جانب لبنان وشعبه.
لودريان
في الداخل، لا جديد بانتظار وصول المبعوث الرئاسي الفرنسي الخاص جان ايف لودريان الى بيروت الاسبوع الطالع، خصوصا في ظل اعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري في حديث صحافي انه ينتظر هذه الزيارة ليدعو بعدها الى جلسة انتخاب جديدة.
انتخابات مبكرة
ليس بعيدا، سجل موقف لافت لنائب رئيس المجلس الياس بوصعب. فبعد زيارته عين التينة، قال بوصعب: تمنيت من الرئيس بري البدء في التفكير جديًا بالتوجه الى انتخابات نيابية مبكرة لان المجلس الحالي عاجز عن انتخاب رئيس للبلاد. اضاف: ما عرفته من بري أن الحوار هو الباب الافضل ولكن ان كان الافرقاء لا يريدون الحوار فهو مستعد للدعوة الى جلسة ثانية.
الحزب للتفاهم
وسط هذه الاجواء، رأى رئيس الهيئة الشرعية لـ»حزب الله» الشيخ محمد يزبك أن «يوم 14 حزيران تكشفت فيه النوايا والعجز عن فرض رئيس، ولا سبيل إلا التفاهم والإبتعاد عن الشخصانية والحسابات الضيقة وكسر الآخر، فالخاسر في هذا المعترك هو لبنان، ولا يظنن أحد أو فريق بأن بإمكانه إلغاء الآخر. فمهما كانت الحسابات والأجندات، ومهما كانت أطماع الخارج وسياساته، نعود ونؤكد أن على اللبنانيين أنفسهم العمل بكل جدية للخروج من الفراغ القاتل، ولا يكون الا بالحوار هذا هو لبنان لا تقوم قيامته الا بالحوار والتفاهم، وليكن ما بعد 14 حزيران غير ما قبله بالتوجه الصادق للإتفاق بعيدا عن العصبيات والإتهامات والتخوين».
يخيطو بغير مسلّة
وفي وقت تمسك داعمو الوزير السابق جهاد ازعور بترشيحه على وقع معلومات عن تشتتهم، لفت عضو اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله الى ان «الحزب الاشتراكي واللقاء الديموقراطي موقف واحد و»يخيطو بغير مسلة». اضاف: نحن ضد أي تعطيل ولنذهب إلى حوار للتوافق بدون أي قيود.
كذب وتضليل
الى ذلك، صدر عن الدائرة الاعلامية في «القوّات اللبنانيّة» البيان الآتي «تواصل جماعة «الممانعة» نهجها المعتاد في تضليل الرأي العام مع تسويقها مؤخّرًا بأنّها نجحت في رفع عدد مؤيّدي مرشّحها الرئاسي من ٤٤ إلى ٥١ نائبًا، في وقت أنّه بالعودة إلى تصاريحها السابقة كلّها كانت تؤكّد بأنّها تحظى بتأييد ٦٥ نائبًا وأنّ ما يمنعها من الذّهاب إلى جلسة انتخابيّة هو عدم قدرتها على تأمين النّصاب. وبالتّالي فإنّ «الممانعة» فقدت من رصيد مرشّحها ١٤ نائبًا مع تراجعها من ٦٥ إلى ٥١ صوتًا، وهي التي لم تتحدّث يومًا عن أنّ حجم أصواتها يبلغ ٤٤ لا بل ٦٥ نائبًا».
اصداء سلبية
على صعيد آخر، تفاعل الموقف الاوروبي غير المتعاون في بروكسل مع طروحات لبنان في ملف النزوح السوري، سلبا في الداخل امس. في هذا السياق، أعلن وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين ان «مطالب مؤتمر بروكسل واضحة وكان الهدف التركيز على خطة لحل أزمة اللاجئين لأن الحكومة أصبحت تتحمل أعباء أكثر من 4 مليارات دولار بالاضافة الى ارتفاع تداعيات النزوح السوري اقتصاديًا وبيئيًا وأمنيًا». وأضاف في حديث اذاعي «مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل لا يقبل بتشكيل لجنة ثلاثية كحلّ اساسي للحفاظ على أمن اللاجئ السوري، فهو غير متعاون مع وزارة الخارجية». وتابع «عرقلة ملف اللاجئين من قبل الاتحاد الأوروبي هي ضغط سياسي على الحكم السوري لأنهم غير راضين عن نتائج الحرب السورية». واعتبر شرف الدين ان «بوجود هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين، ربما أن يكون للبعض منهم عقيدة سلفية أو توجّه ديني يمكن استغلاله من قبل خلايا نائمة لزعزعة الأمن في لبنان».