دعا الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون الإعلام والاتصال السفير أحمد خطابي، وسائل الإعلام العربية الرسمية والخاصة إلى تسليط الضوء على مستقبل القدس، وأوضاع الفلسطينيين في المدينة المحتلة في مواجهة الممارسات الإسرائيلية.
وأوضح خطابي في كلمة خلال الندوة الدولية التي انعقدت في الرباط بعنوان “دور الإعلام في دعم الهوية الحضارية للقدس الشريف”، أن “المدينة المقدسة تحتاج اليوم لكل أشكال الدعم، بما في ذلك على واجهة العمل الإعلامي العربي المشترك، واستشعار الرأي العام الدولي بخصوصيتها، وببطلان الإجراءات الإسرائيلية لطمس هويتها الأصيلة.”
وقال: “ان قضية القدس تتصدر أجندة العمل الإعلامي العربي، بكون القدس محوراً أساسياً في الإستراتيجية الإعلامية العربية، ومكوناً أساسيا في خطة التحرك الإعلامي العربي، وتم اختيارها أول عاصمة للإعلام العربي في عام 2016، وهي عاصمة دائمة وجزء أساسي في فعاليات العواصم العربية الأخرى.”
من جهته، ألقى رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الاعلام العرب الدكتور مجاهد ابو الهيل كلمة في اجتماعات المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الاعلام العرب التي تعقد في المغرب، قال فيها: “هنا الرباط عاصمة المملكة المغربية التي تحتضن إجتماعات مجلس وزراء الاعلام العرب واللجان المنبثقة منه، ينعقد تحت ظل نخيلها الوارف في هذه الساعة اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الاعلام العرب برئاسة العراق الذي حمّلنا لكم جميعا كل تحياه، كما حمّلنا نخيلُهُ شوقه ومحبته لكل نخلة عربية، فاهلاً وسهلا بكم في هذه المدينة الطيبة القادمة من احضان التاريخ والمتشبثة بالحاضر والمتطلعة نحو مستقبل ابنائها بخطى راسخة كرسوخها في أعماق الزمن وحضاراته”.
اضاف: “جئنا من بغداد السلام وهي تحتفل على مدى الأيام الماضية ببلوغ صحافتها عامها الرابع والخمسين بعد المائة، في احتفالية كبيرة اقامتها نقابة الصحافيين وحضرها بعض السادة الوزراء الحاضرين معنا الآن. بغداد التي توزع ابتساماتها على كل العواصم العربية وتفتح قلبها الابيض أمام محبتكم لتستعيد ألقها ومجدها وعنفوان حضارتها وتقول لكم جميعا، مرحبا بكم في دار السلام وعاصمة القصيدة ومدينة الف ليلة وليلة”.
وتابع: “بغداد تدعوكم لالتقاط صورة معها ولها وهي بكامل أناقتها بعد ان مسحت عن اكتافها غبار المعارك كلها واتشحت بشارات النصر والبناء.
نتمنى من كل وزارات إعلامنا العربية ووسائل إعلامها ان تستعيد صورة بغداد على صفحاتها وشاشاتها بطريقة تليق بأبناء الرافدين دجلة والفرات، بدل ان تستخدم صورة قاتمة بعيدة عن الواقع. بيروت ودمشق وصنعاء كذلك تعاني من قتامة الصور والتقاطها بشكل مشوش فلا تبخلوا على هذه المدن التي اطعمتنا الفن والاعلام والثقافة على مر العصور”.
وقال: “قبل أكثر من شهر حضرنا انا وسعادة الأمين العام المساعد لشؤون الإعلام السفير احمد خطابي في احتفالية بيروت عاصمة الاعلام العربي، وشاركنا معالي الوزير زياد مكاري فرحته وهو يعلن من بيروت، أن بيروت قادرة على أن تشعل أقلام اعلامييها شموعا تلعن الظلام”.
اضاف: “أتمنى عليكم جميعا ان تدعموا بيروت بمواقف حقيقية من خلال إقامة فعاليات اعلامية وفنية مشتركة داخل بيروت لنكون قد ساهمنا معاً في ازالة بقع الدخان عن فستان عروس الشرق. وستكون بغداد أول من يقف مع لبنان بتبني جائرة بيروت الإنسانية في احتفالية مشتركة قريبة”.
وتابع: “كما لا يفوتني ان أسجل فرحتي بعودة دمشق إلى احضان الجامعة العربية ومشاركتها في هذه الاجتماعات بعد غياب قسري حرمنا طوال هذه السنوات من رائحة الياسمين الشامي”.
وقال: “منذ سنوات ونحن نجتمع تحت خيمتنا العربية وفي أكثر من عاصمة، كانت آخرها كويت الطيب، دون أن نلتحق بركب الثورة الرقمية التي تجاوت حدود شاشاتنا وأوراق صحفنا لتدخل الى صفحات عقولنا بذكاء اصطناعي خارق للتصور لم نضع لغاية الان خطة لاستثماره وتطويعه لخدمة اجيالنا وخدمة قضيتنا الكبرى فلسطين واهلها الذين يمطرهم العدو بوابل حقده بشكل متواصل. الإعلام الذي نجتمع من أجله أصبح ثورة تكنولوجية متسارعة لا يمكن اللحاق به بهذه الخطوات المتباطئة وان لحقنا بما تحقق منه الآن سيسبقنا بعد لحظات، لذلك ادعوكم للجري السريع أو القفز المتلاحق”.
اضاف: “ونحن نختم رئاستنا للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الاعلام العرب منذ دورتين، اتمنى ان أكون قد أديت مهمتي برئاسة المكتب لثلاث اعوام بأتم وجه وان لا اكون قصرت بحق موضوع ما او إدارة اجتماع ما، وسأضع كامل خبرتي ومعونتي بيد الرئيس الجديد الذي سيتولى المهمة بعدي، ولا يفوتني ان أسجل ملاحظات مهمة اتمنى ان يأخذها المجلس الجديد والمكتب التنفيذي وهي:
– الاسراع بتنفيذ التوصيات وتطويعها للتنفيذ
– الحضور والمشاركة في الدول التي تستضيف الاجتماعات وعدم مقاطعتها او أرسال ممثلين لحضورها كما حصل معنا في بغداد
– مغادرة منطقة الإعلام الكلاسيكي والالتحاق بركب التكنولوجيا واتخاذ قرارات تدعم التحول الرقمي
– المساواة بين الدول عند الاستضافة فلا توجد دولة أفضل من أخرى لاننا اعضاء في الجامعة العربية على درجة سواء”.