فيما كانت الانظار شاخصة بالاجتماع الثاني للقاء الخماسي في الدوحة، علّه يعطي بصيص أمل للبنان لحل ملفاته العالقة، وخصوصاً الاستحقاق الرئاسي، جاءت النتيجة مخيّبة اذ لم تأت بشيء جديد إنتظره اللبنانيون، لتقتصر البنود الختامية على حضّ القيادات اللبنانية على إنتخاب رئيس للجمهورية، والتلويح بالعقوبات على المعرقلين، فيما بدا لافتاً غياب اي دعوة الى الحوار كما كان متوقعاً، مما يعني انّ الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، وإن عاد الى لبنان قريباً، فلن يحمل في جعبته اي جديد، وفي السياق إستبعدت مصادر سياسية مطلعة على ما يجري في اطار الحراك الفرنسي، عودة لودريان الى بيروت، واصفة زيارته بـ «لزوم ما لا يلزم»، وقالت لـ «الديار»: «اللافت ايضاً انّ المجتمعين لم يتطرقوا الى اي إسم رئاسي مطروح، يحمل صفات التوافق المقبول من اغلبية الافرقاء اللبنانيين، ما يؤكد بأنّ عملية انتخاب الرئيس ما زالت بعيدة المدى، ولن تحصل خلال العام الحالي، وهذا يشير الى تداعيات خطرة لا يستطيع لبنان تحملّها»، وسألت: «ألم يحن بعد وقت إطلاق الاسماء الرئاسية المقبولة؟»، ولفتت الى انّ ممثل مصر في اللقاء الخماسي، فاجأ المجتمعين بتسمية قائد الجيش العماد جوزف عون كمرشح توافقي للرئاسة، فيما الاخرون فضلّوا عدم الغوص بالاسماء، وهذا يطرح تساؤلات حول مدى الجدية في بحث هذا الملف ولماذا الانتظار بعد؟، وهل سيطبقون العقوبات على المسؤولين اللبنانيين المعرقلين؟، ام سيفعلون كغيرهم فتبقى مجرد عرض عضلات لا اكثر ولا اقل؟. آملة ان تطال العقوبات كل فريق يقوم بتعطيل هذا الاستحقاق الهام.
الديمان على خط الرئاسة وتقارب المتناحرين
وعلى الخط الرئاسي ايضاً، تشهد الديمان حركة اتصالات يتولاها البطريرك الماروني بشارة الراعي، واللافت انه التقى على مدى ايام غير متباعدة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في بقاعكفرا، وسبقه بأيام رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل في المقر الصيفي للبطريركية، وقريباً ووفق معلومات «الديار» سيلتقي المرشح الى الرئاسة سليمان فرنجية الذي سيزور الديمان.
وفي السياق اشارت مصادر الديمان لـ«الديار» الى انها تترقب مرحلة ما بعد اجتماع الدوحة وابعاده، لكنها لغاية اليوم لم ترَ ما يمكن ان يوصل الى الحلول المطلوبة، اذ ما زلنا نشهد مناكفات افرقاء الداخل التي تحول دون تحقيق الاستحقاق الرئاسي، من دون ان يتنازل احد عن مصالحه، والحل الافضل بحسب البطريرك الماروني هو في تحقيق مطلب الدعوة الى جلسات انتخابية متتالية، توصل الرئيس ومن ينال اغلبية الاصوات يفوز بالموقع الاول، ولفتت مصادر الديمان الى حراك يقوم به الراعي، مع اتصالات كثيفة في محاولة للتقارب وإيجاد الحلول.
مصير الحاكمية ومشروع موازنة 2023
الى جانب الهم الرئاسي، تبدو الاستحقاقات المالية مشابهة من ناحية بروزها كملفات يغلب عليها طابع التعثر، وفي مقدمها اقتراب العد العكسي لنهاية ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وانتقال الصلاحيات الى نائبه الاول وسيم منصوري، لكن وعلى الرغم من ان الحل بات شبه محسوم، إلا انّ المفاجآت تبقى واردة في بلد كلبنان.
وعلى الخط المالي ايضاً، تسلمت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، من وزارة المال مشروع قانون موازنة العام 2023، وسيصار الى عقد جلسات متتالية لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل، والجلسة الأولى ستنعقد بعد ظهر الاثنين المقبل في 24 الجاري، وكان وزير المال يوسف الخليل قد رفع الى رئاسة الحكومة مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2023، مقارناً مع قانون موازنة العام 2022 والفروقات الحاصلة، وذلك لدرسه وإقراره وإحالته الى المجلس النيابي وفق الأصول، وافيد وفق المعلومات بأنّ الضرائب تتحضر على نار حامية وبنسبة عالية، ويأتي في طليعتها رفع رسوم السفر والدخان والكحول وحتى المشروبات الغازية، وبعض المواد الغذائية والاستهلاكية الضرورية والاساسية، الامر الذي سيثقل كاهل اللبنانيين المنهكين اصلاً من الانهيارات، التي تتوالى عليهم من كل النواحي.
اجتماع لبناني – سوري تحضيراً لزيارة دمشق
وفي اطار ملف النازحين، وبناءً على توجيهات رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، اجتمع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب مع القائم بأعمال السفارة السورية في لبنان علي دغمان، وأبلغه برغبة الحكومة تشكيل وفد من وزارة الخارجية، لزيارة دمشق وإجراء مشاورات سياسية إقليمية ودولية، والبحث بالقضايا المشتركة، ومنها قضية النازحين السوريين في لبنان.
وقفة احتجاجية لـ«التيار» امام مفوضية شؤون اللاجئين
تعليقاً على القرار الاوروبي، الذي صوّت مع قرار دعم بقاء النازحين السوريين في لبنان، قام مناصرو «التيار الوطني الحر» بوقفة احتجاجية مساء امس أمام مركز المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في بيروت، مندّدين «بالصمت المهين للحكومة اللبنانية ولبعض النواب»، ودعوا الى تضامن الشعب اللبناني للقول لا للعالم اجمع وللاوروبيين خاصة، «بأننا لن نقبل بإنتهاك سيادتنا او تغيير هويتنا»، مع حثّهم المسؤولين اللبنانيين للتحرك ضد هذا القرار.
متى تبدأ أعمال الحفر في البلوك 9؟
وفي اطار التنقيب والحفر، افيد بأنّ الحفارة التابعة لشركة «Transocean» أبحرت من المياه النروجية باتجاه لبنان في 11 تموز، وتصل الى سواحله في 15 آب المقبل، لتبدأ أعمال الحفر والتنقيب في البلوك 9 في الأسبوع الأخير من آب، اي انّ رحلتها تستغرق للوصول الى المياه اللبنانية نحو شهر كامل، علماً أن منصّة الحفر ستتوقف لأيام في مضيق جبل طارق، من أجل عملية تبديل في طاقمها،على أن تتابع إبحارها نحو لبنان.
تحذير من جمعية المصارف
بالتزامن مع قيام مودعين من جديد بإقتحام بعض المصارف لإستعادة اموالهم، اعلنت جمعية المصارف في بيان «أنه مرة جديدة تستهدف المصارف بموجة من الإعتداءات على فروعها وموظفيها، في مرحلة هي الأخطر في تاريخ لبنان، و في الأمس تمت إشاعة أخبار عن نية المصارف إقفال فروعها، فقامت المصارف بتكذيبها ضناً منها بمصالح المودعين، وبهدف تأمين إستمرارية خدماتها لهم، فما كان إلا أن تابعت الإعتداءات وكأنها ممنهجة لتدفع بالمصارف الى الإقفال».
ورأت الجمعية « أن تساهل الدولة ومؤسساتها بالتعامل مع المعتدين، رغم تهديدهم حياة الموظفين يشجع المعتدين على الإستمرار بفعلتهم، وكأن المطلوب هو إقفال المصارف لفترة غير محددة» ، وتابعت: «ما هكذا تعالج الأزمات النظامية التي كانت الدولة من أول مسبّبيها، وما هكذا يستعيد المودعون أموالاً بددتها السياسات الخاطئة على مدى السنين»، ونبهت بأنها لا تستطيع الإستمرار بمتابعة أعمالها وستضطر للعودة الى التدابير التنظيمية السابقة، في حال لم تتوقف الإعتداءات عليها، وذلك تجنبًا لحصول ما لا تحمد عقباه.
موجة حر اكثر شدة ستغزو العالم
مناخياً وبالتزامن مع موجات الحر الشديدة التي تشهدها معظم دول العالم، اعلنت الامم المتحدة انه ينبغي على العالم أن يستعدّ لموجات حر أكثر شدّة، سيعاني منها ايضاً سكان النصف الشمالي من الكرة الأرضية، مع زيادة ستة أضعاف منذ فترة الثمانينيات، وليس هناك أيّ مؤشّر على أنّ هذا المنحى سيتراجع، الامر الذي سيكون له تأثير خطرعلى صحة الإنسان وسبل عيشه.