كتبت صحيفة “الديار”: ايلول مزدحم بالملفات الرئاسية والمالية والتربوية والصحية والاجتماعية وكلها دسمة، خصوصا الملف الرئاسي الذي يشهد حراكا هو الاول من نوعه على هذا المستوى منذ دخول البلاد الفراغ الرئاسي قبل سنة عبر عجقة مبادرات وموفدين تبدأ بالموفد القطري وبعده الفرنسي لودريان ثم موفد سعودي في ظل معلومات مؤكدة عن وصوله بعد منتصف الشهر، والسؤال، هل حركت مبادرة بري الجمود الرئاسي وهل يخرج الدخان الابيض في ايلول، ام ما يجري ليس الا مناورات وحركة بلا بركة؟ رغم ان النواب الذين التقوا بري يوم امس الاول وتحديدا نواب تكتل الاعتدال الوطني خرجوا بانطباعات ايجابية ومرونة عند بري تجاه البحث في اسماء جديدة لرئاسة الجمهورية ودون شروط مسبقة، ونقل هؤلاء النواب عنه، انه سيدعو الى جلسة لانتخاب الرئيس على ان يتبعها مباشرة دورات متتاليةلانجاز الانتخاب بـ65 نائبا في الدورة الثانية مع نصاب الـ 86 نائبا، وان حوار الايام السبعة محصور بانتخاب الرئيس فقط، ودعا بري الجميع الى المشاركة بالحوار لانه في حال مقاطعة الاطراف المسيحية لا جدوى من الحوار والجلسات، رغم ان تسريبات القوى السياسية الاساسية تتقاطع على استبعاد انتخاب رئيس للجمهورية في ايلول او في الاشهر القادمة او في عهد المجلس النيابي الحالي الا اذا طرأ تطور إيجابي على الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر وهذا مستبعد في القريب العاجل، كون اللجنة المشتركة بين الطرفين التي تضم الان عون وانطوان قسطنطين عن التيار وعلي فياض وعبد الحليم فضل الله عن الحزب، ستبدأ دراسة الورقة التي قدمها التيار الوطني عن اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة غدا الجمعة بعد الانتهاء من دراسة الصندوق الائتماني، وحتى الان ورغم كل الأحاديث والتسريبات فان النقاش في الملف الرئاسي لم يبدأ بعد .
وفي ظل زحمة الزوار، تقدمت مبادرة بري، وقد نفى السفير الفرنسي الجديد أمام رئيس المجلس في عين التينة انها تتعارض مع مبادرة بلاده كما يتحدث العديد من القوى السياسية، لابل تكملان بعضهما البعض، وكشف بأن معظم الكتل النيابية اعلنت موافقتها على الحوار في الرد على الاسئلة التي وجهتها بلاده.
وكانت معلومات اشارت الى ان مبادرة بري “نفست” زيارة لودريان قبل حصولها وطيرتها وهذا ما اثار الرياض التي حركت البخاري في بيروت وقررت ارسال موفد لها بعد التحركات الرئاسية الأخيرة، علما ان مبادرة بري تحظى بتاييد لافت من الثنائي الشيعي وجنبلاط والاعتدال والتوافق الوطني برئاسة فيصل كرامي والمردة ونواب سنة ومسيحيين ومستقلين، فيما عارضها 31 نائبا يمثلون القوات والكتائب والتجدد والتغيريين،لكن الموقف الرمادي بقي للتيار الوطني الحر الذي وزع رسائله الايجابية على الجميع، وفيما كان باسيل يعلن استعداده للمشاركة بالحوار ضمن شروط محددة وضمانات، كان وفد من نواب التيار يعقدون اجتماعا قبل ظهر الثلاثاء الماضي في بيت الكتائب المركزي بحضور نواب من القوات والكتائب والتجدد والتغيريين، وتمت مناقشة الملف الرئاسي والتسريب بأن جهاد ازعور لم ينسحب من السباق الرئاسي وكان في بيروت منذ ايام والتقى كتلا نيابية موالية ومعارضة له، كما طرح ممثل التيار على المعارضين السير بالصندوق الائتماتي واللامركزية الادارية الموسعة وضرورة التوافق على البرنامج .
هذه الحركة الواسعة للتيار يمينا ويسارا وفي كل الاتجاهات، كانت موضع رصد من قبل الكتل النيابية، وطرح سؤال عما اذا كان حزب الله قد نجح في كسر جدار الجليد السميك بين بري وباسيل، بعد أن نقل لرئيس التيار موافقة مبدئية من رئيس المجلس على موضوع اللامركزية الادارية وهذا ما كان يريده باسيل، لكن هذا التقارب لا يعني ان ابواب بعبدا باتت معبدة والخلافات على الاسم انتهت، فالشيخ صادق النابلسي المطلع على النقاشات داخل حزب الله قال في مقابلة اعلامية امس الاول، ان “حزب الله لايطمئن لقائد الجيش”، فيما اكد وليد جنبلاط ان جبران باسيل لا يريد قائد الجيش ويعرقل وصوله، واضاف في جولة جبلية ” ما في شي رئاسيا” مركزا على الوضع الاقتصادي، حتى ان النائب بلال عبدالله في كتلة جنبلاط استبعد موافقة اللقاء الديموقراطي على سليمان فرنجية مؤكدا، ان لاتغيير في موقف اللقاء حتى في حال قبول التيار الوطني برئيس المردة، لكنه رفض الاجابة على سؤال عما اذا كان اللقاء الديموقراطي سيؤمن نصاب الـ 86 صوتا للجلسة الرئاسية في حال حضور التيار لها، ثم استطرد ان “اللقاء الديموقراطي ضد التعطيل”، في حين زار وفد من نواب المعارضة كليمنصو ليلا والتقوا تيمور جنبلاط بعد التباين بين الطرفين حول حوار بري.
من هنا، فان الغموض ما زال سيد المواقف والجميع ينتظر الايام القادمة مع استبعاد تحقيق لودريان اي خرق في ظل التوتر المرتفع في العلاقات بين فرنسا وايران حول كل القضايا وعلى مختلف المستويات، ورغم الحنكة الإيرانية في التعامل الدبلوماسي والهدوء الذي أظهره عبد اللهيان في كل لقاءاته في بيروت حتى في اجوبته على المحاولات الأميركية لقطع طريق بغداد – دمشق، لكنه امتعض جدا أمام الإعلاميين عند مقاربته لمواقف ماكرون، ووجه انتقادات لاذعة له أمام كل الذين إلتقاهم في بيروت، متهما فرنسا بالتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية وممارسة الضغوط على المسؤولين الذين يقفون في مواجهتها، في حين نقل عبد اللهيان إلى حارة حريك أجواء لقائه الجيدة جدا مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي استمر لمدة 90 دقيقة، ووصف ولي العهد إلايرانيين “بالشركاء الصادقين” وانفتاحه على الحديث مع حزب الله وسوريا والمساهمة في إعادة اعمارها، كما كشف بان محمد بن سلمان تحدث عن مقاربات جديدة للمنطقة ومنها لبنان دون الكشف عن مضمونها، كما كشف عن مدى القلق السعودي من الاميركيين، ولذلك كان لافتا ما نقلته مجلة بوليتيكو الأميركية منذ ايام، ان عائلات 11 سبتمبر طالبوا بايدن الالتزام بوعوده ومحاسبة السعودية، ومتابعة قضية مقتل جمال خاشقجي وضرورة التخلي عن حماية المملكة.
تعيين رئيس للاركان
بعد ازالة الجفاء بين وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزف عون، تم إعادة طرح تعيين رئيس جديد للاركان في الجيش اللبناني بعد إحالة الرئيس السابق للاركان العميد امين العرم على التقاعد منذ 10 اشهر، وعلم ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط ونجله تيمور حركا هذا الملف مع بري وحزب الله والقيادات السياسية وقائد الجيش، كما شملت الاتصالات العديد من المرجعيات الروحية والتيار الوطني الحر عبر النائبين غسان عطالله وسيزار ابي خليل واصدقاء مشتركين بالإضافة الى ” سعاة خير”، وعلم ان التيار الوطني الحر وتحديدا جبران باسيل رفض رفضا قاطعا التدخل بالأمر مؤكدا ان التعيين يخضع لمسار قانوني فيما رفض الرئيس ميشال عون التدخل ايضا، وكان قائد الجيش رفع مذكرة لوزير الدفاع تتضمن اقتراحا بتعيين رئيس للاركان، لكنه رفض أمضاء المذكرة متمسكا بالقانون، مع العلم ان قانون الدفاع يتضمن بندا واضحا لجهة تولي رئيس الأركان مهام قائد الجيش في حال احالته إلى التقاعد او تعثر تعيين البديل، وسيحال العماد جوزف عون إلى التقاعد في منتصف كانون الثاني 2024 ويصبح الموقع شاغرا، لكن باسيل يؤكد ان مهام القائد في هذه الحالة تذهب لأكبر الأعضاء سنا في المجلس العسكري، وما جرى في حاكمية مصرف لبنان والامن العام يطبق على قائد الجيش حتى انتخاب رئيس للجمهوري .
مجلس المطارنة الموارنة
جدد المطارنة الموارنة خلال اجتماعهم الشهري برئاسة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي دعوتهم النواب إلى تحمل مسؤولياتهم وانتخاب رئيس جديد للجمهورية لاكتمال السلطات الدستورية، وابدوا تحفظهم البالغ حيال الحديث عن خطوات دولية تهدف إلى ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل على الرغم من ان هذه الحدود مرسمة ومثبتة باتفاقات دولية، وفيما موقع الرئاسة الأولى شاغر والسلطة الاجرائية اللبنانية غير مكتملة الصلاحيات وهما المرجعيتان الصالحتان الوحيدتان لإدارة هذه العملية والإشراف على ترجمتها.
مخيم عين الحلوة
رفضت القوى الإسلامية المتطرفة في الصفصاف بقيادة بلال بدر وهيثم السعدي كل الاتصالات التي أجرتها اللجنة الوطنية اللبنانية الفلسطينية لتسليم المطلوبين الثمانية المتهمين باغتيال رئيس الأمن الوطني الفلسطيني في المخيم العميد العمروشي واثنين من مرافقيه، ورغم تمديد المهلة للتسليم فان الجماعات الإرهابية رفضت ذلك مع انتهاء المهلة امس، وفي المعلومات ان اللجنة الوطنية اللبنانية الفلسطينية وبعد اجتماعها امس أعطت الأوامر للقوة الفلسطينية المشتركة للانتشار اليوم في عين الحلوة والتمركز حسب الخطة الموضوعة في جميع مجمعات مدارس الاونروا الثمانية في عين الحلوة، فيما بدأت القوة المشتركة التمركز عصر امس في منطقة البركسات تمهيدا لبدء الانتشار في كل المخيم وتحديدا في منطقة الصفصاف حيث يتمركز الارهابيون، وعلم ان حماس وعصبة الأنصار لن يشاركا في عملية الانتشار، كما ان جماعة هيثم السعدي وبلال بدر لن يسمحا بدخول القوة المشتركة إلى الصفصاف، فهل ينفجر الوضع العسكري اليوم؟ وقد لوحظ في الايام الماضية، ان الاطراف العسكرية في عين الحلوة يعززون مواقعهم بالاسلحة المختلفة، وكان جماعة السعدي وبدر قد سيطروا على بعض مقرات الاونروا في الصفصاف خلال الأيام الماضية وحولوها إلى ثكنات عسكرية بانتظار المعركة الفاصلة.
على صعيد آخر اعتقل الجيش اللبناني نجل المسؤول الفلسطيني في المخيم منير المقدح بناء على مذكرة توقيف سابقة، ويبقى السؤال، من سهل عودة الإرهابيين إلى عين الحلوة منذ اشهر من شمال سوريا بعد ان غادروه اثر انتهاء معركة الجرود؟ ومن يغطي رواتب الإرهابيين حيث يتقاضى المقاتل في جماعات هيثم السعدي 1000 دولار مقابل 200 دولار للمقاتل في فتح والامن الوطني وباقي الفصائل؟