الرئيسية / أخبار مميزة / المكاري لصحيفة “عمان”: سلطنة عمان صديقة للسلام.. وعنوان لم الشمل وتطويع الخلافات
المكاري

المكاري لصحيفة “عمان”: سلطنة عمان صديقة للسلام.. وعنوان لم الشمل وتطويع الخلافات

وصل امس، وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال المهندس زياد المكاري الى سلطنة عمان، في زيارة رسمية تستمر أيامًا، يلتقي خلالها مسؤولين للبحث في قضايا مشتركة.

وفي مقابلة مع صحيفة “عمان” قال الوزبر المكاري ان سلطنة عمان. عابرة للانقسامات، وعابرة للحدود، وعابرة للمناطق، وعابرة للبلدان، وعابرة إلى القلوب!

لماذا عابرة؟

عابرة لأنّها صديقة دائمة للسلام، وعنوان ثابت للمّ الشمل والتلاقي، عبر ترويض السياسة، وتركيع التعقيدات، وتطويع الخلافات، واستيلاد فرص من الانقسامات، ومنع الجغرافيا الدقيقة من أن تتحوّل إلى أغلال مقيّدة. ولديها فائض دبلوماسية وحنكة وحكمة وفطنة ونباهة يكفي لإفراغ المنطقة من أزماتها، ولذلك هي «قوّة ناعمة». ولكلّ ما سبق هي أمهر مهندسة جسور، وأعظم جسر تواصل، وحاجة للجميع، ولطالما بادرت إلى النجدة في اللحظات الحرجة، فكانت دعامة السقف العربي في زمن الانهيارات، ووضعت مراكبها في تصرف المأزومين ليركبوها إلى شواطئ الأمان.

فليس مثل سلطنة عمان من يجيد تطبيب المزوق العربيّة وتسكين آلام الفتوق الإقليمية وتقطيب الجروح العالمية، وليس مثلها خبير في تدوير زوايا السياسة بمثلّثاتها ومربّعاتها ومستطيلاتها. والأهم أنّها تسجّل نجاحات وريادات من دون ضجيجٍ إعلامي. تتسلّل بهدوء إلى ضوضائنا، بلا سفسطات كلامية ووعود ذهبية، فتأتي بالطحين بلا جعجعة. وقد تمكّنت سلطنة عمان بفضل حكمة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظّم ـ حفظه الله ورعاه، من تحقيق سلسلة نجاحات، واضعةً سلطتها المعنويّة والأخلاقيّة في خدمة تعزيز أمن المنطقة وسلمها، وقد حوّلت شكليات التضامن إلى آليات، مُختصرة الجهد الذي يُفترض أن يكون جماعياً بجهدٍ آحادي إفرادي.

وهذه السلطنة التي تشكّل رافعة لعالم خالٍ من النزاعات والتشنّجات والمشاحنات والحروب، عنوانها الداخلي التنمية والازدهار، بعدما اتّجهت نحو المستقبل بخطى ثابتة وواثقة وفق «رؤية عمان 2040» الطموحة، التي تعتمد التراث الأصيل ركيزة للمستقبل كرؤية وفلسفة. فالانماء لا يعني بالضرورة الحداثة، وقد يكون أفعل عندما يستند إلى التراث والإرث والتقاليد، وهذا ما تعتمده سلطنة التعايش المتناغم. وهي بالنسبة إلى الناظر «حالة اشتباك» بين التاريخ والحاضر والمستقبل والتراث والإرث والأصالة والثقافة والحداثة والحضارة والأرقام والتحديات والأحلام، وهي تُقيم وليمة يوميّة عنوانها «صناعة حاضر جميل ومستقبل أجمل»، وتدفع قادة العالم أجمع إلى ركوب مراكب خلاصها التي لطالما حملت وداً وسلاماً إلى العالم.

أنا اليوم في زيارة أخوية إلى سلطنة عمان، وأحمل في قلبي كلّ التقدير لقيادتها الحكيمة وشعبها الودود. فثمّة علاقات تاريخيّة تجمع بين بلدينا، وجذور هذه العلاقة المثمرة ضاربة في عمق الأرض ومتشابكة، كجذور غابة لبنانيّة من أشجار أرز الرب، وأنا فرح بزيارة مسقط الجميلة بأهلها، الأصيلة بتاريخها، المباركة بانتمائها إلى هويتها العربية، وأقدّر التواصل الأخوي في ما بين بلدينا الذي يُتيح للبنانيين دخول البلاد دون تأشيرة مسبقة، ويؤمّن استضافة كريمة لخمسة آلاف لبناني، نأمل أن يكونوا خير عون للسلطنة في مشاريعها التنموية، وأن يكونوا الأحرص على ازدهارها.. وهم كذلك.

دامت سلطنة الخير عنواناً دائماً للتلاقي بين أصحاب النوايا الحسنة، ومنصّة ثابتة للسلام، ورمزاً فريداً للتفاهم.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *