كتبت صحيفة “الشرق”: هل يدلّ السكوت والصمت اللذان يلفان الحركة الدولية المواكبة للاستحقاق الرئاسي على فشلها حتى الساعة في فتح اي ثغرة في جدار الازمة التي تقترب من شهرها الحادي عشر؟ ام انهما متعمّدان لإنضاج حلٍّ ما بعيدا من الاضواء وتفادي حرق الطبخة التي يُعمل عليها بين اطراف الخماسية الدولية؟ السيناريوهان واردان، الا ان المواقف التي تصدر عن القوى السياسية اللبنانية وتحديدا عن الثنائي الشيعي المتمسك بمرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وعن الاخير الذي تنفي اوساطه اي توجّه لديه نحو الانسحاب من السباق الى بعبدا، لا تدفع الى التفاؤل بنجاح المساعي الفرنسية او القطرية المنسّقة مع “الخماسي”، في كسر المراوحة السلبية المتحكّمة بالاستحقاق، أقلّه في المدى المنظور.
لودريان والخليفي
وسط هذه الاجواء الضبابية، الساحة الداخلية غارقة في جمود رئاسي تام وباتت الكلمة للخارج. فرئيس مجلس النواب نبيه بري لم يعد يتحدّث عن الحوار، كما انه في المقابل لا يعتزم الدعوة الى اي جلسة انتخاب ويصرّ على ان لا فتح لأبواب المجلس الا بعد المرور بمعبر “الحوار”، في موقف تعتبره المعارضة انتهاكا واضحا للدستور. عليه، تترقب البلاد ما اذا كان المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان سيعود الى لبنان ام لن يعود في الايام القليلة المقبلة، وتترقب ايضا ما اذا كانت ستُسجّل اي زيارة لوزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية، محمد بن عبد العزيز الخليفي، الى بيروت، لتلمّس اتجاه “الرياح” الرئاسية في المرحلة المقبلة، وتبيان احتمال الانتخاب قريبا من عدمه. وهنا، تشير مصادر سياسية مراقبة عبر “المركزية” الى ان لا بد للعواصم الخمس وعلى رأسها الدوحة ان تكون تواصلت مع طهران لتسهيل حصول الاستحقاق، ماذا والا فإن كل المساعي ستبقى تصطدم بالحائط المسدود.
يريد التمديد
في المواقف المحلية، الانقسام كبير والاصطفافات الحادة على حالها. في السياق، رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع انه مع انتهاء ولاية ميشال عون، يصر على التجديد لنفسه 6 سنوات أخرى من خلال الإتيان بمرشحه، ولكن كانت “المعارضة” في المرصاد وقامت بعمل جبار كي تمنع هذا التجديد ولو ان هذا الامر لم يكن سهلا”.
لا انتخاب
بدوره، جزم النائب مارك ضو أن ليس هناك رئيس في المدى المنظور، ولا يظهر ان هناك رئيسا في الفترة المقبلة”، مشيراً في حديث اذاعي الى ان “حركة الموفدين والبعثات تدل على ان هناك معادلة فريقين: واحد يتمسك بخيار فرنجية وبرأيه أن نفسه أطول وفريق آخر غير مقتنع بتسليم البلد الى حزب الله والدخول في تسويات كالتي سبقت”.
الثنائي وفرنجية
على الضفة الاخرى، الحزب لا يخفي تمسكه بفرنجية. فقد أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب إبراهيم الموسوي “حرص حزب الله على الانفتاح والحوار مع الآخرين لتأمين وصول شخصية تتمتع بمواصفات وطنية صلبة لرئاسة الجمهورية تستطيع الوقوف في وجه الاملاءات الخارجية، وتضع حسابات ومصلحة البلد وأهله أولًا فوق أي اعتبارات، لذلك جددنا وشددنا كثنائي وطني تمسكنا بترشيح رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية”.
باسيل في البقاع
وفي انتظار ما يمكن ان يحمله حوار التيار الوطني الحر وحزب الله الذي يتقدم ببطء شديد، اعتبر النائب جبران باسيل الذي جال في محافظة بعلبك – الهرمل، ان “اللامركزية تسمح لكل قضاء أو وحدة جغرافية متنوعة وخسرنا 33 عاماً بسبب عدم اقرار اللامركزية”. وأضاف في حوار مع الهيئات الإقتصادية في زحلة والبقاع: اذا لم يكن هناك صندوق ائتماني لن يأتي أحد للإستثمار في لبنان. ورأى باسيل أن “قيمة الصندوق الإئتماني تحفظ أملاك الدولة وتزيد قيمتها وأن القطاع الخاص في الداخل والخارج يؤدي الى توفر المال وتحقيق الثقة مع تجاوز التعقيدات الحكومية لتمويل المشاريع الكبرى كمطار رياق وسكك الحديد”.
النزوح
في الغضون، يبقى النزوح السوري في الواجهة، فارضا نفسه اولى الاولويات في ظل ارقامه المخيفة وتداعياته الخطيرة على لبنان امنيا واقتصاديا وديموغرافيا ووجوديا. وهنا، تستغرب مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية” غياب اي معالجات رسمية جدية وتسأل عن الزيارة التي كان وزير الخارجية عبدالله بوحبيب يعتزم القيام بها الى سوريا للتنسيق معها في الملف، رغم تشكيكها (اي المصادر) بجدوى هذه الزيارة.
دهم مخيم
في السياق، دهمت وحدة من الجيش تؤازرها دورية من مديرية المخابرات مخيمًا للنازحين السوريين في منطقة صحراء الشويفات وأوقفت 7 سوريين و5 بنغلادشيين لتجولهم من دون أوراق ثبوتية، واللبناني (ع.ح.) لحيازته أعتدة عسكرية وذخائر حربية.
سوق الرحاب
وغداة وقفة احتجاجية ضد الوجود السوري المتفلّت في الاشرفية، أقفلت بلدية الغبيري سوق سويدان الواقع ما بين تقاطع الرحاب ودوار السيد عباس الموسوي (الجندولين). ويضم السوق اكثر من 50 محلا تجاريا ومطاعم معظمها مؤجر لاجانب او يعمل فيه عمال أجانب خلافا للقانون.