كتبت صحيفة “اللواء”: أسبوعان، وتكون انقضت اربع سنوات على اندلاع تظاهرات واحتجاجات 17 (ت2) 2019، قبل ثلاث سنوات من نهاية عهد الرئيس ميشال عون، وحدث ان جرت انتخابات نيابية، في العام 2022، وأتت بالمجلس النيابي الحالي، الذي عجز عن تحقيق اي تشريع يتصل بقوانين تسهم بتجاوز الازمة، كدمج المصارف او الاصلاح المصرفي والكابيتال كونترول، واعادة الاموال المهربة الى الخارج، وايجاد آلية، تمكّن من تسديد ودائع المواطنين.
مع هذا العجز، الذي لا يحتاج الى دليل، بات اللبناني، يوما إثر يوم يعيش صدمة عجز نوابه، من القدامي والجدد، والمنتمين للمنظومة والمتحررين منها، فضلا عن التغييريين.. عن ملء الشغور الرئاسي، او السير في اية خطوة من شأنها ان تعطي الامل للمواطن، بيوم افضل او حل على الطريق ولو بعد حين.
والسؤال يستمر: متى انتخاب الرئيس، وماذا عن عروض ممثلي المجموعة الخماسية في البحث عن رئيس يقبل به نواب لبنان، عبر الكتل المؤلفة للمجلس النيابي، لا سيما الكتل المسيحية، التي اصطفت حول رفض النائب السابق سليمان فرنجية، لسبب واحد اوحد: انه مرشح حزب الله، والمنظومة..
وحسب مصادر سياسية واسعة الاطلاع، فإن الوساطات، سواء الفرنسية او القطرية والمصرية ما تزال في الدوامة، لا تراجع ولا تقدم، بانتظار جلاء المشهد الاقليمي، على مستوى الازمات المتفاقمة، في عدد من النقاط الساخنة.
وتضيف المصادر ان المجلس الحالي مصاب بالعجز، الامر الذي ادخل اليأس إلى الوسطاء، في ظل تعثر عمليات التعافي والاصلاح والانتقال الى ادارة سياسية ودستورية جديدة.
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن التنسيق بين قوى الممانعة لم يتوقف يوما في الملف الرئاسي وإن الخيار الثالث لا يزال غير مكتمل الصورة بالنسبة لها، وأشارت إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أعلن تعليقه الدعوة إلى الحوار لن يُقدم على أي مسعى جديد وهو في انتظار الحراك الجاري في الوقت الراهن.
وأوضحت المصادر نفسها إلى أن المعارضة في الوقت نفسه لم تقترب إلى الاتفاق على أي خيار جديد لأن في اعتقادها أن الأساس يبقى العمل على الدعوة لجلسات انتخاب متتالية ، مؤكدة أن الجهد لإزالة مسألة التحفظات التي يملكها كل فريق متروك للمسعى الجديد والإمكانات المتوافرة في هذا الشأن، ولذلك من المرتقب أن تتوسع دائرة الأسماء المرشحة والتي تدخل ضمن الخيار الثالث الجديد، إلا أن الإشكالية تبقى في السير به من قبل القوى السياسية.
واشارت مصادر ذات صلة الى ان مسار ازمة الانتخابات الرئاسية، مايزال يدور في حلقة مفرغة بسبب استمرار الخلاف الداخلي بين طرفي الازمة على حاله ، وتعثر المساعي والجهود الاقليمية والدولية في احداث خرق بجدار الازمة،بفعل تضارب المصالح بين دول اللجنة الخماسية التي تضم الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر التي تتولى مهام الوساطة لمساعدة لبنان على تجاوز ازمته،مع ايران التي تعطل كل الجهود المبذولة بواسطة حليفها حزب الله، لتبقي ملف الانتخابات الرئاسية ورقة بيدها للمقايضة بالمفاوضات مع الولايات المتحدة والغرب عموما،ما يبقي الازمة تراوح في دوامة طرح الحوار كشرط مسبق لاجراء الانتخابات الرئاسية ، او بالابقاء على مرشح الحزب سليمان فرنجية ، او طرح مواصفات تعجيزية لأي مرشح للرئاسة؟ ما يُبقي الازمة تراوح مكانها،بل وتستفحل ضررا وخرابا على كل المستويات.
وتنفي المصادر السياسية علمها بموعد عودة الموفد الرئاسي الفرنسي إيف لودريان الى لبنان مجددا، وقالت ان اي مسؤول لم يتبلغ موعد هذه العودة بعد ، بالرغم من كل ما تردد عن احتمال عودته في غضون ايام معدودة. ولكنها شددت على ان ما رشح من معلومات شحيحة عن اجتماع الرياض الذي جمع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان مع لودريان مؤخرا، وتم خلاله بحث نتائج المهمة التي يقوم بها الموفد الرئاسي حتى الان ، تصب في خانة تجديد الثقة بالموفد الرئاسي الفرنسي واعطائه مهلة اضافية لكي يتمكن من انجاز مهمته .
واعتبرت المصادر ان الموفد الرئاسي الفرنسي،يعمل ما بوسعه لجوجلة الافكار والطروحات التي تكونت لديه منذ تكليفه بهذه المهمة، وبالتنسيق مع الموفد القطري الذي يجول على القيادات والمسؤولين اللبنانيين في هذا الوقت بالذات للبناء عليها، والانطلاق منها بالمرحلة المقبلة، لكي يستطيع تحقيق الاختراق المقبول في جدار الازمة المعقدة، لئلا تكون زيارته المقبلة عديمة الجدوى وكسائر الزيارات السابقة.
انتخاب المجلس الشرعي
على خط انتخابي، فاز 24 عضواً، بانتخابات المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى في بيروت والمناطق، طغى عليها التنافس.
ووصف المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان اجراء الانتخابات بأنه تطبيق للقوانين المرعية الاجراء، حرصا على النهوض «بمؤسساتنا التي هي جزء من النظام العام للدولة».
وكانت صناديق الاقتراع افتتحت عند الساعة التاسعة من صباح امس، واستمرت حتى الواحدة ظهرا، بإشراف المفتي دريان ومساعديه.
عند الواحدة، بدأت عمليات فرز الاصوات، واسفرت النتائج، التي جرت في اجواء ديمقراطية عن دخول عناصر تجديدية للمرة الاولى، فازت بعضوية المجلس.
ففي بيروت، فاز كل من عبد الحميد التقي ومازن شربجي، ومحمد مكاوي كأعضاء جدد، وفي الشمال فاز كفاح الكسار.
وفي طرابلس، الفائز الجديد وائل زمرلي، ومظهر الحموي الذي لم يفز في الدورة الماضية.
وفي البقاع عضوان جديدان: محمد العجمي ويونس عبد الرزاق، وفي جبل لبنان، فاز كعضو جديد حمزة شرف الدين.
هجوم باسيل
وجدد امس رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل هجومه على فرنجية من دون ان يسميه، فليس هدفنا «رئيس تربى بكنف المنظومة بيتنشق هواها وبياكل من منافعها»، بل هدفنا ان ننقل لبنان الى نظام اقتصادي مالي جديد فيه الانتاج والمبادرة الفردية، وهذا يتطلب انتخاب رئيس جمهورية ملتزم بهكذا النموذج وباصلاح بنيوي للدولة».
واعلن باسيل من زحلة: «كل الذين ينتظرون تغير موازين القوى لايصال مرشحهم الى الرئاسة واهمون، كالرهان على ضربة لحزب الله او لايران، او سقوط الاسد، او الرهان على تفاهم سوري- سعودي او سعودي – ايراني.
وقال باسيل: مسؤوليتنا ان نتصدى لخطة النزوح.. مسؤوليتنا ان نفضح الذين يتآمرون على وجودنا، من الخارج ومن الداخل، ومن يستثمر في الوضع الحالي للوصول الى الرئاسة ويعطي اوراق اعتماد بسكوته عن التوطين».
وقال: آلاف النازحين يعبرون الحدود عبر معابر غير شرعية ومعروفة بتشجيع دولي وبتواطؤ داخلي»، محذّراً من «خطر وجودي حتمي على لبنان»، مطالباً بـ«إقفال الحدود».
وقال باسيل في كلمة من بعلبك – الهرمل: «أعداد النازحين باتت أكبر من قدرة الأرض على استيعابهم، وسياسيًّا نحن صمدنا وتحمّلنا كلّ الضغوط لدرجة العقوبات، لكن لبنان لا يحتمل والخطر أصبح كبيراً»، متسائلاً: «أين الحكومة اللبنانية من الموقف الخطير الذي يبشّرنا ببقاء النازحين؟ أين القرار السياسي والعسكري الأمني الذي يمارس النأي بالنفس عن ضبط الحدود؟ الوقت حان والحقائق تنكشف تباعاً ويلوموننا كيف نصوّب على قيادة الجيش والأجهزة».
وشدد على اهمية اقرار اللامركزية الادارية والصندوق الائتماني امام الهيئات الاقتصادية في البقاع الاوسط وزحلة.
ومن المفترض ان يتطرق الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة له في احتفال بعيد المولد النبوي الشريف الى الاوضاع الداخلية، وما يجري في الاقليم، فضلا عن دلالات المناسبة.
نيابياً ومالياً، تتمثل حكومة تصريف الاعمال ممثلة بوزير المالية يوسف خليل امام لجنة المال والموازنة بحضور حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري لسؤالها عن كيفية صرف الحكومة اموال الـ SDR دون وجه قانوني.
وكانت لجنة المال، طلبت من وزير المالية ايداعها تقريرا مفصلا عن عملية السحب حيث قدم جردة بها، وعلى ضوء هذه الجردة ستقوم لجنة المال بمساءلة الحكومة عن «كيفية صرفها ولماذا خالفت ما تعهدت به، اي عدم صرف اي مبلغ قبل العودة الى المجلس النيابي؟».
بوحبيب: ما حدا ح يشيل الزير من البير
وحول مهمة وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب انه بعد عودته الى بيروت من نيويورك، سيجري اتصالا بنظيره السوري فيصل المقداد لتحديد موعد لزيارته للبحث في ملف اعادة السوريين الى بلادهم.
واعرب بوحبيب عن اعتقاده ان لا هو ولا غيره «ح يشيل الزير من البير» نظرا للمواقف الدولية والسورية المتعلقة بعدم التحمس لعودة النازحين.
وهاجم وزير المهجرين عصام شرف الدين الوزير بوحبيب ووصفه بالخانع والمتواطئ.
وهكذا، بدا السجال الوزاري يتقدم على معالجة كيفية وقف النزوح السوري.