احتفل برنامج لوريال – اليونسكو “من أجل المرأة في العلم” بمرور عقد على تمكين الباحثات المتفوقات ببلاد المشرق العربي، حيث تم الاحتفال بتكريم ست باحثات شابات واعدات من لبنان والأردن والعراق وفلسطين، في المركز التدريبي التابع لشركة “طيران الشرق الأوسط” في بيروت، برعاية وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال المهندس زياد المكاري.
قدمت الحفل الإعلامية ريتا بيا أنطون، وحضره أكثر من 250 شخصية سياسية ودبلوماسية واجتماعية، وممثلين عن مؤسسات أكاديمية وعلمية وبحثية، وأعضاء من منظمات غير حكومية وحشد من الإعلاميين، إضافة الى فريق عمل شركة “لوريال لبنان” وشركائها.
وذكر بيان للبرنامج أن “إطلاق هذا البرنامج في لبنان تم عام ٢٠١٤ بالشراكة مع المجلس الوطني للبحوث العلمية، بهدف تعزيز مكانة العالمات العربيات من الأردن ولبنان وسوريا والعراق وفلسطين والاعتراف بدورهن الأساسي في المساهمة في تطور المنطقة، وتشجيعهن لتكن قدوة تلهم الأجيال الصاعدة من العالمات وخاصة المترددات في انتهاج العلوم كمهنة لهن”.
وأوضح أنه “منذ إطلاقه، يقوم البرنامج سنويا بتكريم ست باحثات شابات، مسلطا الضوء على إنجازاتهن ومقدما لهن الدعم اللازم لمتابعة أبحاثهن التي تشمل دراسات علمية رائدة في مجال العلوم. وقد تمكن البرنامج على مدى العقد الماضي، من دعم أكثر من 60 باحثة شابة على مستوى الدكتوراه ومرحلة ما بعد الدكتوراه، مما يؤكد التزامه الدائم بتمكين المرأة في مجال العلوم”.
ولفت البيان الى أنه “من خلال تقدير، وتعزيز، وتشجيع النساء الشابات المتميزات في مساراتهن المهنية، يعمل البرنامج جاهدا على تعزيز تمثيل المرأة في مجال العلوم، وتعزيز مشاركتها في المناصب العليا وصنع القرار”.
وأشار إلى أن “برنامج المشرق العربي الإقليمي جزء من مبادرة لوريال – اليونسكو العالمية من أجل المرأة في العلم، التي أطلقتها مؤسسة لوريال بالتعاون مع منظمة اليونسكو سنة ١٩٩٨، انطلاقا من قناعتها الراسخة بأن العالم يحتاج إلى العلم، والعلم يحتاج إلى المرأة”.
وذكر أن “البرنامج كرم على مدار الـ ٢٥ سنة الماضية أكثر من 4100 باحثة بارزة و127 فائزة بجائزة عالمية في أكثر من 110 دول. ومن بين الفائزات الـ١٢٧، تم منح جائزة نوبل لخمس منهن في وقت لاحق، كما تم مؤخرا تكريم باحثتين إضافيتين، ليصبح الإجمالي سبع باحثات حصلن على جائزة نوبل”.
المكاري
وألقى المكاري كلمة قال فيها: “ثلاث لبنانيات من أصل ست مكرمات الليلة. ليس بالامر السهل أن يحصد لبنان ثلاث جوائز من أصل ستة للسنة الثانية على التوالي، لذلك “ليس من السهل أن تكون لبنانيا”. هذه الجملة المستخدمة في إعلان تختصر وضعنا. ليس من السهل أن تكون لبنانيا لأن جنسيتك تحملك وزر عبء داخلي ولعبة خارجية، ولكن جنسيتك مصدر المتاعب هي باسبور عبورك الى النجاح والتألق والتميز. لذا، من الجميل أن تكون لبنانيا ويكفي أنك لبنانية، بالاذن من الشاعر نزار فرنسيس”.
أضاف: “رغم ظروفنا الصعبة والمعقدة وحتى المتشابكة، ما زال شعبنا قادرا على العطاء والإنتاج والإبداع والتميز. من أجل ذلك نوجه شكرا كبيرا للمبدعات اللبنانيات: الدكتورة سيبال مهاوج، السيدة جوي إليان الحايك والسيدة ريم وهبة. وأهلا وسهلا بالمكرمات غير اللبنانيات، العراقية الدكتورة ديرين نجاة محمد، الفلسطينية السيدة هيام ابراهيم والاردنية الدكتورة سناء بردويل”.
وتابع: “من المعروف عالميا، ان مجال العلوم يهيمن عليه الذكور ولكن الموضوع هنا مختلف مع ست رائدات”.
وقال: “بحسب بيانات الأمم المتحدة، يشكل الباحثون الذكور أكثر من 70% والباحثات الإناث أقل من 30 بالمية. من هنا، أهمية جائزة “لوريال باريس” التي تحفز النساء الرائدات على المزيد من التميز والإبداع عبر تسليط الضوء عليهن”.
اضاف: “أنا أؤمن بأن المرأة تشكل قوة تغيير في المجتمع، وأجدد تأكيدي على ذلك. لذا، أنا مع مشاركة نسائية فاعلة في الحياة السياسية، ومع الكوتا الإيجابية سواء في البرلمان أو الحكومة، أي انني مع المناصفة الجندرية. في حكومتنا مثلا، حضور الوزيرة نجلا الرياشي (وزيرة التنمية الاجتماعية) أحدث فرقا كبيرا، وان شاء الله نرى في الحكومات المقبلة عددا أكبر من الوزيرات”.
وتابع: “كذلك، أتمنى أن أرى حضورا نسائيا أكبر في البرلمان المقبل، وألا يقتصر التمثيل النسائي في ساحة النجمة على الوارثات لأب أو زوج، فالمرأة اللبنانية تتمتع بحرية اجتماعية كبيرة، ولديها تجربة حزبية كبيرة ايضا. كما أن نصف المنتسبين للاحزاب غير الدينية هن من النساء، ولكن السؤال كيف يمكن لنا التوفيق بين هذا الانفتاح السياسي الملموس، وهو شرط لتوسيع مشاركة المرأة في الحياة السياسية، وبين محدودية مشاركتها هذه؟ لذلك على الاحزاب أن تفرض كوتا نسائية داخلها تحت طائلة الامتناع عن التصويت في أي انتخابات مقبلة”.
وختم متوجها الى المكرمات اللبنانيات بالقول: “رفعتن اسم لبنان كما رفعه اللبناني أمين معلوف الذي اعتلى مؤخرا عرش أكبر مؤسسة فرانكوفونية في العالم، وفرقة مياس التي تواصل نواعمها إبهار العالم من أكبر دولة في العالم. وشكرا كبيرة في الختام لكل لبناني صامد منذ 4 سنوات حتى لليوم”.
حرب
من جهتها، هنأت المديرة العامة “للوريال لبنان” إميلي وهاب حرب الفائزات، وقالت: “أرسى برنامج “لوريال – اليونسكو من أجل المرأة في العلم” أساسات متينة في منطقة المشرق العربي خلال السنوات العشر الماضية. ولكننا نعتبر هذا مجرد بداية لمسار طويل، فقد كرم البرنامج ٦٠ باحثة شابة، مسلطا الضوء على إنجازاتهن الاستثنائية، وهذا يشكل مصدر فخر واعتزاز لنا”.
اضافت: “إذ ننتقل اليوم الى عقد جديد، نؤكد التزامنا بالاستمرار بالدفع الثابت نحو التغيير، وبتمكين المرأة، وبكسر الحواجز أمام الباحثات، كما وبدعم طموحاتهن ومساعدتهن على مواجهة التحديات الملحة لكي تكن رائدات ملهمات للأجيال القادمة”.
الزين
أما الأمينة العامة للمجلس الوطني للبحوث العلمية رئيسة لجنة التحكيم الدكتورة تمارا الزين فقالت: “بعيدا عن لغة الأرقام والنسب، علينا ألا ننسى أن الوصول لكل الإمكانات الكامنة في العلوم يحتم الاستفادة من مواهب وإبداع ورؤية الباحثات كما الباحثين. فالتمثيل المتكافئ يضمن تنوع وجهات النظر والإنصاف في كل المجالات العلمية، مما يمهد لتكوين رأس مال علمي متوازن، ينتج بحوثا ذات أثر إيجابي على المجتمع بكل مكوناته.”
نبذة عن الفائزات
وهنا نبذة عن الفائزات لعام 2023:
“تم اختيار ست باحثات صاعدات من بين حوالي ١٠٠ مرشحة لنسخة هذا العام. إن تسليط البرنامج الضوء عليهن، وإيمانه بأنهن يشكلن مثالا أعلى لأجيال عديدة، يؤمن مستقبلا واعدا للعلوم في المنطقة والعالم.
عن فئة “باحثات ما بعد الدكتوراه”
الدكتورة سيبال مهاوج من لبنان: أستاذة مساعدة في الجامعة اللبنانية الأميركية. تم تكريمها على مشروعها البحثي الذي يهدف إلى اكتشاف جينات مسؤولة عن أمراض نقص المناعة الأولية.
الدكتورة ديرين نجاة من العراق: أستاذة مساعدة في جامعة السليمانية. تم تكريمها على مشروعها البحثي الذي يهدف إلى اكتشاف فحوصات مخبرية مبتكرة للتشخيص المبكر لمرض الانتباذ البطاني الرحمي.
الدكتورة سناء بردويل من الأردن: أستاذة في الجامعة الأردنية. تم تكريمها على مشروعها البحثي الذي يهدف إلى تقديم وسائل علاجية جديدة ضد سرطانات الرئة، من خلال الاستهداف الانتقائي للبروتينات التي تشجع نمو الأورام.
عن فئة “الدكتوراه”
السيدة هيام إبراهيم من فلسطين: طالبة دكتوراه في الجامعة اللبنانية. تم تكريمها على مشروع الدكتوراه الذي يهدف إلى تطوير لعبة افتراضية تفاعلية شبه غامرة لتأهيل مشاكل التوازن عند مرضى التصلب اللويحي والروبوتي.
السيدة جوي إليان الحايك من لبنان: طالبة دكتوراه في جامعة القديس يوسف في بيروت. تم تكريمها على مشروع الدكتوراه الذي يتمحور حول تطبيق طب الأسنان الرقمي في مجال طب الأطفال.
السيدة ريم وهبه من لبنان: طالبة دكتوراه في الجامعة الأميركية في بيروت. تم تكريمها على مشروع الدكتوراه الذي يهدف إلى فهم كيفية تأثير النبت البكتيري على المناعة وتجديد خلايا الأمعاء عند أنواع محلية من البعوض، وذلك بهدف تطوير استراتيجيات فعالة للسيطرة على الأمراض التي تنقلها”.