كتبت “النهار” تقول: رسمت معالم اليوم “الميداني” الذي شهده الجنوب اللبناني امس الصورة الأقرب الى اعتبار ان لبنان بات على المسافة الأقرب من اندلاع المواجهة الكبيرة بين “#حزب الله” والجيش ال#إسرائيلي بما يعني فتح الجبهة الثانية بعد جبهة غزة منذ شن #حركة “حماس” عملية “#طوفان الأقصى” ضد مستوطنات غلاف غزة في السابع من الشهر الحالي. ذلك ان يوم امس اتسم بتصعيد استثنائي للهجمات الصاروخية والعمليات التي نفذها “حزب الله” ضد المواقع الإسرائيلية على طول خطوط الانتشار الحدودي ردا على عمليات القصف التي قامت بها القوات الإسرائيلية لمناطق حدودية ولمقتل مدنيين ومقاتلين في صفوف الحزب. وإذ بدا واضحا ان قرار “الحزب ” بزيادة وتيرة الردود وتكثيفها اتسع ليطاول بعدا اعمق من نقاط المواجهة، فان ذلك وضع منطقة الجليل برمتها في عين الاشتعال اسوة بالجنوب، فيما كان لافتا مرة جديدة دخول حركة “حماس” الى جانب “حزب الله” في تنفيذ عمليات قصف صاروخي من الأراضي الجنوبية بما يضفي طابع التسخين الأكثر حدة وعنفا على الجبهة الجنوبية المرشحة للاشتعال الاوسع في أي لحظة. ومع ذلك يتضح ان “حزب الله” ينطلق على ما يبدو من حسابات ميدانية لا تزال تستبعد هذا الاشتعال الشامل حتى لو زادت وتيرة عمليات تبادل القصف اذ ان إسرائيل عاودت التأكيد انها لا ترغب في اشتعال جبهة الشمال (أي مع لبنان) وحضت “حزب الله” على تهدئة متقابلة بما يعني ان القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل لا تزال تحصر اولويتها بعملية غزة “وتؤخر” الى اقصى المستطاع اشتعال الجبهة اللبنانية. وسيتيح ذلك لوزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا التي زارت امس إسرائيل ان تحض المسؤولين اللبنانيين الذين ستقابلهم اليوم بعد وصولها الى بيروت على تجنب انزلاق لبنان الى الحرب.
وفي هذا السياق، أفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حذر امس نظيره الايراني ابراهيم رئيسي من اي تصعيد اوتوسيع للحرب خصوصا في لبنان، وقال في اتصال هاتفي له بحسب الرئاسة الفرنسية انه نظرا لعلاقات ايران بـ”حزب الله” وحماس، فان عليها مسوؤلية في هذا الاطار. وطالب ماكرون رئيسي “بضرورة بذل كل جهود ايران لتجنب اشتعال اقليمي . اما بالنسبة للوضع الانساني في غزة فذكر ماكرون بالموقف الفرنسي انه ينبغي ان تتخذ كل الاجراءات لتجنيب المدنيين وان القانون الدولي الانساني ينبغي ان يتم احترامه وان فرنسا تتخذ الاجراءات بالمشاركة مع الامم المتحدة لدعم العمليات الانسانية في غزة . واعرب ماكرون عن قلقه البالغ ازاء وضع المواطنين الفرنسيين الاربعة المعتقلين في ايران وطالب تحريرهم الفوري.
الى ذلك اشارت الرئاسة الفرنسية ان الرئيس ماكرون “ذكر بضرورة ادانة عمليات حماس الإرهابية في اسرائيل التي لها الحق بالدفاع عن نفسها كما انها لها الحق بالتخلص من المجموعات الارهابية التي ضربت شعبها “. وذكر ان من بين الضحايا والرهائن هناك فرنسيين وفرنسيات وتحريرهم هي اولوية تامة لفرنسا.
التصعيد
واما ابرز الوقائع الميدانية فتمثلت في قصف عدد من الصواريخ المضادة للدروع من لبنان تجاه مستوطنة حانيتا قرب الحدود، وأُفيد عن وقوع إصابات، ما أدّى إلى رد إسرائيلي استهدف المنطقة القريبة من الحدود عند أطراف بلدة بليدا وميس الجبل.
وأعلن “حزب الله” مهاجمة ثكنة حانيتا الإسرائيلية بالصواريخ الموجّهة، “مما أدى إلى إصابة دبابتين من نوع ميركافا وناقلة جند مجنزرة وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف جيش العدو” وذلك “في مواصلة للردّ على قتل وجرح الصحافيين في بلدة علما الشعب والمدنيين في بلدة شبعا”. ثم أعلن الحزب استهداف مناطق جل العلام، بركة ريشا، موقع راميا، موقع المنارة وموقع العباد، بالأسلحة المباشرة والمناسبة، واستهداف الكاميرات والتجهيزات الفنية الإسرائيلية المثبتة على جدار مستوطنة المطلة عند الحدود اللبنانية الفلسطينية بالأسلحة المناسبة مما تسبب بتعطيلها، وفق الحزب.
من جهتها، أعلنت كتائب “القسام – لبنان” قصف مستعمرتي “شلومي” و “نهاريا” ومحيطهما شمال إسرائيل بـ20 صاروخاً رداً على جرائم غزة.
وفي وقت سابق، قصف الجيش الإسرائيلي بلدات مليتا، رميش، علما الشعب وغيرها من المناطق الحدودية.
وإذ افيد بأن الحكومة الإسرائيلية “تراجع خططها بشأن الجبهة الشمالية”، أكّد وزير الدفاع الإسرائيليّ يوآف غالانت أنّ بلاده “لا تريد تصعيدًا” على حدودها الشمالية مع لبنان حيث ترتفع حدة التوتر ومعها المخاوف من توسع نطاق الحرب. وقال غالانت، أثناء زيارته للقوات الإسرائيلية، في جنوب البلاد: “ليس لدينا مصلحة، في حرب، في الشمال”. وأضاف “إذا اختار حزب الله طريق الحرب فسيدفع ثمنًا باهظًا جدًا وسنحترم خياره بضبط النفس ونبقي الأمور على ما هي عليه”.
كما ان قناة الحدث” نقلت مساء عن مصدر سياسي إسرائيلي “اننا مررنا رسالة عبر واشنطن أننا سندمر لبنان إذا استمر حزب الله بالتصعيد”.
صاروخ على #الناقورة!
في المقابل برز تطور لافت وخطير تتمثل في سقوط صاروخ على المقر العام لقيادة القوات الدولية في الناقورة الامر الذي دفع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الاتصال بالقائد العام للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان “اليونيفيل” الجنرال أرولدو لازارو مستفسراً عن ملابسات سقوط الصاروخ . وشدّد ميقاتي على التضامن الكامل مع “اليونيفيل” واطمأن إلى عدم وقوع ضحايا.
وبتكليف من رئيس مجلس النواب نبيه #بري اجرى مستشاره الاعلامي علي حمدان اتصالا هاتفيا بقائد قوات اليونيفيل واطلع منه على حثيثيات سقوط احدى القذائف في موقع الناقورة معربا باسم الرئيس بري عن تقديره لدور اليونيفيل وجهودها والحرص على سلامة عناصرها.
وأوضح الناطق باسم اليونيفيل اندريا تينيتي انه” كان هناك سقوط قذائف على جانبي الخط الأزرق وأصيب مقرنا العام بصاروخ ونعمل على التحقق من مصدره ، لم يكن جنود حفظ السلام في الملاجئ في ذلك الوقت ولحسن الحظ لم يصب احد باذى”. وتابع: “نواصل العمل بنشاط مع السلطات على جانبي الخط الأزرق لتهدئة الوضع. ولكن للأسف، على الرغم من جهودنا، لا يزال التصعيد العسكري مستمراً. إننا نحثّ جميع الأطراف المعنية على وقف إطلاق النار والسماح لنا، كحفظة سلام، بالمساعدة في إيجاد الحلول، فلا أحد يريد أن يرى المزيد من الناس يجرحون أو يقتلون”.وختم : “اننا نذكّر جميع الأطراف المعنية بأن الهجمات ضد المدنيين أو موظفي الأمم المتحدة هي انتهاكات للقانون الدولي قد ترقى إلى مستوى جرائم حرب”.
#جنبلاط… و#باسيل
اما في المواقف الداخلية فتمنى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط بعد زيارته امس لرئيس مجلس النواب نبيه بري أن “يبقى لبنان خارج دائرة الصراع اليوم الا اذا اصرت اسرائيل على الاعتداء”. وقال : “نلاحظ إعتداء وراء إعتداء كلّ يوم من قبل إسرائيل وما يحصل رهيب إلّا أنّ البعض ينسى المشروع الأساس الذي وافق عليه العرب وتقريبا كل العالم نظريا وهو حل الدولتين”
وبدوره حمل رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في احتفال بذكرى عملية 13 تشرين بشدة على إسرائيل وقال : “لن ينفعك شيء يا اسرائيل، وستستفيقين على وهم الانتصار المزعوم لتجدي نفسك تحت ضربة اكبر. يمكنك تهجير شعب ولكن لن تتمكني من تصفية مقاومته، ولن تستطيعي النيل منا بعد الآن، لأن عليك بحماية نفسك. لن ينفعك الا التسليم بالحقوق وبقيام الدولتين .. ولا سلام دون شبعا والجولان ودون عودة اللاجئين الفلسطينيين ودون عودة النازحين السوريين ودون دولة فلسطينية حرة مستقلة كاملة الحقوق، ودون قدس مفتوحة لكل الناس ولكل الأديان- بغير هذا، لا سلام لك ولا سلام عليك”. ولكنه اضاف “لبنان لا يمكنه الا ان يكون نصيرا لفلسطين، ولكن الا يحق له ان يكون نصيرا لنفسه؟ لقد جرب بعضنا اباحة أرضنا للغير واختبرنا جميعنا مآسيها، كما جرب بعضنا التعامل مع العدو ودفعنا جميعنا اثمانها، وجربنا المقاومة واستفدنا من منافعها. الا يحق لنا ان نرفض في وقت واحد العمالة وجعل وطننا ساحة بدل ان يكون دولة؟ لقد كلف توحيد بندقية المقاومة كثيرا لتكون فاعلة، فهل تهدر هذه المنافع لصالح توحيد ساحات لا نملك كلبنانيين قراراتها؟ لا بل عرفنا اين كان قرار بعضها تائها منذ بضع سنوات في حرب سوريا. وهل تهدر المنافع لكي يشرع بلدنا على مخاطر ندرك جميعا اثمانها؟”.أضاف: “مفهوم وطبيعي ان يعمل بعضنا لنصرة الفلسطينيين وان يفرح بعضنا الآخر لانتصارهم، ولكن غير مفهوم من جهة ان نفتح بلدنا على ساحات غير مضمونة لصالحنا وعلى مخاطر مضمونة كارثيتها، وغير مفهوم من جهة اخرى، ان يراهن بعضنا على دول وخيارات جربت وفشلت وجلبت لنا الهزيمة والمهانة”.