كتبت صحيفة “اللواء”: فيما يشاهد العالم وضع الولايات المتحدة الأميركية يدها على ملف «أمن اسرائيل الوجودي» حرباً أو سلماً، يكاد لبنان، بعد فلسطين متروكاً للغزائرية المتوحشة لدى اسرائيل المدعومة من الغرب بالقصف بأعتى أنواع الأسلحة والإكتفاء فلسطينياً بتحرير الأسرى الأجانب، ولبنانياً بالضغط على لبنان وحكومته التي في مرحلة تصريف الاعمال منذ أكثر من سنة وبضعة اشهر، والتهويل بالدمار والخراب، إذا فتحت الجبهة الجنوبية على نطاق واسع.
وليلا تجمع حشد من المتظاهرين الغاضبين بالقرب من السفارة الأميركية في عوكر حاملين الأعلام الفلسطينية ومحاولين اقتحام مبنى السفارة . و قد جرى إطلاق الغاز المسيل للدموع على المحتجين من أجل تفريقهم.
ووفقاً لصحيفة «يديعوت أحرنوت» الاسرائيلية، فإن لوصول جو بايدن إلى المنطقة، هو جزء من استعراض للقوة يهدف إلى التوضيح لإيران وحزب الله أنه إذا أطلقوا صواريخ وقذائف على العمق الإسرائيلي، فإن الولايات المتحدة الأميركية ستشارك في اعتراضها..
وحسب الصحيفة، فإن بايدن يعتقد بأنه بمجرد وجوده في الشرق الأوسط، فهو إشارة لإيران بأنه لا ينبغي أن تبدأ حرباً شاملاً مع اسرائيل.. وإيران وحزب الله ولبنان ككل سيدفعون ثمناً باهظاً مماثلاً للثمن الذي تدفعه غزة».
وسط هذا المناخ الضاغط، تستمر الحياة «عادية» في البلد، باستثناء ما يجري على طول الحدود اللبنانية، الغسرائيلية من قصف وردّ على القصف وسقوط شهداء من المقاومة وقتل من جيش الإحتلال.
وافادت أوساط سياسية مطلعة لـ « اللواء» أن سلسلة تحركات سياسية بدأت تشق طريقها في سياق التحذير من تجنيب لبنان الدخول في الحرب ورأت أن النصائح الغربية التي اسديت إلى المسؤولين اللبنانيين تركزت على هذا المضمون.
وأوضحت أن هناك صعوبة في التكهن بمسار التطورات حتى أن أية اتصالات مع حزب الله لم تسجل
وقالت أن الضغوط انطلقت ولاسيما من قبل المعارضة التي رفعت الصوت في مجلس التواب ضمن سياق منع جر لبنان إلى الحرب مع إسرائيل وانعكاسات ذلك على الوضع في البلد ، وهذه الضغوط مرشحة للتفاعل.
وافادت ان الأنظار تتجه إلى الجلسة الحكومية التي يدعو اليها الرئيس نجيب ميقاتي مع العلم انه باشر اتصالات بشان الوضع، معتبرة أن الجلسة الأخيرة اظهرت انقسامات وتباينات وهناك هواجس من تكرارها.
وفي الوقت، الذي جددّ فيه مجلس النواب «مطبخه التشريعي» في جلسة لم يشعر بها أحد، وتجتمع حكومة تصريف الأعمال غداً للبحث في جدول أعمال لم يعد يقتصر على الضروريات، في وقت كان يسال فيه رئيس مجلس النواب رؤساء ومقرري اللجان بعد إعادة انتخابهم السؤال المشروع: ألم يحن الوقت لتلقف فرصة انتخاب رئيس للجمهورية.
بالمقابل، مرت سنوات أربع، من على ذكرى 17 ت1، حيث نزل الناس إلى الشوارع، واحتلت قضية غزة الاهتمام في الوقفة مساء في ساحة الشهداء، وإضاءة الشموع عن أرواح الشهداء، وشكل هؤلاء مجلس قيادة لـ «مجموعات 17 ت1» طالب نواب التغيير بالاستقالة فوراً أو طردهم من اي تجمع أو «إجتماع للثوار».
الجلسة
وحضرت اجواء الوضع الجنوبي المتوتر في جلسة مجلس النواب التي خصصت لانتخاب أعضاء هيئة مكتب المجلس ورؤساء اللجان النيابية، من خلال مطالبة عدد من نواب المعارضة لا سيما من حزب الكتائب بمناقشة تطورات الوضع في الجنوب، وإصدار توصيات بشأنها، الا ان الرئيس نبيه بري رفض واعلن جهوزيته لعقد جلسة خاصة بذلك ، كما اعلن الرئيس بري امام رؤساء اللجان أنه «امام ما يجري في المنطقة وتصاعد العدوان الاسرائيلي على فلسطين وغزة ولبنان، نحن أمام فرصة لانتخاب رئيس للجمهورية فهل نتلقفها؟».
فقد اعاد النواب انتخاب مطبخهم التشريعي، ففازت لجنة الأشغال ولجنة الخارجية بالتزكية. كما جدد مجلس النواب للجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان بالتزكية من دون أي تغيير في أعضاء اللجنة. وجدد ايضا للجنة الاقتصاد والتجارة والصناعة برئاسة النائب فريد البستاني بالتزكية، مع تغيير في أعضاء اللجنة حيث استقال النائب ميشال الضاهر من العضوية، وتم انتخاب النائب وضاح الصادق كعضو في اللجنة. كذلك تم اختيار النائبة حليمة قعقور لِعضوية لجنة التربية، بعد انسحاب النائب غسان سكاف، فيما فاز النائب جميل عبود بعضوية لجنة الأشغال العامة والنقل، كما فاز النائب حيدر ناصر بعضوية لجنة الشؤون الخارجية، وأيضاً تم التجديد للنائب ميشال موسى والنائب هاغوب بقرادونيان كمفوضين للهيئة العامة.
والبارز ان انسحاب بعض نواب المعارضة من الجلسة بعد رفض الرئيس بري مناقشة توصية عن ما يجري، ولكن بعض نواب المعارضة انسحبوا وبقي نواب «القوات اللبنانية» الذين شاركوا بانتخابات لجنة الإدارة والعدل.
سياسياً، أعلن النائب السابق وليد جنبلاط، بعد لقاء الرئيس نجيب ميقاتي في دارته، يرافقه رئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط وعضو اللقاء النائب وائل أبو فاعو، أن ميقاتي يعمل على تجنب لبنان الحرب، ونحن نعمل على النفس ذاته، معرباً عن أمله في الإفراج عن رئيس للجمهورية، وانتخابات لجان من دول مقاطعة، وستبقى إلى جانب رئيس الحكومة.
وفي السياق، رفض نواب قوى المعارضة ، جرّ لبنان إلى حرب أو تحويله إلى ساحة صراع ومواجهة.
فيدان لاطلاق الرهائن
دبلوماسياً، كشف وزير الخارجية التركي حقان فيدال أن بلاده بدأت العمل لإطلاق جميع الرهائن الأجانب.
والتقى فيدان نظيره عبدالله بو حبيب، ثمزار السراي الكبير، والتقى الرئيس ميقاتي، مشيراً إلى سعي تركيا مع اسرائيل لوقف النار وادخال المساعدات، وفي ما خص لبنان العمل لعدم «تمدد الحرب إلى لبنان، ودول أخرى».
كهربائياً، استقبل الرئيس ميقاتي حاكم مصرف لبنان بالإنابة، سمير منصوري وجرى البحث في كتاب مؤسسة كهرباء لبنان إلى وزير المال بوجوب تسوية فواتير الكهرباء المستحقة على الإدارات والمؤسسات العامة، على أن يتم الدفع نقداً Fresh lebanes liras.
الوضع الميداني
وتطور الوضع الميداني على الارض فدارت اشتباكات بعد استهداف مواقع للجيش الإسرائيلي، الذي ردّ باستهداف مواقع لحزب الله بين القطاعين الغربي والشرقي مما أدى إلى سقوط 5 شهداء لحزب الله، وضابط كبير لجيش الإسرائيلي وعدد من الجنود بين قتلى وجرحى.
واستهدفت المقاومة الإسلامية بالقصف أجهزة التجسس والتصوير والجمع الحربي في موقع جل الدير في القطاع الأوسط، وقصف اسرائيل بلدة مارون الراس.
وليلاً، أطلق الجيش الاسرائيلي صاروخين على خراج بلدة رامية، كما شنّ أكثر من غارة جوية.
وتفاعل قصف المستشفى المعمداني في غزة الذي تديره كنائس غربية، وسقوط 500 شهيداً من الأطفال والنساء والرجال والمسنين لبنانياً، فأدان الرئيس بري الجريمة، ودعا حزب الله إلى تجمع تضامني كبير في باحة الشورى في حارة حريك اليوم.
وأصدر الرئيس ميقاتي مذكرة أعلن فيها الحداد الوطني على شهداء مستشفى المعمداني في غزة.
وأعلن وزير التربية والتعليم العالي عباس حلبي إقفال المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية والخاصة، يوم غد الأربعاء تضامناً مع غزة الصمود، واستنكاراً للمجازر الصهيونية.