كتبت صحيفة “اللواء”: بعد يومين، أي بعد غد السبت في 21 الجاري، يكون قد انقضى اسبوعان على عملية «طوفان الأقصى» التي قادتها حركة «حماس» ضد غلاف غزة، وتمكنت من دخول 11 مستوطنة، وخطف أسرى من جنسيات متعددة اميركية وفرنسية والمانية لدى فصائل المقاومة التي دخلت إلى الغلاف، ثم الرد الحربي من حكومة اسرائيل التي توحدت تحت عنوان الثأر من الفلسطينيين، واللجوء إلى المجازر ضد الآمنين، وتدمير المنازل والمدارس وصولاً إلى قطع المساعدات والكهرباء والمياه، واستهداف المستشفيات العاجزة عن تقديم المعالجات، وآخرها كان قصف لحدّ التدمير لمستشفى المعمداني في القطاع، والذي أدى إلى سقوط 500 شهيد من الأطفال والنساء والرجال المسنين ربما في ذلك طاقم المستشفى الطبي والإداري.
تحرك العالم بين داعم لاسرائيل بكل همجيتها من الولايات المتحدة الأميركية الذي حلّ رئيسها ضيفاً ثقيلاً على المنطقة إلى الأوروبيين (فرنسا – المانيا وسواهما) وهبّ العالمان العربي والإسلامي إلى نصرة غزة وشعبها، وإعلان «الغضب الساطع» بوجه اسرائيل والولايات المتحدة، والاستعداد للمواجهة وغصت شوارع وأحياء بيروت والضاحية بالمعتصمين تنديداً بالجرائم الإسرائيلية، مع حداد وطني في لبنان وإقفال للمدارس والجامعات والمؤسسات الرسمية والخاصة.
وفي المشهد المتقدم، معارك صاروخية ومدفعية بين المقاومة الاسلامية وجيش الاحتلال على طول الخط الممتد من القطاع الغربي إلى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا في القطاع الشرقي.
والسؤال، بقي هو هو منذ اليوم الأول لبدء العمليات الحربية: هل يدخل حزب الله في الحرب على نطاق واسع، وعلى نحو ما حصل في حرب تموز 2006 .
بعضٌ من الجواب جاء على لسان رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين الذي أكد أن لا البوارج الأميركية ولا التهديدات الإسرائيلية ترهب المقاومة في لبنان التي لن تترك الفلسطينيين.
وحسب خبراء عسكريين، فإن ردود حزب الله، أو العمليات التي نفذها في ساعات الماضية، تجاوزت الخطوط ؟؟، ضمن ما كان يعرف بـ «خطوط الاشتباك» إلى إرسال إشارات واضحة عن استعداده للانخراط، كما الفصائل الفلسطينية في معارك طويلة وحاسمة.
وفي التقديرات أن موضوع الحرب وضع على الطاولة جدياً، بعد جولة وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبد اللهيان، ولقائه مع قيادات المقاومة، ومع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
حكومياً لفتت مصادر مطلعة لـ « اللواء» إلى أن ما من قرار بعد حول إمكانية إبقاء جلسات مجلس الوزراء مفتوحة، وقالت انه متى استدعى الأمر ذلك فإن الفكرة تصبح قيد النقاش.
وأوضحت المصادر نفسها أن هناك ترقبا للتطورات على جبهتي غزة والجنوب، وأن الاجتماعات التي تعقد وتتخذ طابع الإحاطة تتركز على الإمكانات المتاحة لمواجهة الحرب في حال اندلعت لأن جميع السيناريوهات من بينها تلك السيئة، وأوضحت أن المسألة لم تصبح طارئة انما لا بد من اتخاذ تدابير مسبقة .
اقتحام السفارة
وبعد ليل عاصف أمام السفارتين الأميركية في عوكر والفرنسية في قصر الصنوبر، تجددت الإحتجاجات أمام الأولى بعد ظهر أمس، والجديد أنه بعد تقدم المتظاهرين، وقعت مواجهات في محيط السفارة الاميركية في عوكر والقوى الامنية التي لجأت إلى استخدام الحجارة بوجه الحجارة، ثم ألقت قنابل مسيلة للدموع، وتمكنت من توقيف بعض الناشطين الذين شاركوا في محاولة كسر الحاجز الحديدي بمحيط اسفارة.
وتحدث الجيش اللبناني عن إصابة عدد من العسكريين بجروح اثناء تنفيذ مهمات حفظ أمن التظاهرات ودعا إلى الإلتزام بالتعبير السلمي عن الرأي وعدم التعرض للعسكريين والاملاك العامة والخاصة.
مغادرة رعاياه عرب وأجانب
ومع هذه التطورات، دعت سفارة المملكة العربية السعودية لدى لبنان رعاياها إلى التقيد بقرار منع السفر أو مغادرة الأراضي اللبنانية فوراً لمن هو متواجد، وعزت ذلك إلى تطورات الأحداث الجارية في منطقة الجنوب.
وحثت السفارة الاميركية في بيروت موطنيها «على عدم السفر إلى لبنان».
وقالت عبر حسابها على منصة «أكس» : نوصي المواطنين الأميركيين في لبنان باتخاذ الترتيبات المناسبة لمغادرة البلاد.
ونشرت السفارة الأميركية في عوكر بيانًا عبر منصة «أكس» جاء فيه: على المواطنين الأميركيين في بيروت تجنّب منطقة عوكر اليوم نظرًا لاحتمال وقوع المزيد من التظاهرات. ولا تزال أبواب السفارة مفتوحة للعمل. ونحن نعطي الأولوية لتقديم الخدمات القنصلية للمواطنين الأميركيين في لبنان.
كما ونشر أمس موقع السفارة الفرنسية انه «ستعقد تجمعات في أحياء مختلفة من بيروت (الضاحية الجنوبية، وسط المدينة، الطرق الرئيسية)، ابتداءً من منتصف النهار.
ومن المرجح أن تخلق هذه التجمعات صعوبات في الوصول والتنقل داخل هذه المدن.
لقاءات
وفي الرياض، التقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بو حبيب، كُلاً من وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وطالب بالعمل على «دور المملكة المحوري في إعادة التوازن إلى الشرق الاوسط».
وأمام نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أعرب عن «قلقه من غياب الضغط الدبلوماسي الغربي الجدي على اسرائيل لوقف التصعيد».
وفي التحركات سجلت أمس في لبنان كما في العالم، وقفات احتجاجية تنديدا بالمجزرة. ففي ظل حداد وطني وإقفال عام جراء الممارسات الإسرائيلية الوحشية واستنكارا لمجزرة المستشفى الاهلي المعمداني، تمّ تنظيم تحرّكات شعبية غاضبة في المناطق اللبنانية، كان ابرزها التحرّك المركزي أمام مبنى الإسكوا في بيروت، والتجمع الذي دعا إليه «حزب الله» «تضامنا مع غزة واستنكارا للمجازر الصهيونية الوحشية بحق الاطفال والعدوان الارهابي على المستشفى المعمداني»، في باحة الشورى في حارة حريك.
الاشتباكات تتوسع
وتوسعت الاشتباكات في الجنوب، وكان الفجر وصباح أمس متوترين. فقد تعرضت أطراف بلدة علما الشعب لقصف اسرائيلي وسمع دوي انفجارات على الحدود مع لبنان. الى ذلك، وعند الثالثة والربع فجرا، قامت مجموعة من حزب الله بإستهداف دبابة ميركافا للجيش الاسرائيلي في موقع الراهب وتمت إصابتها بشكل مباشر مما أدى إلى قتل وجرح طاقمها، كما أطلق الحزب صاروخاً مضاداً للدروع من لبنان باتجاه موقع عسكري في مستوطنة منارة.
وقررت حكومة نتنياهو توسيع إخلاء البلدات الحدودية مع لبنان إلى 5 كلم باتجاه الداخل.
وبعد ظهر أمس، أعلن حزب الله عن مهاجمة موقع المالكية بالأسلحة الصاروخية والرشاشة، وأدى الهجوم إلى إصابة عدد من الجمود وتدمير جزء من التجهيزات الفنية.
وفي أول إعلان من نوعه، منذ بدء العمليات، أعلنت قوات الفجر(الجناح العسكري للجماعة الإسلامية): قمنا بتوجيه ضربات صاروخية استهدفت مواقع العدو في الاراضي المحتلة وحققنا إصابات.