كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: رغم ما يظهر من علامات توحي وكأن الامور تنحو باتجاه معاكس للتصعيد، الا أن حقيقة الأمر تدل على ان القلق الفعلي لا يزال مرتفعاً واحتمالات اتساع رقعة الحرب لا تزال عاليةً مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في الجنوب والخشية من انزلاق الأمور الى حرب شاملة، عاد وحذّر الرئيس وليد جنبلاط أمس من مغبة الوقوع فيها، مشيرا الى انها اذا ما حصلت ستكون “خطراً وجودياً” على لبنان.
إلا أن حراكاً دبلوماسياً لافتاً برز مع زيارة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى قطر، حيث حضر مطلب إعادة تحريك المبادرة الخماسية. مصادر حكومية كشفت لجريدة الأنباء الالكترونية أن زيارة ميقاتي الى الدوحة حملت عنوانين رئيسيين، الأول يرتبط بالحرب المدمّرة التي تشنها اسرائيل على غزة والتطورات الميدانية في الجنوب. والثاني إعادة تحريك الملف الرئاسي بعد أن لمس ميقاتي ليونة في موقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وإمكانية عودة الموفد القطري الى بيروت واستئناف اتصالاته مع القوى السياسية.
المصادر أشارت الى أن رئيس الحكومة تلقى وعداً من المسؤولين القطريين بالعمل قدر المستطاع لمنع توسيع دائرة المواجهات العسكرية في الجنوب كي تبقى ضمن ما يُعرف بقواعد الاشتباك. أما في ما يتعلق بالملف الرئاسي الذي جرى تجميده بعد عملية طوفان الأقصى، فإن ميقاتي حصل على وعد من قبل المسؤولين القطريين بإعادة التواصل مع أعضاء اللجنة الخماسية والطلب من الموفد القطري التوجه الى لبنان لاستكمال الاتصالات المتعلقة بالملف الرئاسي، وقد تكون الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء غداً الاربعاء على علاقة بهذه الأجواء.
جنبلاط من جهته أكد أمس للمؤسسة اللبنانية للإرسال أن العمل الحثيث لترميم الساحة الداخلية هو أمر أكثر من ضروري، مجدداً دعوته على عدم توريط لبنان في حرب، وتحدث بالتفصيل عن موقفه مما يحصل في فلسطين المحتلة، وعن مواقف المجتمعين العربي والدولي، وقراءته لمجمل التطورات الجارية. أما محلياً، فقد كشف جنبلاط بصراحته المعهودة، تفاصيل ما يجري في قضية الفراغ الذي يهدد قيادة الجيش، مع ما لهذا الموضوع من محاذير في هذه المرحلة بالذات. وقال: “زارني جبران باسيل وعبّر عن خوفه على لبنان، وطرحت مسألة التمديد لجوزيف عون فس قيادة الجيش ولكن “إجا الجواب من غير ميلة”، من وفيق صفا، الذي قال “ما بدنا نحشر” جبران باسيل”. وتابع جنبلاط: “أنا أفضّل أن يكون ثمة مجلس عسكري وقائد للجيش، لكنهم سألوني “هل أضمنه؟” (قاصدا الضابط حسان عودة المطروح لرئاسة الأركان)، أنا أرفض هذا السؤال، هم يشككون بي”، سائلاً “هل يجوز أن يكون الجيش بلا قائد؟”، معلّقاً على كيفية مقاربة الأمور من قبل البعض بالقول: “هزُلت”.
بالتوازي، سوف يتحدث الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله يوم الجمعة في خطاب بمناسبة تكريم شهداء الحزب الذين سقطوا في المواجهات مع العدو الاسرائيلي، وهو سوف يشرح موقف الحزب من حرب الابادة التي يتعرض لها سكان غزة والتطورات في الجنوب، بحسب مصادر متابعة، نقلت للأنباء الالكترونية أن نصرالله سيتحدث أيضاً عن الظروف التي أدت الى المواجهات الميدانية بين حزب الله واسرائيل، وأهمية التضامن مع حماس والوقوف الى جانب غزة في الحرب المدمّرة التي تشنها اسرائيل على القطاع بأكمله، فيما العالم كله يقف متفرجاً ومنحازاً بغالبيته الى جانب اسرائيل. وبحسب المصادر فإن نصرالله قد يتطرق في خطابه الى الملف الداخلي وموقف الحزب من الملفات الساخنة.
وبانتظار ما ستفرزه التطورات محلياً في القضايا الأساسية المطروحة، من مؤسسة الجيش الى كل الملفات العالقة، إلى الاتصالات التي أجراها الرئيس ميقاتي في قطر وهي أكثر من ضرورية لضمان عدم اتساع رقعة المواجهات جنوباً، تبقى الوحدة الداخلية هي الأساس، والأهم التعالي عن الحسابات الضيقة، فهل يرتقي الجميع الى مستوى الحدث؟