كتبت صحيفة “اللواء”: في وقت يصل فيه وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكي الى اسرائيل، على ان تشمل جولته الراهنة، الأردن، في محاولة لضبط ردود الفعل على المجازر التي تدمي القلوب والعيون بحق شعب غزة، اطفالاً ونساءً ورجالاً ومسنين، بقيت الانظار اللبنانية والخارجية شاخصة الى اطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من مجمعات عدة في الضاحية الجنوبية وبعلبك ودير قانون النهر وغيرها، وإن كانت وقائع حرب الايام الـ26 لتاريخه تكفلت بكشف الكثير مما سيقوله نصر الله، الذي ينقل قريبون من الحزب ان «الوقت ملائم للحكي وانتظروا المفاجآت»..
وبصرف النظر عن المناشدات والمزايدات، فالسيد نصر الله ليس بوارد ارسال رسائل تطمين لاحد، سوى الجانب الفلسطيني بأن المقاومة لن تقلب له «ضهر المجن» (اي تتخلى عنه)، لكن المؤكد ان السيد نصر الله سيوجه تهديداً واضحاً للاسرائيليين، اي طلقة تطلق على الاراضي اللبنانية، ستتسبب باشعال الحرب، واستهداف اي مدني موجود على الاراضي اللبنانية سيشعل الحرب ايضاً.
وحسب مقربين من الحزب ان المقاومة لن تقبل بتضييق الخناق على شعبها، وبعد كلمة نصر الله سيعود الجميع ويقطفوا المحاصيل في القرى الحدودية.
وخلافاً لما تردد، نفت مصادر سياسية تبلغ المسؤولين بزيارة مساعدة وزير الخارجية الاميركية بربارة ليف الى لبنان قريبا، وقالت: اي زيارة لمسؤول من الخارج إلى لبنان، تتطلب ابلاغ وزارة الخارجية او المؤسسات التي ينوي زيارتها مسبقا لتحديد المواعيد او الغاية من هذه الزيارة، لتحضير الملفات ومواضيع البحث والنقاش معه، الا ان هذا لم يحصل حتى اليوم، الا اذا كانت الزيارة تحصل بالتنسيق مع السفارة الاميركية في لبنان، ولم يتم ابلاغ السلطات اللبنانية عنها، لدواعٍ واسباب امنية، تتطلب التكتم بخصوصها، لحين وصول المسؤول الاجنبي وقيامه على الفور بزياراته للمسؤولين اللبنانيين.
وكانت المعلومات تحدثت عن ان بربارة ليف ستستغل جولة تقوم بها على بعض دول المنطقة، في اطار التحرك الاميركي الجاري بخصوص الحرب التي تشنها إسرائيل على الفلسطينين في قطاع غزّة، وتداعياتها على المنطقة، للقيام بزيارة خاطفه إلى لبنان لابلاغ كبار المسؤولين بضرورة ابلاغ حزب الله بضرورة عدم الزج بلبنان في هذه الحرب، وابقائه بعيدا عنها.
مجلس الوزراء
وخلال جلسة مجلس الوزراء، في السراي الكبير، عرض الرئيس نجيب ميقاتي تصوره لتجنيب لبنان الحرب الدائرة في غزة، والذي يروّج له في جولاته العربية، والتي بدأها في قطر.
وتناول مجلس الوزراء ملف المناقصات في ما خص تلزيم البريد، بحضور رئيس هيئة الشراء العام جان العلية، الذي طلب اليه الرئيس ميقاتي مغادرة الجلسة، بعد اشتباك كلامي، مسرحي، مع وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال جوني قرم، على خلفية التلزيمات والارقام.
واخذ مجلس الوزراء علماً بالشكوى التي قدمها لبنان ضد الاعتداءات الاسرائيلية في الجنوب.
وبعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء، أوفد اللقاء الديمقراطي النائب وائل ابو فاعور الى الرئيس ميقاتي، وسأله عن نتائج الاتصالات على صعيد قيادة الجيش وتعيين رئيس للأركان، ولم يحصل أبو فاعور على اي اجابات قاطعة على هذا الصعيد.
وفي السياق، قالت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن ما من تحريك للملف الرئاسي وإن مرور عام على الشغور لم يدفع في اتجاه خلق اي مسعى، وأشارت إلى أن الهوة بين الأفرقاء السياسيين تتسع أكثر فأكثر بفعل أكثر من ملف ما ينعكس على الملف الرئاسي الذي تراجع الحديث عنه وحل مكانه التوجس من الحرب والشغور الأمني وهذه معركة القوى السيادية وفق المصادر نفسها.
ورأت هذه المصادر أن الخيارات المتاحة للتمديد لقائد الجيش تتضمن مطبات ولم ينضج الجو المرافق السيناربو الذي يتبع سواء عبر الحكومة أو مجلس النواب ما يوحي أن الملف مرشح للمزيد من التعقيد، اما اذا قام مخرج ما فإن التمديد يصبح تحصيل حاصل إلا أنه لا يمكن إغفال التحالف الجديد بين حزب الله والتيار الوطني الحر للوقوف بوجه هذا القرار.
الجميل يدعو نصر الله لعدم إقحام لبنان
وفي اطار مواقف رؤساء الاحزاب والتكتلات، اعرب رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل عن تمنياته بألا يقحمنا السيد نصر الله في الحرب، ولا اطلب منه تسليم سلاحه، وليحتفظ بقوة الردع، بل اطلب منه الا يعطي ذريعة لاسرائيل، لمهاجمتنا، وليدع الجيش ينتشر مع اليونيفل على الحدود.
وكشف الجميل ان النائب جبران باسيل لم يطلب مني شخصياً ان نجتمع، ولو طلب لكنت استقبلته على الأرجح.
ونفى الجميل المشاركة في اي جلسة تشريعية للتمديد لقائد الجيش، مقترحاً تأجيل تسريح قائد الجيش، من خلال مجلس الوزراء نيابة عن وزير الدفاع.
وفي المواقف، أشارت الهيئة السياسية في التيار الوطني الحر إثر إجتماعها الى ان النائب باسيل «مع التأكيد على ضرورة القيام بكل ما يلزم لتحييد لبنان عن الحرب، يدعو التيار اللبنانيين جميعاً الى الالتزام بحق لبنان بالدفاع عن نفسه في مواجهة اي اعتداء اسرائيلي والى الإستعداد لمواجهة كل الاحتمالات في ضوء المسار الإسرائيلي بتصعيد أعمال العنف، وعدم الخوف والهلع كون اسرائيل لا يمكنها ان تكون منتصرة من جرّاء اي حرب تشنّها على لبنان، بل ستكون خسارتها اضعاف خسارة لبنان». ورأت في بيان «ان حماية لبنان تتطلّب ايضاً وضعاً داخلياً متماسكاً وتبدأ بأن يتحمل المجلس النيابي مسؤولياته ويسرع في إنتخاب رئيس للجمهورية، كأساس لإعادة تكوين السلطة وإنتظام عملها، فتتشكل حكومة إصلاحية إنقاذية، تسدّ الفراغات والشغور في الدولة وتطلق عملية الاصلاح وتنعش الاقتصاد وتعيد الحياة الى المؤسسات، ويجدر هنا التأكيد على مبدأ التيار رفض أي تمديد لأي مسؤول تنتهي ولاية خدمته وهذا مبدأ يتبعه التيار منذ انخراطه في الحياة السياسية.
الهيئات والموازنة
مالياً، رفضت الهيئات الاقتصادية رفض اية زيادة على الضرائب في مشروع الموازنة، ودعت النواب الى التصويت على الموازنة تفادياً لإقرارها بمرسوم من قبل الحكومة بصياغتها المشكو منها والتي ستؤدي حتماً الى إسقاط الإقتصاد الوطني.
وبالنسبة الى الضريبة الموحدّة على المداخيل، أوضحت الهيئات الاقتصادية أن رفضها للمشروع «ناتج عن عدم تَوَفُّر الظروف المؤاتية لمثل هذه الضريبة لا سيما عدم وجود الحدّ الادنى من انتظام المؤسسات والاستقرار الاقتصادي والسياسي وعدم القيام بالإصلاحات البنيوية في مؤسسات الدولة».
الوضع الميداني
ميدانياً، بعد هدوء صباحي على الحدود الجنوبية توترت الاجواء بعد ظهرأمس وعاود العدو الاسرائيلي استهداف القرى في المنطقة ورد حزب الله باستهداف موقعين للجيش الإسرائيلي في المالكية والبياض مقابل عيترون وبليدا، فقصف أطراف البلدتين بالقذائف الفوسفورية والانشطارية.
واشار جيش العدو الى ان قواته هاجمت خلية حاولت إطلاق صواريخ مضادة للدبابات على الحدود اللبنانية.
واعلن اعلام العدو عن إطلاق صاروخ مضاد للدروع على جبال «راميم» في الجليل الأعلى رد عليه الجيش العدو بنيران المدفعية.
وزّع الإعلام الحربي في «حزب الله» رسماً يُبيّن حصيلة العمليات العسكرية ضدّ المواقع الإسرائيلية الحدودية في جنوب لبنان منذ 8 تشرين الأول وحتى اليوم.
وتُظهر الأرقام أنّ العمليات قُبالة الحدود الجنوبية أسفرت عن مقتل وجرح 120 جنديّاً إسرائيليّاً وتدمير 9 دبابات وإسقاط مسيّرة إسرائيلية.
كما أعلن «حزب الله» عن تنفيذ 105 هجمات منذ طالت منظومات استخبارات واتصالات وأنظمة تشويش و33 راداراً.
وفي شأن متصل بالوضع في القرى الحدودية تفقد السفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا القرى الحدودية في بنت جبيل: دبل، رميش، عين إبل، يرافقه رئيس «المؤسسة المارونية للانتشار» ورئيس جمعية «سوليدارتي» شارل الحاج.
وكان في استقباله في بلدة رميش في قاعة كنيسة التجلي كاهن رعية رميش الخوري نجيب العميل، ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات، ورئيس البلدية ميلاد العلم وايلي العلم وفاعليات.
وتم البحث في اوضاع اهالي البلدة واحتياجاتهم في ظل الظروف المتوترة.
ورحب الأب العميل ورئيس البلدية بزيارة السفير البابوي للقرى الواقعة عند الحدود.
بعدها تفقد الوفد المستشفى الميداني في رميش وقدموا مساعدات غذائية للاهالي الصامدين في البلدة.