كتبت صحيفة “الديار”: لليوم الـ 27، تواصل اسرائيل مجازرها الوحشية بحق أهالي غزة، بغطاء أميركي شامل ودعم اوروبي وتامر عربي، حتى مستوى الاحتجاجات الشعبية العربية لم ترتق إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي في مخيم جباليا الشاهد الاكبر على رداءة هذا العصر العربي، فقد جددت اسرائيل قبل ظهر امس غاراتها على حي الفالوجا في مخيم جباليا ودمرت حيا سكنيا بكامله على رؤوس قاطنيه بقنابل محرمة دوليا، زنة القنبلة الواحدة طن من المتفجرات مما أدى إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى، بعضهم كانوا يقفون في صفوف طويلة امام احد الافران. وكان الطيران المعادي نفذ اول أمس في جباليا مجزرة مشابهة استشهد فيها 400 مواطن بعد تعرض الحي الذي يقطنون فيه لسقوط 6 قنابل زنة القنبلة الواحدة طن من المتفجرات ايضا بحجة القضاء على قيادي من القسام كما ادعى الناطق باسم جيش الاحتلال، كما قصفت الطائرات الاسرائيلية صباح امس عدة منازل في خان يونس استشهد فيها 13 مواطنا، فيما اعترف العدو بمقتل17 من جنوده من لواء جفعاتي خلال التوغل البري في شمال غزة، بينهم 11 جنديا اثر تدمير الية «النمر» بصاروخ موجه من القسام، و جنديان في انفجار لغم في مدرعة هامر، و4 جنود من قوات النخبة في المواجهات المباشرة و14 جريحا بينهم 7 في حالة خطرة بعد ان وقعوا بكمائن محكمة للمقاومة في حي الكرامة شمال غربي مدينة غزة، وسط معارك ضارية وعمليات التفاف للمقاومين ومهاجمة الاسرائيليين من الخلف وفي مواقع مختلفة وصولا إلى غلاف غزة، كما دمروا 4 اليات بقذائف الياسين 105، واجهزوا على قوة راجلة في بيت ياحون وقصفوا القوات المتوغلة في حجر الديك، بالإضافة إلى مواصلة إطلاق الصواريخ على كل مناطق فلسطين المحتلة، وحسب مصادر فلسطينية في بيروت، ان اكثر ما فاجأ قادة العدو امتلاك المقاومة لصواريخ نوعية ومتطورة قادرة على تدمير الدبابات الإسرائيلية التي تم تطويرها بشكل يحميها من صواريخ الكورنيت الروسية، وكلفت عملية التطوير والحماية لكل دبابة 3 ملايين دولار، هذه الصواريخ الذي يملكها عناصر القسام شكلت الصدمة الكبرى للاسرائيليين واعادت إليهم صور مجزرة الدبابات في وادي الحجير عام2006، وهذا ما يؤشر إلى أن المرحلة الثالثة من الحرب على غزة التي أعلنها نتنياهو وسماها «التوغلات البرية» لم تحقق نجاحاً، وسقط للاسرائيليين اعداد كبيرة من القتلى، اعترف بها عضو كابينت الحرب الصهيوني بني غانتس، وقال « انه يوم صعب وتنتظرنا المزيد من الايام الصعبة وثمن الحرب باهظ ومؤلم ومقتل جنودنا ضربة صعبة ومؤلمة» كما قال رئيس الحكومة نتنياهو « تكبدنا خسائر كبيرة ومؤلمة خلال التوغل البري» وهذا ما اعترف به وزير الدفاع غالانت، وقالت الاذاعة الاسرائيلية عن مصدر رسمي: عدد الضحايا لا يمكن استيعابه واكبر بكثير مما تم اعلانه.
وحسب المصادر الفلسطينية في بيروت، ان اسرائيل تريد تقسيم القطاع الى 4 مربعات والتركيز في الشمال على مدينة غزة، وتقدمت الثلاثاء الماضي في منطقة صلاح الدين مسافة 3 كيلومترات في اراض زراعية ومكشوفة وواجهت مقاومة ضارية، وعندما لامست المناطق السكنية والانفاق، بدات الحرب الحقيقية وتدمير الاليات الاسرائيلية، وفي المعلومات، ان اليات اسرائيلية اكتشفت احد الانفاق فاقتربت لتفجيره، فوقعت في كمين محكم واطلق باتجاه القوة المهاجمة 5 صواريخ «الياسين 105» فاحترقت 3 اليات وقتل 8 جنود للعدو وانسحبت باقي القوة المهاجمة.
واللافت ان رجال القسام ادخلوا أسلحة جديدة في مواجهات الايام الماضية بينها «طوربيدات العاصف» التي أطلقها تجاه عدد من الأهداف البحرية المعادية وقام بتصويرها، وحسب مصادر فلسطينية في بيروت، الحرب على غزة اميركية بامتياز، تقودها القيادة العسكرية الأميركية الوسطى التي جددت المهلة لإسرائيل لمواصلة حرب الابادة والمجازر ضد الشعب الفلسطيني، هذا التفويض سيمنحه مجددا وزير الخارجية الاميركي بلينكن لنتنياهو خلال زيارته غدا إلى كيان العدو، والتي سبق وصوله إليها استبعاده الاعلان عن وقف لاطلاق النار قبل القضاء على حماس، معتبرا ان اي وقف للنار حاليا يعد انتصارا لحماس واعطائها الفرصة لترتيب اوضاعها العسكرية مجددا، رافضا العودة إلى المرحلة التي كانت سائدة قبل 7 تشرين الاول وحكم حماس على غزة، وحسب المعلومات الفلسطينية في بيروت، ان واشنطن تريد وضع غزة تحت الوصاية المصرية والضفة تحت الوصاية الاردنية، وهذا ما يستدعي مواصلة الحرب الإسرائيلية حتى استسلام حماس وفرض واقع جديد، ويبقى السؤال الذي يقض مضاجع الاميركيين والاسرائيليين والعرب، ماذا لو صمدت حماس وتدخل حزب الله والحوثيون والسوريون والحشد الشعبي؟ علما ان الحوثيين بثوا صورا للقصف الصاروخي على منطقة ايلات في فلسطين المحتلة، فيما اعلن العدو، انه اسقط 4 مسيرات وصاروخا فوق البحر الاحمر اطلقوا من اليمن باتجاه ايلات.
وللدلالة على الدعم الأميركي المطلق للعدو وحسب معلومات عسكرية، فقد ظهرت طائرة الشبح الأميركية ب 2 سبيرت في سماء غزة ليل امس، وهي قاذفة من النوع الثقيل، والرادار لا يستطيع رصدها وهي تخص السلاح الجوي الأميركي فقط وقادرة على التصوير الدقيق وضرب أهداف محددة، فيما كشفت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية عن وصول قوات اميركية خاصة الى اسرائيل للمشاركة في حماية السفارة الاميركية وليس للقتال في غزة كما بررت وزارة الدفاع الاميركية.
نقل 70 جريحا ومغادرة 500 اجنبي غزة
وحسب المعلومات الفلسطينية في بيروت، الكلمة للميدان خلال الاسابيع القادمة، والحرب طويلة وربما تشهد عمليات استنزاف، لكن ذلك لا يمنع الوصول إلى اتفاقات وهدن مؤقتة تقودها قطر، واسفرت عن فتح معبر رفح لساعات، لنقل 81 جريحا من غزة حالاتهم حرجة إلى مستشفيات القاهرة، ومغادرة 500 شخص المدينة، وهؤلاء يشكلون الدفعة الأولى من الأجانب ومزدوجي الجنسية الذين علقوا على المعبر منذ عمليات طوفان الأقصى، وحسب مصادر فلسطينية، فان عدد الجرحى الذين سينقلون من غزة هم 70 جريحا فقط، ويعود تقليص العدد الى تبلغ وزارة الصحة الفلسطينية من المخابرات المصرية لائحة بـ 81 اسما، تبين ان 7 اسماء منهم توفوا و4 تمت معالجتهم، وقد رفضت المخابرات المصرية استبدال هذه الأسماء بغيرهم من الجرحى، لان الأمر يحتاج إلى اتصالات مع الدوحة وواشنطن وتل أبيب، كما أبلغ المسؤولون الفلسطينيون، ان المعبر سيقفل مع مغادرة آخر اجنبي مسجل ضمن الـ 500 اسم، علما ان عدد الجرحى يفوق الـ 20 الفا بينهم مئات الحالات الخطرة، كما أن إسرائيل لم تسمح بإدخال الوقود والمواد الطبية بعد، انما سمحت بدخول شاحنات محملة بالبسكويت المنتهي الصلاحية وبطانيات، وذكرت مصادر فلسطينية، عن قيام آلاف الفلسطينيين بتلبية نداء وزارة الصحة وتقديم ما يتوافر عندهم من محروقات الى المستشفيات التي تعاني نقصا حادا في الوقود، فيما تم تقطيب جرح نجل مراسل الجزيرة وائل الدحدوح «بشرائط معدنية» نتيجة فقدان الخيطان المخصصة للعمليات، بدوره ناشد رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية ابقاء معبر رفح مفتوحا.
تعثر عمليات تبادل الأسرى
في ملف الأسرى، ورغم ليونة حماس في هذا الموضوع لأسباب انسانية واعلان الناطق باسمها ابو عبيدة عن قرار الحركة بإطلاق المزيد من الأسرى المدنيين خلال اليومين القادمين ،لكن الاتصالات القطرية مع الاميركيين والمصريين لم تصل الى اي نتيجة بسبب الرفض الاسرائيلي للأمر، ورفض نتنياهو إدخال اي مواد طبية ومحروقات إلى غزة قبل تحقيق انجاز عسكري يريده «للصورة فقط» فنتنياهو يريدا انجازا ليفاوض عليه من موقع القوة لحماية حياته السياسية بعد وقف إطلاق النار في ظل الانقسامات الحادة داخل المجتمع الاسرائيلي وتحميله مسؤولية كل الاخفاقات وصولا الى وظيفة إسرائيل وتراجع دورها. وحسب كل المتابعين لاحداث غزة، اسرائيل مجبورة على تقديم التنازلات التي فرضتها موازين القوى العسكرية الجديدة، وما وافق على تقديمه إسحاق رابين من تنازلات عام 1994ربما لم يعد مقبولا اليوم بسبب الهزيمة الإسرائيلية في غزة.
وحسب المعلومات الفلسطينية في بيروت، ان ما يعزز الأمل بتجاوز هذه المرحلة الصعبة، وخلق موازين قوى جديدة تحمي الفلسطينيين مستقبلا وتعطيهم حقوقهم، يعود بالدرجة الأولى إلى صمود القسام واحتفاظها بعد اليوم الـ 27 بالمبادرة، في مقابل تعاظم الخشية الإسرائيلية من الدخول البري مع وجود مئات الكيلومترات من الانفاق المعقدة. ولليوم السابع والعشرين فان إنجازات العدو تقتصر على المجازر بحق المدنيين وتدمير الابنية والمستشفيات، لكن بالمقابل، عجزت اسرائيل رغم كل تفوقها التكنولوجي من الوصول إلى قيادي واحد في حماس او ضرب قاعدة صواريخ او تدمير نفق، كما ظهر الجندي الاسرائيلي في المواجهات المباشرة جبانا، دون عقيدة قتالية، وقدم للعالم اسوأ صورة عن تفوقه، فيما سجل مقاتلو القسام أمثلة في الشجاعة والبطولة جعلت القادة الاسرائيليين يصفوهم» بالوحوش» في ساحات الميادين.
كلمة نصرالله الجمعة… وبري : سأكون في المعركة
العالم ينتظر كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وما سيقوله عصر الجمعة من رسم لمعالم المرحلة القادمة وسقوفها، وحتى موعد اطلالته طرحت عشرات الاسئلة ووعدت سفارات اجنبية في بيروت بتقديم مساعدات مالية لمن يعطيها معلومة أكيدة عما سيقوله السيد، وحاولت سفارات اجنبية ايضا وتحديدا السفارة الأميركية في بيروت الاتصال بشخصيات وقوى سياسية لنقل تمنياتها وتحذيراتها في نفس الوقت إلى حارة حريك « العصا والجزرة» وحض السيد على عدم توسيع رقعة الحرب الشاملة إلى جنوب لبنان وصولا الى الجولان، لان من شان ذلك تعريض لبنان لخسائر كبرى وعودته إلى العصر الحجري، وحسب المعلومات المتداولة، ان البوارج الاميركية ستشارك في القصف على مواقع حزب الله والجيش السوري اذا وسع حزب الله نطاق المعارك الكبرى، وهذه التهديدات رد عليها حزب الله بتهديدات اكبر جعلت الأميركي متخوفا جدا من ردود الحزب، وفتح القنوات الديبلوماسية مع أكثر من طرف للتواصل مع الحزب والنقاش معه في مخاطر فتح جبهة الجنوب.
في ظل هذه الاجواء، ومع بدء التوغلات البرية على غزة، يتحدث السيد حسن نصرالله غدا، فهل يطل ويقول انظروا إليها كيف تحترق؟ ام يطرح معادلات جديدة لنصرة غزة، ولن يسمح بمرور المجازر الإسرائيلية بحق أهلها دون عقاب، بدوره، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري، « اذا وقعت الحرب الكبرى لن اكون حليف حزب الله بل ستكون حركة امل جنبا الى جنب حزب الله في المعركة».
بعض من هزائمهم في جنوب لبنان
اشغلت المواجهات اليومية المفتوحة في الجنوب وعمليات المقاومة الإسلامية النوعية 3 فرق عسكرية للجيش الاسرائيلي، ادت الى مقتل وجرح 120 جنديا واستهداف 105 مواقع عسكرية و تدمير ناقلتي جند و9 دبابات و2 هامر، وتعطيل 140 كاميرا و33 رادارا واسقاط مسيرتين وضرب 69 منظومة اتصالات و17 نظاما للتشــويش و27 منظــومة استخبارات واخلاء 65الف مستوطن من 28 مستوطنة، علما ان العدو الاسرائيلي بات يتكتم على اعداد قتلاه.
بدورهم، واصل مجاهدو المقاومة الاسلامية عملياتهم النوعية، واستهدفوا بـ3 صواريخ موجهة موقع بياض بليدا الاسرائيلي في القطاع الاوسط من جنوب لبنان واصابوه بشكل مباشر، ،وقد دوت صفارات الانذار في منطقة شتولا في الجليل الاعلي وانقطع التيار الكهربائي، وردت مدفعية الاحتلال في قصف عدد من اطراف البلدات الجنوبية، كما استهدف مجاهدو المقاومة الاسلامية مقر قيادة كتيبة زرعيت المستحدثة وتجمع الياته وقواته في خلة وردة بالقذائف المدفعية والصواريخ المناسبة واوقعوا فيها اصابات مؤكدة.
واعترف المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي باطلاق قذائف هاون من لبنان باتجاه مستوطنة شوميرا بالجليل الاعلى، كما نفذ مجاهدو المقاومة عملية استهدفت موقع حدب البستان بالقـذائف المدفعية وحقـقوا فيه اصابات مباشــرة.
من جهة اخرى، استشهد الجريح علي كوراني البالغ من العمر 16 سنة والذي اصيب في الغارة الاسرائيلية على بلدة ياطر الجنوبية امس الاول.
جلسة مجلس الوزراء وخلافات عاصفة حول تلزيم البريد
فيما تطورات المنطقة ترسم معالم الشرق الجديد، ولبنان على فوهة بركان حقيقي، لكن مجلس الوزراء في عالم اخر، واهتماماته لم تتغير ومحصورة بتمرير التلزيمات وتغطية عمليات الفساد التي كادت تفجر مجلس الوزراء بسبب تلزيم البريد، ولولا تدخل الرئيس ميقاتي والطلب من رئيس هيئة الشراء العام جان العلية مغادرة الجلسة لكانت الامور اخذت منحى اخر، وطلب ميقاتي من وزير الاتصالات جوني القرم اعداد ورقة العمل الجديدة لملف البريد والموافقة على عملية التلزيم.
وكانت الامور وصلت الى حدها بين الوزير القرم والعلية، وعلا الصراخ والتهديدات المتبادلة بسبب اقتصار تلزيم البريد على شركة واحدة بعد انتهاء عقد شركة ليبانون بوست وعدم التقدم بعرض جديد بعد نيل البراءة على كل اعمالها من مجلس الوزراء.
الاشكال بدا بعد اعتراض العلية على طريقة التلزيم التي انحصرت بشركة واحدة و لمدة 9 سنوات مشيرا الى ضعف عائدات الدولة مؤكدا انه لا يجوز التلزيم لمدة 9 سنوات، فيما اكد القرم على قانونية المناقصة وانها تمت بعد اخذ راي العلية، وترفع عائدات الدولة الى 15 ٪، لكن العلية لم يقتنع وانفجر الخلاف وحسمه ميقاتي لصالح القرم، علما ان الالتزام رسا بعد فض العرض الوحيد على شركتين قامتا بالائتلاف بشركة واحدة، هما شركة ميريت انفست اللبنانية وشركة فرنسية لا تتوافر فيها الشروط المطلوبة لادارة البريد.