كتبت صحيفة “الديار”: حرب الابادة الاميركية ـ الاسرائيلية على غزة بغطاء عربي شامل سيؤدي الى اشتعال المنطقة وسقوط كل الخطوط الحمراء والانزلاق نحو حرب شاملة في ظل القرار الدولي الواضح بالقضاء على حماس وتفكيك بنيتها واعتقال قياداتها واخراجها من غزة وتسليمها الى السلطة الفلسطينية بوصاية مصرية على غزة واردنية على الضفة. وفي المعلومات، ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وافق على الاشراف على غزة من ضمن حل سياسي شامل. وفي هذا الاطار، قال وزير خارجية اميركا بلينكن عقب اجتماع لوزراء خارجية مجموعة السبع في طوكيو، «ان الولايات المتحدة ترفض التهجير القسري للفلسطينيين من غزة، الان وفي المستقبل، وتدعم حل الدولتين». واشار الى ان «اسرائيل» «لن تستطيع ادارة غزة بعد نهاية الحرب وفي الوقت نفسه لا مكان لحماس فيها» وتحدث عن «امكانية اللجوء الى مرحلة انتقالية بعد نهاية الصراع»، واكد ان على «اسرائيل عدم اعادة احتلال قطاع غزة او فرض الحصار عليه بعد نهاية الحرب او اقتطاع اجزاء منه».
وحسب المعلومات المتداولة، المعادلة باتت واضحة عند المجتمع الدولي الداعم للعدو، «اما اسرائيل واما حماس» ومن الطبيعي ان يكون القرار شطب حماس من المعادلة لتبقى «اسرائيل» في هذه المنطقة مستقرة وآمنة، بعدما هزت عملية طوفان الاقصى هذا الكيان وطرحت امكانية زواله، وكشفت جيش العدو واظهرت عجزه و «عوراته» خلال المواجهات، ولم يبادر الى عمل عسكري الا بعد 12ساعة من بدء عملية طوفان الاقصى وبشكل عشوائي ادى الى مقتل عشرات المدنيين والعسكريين الاسرائيليين بنيران الجيش الاسرائيلي ولم يحقق انجازا عسكريا واحدا؟ ولم يدمر نفقا او احتلال شمال غزة او القضاء على يحيى السنوار او محمد الضيف او ابو عبيدة قادة عملية طوفان الاقصى كما وعد نتنياهو جمهوره؟ ويقول قيادي فلسطيني في بيروت «لو كان المدنيون الفلسطينيون يحسنون قيادة الدبابات لكانوا نقلوا الى غزة اكثر من 30 دبابة تركها طواقمها» هذه المعلومات يتداولها قادة مخابرات جيوش العالم، وهزت الهيبة العسكرية الاسرائيلية التي يريد نتنياهو استعادتها حتى لو كان الثمن محو غزة عن خريطة العالم، وضربها نوويا واحراقها بـ40 الف طن من المتفجرات حتى الان، كيلا يدخل الى السجن بعد وقف اطلاق النار ومحاسبته على الاخفاقات، لكن المشكلة التي تواجهه وتعمق مازقه ومازق الادارة الاميركية يعود الى صمود حماس والفصائل الفلسطينية ووراءهم الشعب الفلسطيني في غزة لليوم الـ 34، حيث القدرة القتالية لم تتراجع مطلقا، وما زال اطلاق الصواريخ على وتيرته المرتفعة مع تصوير كل العمليات بالاضافة الى اقامة الكمائن وعمليات الالتفاف والتطويق وجر العدو الى اماكن سهلة لاصطيادهم، بالمقابل لم يسجل خروج اي مواطن فلسطيني في غزة محتجا على ممارسات حماس كما تريد «اسرائيل» التي فشلت في خلق هوة بين الشعب الفلسطيني وقياداته وحافظ على وحدته الوطنية بعكس المجتمع الاسرائيلي، وهذا ما ادهش العالم.
هدنة لـ3 ايام
وحسب المتابعين للتطورات العسكرية في غزة، عامل الوقت ليس لمصلحة اميركا و «اسرائيل» مطلقا، وغليان الشارع العربي والدولي ضد «اسرائيل» بدا يشكل قلقا فعليا لقادة الانظمة العربية، والخوف من فلتان الشارع وهز الاستقرار العام نتيجة المجازر اليومية، هذه الهواجس نقلها القادة العرب لوزير الخارجية الاميركي بلينكن الذي وعدهم بانجاز هدنة مؤقتة تكون هدية واشنطن للقمتين العربية والاسلامية في الرياض السبت والاحد، واعلنت هيئة البث الاسرائيلية، انه تم تقريبا التوصل الى هدنة ووقف لاطلاق لمدة 3 ايام، وافادت وكالة روسيا اليوم، بان الهيئة الرسمية الاسرائيلية، اشارت الى انه خلال الهدنة سيتم اطلاق سراح من 15 الى 20محتجزا من الجنسيات الاجنبية مقابل ادخال التموين والمعدات الطبية.
مواجهات بطولية في غزة
اعلن الناطق باسم كتائب القسام ابو عبيدة عن احراق واعطاب 136 الية بصواريخ فلسطينية الصنع، كما خاض مقاتلو القسام مواجهات ضارية امس ادت الى مقتل الكولونيل ميل يعقوب اوزي 28 عاما وجنديين وفشل محاولات التقدم البرية، كما وقعت قوة معادية في كمين محكم في مخيم الشاطئ، بالمقابل، دمرت الطائرات الاسرائيلية 3 مساجد وقتلت العشرات في مجازر جديدة.
وقد بث الاعلام العسكري لكتائب القسام صورا عن المواجهات البطولية الاسطورية في كيفية حرق الدبابات الاسرائيلية من قبل مقاتلي القسام والالتحامات التي كشفت عن ثبات المقاومة وتحكمها بالارض، وظهرت الصورة مغايرة لما بثته وسائل الاعلام العربية والعالمية عن تراجع حماس عسكريا في الايام الماضية وصلت بواشنطن الى رسم مستقبل غزة من دون حماس، لكن الوقائع الميدانية دحضت كل هذه الشائعات.
تبادل الاسرى
لكن ما لفت المراقبين تصريح نتنياهو الاخير، الذي ربط الموافقة على اطلاق النار بالافراج عن الاسرى وليس القضاء على حماس، وهذا يشكل بداية النزول عن الشجرة، علما ان حركة حماس اعلنت استعدادها لاطلاق جميع الاسرى المدنيين والاجانب والبحث ايضا في موضوع الاسرى المزدوجي الجنسية مقابل وقف لاطلاق النار وادخال المساعدات وتحديدا الوقود لان البحث في موضوع الاسرى يحتاج الى ظروف مؤاتية لنقل الاسرى وضمان حياتهم، اما الاسرى العسكريين فهذا مرهون باطلاق كل الاسرى الفلسطينيين الـ 7500 و في مقدمهم مروان البرغوثي واحمد سعدات وجميع القادة، واشارت معلومات، ان حماس وضعت شرطا على السلطات الفرنسية باطلاق جورج عبدالله مقابل الافراج عن رهائن فرنسيين، والحركة مستعدة للبدء بالمفاوضات حول الاسرى العسكريين فورا، وتقوم بالاتصالات مع الجانبين المصري والقطري اللذين يتوليان التواصل مع الاميركيين والاسرائيليين.
عمليات حزب الله
من جهتهم، واصل مجاهدو المقاومة الاسلامية عملياتهم النوعية ضد جنود الاحتلال، وهاجموا بالاسلحة المناسبة قوة مشاة اسرائيلية في محيط قاعدة شوميرا واوقعوا فيها اصابات مؤكدة، وردت قوات الاحتلال بقصف على المنطقة الواقعة بين ميس الجبل وحولا في جنوب لبنان، واستهدفت مدفعية العدو ايضا اللبونة والناقورة وخراج بلدة رميش واطراف بلدة عيتا الشعب ورامية كما سقطت 3 صواريخ بين زرعيت وشتولا، وافيد ان احد المنازل الذي استهدفه القصف في حولا كان يوجد فيه 23 مواطنا معظمهم من التابعية السورية نجوا باعجوبة.
كما هاجم مجاهدو المقاومة الاسلامية بالاسلحة المباشرة قوة مشاة صهيونية قرب ثكنة دوفيف واوقعوا فيها قتلى وجرحى ردا على العدوان الاسرائيلي باستهداف سيارة اسعاف تابعة لكشافة الرسالة الاسلامية، وقصفوا ايضا موقع بياض بليدا بالاسلحة المناسبة، وادت عمليات المقاومة الى اصابة جنديين اسرائيليين حسب الناطق العسكري الاسرائيلي.
من جهتها اعلن الاعلام الاسرائيلي سقوط دفعة صواريخ في كريات شمونة.
قمتا الرياض
وفي ظل هذه الاجواء، تعقد القمتين العربية والاسلامية السبت في الرياض، وقد وجه الملك سلمان بن عبد العزيز دعوة للرئيس السوري بشار الاسد لحضور القمة العربية، كما وجه الدعوة للرئيس الايراني لحضور القمة الاسلامية.
جولات الموفدين الاميركيين
وفي هذا الاطار، تاتي جولات الموفدين الاميركيين على دول المنطقة حاملين «العصا والجزرة» والطلب من الرؤساء العرب الليونة والاعتدال في المواقف خلال القمتين العربية والاسلامية، وفي هذا الاطار، دعا الموفد الاميركي هواكشتاين خلال محطته في بيروت الى ضرورة ضبظ الساحة اللبنانية وعدم انزلاق الامور في الجنوب الى حرب شاملة، وحاول معرفة مواقف حزب الله من التطورات وكيف سيتصرف اذا تصاعدت المواجهات في غزة دون ان يحصل على اي جواب؟ لكن الذين التقوا هوكشتاين لم يلمسوا اي تحذير في كلامه، خلافا لرسائل بلينكن في بداية الحرب الى القيادات اللبنانية وضرورة تبريد جبهة الجنوب تلافيا لمشاركة الطاىرات الاميركية في قصف مواقع حزب الله، وقال مدير عام الامن العام السابق اللواء عباس ابراهيم لهواكشتاين «عليكم ان تلجموا اسرائيل وتضعوا حدا لاعتداءاتها على لبنان».
لا تمديد لقائد الجيش
لا تمديد لقائد الجيش ولا تعيين لرئيس الاركان ولا ملء للشواغر في المجلس العسكري، هذا ما افضت اليه الاتصالات الاخيرة بين جميع الاقطاب السياسيين، وما اعتمد في الامن العام ومصرف لبنان وقائد الدرك سيطبّق على قائد الجيش، والعميد بيار صعب سيتولى مهام القائد بالوكالة في 16كانون الثاني، الا اذا تم تعيين قائد جديد في اواخر كانون الاول بتوقيع 24 وزيرا، وهذا الاقتراح يعارضه ميقاتي.
وفي المعلومات، ان الاتصالات ما زالت تراوح مكانها دون اي تقدم، بعد ان سقطت كل السبل القانونية والسياسية للتمديد للعماد جوزف عون، حتى الرئيس ميقاتي رفع العشرة بعد ان ابلغه مرجع قانوني كبير تربطه صداقات مع كل القوى السياسية استحالة المخرج القانوني للتمديد وتعيين رئيس للاركان وملء الشواغر في المجلس العسكري دون توقيع وزير الدفاع واقتراحه، وما «دام فيتو» الوزير موريس سليم قائما و»الختم» في جيبه، لا تمديد للقائد ولاتعيين لرئيس الاركان، ولا يمكن لمجلس الوزراء التعيين كما طرح البعض على ميقاتي الذي فاتح بري بالامر وتم تجاوز الطرح بعد ذلك.
وفي هذا الاطار اتى استياء بكركي والبطريرك الراعي من الفراغ الذي يهدد قيادة الجيش ليرفع من حظوظ التمديد للعماد عون، غير ان وزير الدفاع ابلغ الجميع انه لن يخرج عن رغبة الرئيس ميشال عون اولا وجبران باسيل ثانيا في ملف التعينات العسكرية، علما ان الرئيس عون ابلغ السفيرة الاميركية التي تقود موضوع التمديد «وجها لوجه» عندما زارته في الرابية رفضه للتمديد وعدم السير بالامر، وشن هجوما لاذعا على قائد الجيش وفريقه، هذا الرفض غير القابل للنقاش يقوده رئيس التيار ايضا، وحسب المتابعين للملف، المخرج للتمديد سياسي بامتياز وليس قانونيا»، اما اقتراح القانون المقدم من القوات اللبنانية بالتمديد للعماد عون عبر بند وحيد في المجلس النيابي فهو غير واقعي حسب المعارضين للامر، والقوات طرحته من باب المزايدات السياسية فقط، وتعرف ان المجلس النيابي سيد نفسه كما يردد دائما الرئيس بري، وفتح باب التشريع لبند التمديد فقط كما تريد القوات دون غيره وتجاهل مئات قوانين المشاريع ورفض اقرارها من الاطراف المسيحية تحت حجة عدم جواز التشريع في غياب رئيس الجمهورية له نتائج كارثية على البلد ومسار المؤسسات كلها، وهذا لا يمر مرور الكرام عند رئيس المجلس، وعلم انه طرح مناقشة واقرار 16 مشروع قانون، بينها الموازنة مع بند التمديد لكن الاطراف المسيحية رفضت الامر.
اما في موضوع رئيس الاركان فلا جديد ايضا، علما ان تباينات درزية بدات تطفو على السطح مع طرح اسم العميد باسم الاحمدية الى جانب العميد حسان عودة المطروح من قبل قائد الجيش، علما ان العميد عودة قريب من ميشال عون وبقي الى جانبه في جميع المراحل، والعميد الاحمدية هو الاقدم رتبة لكنه عميد اداري، ولم يسبق ان عين رئيس للاركان اداريا، وخرق هذا الامر مرة واحدة في رئاسة الشرطة القضائية، كما ان حزب الله أبلغ جنبلاط عبر الحاج وفيق صفا عدم السير في موضوع تعيين رئيس للاركان بعد رفض فرنجية وباسيل، ولا تغيير في موقف حزب الله حتى الآن، والتسريبات الاعلامية في هذا المجال لا اساس لها من الصحة.
وحسب المتابعين، اين مصلحة باسيل في تعيين رئيس للاركان من الممكن ان يتولى مهام قائد الجيش، وحرمان المسيحيين من المركز واسناده الى اكبر الاعضاء سنا في المجلس العسكري العميد بيار صعب المسيحي القريب من الرئيس ميشال عون؟ وهذه المعادلة تنطبق على التمديد لقائد الجيش، وكيف يوافق باسيل على خيار التمديد الذي قد يفتح للعماد جوزف عون ابواب بعبدا؟ وهذا ما يؤشر الى ان التمديد مستبعد، الا اذا كان الثمن الذي قد يتقاضاه باسيل كبيرا جدا.