نظم المركز اللبناني للعدالة، بالتعاون مع كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية في الجامعة اللبنانية- الفرع الثالث في منطقة ضهر العين، مؤتمرا بعنوان “أطفال غزة في ميزان العدالة الانسانية”، شارك فيه خبراء لبنانيون ودوليون في مجال حقوق الانسان، بحضور وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري، نقيبة محامي الشمال المحامية ماري القوال، رئيس اقليم الكورة في حزب الكتائب اللبنانية ماك جبور وعمداء جامعات واساتذة وعدد من المهتمين.
بعد النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني ونشيد الجامعة اللبنانية، والوقوف دقيقة صمت، قدم الافتتاحية الاستاذ المحاضر في كلية الحقوق الدكتور عبد المجيد المغربي، ثم اوضحت رئيسة المركز اللبناني للعدالة الدكتورة عائشة يكن ان “هذه الندوة ولدت من رحم المجازر، حيث ان المنظومة الدولية عاجزة عن توقيف الابادة”، ودعت الى “محاكمة اسرائيل وفقا للقانون الجنائي الدولي”.
ثم رحب مدير كلية الحقوق الدكتور خالد خير بالحضور، مؤكدا ان “مقولة ان دولة اسرائيل لن تهزم قد سقطت بفضل رجال اشداء، ومهما كان عدد الشهداء كبيرا فاننا امة ولادة”.
وقال: “لا يجوز التشكيك بالمقاومة لانها كرست التحدي والتضحية، وما يحدث اليوم في غزة لم نشهد مثيلا له في عصرنا الحديث”. ونوه ب”ردات فعل الشعوب العالمية وادانتها”، مشددا على “ضرورة وضع القضية الفلسطينية في الاطار الانساني العالمي وملاحقة اسرائيل التي هي عدوة الانسانية من خلال جرائمها ومجازرها”.
المكاري
والقى وزير الاعلام كلمة قال فيها: “ما حدث في غزة وما عشناه من سبعة تشرين الاول كحكومة وكوزارة اعلام كان صعبا، وايضا ما حدث في 13 تشرين حيث استشهد عصام عبدالله وأصيب ستة اعلاميين آخريين مازال احدهم بالمستشفى للآن، وانا اقول انهم اغتيلوا وليس قتلوا، لانهم كانوا يقفون على تلة مجهزين بعدة حماية كاملة من دروع وطاسات واعلام وسيارات واضحة، واسرائيل اغتالتهم”.
أضاف: “الموضوع له علاقة بالعدالة الدولية. انا لست قانونيا انما بصفتي وزير اعلام، اود ان احكي عما حدث معنا بهذه القضية بالتحديد، فقد أصدرت مديرة الاونيسكو ب16 تشرين اي بعد اغتيال عصام عبد الله بثلاثة ايام، بيانا يتعلق بالشهيد عصام عبد الله، تستنكر فيه وفاته وتدعو الى تحقيق شفاف وكامل، كذلك تستنكر وفاة الصحافيين الفلسطينين سعيد الطويل، محمد صبح وهشام النواجهة، وتطالب بتحقيق مستقل، في حين انها تدين قتل الصحافي الاسرائيلي وتدعو لتحقيق كامل وجلب المرتكبين الى العدالة. هذا تصريح صادر عن الاونيسكو وليس من اي جهة لها علاقة بالحرب، وهنا سؤالي لكم: اين توجد العدالة الدولية بعدما رأيناه وعندما نرى كل المنظمات الدولية ورؤساء الدول الغربية الى جانب هذه الجرائم والابادة؟ انا لم اعد اؤمن بوجود عدالة دولية، لكن عندي ايمان بنقطتين: المقاومة والاعلام. فلا شيء سيظهر جرائم اسرائيل البشعة الا الاعلام عبر نقل الحقيقة كما هي وبمسؤولية وشفافية. ولا داعي لتضخيم الامور واعطاء اخبار زائفة، فكله امامكم. ان قتل الاطفال هو من تاريخ اسرائيل وليس بجديد ابدا، فنحن كبرنا على هذه الاخبار التي عمرها مئات السنين، فهي قاتلت الانبياء والاساتذة والاطباء والاطفال والشيوخ والشباب والثقافة، من هنا اقول ان الاعلام قد يكون الوحيد الذي يمكنه ان يحرك الضمير العالمي والشعوب ضد انظمتهم. لا شيء يمكنه ان ينهي هذه الحرب الا سقوط بعض الانظمة وتغير رأيها، وان يكون هناك دافع حقيقي لكل شعوب المناطق والدول الغربية حتى العربية ان يظهروا هذه الحقيقة واعتراضهم الكبير، لان فلسطين لم تعد قضية فلسطينية، صارت قضية انسانية، ونحن بزمن ممنوع فيه الحياد، اما نكون مع البشرية والاخلاق والانسان والثقافة والمستقبل او نكون مع الانحراف والقتل والدم واغتيال الاطفال”.
وقد قدم ورقة المؤتمر استاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية الخبير السابق لدى المنظمات الدولية الدكتور حسن جوني.
وترأس الجلسة الاولى المحاضر والمدير السابق لكلية الحقوق الفرع الثالث الدكتور محمد علم الدين والتي تناولت التحديات والمسارات القانونية في مواجهة انتهاكات اسرائيل، ودور الامم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية في حماية حقوق الانسان والطفل الفلسطيني.
وعرض العميد السابق لكلية الحقوق الدكتور كميل حبيب القضية الفلسطينية: إشكالية العدالة والنظام الدولي.
كما اشار المدير العام لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات الدكتور محسن صالح بكلمته الى “الصعوبات والتحديات التي تواجه تنفيذ القانون الدولي ضد اسرائيل، خاصة عن جرائمها بحق اطفال فلسطين”، ولاحظ المحاضر في كلية الحقوق الدكتور محمد خالد دور الامم المتحدة في تعزيز الاجراءات القانونية لحماية حقوق أطفال فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني.
وتناول الامين العام للحقوقيين الديمقراطيين العالميين من بروكسل دور المحكمة الجنائية الدولية في محاسبة المسؤولين الاسرائيليين على جرائمهم بحق اطفال فلسطين.
وتحدثت رئيسة جمعية راشيل كوري للتضامن بين الشعوب الاعلامية ثريا عاصي عن “أطفال غزة في عيون الاعلام الغربي”.
وترأس الجلسة الثانية التي تضمنت آليات تنفيذ حماية حقوق الطفل في ضوء المواثيق الدولية الاستاذة المحاضرة في كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية الدكتورة غادة صبيح.
ثم عرضت مسؤولة الاعلام والتواصل في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر لمنطقة الشرق الاوسط وشمالي افريقيا الدكتورة مي صايغ لدور الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر (Ifrc) في حماية المدنيين والطواقم والمنشآت الطبية.
وتناول الاعلامي الدكتور سامي كليب دور وسائل الاعلام في فضح جرائم العدو الاسرائيلي وتوثيقها امام الراي العام العالمي.
واشار استاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية الخبير السابق لدى المنظمات الدولية الدكتور حسن جوني الى حقوق الطفل في ضوء القانون الدولي.
كما عرضت الاستاذة الجامعية والخبيرة الدولية في القانون الدولي لحقوق الانسان الدكتورة لينا الطبال من فرنسا للجهات الدولية المخولة ملاحقة اسرائيل والمسؤولين الاسرائيليين عن الجرائم المرتكبة بحق أطفال فلسطين.
وتناول الخبير الدولي في حقوق الانسان مقدم شكوى بحق اسرائيل امام محكمة الجزاء الدولية في 9 نوفمبر 2023 من فرنسا المحامي جيل ديفر امكانية ملاحقة اسرائيل امام المحكمة الجنائية الدولية.
وفي الجلسة الختامية تليت التوصيات، وجرى اطلاق العريضة.