كتبت صحيفة “الديار”: تطور كبير وخطير شهدته المنطقة يوم امس، قد يقلب المشهد رأسا على عقب، الا وهو لعب محور المقاومة وبالتحديد الحوثيين في اليمن ورقة الممرات البحرية، باقدامهم على احتجاز سفينة شحن مملوكة جزئياً لشركة «إسرائيلية» في البحر الأحمر والسيطرة عليها. ويُعتبر هذا التطور عامل ضغط كبير على المجتمع الدولي، كي يمارس بدوره الضغوط اللازمة على العدو الاسرائيلي لوقف مجازره في قطاع غزة.
ورقة الممرات المائية
وقال الحوثيون انهم اقتادوا امس الاحد سفينة «إسرائيلية» لشواطئ اليمن، فيما اعتبر جيش العدو الإسرائيلي الحادث «خطير للغاية عالميا»، لافتا الى ان «السفينة المختطفة غادرت تركيا في طريقها للهند بطاقم مدني دولي دون «إسرائيليين» وليست إسرائيلية».
وفيما وصفت رئاسة الوزراء «الإسرائيلية» الحادث بـ»العمل الإرهابي الإيراني»، معتبرة ان «حجز السفينة سيخلق تداعيات دولية تتعلق بأمن ممرات الملاحة العالمية»، قال قيادي حوثي ان «اقتياد السفينة جاء نصرة لأهلنا المظلومين بغزة» ، واشار الى انه «تم ابلاغ سفنًا متجهة إلى الموانئ الإسرائيلية بتغيير مسارها وقد استجاب بعضها».
ورجحت مصادر محور المقاومة ان «يشكل استخدام الحوثيين هذه الورقة، نقطة تحول في الحرب الدائرة في غزة ، وامكانية توسعها لتشمل المنطقة ككل، باعتبار ان امن الممرات المائية يؤثر على الاقتصاد العالمي، ويعني كل دول العالم المفترض ان تنتقل اليوم من موقع المتفرج والداعم للمجازر الاسرائيلية الى موقع الضاغط على العدو لوقف جرائمه»، وقالت المصادر لـ «الديار»: «في حال استمر العدو بالمكابرة والتصعيد، فذلك سيعني عمليا ان المنطقة تتجه الى المجهول».
معارك طاحنة في غزة
في هذا الوقت، تواصلت المعارك الطاحنة وقتال الشوارع في غزة. وافادت وسائل اعلام فلسطينية بان جيش العدو «تراجع وسحب آلياته من أحياء ومناطق في مدينة غزة في الساعات القليلة الماضية، عُرف منها: عسقولة، الصبرة، شارع الثلاثيني، وسبقها تراجعٌ من ميدان الساحة».
وبثت كتائب عز الدين القسام – الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مشاهد نوعية وجديدة، أظهرت استهداف جنود الاحتلال الإسرائيلي وآلياته وعتاده في مناطق مختلفة من مدينة غزة.
وأظهرت المشاهد تدمير عدد من الآليات من مسافات مختلفة، واستهداف تجمعات جنود الاحتلال في مناطق مكشوفة وداخل بنايات سكنية.
وعرضت الكتائب في المقطع كذلك ملابس عسكرية لعدد من الجنود «الإسرائيليين» وقلاداتهم ومعداتهم العسكرية، وأعلنت أن مقاتليها تمكنوا من قتل 6 جنود «إسرائيليين» في منطقة جحر الديك جنوب شرقي قطاع غزة، فيما أعلن جيش العدو امس الاحد مقتل ثلاثة جنود في غزة، ما يرفع الى 62 عدد جنوده القتلى في القطاع منذ أن بدأت «إسرائيل» هجومها الجوي على قطاع غزة في 27 تشرين الأول الماضي.
من جهتها، قالت وزارة الصحة في غزة إن «الاحتلال اقتحم مجمع الشفاء وحوّله إلى ثكنة عسكرية»، مشيرة إلى وجود 259 جريحا داخل المجمع لا يستطيعون الحركة.
من جانبها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن استهداف الاحتلال مقراتها في القطاع لم يتم بالخطأ، لافتة إلى أن كميات الوقود التي دخلت غزة نقطة في بحر.
ورأى المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أن مستوى العنف في قطاع غزة في الأيام الأخيرة لا يمكن فهمه، مع هجمات على المدارس التي تؤوي نازحين وتحول مستشفى إلى «منطقة موت». وشدد تورك في بيان، على إن «الأحداث المروعة التي وقعت خلال الساعات الـ48 الماضية في غزة تفوق التصور».
هذا واعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقال 1100 ناشط من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية المحتلة من أصل أكثر من 1800 فلسطيني، منذ 7 تشرين الأول الماضي، تاريخ إطلاق عملية «طوفان الأقصى».
هدنة قريبة؟
على صعيد آخر، لا تزال مفاوضات اطلاق الاسرى تسير بوتيرة بطيئة نتيجة «التصعيد الاسرائيلي» داخل القطاع باستهداف المدارس والمستشفيات. وأعلن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ، أن هناك تحديات «بسيطة» متبقية في مفاوضات التبادل المقررة، وأضاف أن جهود بلاده لإطلاق سراح المحتجزين لدى الفصائل في قطاع غزة مستمرة، مشيرا إلى أن المحادثات حققت تقدما جيدا.
وقالت مصادر مطلعة على مسار المفاوضات لـ»الديار» ان هناك امكانية كبيرة للتوصل لهدنة يتخللها اطلاق سراح عدد من الاسرى نهاية هذا الاسبوع او مطلع الأسبوع المقبل، لافتة الى ان العدو الاسرائيلي هو الذي يتراجع عن بعض التعهدات، كلما اقتربنا من تحديد ساعة الصفر.
في العراق ولبنان..
في هذا الوقت، واصلت فصائل المقاومة ضغوطها العسكرية لتسريع عملية وقف اطلاق النار في غزة. وأعلنت المقاومة الإسلامية في العراق عن «استهداف قـاعدة الاحتلال الأميركي «حرير» شمال العراق بطائرة مسيّرة أصابت هدفها بشكل مباشر، بعد ان كانت قد استهدفت يوم السبت، القاعدة الأميركية «التنف» شمال سوريا بطائرة مسيّرة، أصابت هدفها بشكل مباشر.
بدوره، أعلن حزب الله انه «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وتأييداً لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان مواقع عدة للعدو الصهيوني عند الحدود مع فلسطين المحتلة، حيث قامت باستهداف موقع الضهيرة ونقطة الجرداح بالأسلحة المناسبة، وقصفت تجمعاً لجنود الإحتلال في مركز سرية مستحدث في موقع جل العلام بالأسلحة المناسبة ، وأوقعت فيه إصابات مؤكدة. كما استهدفت موقع المرج أثناء قيام العدو بأعمال الصيانة، واستهدفت المقاومة موقع راميا وتموضعات وكمائن العدو في خلة وردة وموقع حانيتا و تجمعاً لأفراد وآليات العدو قرب موقع المطلة وموقع جل العلام وحققت اصابات مباشرة».
وفيما أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان «حزب الله سيبقى على أعلى جهوزية وفي استعداد دائم، وهو يقوم بإشغال العدو وإرباكه وإيقاع الخسائر فيه، ومنعه من استخدام كل قوَّته في مكان آخر، بل وجعله في حالة قلق وسيبقى كذلك»، قال رئيس كتلة حزب الله النيابية النائب محمد رعد: «لا يخيفنكم ايها الناس التصعيد الذي يحصل، هذا التصعيد محسوب حتى يتيقن العدو انه لا مفر له من ان يذعن لارادة المقاومة في الساحة اللبنانية، نحن نحفظ امننا وندافع عن بلدنا، ونتضامن مع ابناء قضيتنا قضية القدس وفلسطين وبحسابات مدروسة تجعل يدنا هي العليا».
ملف قيادة الجيش
وبالسياسة الداخلية اللبنانية، لا يزال ملف قيادة الجيش الشغل الشاغل للمسؤولين اللبنانيين من دون ان يُحسم حتى الساعة، موضوع التمديد لقائد الجيش او تعيين قائد جديد ومعه اعضاء المجلس العسكري.
وقالت مصادر معنية بالملف انه شهد نوعا من التجميد خلال عطلة نهاية الاسبوع، على ان تعود النقاشات بقوة مع مطلع الاسبوع، لافتة في تصريح لـ «الديار» الى ان «هناك حديثا جديا بتعيين قائد جديد لقطع الطريق على اعتراضات بكركي على تسلم غير ماروني دفة القيادة». ويوم امس، اعتبر البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة الاحد ان «المجلس النيابي لا يقوم عمداً بواجبه الأساسي بانتخاب رئيس للجمهورية، وحكومة تصريف الاعمال منقسمة على ذاتها بسبب المقاطعين الدائمين، وبالتالي تتعثّر والشعب يتأثر فقراً بهذه الممارسات»، مضيفا: «لا يحق لكم أيها المعطلون الاستمرار في عدم انتخاب رئيس، ولا يحق لكم أن تخلقوا أزمات وعقد جانبية بدلا من المباشرة الفورية بإنتخاب رئيس فتحل عقدكم، ولا يحق لكم أن تتلاعبوا بإستقرار المؤسسات وعلى رأسها مؤسسة الجيش».
انتخابات نقابة المحامين
نقابيا، فاز يوم امس مرشح حزب «الكتائب» فادي المصري نقيبا للمحامين في بيروت، كما فاز المحامين التالية أسماؤهم لعضوية مجلس نقابة المحامين في بيروت: لبيب حرفوش، عبدو لحود، إيلي اقليموس، إسكندر الياس ووجيه مسعد، وحلّ المرشح المحامي إسكندر نجار عضوا رديفا. كذلك فاز المحامي سامي الحسن بمنصب نقيب محامي طرابلس بعد انسحاب منافسه صفوان المصطفى. كما فاز ابراهيم حرفوش بعضوية مجلس النقابة.