كتبت صحيفة “البناء” تقول: واصلت حركة أنصار الله والجيش اليمني العمليات البحرية، التي أعلن الجيش استمرارها طالما أن وقف إطلاق نار دائم في غزة لم يتحقّق بعد، وتمّ استهداف سفينة إسرائيلية في المحيط الهنديّ بطائرة مسيّرة، كما قال الأميركيون، وإيقاف سفينة أخرى في خليج عدن، واستهداف سفينة ثالثة. والواضح أن حركة أنصار الله تخوض معركة أمن البحر الأحمر من موقعها كشريك رئيسيّ في أمنه، وفي تحدٍّ واضح للردع الأميركي الذي يتخذ من الملاحة الدولية والممرات المائية وتدفق النفط، عناوين استراتيجيته العسكرية بمعزل عما يجري في غزة، بمستوى خوضها لاستهداف السفن الإسرائيلية من موقع قرار مساندة شعب غزة وقوى المقاومة فيها.
بالشجاعة ذاتها ضربت المقاومة في غزة بيدها فوق الطاولة ملوّحة بوقف العمل باتفاق الهدنة والتبادل، واضعة شروطاً لا ترى مبرراً لاستئناف الهدنة والتبادل بدونها، وأبرزها التمسك بأسرى القدس ضمن التبادل، واعتماد الأقدميّة في إعداد لوائح الأسرى الفلسطينيين. وهذان الشرطان في عمليات التبادل يؤسسان لما هو مقبل منها، حيث الأسرى أصحاب الأقدمية وأسرى القدس ولاحقاً أبناء الأراضي المحتلة عام 1948، هم أصحاب الملفات الأشدّ تعقيداً. وبعد التهديد بالعودة للعملية البرية منتصف ليل السبت الأحد، مع حلول موعد تنفيذ الإفراج عن الدفعة الثانية من التبادل، وبعد التهديد بالعودة للقتال من جانب قوات الاحتلال، عادت حكومة الاحتلال وجيشه فقبلت شروط المقاومة، وتمّت عملية التبادل الثانية ثم الثالثة، بانتظار أن يتمّ اليوم تبادل الدفعة الرابعة.
بالتوازي تشتغل قطر ومصر وأميركا، على تمديد الهدنة والتبادل، دون وضوح مدى إمكانية الذهاب إلى العودة للحرب رغم التهديد بها، والعملية المقترحة تقوم على معادلتين: يوم إضافي لقاء كل عشرة إسرائيليين، وثلاثة أسرى فلسطينيين لقاء كل إسرائيليّ واحد.
وفيما سيطر الهدوء الحذر على القطاع الشرقي والمناطق الحدودية الجنوبية في اليوم الثالث للهدنة، خرقه تحليق لطائرات التجسس والاستطلاع التابعة للجيش الإسرائيلي التي لم تفارق الأجواء الجنوبية ليل نهار يعود الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت ليل الثلاثاء في زيارة لم تكن متوقعة وسط الانشغال العربي والغربي بالحرب على غزة. وبحسب معلومات «البناء» من مصادر مطلعة، فإن لودريان زار قطر والسعودية قبيل زيارته المنتظرة إلى لبنان، وهو على تواصل مستمر مع المسؤولين الأميركيين والمصريين، بهدف التشاور مع الدول المعنية بالأزمة في لبنان، مع ترجيح المصادر ان يحمل لودريان طروحات جديدة بعد تشاوره مع دول اللقاء الخماسي سوف يناقشها مع القيادات السياسية التي باشر السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو ترتيبها، بهدف إعادة إحياء ملف انتخاب رئيس للجمهورية وإنهاء الفراغ في أسرع وقت ممكن. وتقول المصادر إن فرنسا سوف تجدّد دعوتها لبنان لعدم الانجرار إلى الحرب، وإبعاد لبنان قدر الإمكان عن التوتر، وسط تأكيد المصادر نفسها أن فرنسا ستحاول أيضاً لجم تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن حركة حماس ومواقفه من الحرب.
وأكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ “الرّياح تتّجه إلى ترتيبات في المنطقة، ولا نقبل برهن انتخاب رئيس الجمهوريّة لشخص أو لمشروع أو لغاية مرتبطة بالنّفوذ، ولا نقبل بحرمان الدّولة من رأسها، ولا بنتائج الحرمان”. وشدّد الرّاعي على “أنّنا لا نقبل ولو ليوم واحد بتغييب الرّئيس وفوضى الحكم وكثرة الرّؤوس”، جازمًا “أنّنا لا نقبل بمحاولات المسّ بوحدة الجيش اللبناني واستقراره وثقته بنفسه وقيادته لا سيّما أنّ البلاد وأمنها على فوهة بركان».
إلى ذلك اعتبرت مصادر مطّلعة في 8 آذار لـ”البناء” أن الترقب سيد الموقف في الساعات المقبلة الفاصلة عن انتهاء الهدنة خاصة أن هناك محاولات لتمديدها، ورأت المصادر أن على ضوء ما سيحصل فإن حزب الله يتطلّع إلى مقاربة جديدة للملفات الداخلية لا سيما أن العدوان على غزة والاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب أظهرت مجدداً بعض المواقف الدولية والغربية التي دعمت المجازر الإسرائيلية وبررتها، وبالتالي فإن الحزب الذي لا يبدي ارتياحاً لما حصل من إعادة طرح الـ 1701 فإنه سيكون أكثر تشدداً في استحقاق رئاسة الجمهورية والاستحقاقات الأخرى اقتناعاً منه أن الظروف الراهنة تفرض مواقف مختلفة واستراتيجبات جديدة.
وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي: “إن قواعد الاشتباك عند الحدود الجنوبية بين لبنان و”إسرائيل” تبقى كما هي، لكن لا توجد ضمانات دولية يمكن أن نطمئن اليها”.
وقال: “في هذه النفسية الإجرامية الموجودة لدى العدو الإسرائيلي بِقتل الاطفال والنساء والشيوخ والتهجير والتدمير، فأي ضمانات يمكن أن تُعطى ونحن نرى هذا العدوان على غزة القائم يوميًا ولا أحد يكترث لذلك ولا أي ردات فعل دولية”.
أضاف: “لا نريد حرباً ونحن طلاب سلام، لكن في الوقت نفسه لا نريد لأحد أن يدنس الأرض اللبنانية”.
ورداً على سؤال قال: “نحن نساند القضية الفلسطينية مساندة كاملة، ولكننا نحاول قدر المستطاع تجنيب لبنان الدخول في معارك دموية”.
وقال وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب بعد لقائه في برشلونة نظيره القبرصي كوستانتينوس كومبوس: “توافقنا على أهمية حلّ الدولتين لإنهاء الصراع في فلسطين وعلى مركزية القضية الفلسطينية للاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، كما تبادلنا الافكار بكيفية إيجاد حل مستدام لأزمة النزوح التي نعاني منها سوياً، وضرورة العمل على مقاربة جديدة لهذا التحدّي، لا سيّما بعد تزايد الرغبة لدى النازحين الجدد بالوصول إلى أوروبا بأي ثمن والاستقرار فيها”.
ولفت رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، إلى أن “الشهادة فعل إيمان بالقيم لا يدرك أبعادها إلا من عاش الصدق والإخلاص في إيمانه بربه والتزامه بقضايا الأمة والناس”.
وخلال الاحتفال التأبيني لنجله عباس محمد رعد في بلدة جباع الجنوبية، أضاف، “العقل يقول لنا إن الوقت هو للعمل لمتابعة السير لتحقيق الهدف الذي كان يصبو اليه الشهيد واخوانه الشهداء”. وأمل أن تكون شهادة سراج فرصة للمّ الشمل الوطني لتحقيق الأمن والأمان والحرية والكرامة والسيادة والقوة لبلدنا.
ويُجري وزير الطاقة وليد فياض وأعضاء هيئة إدارة قطاع البترول اليوم مفاوضات مع شركة Total Energies تتعلق بتحسين شروط العرضين المتعلقين باستكشاف واستخراج النفط والغاز من البلوكين 8 و10.