اعتبر رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع، في بيان، انه “في الحرب الاسرائيلية على غزة وفي عملية ’’طوفان الأقصى‘‘ لكتائب القسام على غلافها يبرز في شكل واضح التلازم بين الحرب والاعلام. فمن جانب فعل الرصاص ومن جانب آخر فعل الكلمة. وأحيانا يتفوق فعل الكلمة على فعل الرصاص. ذلك أن الزلزال الذي أحدثه ’’طوفان الأقصى‘‘ تم تخريجه عبر الكاميرا ومرافقة الاعلاميين للحدث. كما أن السياسات الاسرائيلية في التدمير وقتل الأطفال وهدم البيوت والعقاب الجماعي والتهجير أدّى بفعل الصورة والمظلومية فعله في الرأي العام الغربي خلافا لموقف الأنظمة المتحالفة أو المتعاطفة مع اسرائيل”.
ولفت الى انه “وكما في عملية ’’طوفان الأقصى‘‘ كان ردّ الفعل الاسرائيلي اعتبار الصحافيين الذين غطوا العملية بأنهم ارهابيون ينبغي قتلهم أو عقابهم. كذلك استغربت اسرائيل التحول في الرأي العام الغربي نتيجة ما ترتكبه من مجازر في غزة باعتبار أنها تقوم بذلك كدولة هي جزء من حضارة الغرب الذي يواجه من لا ينتمون إلى هذه الحضارة الغربية.”
واكد “ان الحدث سواء في غزة أو في غلافها هو الذي استحضر الاعلام بقوة. كما استحضر القضية الفلسطينية لتكون القضية الانسانية الاولى في العالم. وهي القضية التي حاولت اسرائيل جعلها مجرد ذكرى عابرة. وهذا ما لا يلتقي مع مصلحة اليمين الديني اليهودي الذي يعتمد سياسة التوطين والتوسع الجغرافي وإلغاء الفلسطينيين والهوية الفلسطينية. والملاحظ أن الحدث الفلسطيني هذه المرة عطّل إلى حدود بعيدة دور الشركات الأولى لمصادر المعلومات وعددها 400 شركة والتي تعكس مصالح ’’اللوبي اليهودي‘‘ وخصوصا بعد ما تبيّن أن مصادر المعلومات الاسرائيلية كانت كاذبة أو مموهة أو ترتكز إلى التعتيم الاعلامي… وفي هذا السياق كان لليونسكو واليونيسف والأونروا والصليب الأحمر الدور البارز في توصيف ما يجري في غزة من مظلومية فاقعة للشعب الفلسطيني… وأيضا كان هناك مساهمة ما للمنصات الاعلامية الدولية التي تريد أن تقصي المؤسسات الاعلامية الغربية التقليدية من محطات تلفزيونية أو إذاعية… واستطرادا تراجعت صدقية مؤسسة ميمري الاعلامية اليهودية التي تُغرق السوق الاعلامي بمعلومات غير صحيحة او دقيقة عن تغطية الأحداث في العالمين العربي والاسلامي”.
وأعلن انه “في كل الأحوال، تستوقف المتابعة الاعلامية الغربية والعربية اهتمام الباحثين والدارسين وأساتذة الجامعات ومن أبرزهم الباحث الدكتور ياسر عبد العزيز ويسوق هؤلاء مجموعة خلاصات منها:
- ’’تغطية اعلامية غربية غير عادلة ومنصفة وخصوصا في الأسبوع الأول من الحرب حيث اتسمت هذه التغطية بالانحراف‘‘.
هذه الخلاصة تغيّرت بفعل التحولات اللاحقة في الرأي العام الغربي بفعل وسائل التواصل الاجتماعي الغربية التي كانت تبث ما يجري في غزة أو تنقل الاحتجاجات الشعبية الغربية الداعية إلى وقف الحرب والقتل.. وكذلك ساهمت مواقف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في الإضاءة الاعلامية ومعه تميّز الموقفين الاسباني والايرلندي.
- الخلاصة الثانية ’’فقدان الإجماع العربي التقليدي في شأن القضية الفلسطينية عموما والمعركة الدائرة راهنا‘‘.
وهذه الخلاصة وفقا لملاحظات المتابعين ترتكز بدورها إلى ثلاثة عناصر:
- بعض التغطيات العربية حملت تشكيكا وارتيابا إن لجهة التوقيت أو لجهة الهدف الأيديولوجي في تمكين التطرف الديني الاسلامي.
- فقدان الاجماع على عامل المظلومية في أجواء الصراع. والمقصود بذلك ’’مظلومية الشعب الفلسطيني الخاضع للاحتلال‘‘.
ج- فقدان الوسائل الاعلامية التقليدية بما فيها وسائل اعلام الأنظمة العربية عن دورها في تأطير الأحداث وشرحها للجمهور ما أدى إلى تنامي دور الاعلام الالكتروني ووسائل التواصل الإجتماعي.
- الخلاصة الثالثة: التباس المنحى السياسي في الاعلام لمرحلة ما بعد الحرب. أي ماذا تريد اسرائيل وماذا تريد السلطة الفلسطينية أو ماذا تريد ’’حماس‘‘ ومعها الأنظمة العربية”.
وتابع: “قد تكون واشنطن وحدها التي حدّدت ماذا تريد. وهي تطوّر مواقفها استنادا للمتغيرات. فهي طرحت خريطة طريق لمرحلة ما بعد الحرب على غزة بمرحلة انتقالية يليها التحضير لانتخابات في غزة تهيء لقيام ما سمته ’’سلطة فلسطينية متجددة‘‘. وهذا الرهان الأميركي يعترض عليه اليمين الديني اليهودي وبنيامين نتنياهو ولا يلقى استحسان السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس. لكن ما يضغط حاليا على الرئيس الأميركي هو تراجع شعبيته ما يلزمه بعدم الالتزام بالتوقيت الاسرائيلي لوقف الحرب. وهذا يعني أن البراغماتية الأميركية في تغليبها لمصالح الأمن القومي الأميركي وفي ضرورات تجديد الرئاسة لجو بايدن يمكن وقف الحرب في وقت قريب، والأرجح وفقا لمعلومات أميركية في الثاني والعشرين من هذا الشهر أي قبل الأعياد. والمقصود بذلك أن واشنطن تُمهل اسرائيل إنجازا عسكريا صوريا يسبق وقف النارالذي يفتح الباب على المفاوضات والمساومات”.