كتبت صحيفة “الديار”: تتكثف المساعي الدولية وابرزها القطرية والفرنسية للوصول الى هدنة جديدة في غزة، تنسحب تلقائيا على لبنان خلال فترة الاعياد. ولعل ما يعزز حظوظ نجاح هذه المساعي إخفاقات العدو الاسرائيلي المتتالية، وصولا لحديث عن امكانية وقف القوات البرية عملياتها في القطاع والاكتفاء بالقصف الجوي، كما تراجع الدعم الغربي المطلق لـ «تل ابيب».
وفيما تواصل باريس وواشنطن محاولاتهما، وبضغط من «اسرائيل»، لفصل المسارين الفلسطيني واللبناني، اي حث حزب الله على العودة للالتزام بالقرار 1701 والانسحاب الى شمالي الليطاني، يبدو الحزب حاسما بجوابه لجهة عدم جهوزيته لاي نقاش بالموضوع، قبل وقف نهائي لاطلاق النار في غزة.
كولونا: خطر التصعيد على الحدود الشمالية «لإسرائيل» يبقى قائماً
وتركزت الانظار يوم أمس، على جولة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في المنطقة ودعوتها خلال زيارتها «إسرائيل» الى هدنة «فورية ومستدامة» في قطاع غزة وخفض التصعيد مع لبنان في ظل القصف المتبادل مع حزب الله.
وقالت كولونا خلال زيارتها قاعدة عسكرية قرب «تل أبيب» إن «خطر التصعيد على الحدود الشمالية لإسرائيل يبقى قائما… وفي حال خرجت الأمور عن السيطرة، أعتقد أن ذلك لن يكون في مصلحة أحد، وأقول ذلك لإسرائيل أيضا».
من جهته، اعتبر وزير خارجية العدو الإسرائيلي إيلي كوهين أن «بإمكان فرنسا أداء دور ايجابي وهام لمنع حرب في لبنان». وشدد على أن «ليس لدى «إسرائيل» أي نية لفتح جبهة أخرى على حدودنا الشمالية، لكننا سنقوم بكل ما يلزم لحماية مواطنينا»، مشيرا الى «أن أكثر من 50 ألف «إسرائيلي» نزحوا من المناطق الحدودية في الشمال»، وأضاف «علينا ضمان أمنهم ليتمكنوا من العودة إلى منازلهم، والطريقة الوحيدة للقيام بذلك، هي إجبار حزب الله على الانسحاب شمال نهر الليطاني». وأوضح «هناك طريقتان للقيام بذلك: إما بالديبلوماسية وإما بالقوة».
يذكر ان كولونا تزور لبنان اليوم الاثنين، حيث تلتقي عددا من المسؤولين اللبنانيين باطار المساعي الفرنسية المتواصلة لتحييد الساحة اللبنانية. واشار مصدر مطلع لـ «الديار» الى ان «باريس تدرك ان مساعيها لن تلقى آذانا صاغية لدى حزب الله، لكنها تجد نفسها مضطرة لمواصلة جهودها، خاصة في ظل الضغوط الاسرائيلية المتواصلة والتهديدات بتوسعة الحرب على لبنان، لضمان امن المستوطنين الذين يرفضون العودة الى منازلهم».
واوضح المصدر ان «الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قرر عدم زيارة لبنان، لعلمه بالمعطيات الراهنة، وبعدم قدرته على تحقيق اي خرق يُذكر في هذا المجال، كما ولان الوضع الامني في لبنان لا يسمح له كما جرت العادة، زيارة عسكرييه العاملين في القوات الدولية «اليونيفل»، اضف انه ليس على الاطلاق بحاجة لمزيد من الاخفاقات، وخاصة في الملف اللبناني «. واضاف المصدر: «اما حزب الله فيتهيأ لكل الاحتمالات، وان كان يستبعد راهنا اقدام العدو على حرب واسعة في لبنان، وهو ابلغ المسؤولين اللبنانيين كما الغربيين، بأن احتمال موافقته على فصل مسار العمليات في غزة عن مسار العمليات جنوب لبنان منعدم».
تراجع «اسرائيلي» برّي
عسكريا، وفي اليوم الـ ٧٢ من الحرب على غزة، تواصلت الاشتباكات الضارية بين مقاتلي المقاومة الفلسطينية وجنود العدو الاسرائيلي في حي الشجاعية شرق مدينة غزة في شمال القطاع، وفي مناطق في غرب المدينة وشمالها في حيّ التفاح والزيتون وفي التوام. وافيد باستهداف المقاومين 4 آليات عسكرية «إسرائيلية» مختلفة بقذائف الـ «تاندوم» وعبوات «العمل الفدائي» في محاور جباليا وتل الزعتر والتوام، بحسب بيان لـ «سرايا القدس».
وأكدت السرايا أنّ مقاوميها خاضوا اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال المتوغلة عند محوري شرقي خان يونس وشمالها، محققين إصابات مؤكدة بصفوف جنود الاحتلال، بعد استهدافهم بالقذائف المضادة للدروع والأسلحة الرشاشة والهاون، وأضافت أن «المجاهدين يخوضون اشتباكات ضارية في حي الشجاعية مع قوة صهيونية راجلة من 7 جنود»، مشيرة إلى «إيقاع القوة المحتلة بين قتيل وجريح».
كما أعلنت سرايا القدس عن استهداف الحشود العسكرية في محور التقدم في بيت لاهيا بوابل من قذائف الهاون من عيار 60 ملم، وكذلك الحشود العسكرية في «جحر الديك» و»شرق المغازي» و»الشركة الهندسية» بقذائف الهاون من العيار الثقيل، بالإضافة إلى استهداف موقعي «صوفا» و»حوليت» برشقات صاروخية.
اما كتائب القسام فأعلنت عن استهداف تجمع لجنود الاحتلال شرق مدينة خان يونس بقذائف الهاون من العيار الثقيل، واستهداف «كيبوتس نيريم» بمنظومة الصواريخ «رجوم» قصيرة المدى من عيار 114ملم.
وفي بيان، اكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس على «موقفها بعدم فتح أي مفاوضات لتبادل الأسرى، مالم يتوقف العدوان على شعبنا نهائيا. وقد أبلغت الحركة موقفها هذا لجميع الوسطاء».
وبدا لافتا ما أعلنته وسائل اعلام العدو الاسرائيلي في الأيام الأخيرة، عن ان «تل أبيب» تمهّد لانسحاب القوات البرية من قطاع غزة، والاكتفاء بالقصف الجوي، بعد فشل التدخّل البري منذ 27 أكتوبر في تحقيق أهدافه المعلنة، خاصة تحرير كل الرهائن وتدمير قدرات حركة حماس.
وبالتوازي، يبدو ان «تل ابيب» تفقد مع مرور الايام الغطاء الغربي لعملياتها العسكرية في غزة، اذ أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون أمس ، أنه يرغب في «وقف مستدام لإطلاق النار» في قطاع غزة. وحذر كاميرون من «العدد الكبير من الضحايا بين المدنيين».
وفي سياق منفصل، قالت القناة 12 «الإسرائيلية» صباح امس، إن حكومة بنيامين نتنياهو والسلطة الفلسطينية توصلتا برعاية أميركية إلى اتفاق جديد بشأن تحويل «إسرائيل» لعائدات الضرائب الفلسطينية، التي تجبيها من الموانئ والمعابر، الأمر الذي سيُنهي هذه الأزمة التي تفجّرت في أعقاب الحرب على قطاع غزة.
وأوضحت «القناة 12» أن الاتفاق ينص على تسليم السلطة الفلسطينية قائمة بأسماء موظفيها في قطاع غزة وسيتلقون رواتبهم منها، لتقوم «إسرائيل» بالتحقق بنفسها من أن القائمة لا تشمل أي شخص له علاقة بحركة حماس.
المقاومة تدك مواقع العدو
لبنانيا، تواصل يوم امس القصف المتبادل بين العدو الاسرائيلي والمقاومة اللبنانية. ففيما افيد بأن القصف طال مارون الراس ورب ثلاثين والطيبة وأطراف مجدل زون وعيترون، وأعلنت المقاومة استهداف قوة عسكرية للعدو في محيط موقع حانيتا، دشمة في موقع بركة ريشا بداخلها جنود للعدو، تجمعا عسكريا في حرش عداثر، موقع الراهب، مقر قيادة مستحدث قرب مستعمرة إيفن مناحم، تجمع آليات وجنود العدو في محيط قرية هونين اللبنانية المحتلة وثكنة أفيفيم.
طعن بلا نتيجة
اما على خط الملفات السياسية، بات واضحا ان «التيار الوطني الحر» يستعد لتقديم طعن بقرار تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزاف عون. وقالت مصادر سياسية معنية بالملف لـ «الديار» ان «هذا التوجه يهدف حصرا لحفاظ ماء الوجه، اذ ان التيار يعلم كما الجميع ان احتمالات قبول الطعن ضئيلة جدا».
كما وتواصلت الحملة العونية على التمديد، وانتقد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي اعلان قيادة الجيش انقاذ 51 شخصا، بعد تعرّض مركب للغرق مقابل شاطىء طرابلس، أثناء استخدامه لتهريب أشخاص بطريقة غير شرعية بينهم فلسطينيّان و49 سوريًّا.
واعتبروا ان العماد عون ينفذ اجندة غربية للتصدي لهجرة النازحين عبر البحر، فيما يتلكأ عن منع هجرة السوريين الى لبنان.
رئاسيا، اعتبرت مصادر معنية بالملف ان «تمديد ولاية عون في قيادة الجيش ادت تلقائيا لتمديد حظوظه الرئاسية» ، لافتة في حديث لـ «الديار» انه «خلاف ذلك، فان مغادرته اليرزة كان سيعزز تلقائيا حظوظ رئيس «المردة «سليمان فرنجية، اما اليوم فلا تزال الحظوظ متساوية بين الرجلين، وهي لن تنحسم الا مع الوقف النهائي لاطلاق النار في غزة» .