كتبت صحيفة “الديار”: وصلت حكومة العدو الاسرائيلي برئاسة نتنياهو وعضوية الاحزاب الدينية المتطرفة الى مأزق بعد فشل تحقيق اهدافها في جريمة العدوان على قطاع غزة حيث تجري حرب ابادة جماعية ضد مواطني القطاع البالغ عددهم حوالى المليونين و400 الف مواطن، ويبدو المأزق ناتجا من عدم القدرة على الانتصار على حركات المقاومة وحماس والجهاد الاسلامي وبقية الفصائل الفلسطينية كذلك المأزق من الانقسام الداخلي داخل اسرائيل حيث تطالب المعارضة برحيل نتنياهو وحكومته والمطالبة بمجيء حكومة عقلانية متزنة واعية لرؤية المرحلة المقبلة، كذلك المأزق ناتج عن الخلاف ما بين ولو لم يظهر كثيرا بين ادارة الرئيس الاميركي بايدن وشخص رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو والوزراء من الاحزاب الدينية المتطرفة، كذلك يبدو المأزق من خلال الخلاف داخل مجلس الحرب الاسرائيلي، وبالتالي لجأت حكومة العدو الاسرائيلي الى اغتيال المسؤول الكبير في حركة حماس نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري واثنين من القياديين في حماس معه واستشهادهم مع 3 من المرافقين.
حكومة نتنياهو والاحزاب الدينية ارادت بارتكابها هذه الجريمة الخروج من مأزقها وجر المنطقة الى حرب كبيرة واسعة ووضع حزب الله في موقع ردة الفعل وليس في موقع الرؤية الشاملة التي تعتمدها قيادة الحزب منذ تحرير الشريط الحدودي الى ردع حرب تموز 2006 على لبنان، وبالتالي فاننا لا نعيش ردة فعل بل سنسمع خطاب سماحة السيد حسن نصر الله امين عام حزب الله وقائد المقاومة في خطابه الليلة حيث ستظهر الرؤية كاملة وتوضع استراتيجية شاملة واكمال حرب الردع والاسناد والدعم لغزة على الحدود مع فلسطين المحتلة التي سببت الاضرار الجسيمة من خسائر بشرية وتهجير مستوطنين فاق عددهم 250 الفا وقتال على طول الحدود البالغة 150 كيلومترا.
هذا العدو الاسرائيلي كان يطالب بالقرار 1701 منذ اسبوع وهو يستند الى احترام الترسيم البري والذي خالفته اسرائيل كليا واذا به لا يحترم خط الهدنة بين لبنان واسرائيل من خلال عدوانه في قلب لبنان وبجر المنطقة الى حرب كبيرة.
ان الكرة الان هي عند الولايات المتحدة التي تطالب دائما بعدم التصعيد على الحدود الجنوبية بين لبنان وفلسطين المحتلة وسننتظر المواقف الرسمية الاميركية التي ستعلن خلال اليوم او في الايام المقبلة.
ويبقى ايضا ان المعركة ليست فقط على حدود لبنان الجنوبية بل هي تنطلق من وحدة الساحات ولان عملية بيروت امس هي اعتداء ليس فقط على لبنان وفلسطين بل على دول الساحات وعلى العالم العربي فان العمل يجب ان يكون مشتركا انطلاقا من وحدة الساحات.
في عملية فجائية أطلقت العنان لمرحلة امنية خطرة، قامت بها اسرائيل مساء امس عبراستهدافها القيادي في حركة «حماس» صالح العاروري، عبر غارة شنتها مسيّرة اسرائيلية على مبنى تابع للحركة في المشرفية بمنطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، وأفادت المعلومات عن سقوط 6 شهداء وأكثر من 11 جريحاً.
هذا المشهد سجّل خرقاً أمنياً غير مسبوق منذ العام 2006 نفذته إسرائيل عبر استهداف العاروري مع اثنين من مرافقيه، ويشغل العاروري الذي يبلغ من العمر 57 عاماً، منصب نائب رئيس المكتب السياسي لـ»حماس» منذ العام 2017، وكان اعتقل لأكثر من 18 عاماً على فترات عدة في السجون الإسرائيلية، وتم إبعاده بقرار إسرائيلي خارج فلسطين عندما أفرج عنه في المرة الأخيرة عام2010 . وبهذا تكون قوات الاحتلال قد بدأت بنقل اجرامها من الجبهة الجنوبية الى بيروت، وبالتالي نقلت تهديداتها للمسؤولين الفلسطينيين بإغتيالهم أينما تواجدوا.
ويعتبر العاروري المسؤول الأول عن تأسيس الجناح العسكري لحماس في الضفة الغربية. وكانت الولايات المتحدة قد وضعته على قائمة العقوبات الأميركية، ورصدت مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات تؤدي لقتله أو اعتقاله.
ميقاتي: لردع اسرائيل ووقف عدوانها
في المواقف، دان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الانفجار الذي وقع في منطقة الضاحية الجنوبية، وادى الى سقوط ضحايا وجرحى.
وقال: «هذا الانفجار جريمة اسرائيلية جديدة، تهدف حكماً الى ادخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات، بعد الاعتداءات اليومية المستمرة في الجنوب، والتي تؤدي الى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، واننا نهيب بالدول المعنية ممارسة الضغط على اسرائيل لوقف استهدافاتها، كما نحذر من لجوء المستوى السياسي الاسرائيلي الى تصدير اخفاقاته في غزة، نحو الحدود الجنوبية لفرض وقائع وقواعد اشتباك جديدة» .
وتابع: «لبنان ملتزم كما على الدوام قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، لاسيما القرار 1701 ولكن الذي يُسأل عن خرقه وتجاوزه هي اسرائيل، التي لم تشبع بعد قتلا وتدميراً، وبدا واضحا للقاصي والداني ان قرار الحرب هو في يد اسرائيل، والمطلوب ردعها ووقف عدوانها».
حزب الله: لن تمر الجريمة دون رد او عقاب
من جهته، نعى حزب الله في بيان له الثلاثاء الشهيد القائد صالح العاروري، وقال «ننعى إلى أمّتنا العربية والإسلامية، ننعى إلى فلسطين الحرة ومقاومتها العظيمة وشعبها الأبي، وإلى الأحرار والمجاهدين في كل مكان، القائد المجاهد الكبير نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري مع عدد من رفاقه المجاهدين شهداءً على طريق القدس».
واضاف حزب الله «نتقدّم بالعزاء من إخواننا في حركة المقاومة الإسلامية حماس ومن مجاهدي كتائب عزالدين القسام البواسل ومن أهل غزة الصامدة والقدس الشريف والضفة الغربية الجريحة ومن كلّ فصائل وحركات المقاومة والجهاد في فلسطين»، وتابع «قد ختم الله تعالى مسيرة هذا القائد الكبير بأرفع أوسمة الشرف والكرامة ونال الشهادة التي طالما طلبها وتمنّاها وعمل لها مع إخوانه المجاهدين: مقاومة وجهاد، نصرٌ أو استشهاد».
وقال حزب الله «إنّنا نعتبر جريمة اغتيال الشيخ صالح العاروري ورفاقه الشهداء في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت اعتداءً خطيرًا على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته وما فيه من رسائل سياسية وأمنية بالغة الرمزية والدلالات وتطورًا خطيرًا في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة»، وشدد على ان «هذه الجريمة لن تمرّ أبدًا من دون رد وعقاب»، وتابع «مقاومتنا على عهدها ثابتةٌ أبيّةٌ وفيّةٌ لمبادئها والتزاماتها التي قطعتها على نفسها، يدها على الزناد، ومقاوموها في أعلى درجات الجهوزية والاستعداد»، واشار الى ان «هذا اليوم المشهود له ما بعده من أيام، فصبرًا جميلًا وصبرًا جميلًا وإنّ الله هو المستعان وإنّ النصر بإذن الله تعالى لقريب قريب».
التركة ثقيلة في جعبة العام الجديد
سياسياً التركة المثقلة بالاستحقاقات الهامة والملفات العالقة، إنتقلت الى ضفة العام 2024 ومنذ اليوم الاول، ومع عودة الحركة السياسية، يتصدّر الملف الجنوبي الواجهة بعد تصاعد وتيرة الاشتباكات بين المقاومة و»اسرائيل»، في اليوم الاول من العام الذي شهد قصفاً واعتداءات اسرائيلية على المناطق الحدودية، كما يبرز الاستحقاق الرئاسي كمسألة من الضروري تحريكها وبقوة على السكة الخارجية، عبر إيصال رسائل الى الداخل، بأنّ الملف على النار الهادئة منذ مطلع العام، وسط تحرّك فرنسي جديد مع المجموعة الخماسية، وبأن الموفد الفرنسي جان ايف لودريان سيلتقي مجدداً مستشار الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، للتشاور بالموضوع الرئاسي بعدما سبق والتقاه في الرياض قبل توجهه الى بيروت.
الى ذلك سيتحرّك ايضاً ملف الترسيم البرّي بين لبنان و»اسرائيل»، الذي سيتولاه كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين، المتوفع عودته الى بيروت منتصف الجاري، بحسب ما ألمحت السفيرة الاميركية في لبنان دوروتي شيا خلال لقائها رئيس مجلس النواب نبيه برّي قبل ايام في زيارة وداعية. كما سيبحث هوكشتاين في تطبيق القرار 1701، مع حل النقاط الخلافية التي استثنيت من الترسيم في العام 2006.
وتأتي هذه المهمة وسط تفاقم وتيرة الاشتباكات على الحدود، وبالتزامن مع تحذير اطلقه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، «من ان تبادل إطلاق النار عبر حدود «إسرائيل» ولبنان ينذر بتصعيد أوسع ويؤثر على الاستقرار».
اعتداءات متواصلة على قرى الحدود
في غضون ذلك، برزت هذه الصورة في اليوم الاول من العام مع إستهداف بلدة كفركلا بقصف «اسرائيلي» عنيف وسلسلة غارات جويّة على عدد من بلدات القطاع الأوسط لا سيما مركبا وميس الجبل حيث إستهدفت مستشفى البلدة، وافيد عن سقوط ثلاثة شهداء في كفركلا مع دمار هائل، وقصفت مدفعية الاحتلال مرتفعات جبل السدانة بين كفرشوبا وشبعا، إضافة الى بلدتي الناقورة وعلما الشعب بعدد من القذائف، كما شنّت الطائرات الحربية «الإسرائيلية» غارتين على المنطقة الواقعة بين بنت جبيل وبلدة مارون الراس.
وحلّق الطيران الاستطلاعي»الإسرائيلي» فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط، وصولاً الى مشارف مدينة صور، مع إطلاق القنابل المضيئة فوق القرى والبلدات الجنوبية.
الى ذلك ردّت المقاومة بإطلاق عدد من الصواريخ في اتجاه مواقع ومستوطنات « سرائيلية « قبالة المنطقة الحدودية. كما إستهدفت صباح امس تجمعاً للجنود «الإسرائيليين» في ثكنة زرعيت على الحدود بالأسلحة المناسبة، وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح.
وأفادت القناة 12 «الإسرائيلية» أنه تم إطلاق عدة صواريخ من لبنان باتجاه شلومي في الجليل الغربي، الامر الذي أدى الى أضرار جسيمة بالمنازل.
اسبوع حاسم جنوبياً؟
وسط هذا التدهور الامني الجنوبي، وفي ظل التهديدات الاسرائيلية اليومية بشن حرب على لبنان انطلاقاً من الجنوب، وعلى لسان المسؤولين الاسرائيليين الحاليين والسابقين، الذي يكرّرون يومياً تلك التهديدات، وآخرها ما قاله عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان «عن معاودة إسرائيل احتلال جنوب لبنان»، إضافة الى تهديد وزير الدفاع «الإسرائيلي» من غزة بأنّ الإصبع على الزناد، في ما يتعلق بالتطورات على الحدود مع لبنان.
وفي هذا الاطار افيد وفق المعلومات بأنّ الاسبوع الاول من العام، سيكون حاسماً لجهة معرفة المسؤولين، ما اذا كان سيتم تجنيب لبنان الحرب الشاملة أو وقوعه فيها بشكل كامل، وافيد عن مبعوثين دوليين سيصلون هذا الأسبوع، لإجراء مفاوضات لتفادي اندلاع الحرب، لكن ما جرى مساء امس من إستهداف القيادي الفلسطيني في قلب بيروت، يطرح سلسلة اسئلة عن خطورة المرحلة الراهنة.
كلمة للسيّد نصرالله اليوم
يلقي الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، خطاباً عند السادسة من مساء اليوم، في الذكرى الرابعة لإغتيال القيادي قاسم سليماني، وبطبيعة الحال سيحوي الخطاب ردّاً وصف بالعنيف على عملية إغتيال المسؤول الفلسطيني العاروري، وعلى كل التهديدات الاسرائيلية التي تتكرّر يومياً، وسيتحدث عن المطالبة بتنفيذ القرار 1701 بحذافيره، وسيشدّد على وقف الحرب على غزة، لتعود جبهة الجنوب إلى ما كانت عليه قبل 7 تشرين الاول، والتهديد بأنّ أي تصعيد من تل أبيب على لبنان سيُقابل بما يلزم.
برّي متمسّك بـ«اليونيفيل»
في المواقف أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري عن تمسّكه أكثر من أي وقت مضى بقوات «اليونيفيل» لمؤازرة الجيش اللبناني لتطبيق القرار 1701، ودعا الى الكف عن التحريض والتشويش على علاقة فريقه السياسي بالقوات الدولية.
المكاري من بكركي: لرئيس صناعة لبنانية
في اطار زيارات التهنئة بالاعياد لسيّد بكركي، زار وزير الاعلام زياد المكاري امس الصرح البطريرك، حيث التقى البطريرك بشارة الراعي، حيث اعلن تأييده لموقف الاخير الرافض ربط موضوع انتخاب الرئيس بإنتهاء الحرب في غزةً، وقال: «نعوّل على خطوة الرئيس برّي لجهة فتح المجلس النيابي والدعوة لانتخاب رئيس، ونتمنى أن تحمل بداية هذه السنة محاولة جديّة لانتخاب رئيس للجمهورية، وأن يكون قرار انتخاب الرئيس صناعة لبنانية مئة بالمئة».
ودعا المكاري إلى عدم ربط مصيرنا كلبنانيين بالخارج، واشار الى وجود هواجس مشتركة مع البطريرك الراعي لجهة هجرة الشباب، وفقدان لبنان لروحه ومستقبله، اضافة الى موضوع النازحين السوريين.
ورأى انه كان على وزراء «التيار الوطني الحر» المشاركة في جلسة التمديد للقيادات العسكرية، وأشار الى ان موضوع رئيس هيئة الاركان، مرهون بخطوة قانونية تضع الامور على السكة الصحيحة.
أزمة بيئية
وفي الاطار البيئي، حذر عضو كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب هادي أبو الحسن، من ظهور أزمة إقفال مكب الكوستابراڤا، وقال: «أي قرار غير مدروس سيولّد أزمةً بيئيةً في مناطق بعبدا- عاليه – الشوف والاقليم، وإن معالجة هذه الأزمة تحتاج إلى خطة شاملة بعيداً عن القرارات المجتزأة، والحل من مسؤولية الحكومة وكل القوى الفاعلة دون إستثناء».
هل تستمر المدارس الكاثوليكية بإضرابها؟
تربوياً، تتكثف الاجتماعات في وزارة التربية، لايجاد حل وسط بين أعضاء الاسرة التربوية وآليات تنفيذية، لقانون تنظيم الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة وتنظيم الموازنة المدرسية، الذي تعترض المدارس الكاثوليكية عليه وترفض الزامها بتقديمات مالية بالدولار بقيمة 8 في المئة، تقتطع لصالح صندوق تعويضات الاساتذة في التعليم الخاص.
وستكثف الاجتماعات طيلة الاسبوع، حيث بنتيجتها، اما يستأنف العام الدراسي بعد عطلة الاعياد أو تستمر المدارس الكاثوليكية بإضرابها.