كتبت صحيفة “البناء”: ثلاثة ملفات تتزاحم اليوم، أولها ما سوف يصدر عن محكمة العدل الدولية في لاهاي بصدد الدعوى المقدمة من جنوب أفريقيا وتتضمن اتهامات موثقة ضد كيان الاحتلال لقيامه بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة، والتي تطلب بموجبها قراراً إجرائياً فورياً بوقف العمليات الحربية لجيش الاحتلال في غزة وسحب قواته من النقاط التي توغل فيها بعد أحداث 7 تشرين الأول الماضي، وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية بسلاسة الى المدنيين المهددين بالموت جوعاً ومرضاً بسبب حرمانهم من الغذاء والدواء.
الملف الثاني هو التصعيد في البحر الأحمر تحت ضغط السعي الأميركي لتعطيل قرار أنصار الله بمنع السفن الإسرائيلية والمتوجّهة الى موانئ كيان الاحتلال، وحالة الإنكار التي يعيشها الأميركي تجاه الفشل في فرض بلطجته العسكرية كشرطي غير مكلف بمهام الأمن في البحار. وقد وجد هذا الفشل صداه في امتناع دول المنطقة عن الانضمام إلى الحلف البحري الذي قادته واشنطن لمواجهة أنصار الله بما فيها الحليفان السعودي والمصري لواشنطن، ورفضت دول صغيرة مثل الصومال وجيبوتي المشاركة بتقديم التسهيلات للأساطيل الأميركية. ويوم أمس، رد أنصار الله على قيام البوارج الأميركية بتسيير دوريات في مياه البحر الأحمر لتوفير الحماية للسفن الإسرائيلية، ورداً على استشهاد عشرة جنود بإطلاق نار أميركي على زورقهم خلال قيامهم بمهام منع السفن الإسرائيلية من العبور، فاستهدفت البحرية اليمنية بعشرات الصواريخ والطائرات المسيَّرة البوارج الأميركيّة. وقد اعترف الأميركيون بالعملية التي وصفوها بالخطيرة والمعقدة، وتحدّثوا عن خمس سفن أميركية وبريطانية كانت في مسرح الأحداث وتعرّضت للنيران، وينتقل الملف الى مجلس الأمن الدولي لمناقشته بصورة منفصلة عن وقف العدوان على غزة وفق الطلب الأميركي، بانتظار معرفة كيف سوف تتصرّف روسيا والصين، بعدما كان المندوب الروسي قد قال قبل أسبوع «إن أصل القضية هو أنها امتداد للصراع بين «إسرائيل» وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، وانتقد واشنطن لعرقلتها قرارات تدعو إلى وقف إطلاق النار.
الملف الثالث هو التصعيد على الحدود الجنوبية للبنان، حيث شكلت الأيام التي أعقبت اغتيال القيادي في حركة حماس الشهيد الشيخ صالح العاروري، واغتيال القيادي في حزب الله الشهيد وسام الطويل، تطوّرات وضعت الحدود على شفا حالة حرب وسط تهديدات إسرائيلية من مختلف مستويات القرار السياسي والعسكري في كيان الاحتلال بتكرار مشهد غزة في بيروت، وردّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بالقول إن المقاومة سوف تفعل الشيء نفسه في الكيان إن وقعت الحرب، وفيما يتحدّث السيد نصرالله الأحد المقبل في ذكرى استشهاد الطويل، وصل إلى بيروت المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين حاملاً مشروعاً للوساطة بهدف حلحلة القضايا العالقة في النقاط الحدودية، وقد سحب من بينها قضية مزارع شبعا من التداول، بطلب إسرائيلي، فيما قال رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في حديث تلفزيوني، «لا ننسى سقوط 150 شهيداً من حزب الله وهؤلاء ماتوا دفاعاً عن لبنان وبات يمكننا تحصيل حقوق لبنان، ونحن قدّمنا في ورقتنا خلال الجولة التشاورية نقاطاً ثوابت من بينها تنفيذ القرارات الدولية والـ 1701 واستعادة الأراضي اللبنانية المحتلة وأولها مزارع شبعا وعودة اللاجئين الفلسطينيين وحقوقنا في موارد الغاز وعودة النازحين السوريين، ولا يقولنّ أحد أن النقطة الأخيرة ليست لها علاقة بالصراع مع «إسرائيل»». واستطرد بأن «رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يريد استمرار الحرب ليبقى في السلطة، والحرب على هذه الحال لا يمكن أن تستمرّ ونتنياهو فشل في القضاء على حماس والإصابة التي تعرّض لها الكيان الإسرائيلي ليست بسيطة، وما يطرحه المبعوث الأميركي الى لبنان أموس هوكشتاين يقتصر على أمر صغير وهو يتطلّب وجود رئيس للجمهورية فمن يفاوض؟ وأنا أحذر من أن السقف قليل نسبة لما نريده وحل النقاط المتنازع عليها غير كافٍ وأي شيء يستدعي اتفاقاً يتطلب رئيساً للجمهورية ورئاسة الجمهورية ليست في سوق مقايضة».
في المشهد الحدودي وقراءته إسرائيلياً تبدلت التعليقات على فرضية الحرب عبر الحدود مع لبنان، حيث كتبت يديعوت أحرونوت، أن «الخط الذي ينتهجه الجيش الإسرائيلي بدعم من المستوى السياسي لإبعاد قوات الرضوان عن الخط الحدودي، دون تجاوز حدود المعارك إلى حرب واسعة، وبما يتيح للجيش الحفاظ على غزة كجبهة رئيسية للحرب، يشكّل تحدياً تبدو كلمة معقد صغيرة لوصفه، لعدة أسباب، من بينها أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أكد أن ما يحدث في الشمال لن ينتهي دون انتهاء الحرب في غزة»، مشيرة إلى أنه «عملياً هذا الوضع لا تحتمله «إسرائيل»، وتسبب بإقامة منطقة أمنية عازلة داخل أراضيها، ودفع أكثر من 100 ألف من سكان المناطق القريبة من الحدود إلى ترك بيوتهم». وأشارت الصحيفة إلى أن رد «حزب الله أمر يجب عدم الاستهانة به»، موضحة أن «الطائرة المسيّرة التي تمكنت من التسلل إلى «إسرائيل» وهاجمت مقر القيادة الشمالية، الثلاثاء، كان يمكن أن تؤدي أيضاً إلى استهداف قائد المنطقة الجنرال أوري جوردين، وعليه من الصعب توقع ما قد يقود إليه استهداف ضابط كبير». وحذرت من أنّ «مثل هذه المهمّة سيكون لها ثمن وسوف تتطلب وقتاً يجعل من الـ 95 يوماً من القتال في غزة أشبه بمخيم صيفي، ومن المناسب أن يوضح ذلك من يقترح باستخفاف، إدخال عدة فرق إلى الحرب وإدخال مئات الآلاف إلى الملاجئ».
وبعد أيام ساخنة على الجبهة الجنوبية لا سيما في خربة سلم والغندورية كادت تودي الى حرب واسعة النطاق بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، تراجعت حدة المواجهات أمس، وتقدّمت المساعي الدبلوماسية عشية زيارة كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين الى بيروت، مع تسجيل تخفيف نبرة التهديدات الأميركية والأوروبية خلال الساعات الماضية ما يؤشر الى أن هوكشتاين يحمل طروحات جدّية للوضع على الحدود الجنوبية قابلة للنقاش ولو أنها غير قابلة للتنفيذ بسبب استمرار الحرب في غزة ورفض حزب الله البحث بأي ترتيبات أو مقترحات للملف الحدودي قبل توقف العدوان الإسرائيلي على غزة. وتشير أوساط سياسية لـ«البناء» أن الموفد الأميركي يحمل مقترحات تفصيلية لحل النزاع على الحدود بين لبنان و»إسرائيل» وناقشها مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب خلال لقائهما في روما منذ أيام، بهدف نزع فتيل التوتر وضبط الحدود ومنع امتداد العمليات العسكرية الى حرب واسعة قد تكون مدمرة. ولفتت الأوساط الى أن الأميركيين يسعون بشكل جدّي الى لجم حكومة الحرب في «إسرائيل» ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بشكل خاص، ويضغطون أيضاً على الحكومة اللبنانية للطلب من حزب الله وقف العمليات الهجومية ضد «إسرائيل» والابتعاد عن الحدود بضعة كيلومترات لنزع الذريعة من نتنياهو بشن عدوان كبير على الجنوب. مع الإشارة الى أن صحيفة «واشنطن بوست» نقلت عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أن «خطر شن «إسرائيل» هجوماً على حزب الله لم يختفِ أبداً».
لكن مصادر في فريق المقاومة لفتت لـ«البناء» الى أن «الوضع في الجنوب بلغ مرحلة الخطر والأمور مفتوحة على كافة الاحتمالات وقيادة المقاومة تأخذ في الحسبان أسوأ الخيارات والمقاومة في كافة تشكيلاتها ومستوياتها على أهبة الاستعداد على امتداد الجبهة لصد أي عدوان اسرائيليّ واسع على لبنان ولو أنها تستبعد قيام العدو بهذه الحماقة لأسباب عدة تتعلق بتشظي جبهته السياسية والمجتمعية والاقتصادية وتمزق جيشه في ميدان غزة واستنزاف قواه بفعل تعدّد جبهات المقاومة المنخرطة في الحرب، وأسباب أخرى تتعلّق بالحسابات الأميركية الانتخابية والمصالح في المنطقة وضغط الرأي العام الأميركي والغربي على حكوماته»، ولذلك تضع المصادر «رسائل التهديد الأميركية الأوروبية اليومية في إطار الحرب النفسية لتحصيل مكاسب عسكرية وأمنية وسياسية لـ«إسرائيل» بالطرق الدبلوماسية لم تستطع تحقيقها في الحرب العسكرية، وهذا ينطبق على زيارة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الى المنطقة للضغط على دولها وحركات المقاومة فيها لانتزاع مكاسب لـ«إسرائيل» تكون مخرجاً لانتهاء الحرب بما يحفظ هيبة الكيان وقوة ردعه وضمانات لأمنه على حساب حقوق الشعب الفلسطيني».
لكن المصادر لا تلغي احتمال انزلاق الوضع الى حرب كبيرة بحال أخطأت «إسرائيل» بالحسابات وأقدمت على المزيد من الاغتيالات لقيادات في المقاومة ما يدفع المقاومة للردّ بضرب أهداف أمنية واستراتيجية حساسة في قلب «تل أبيب» لا تستطيع تحملها فتبادر باستهداف المدنيين في لبنان ونذهب الى مستويات أعلى من الحرب.
ولفتت جهات مطلعة على الوضع الميداني لـ«البناء» إلى أن الحساب المفتوح مع الكيان الإسرائيلي لم يقفل وهناك دفعات جديدة من الردّ على اغتيال الشيخ صالح العاروري وضرب الضاحية الجنوبية واغتيال القائد في المقاومة وسام الطويل. مشدّدة على أن الاحتلال يعيش أسوأ أيامه في شمال فلسطين المحتلة حيث تسود حالة من الرعب والإرباك والاستنفار في صفوف جيش الاحتلال والمستوطنين الذين لا يزالون في بعض المستعمرات بانتظار رد المقاومة».
وفي حادثة تعكس حجم الإرباك والقلق، تحدث إعلام الاحتلال مساء أمس، عن محاولة تسلل عند الحدود الجنوبية للبنان مقابل مستوطنة دوفيف بالتزامن مع إطلاق قنابل مضيئة في خراج رميش ويارون المقابلة.
وأوضحت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن حادثة دوفيف، بأنه «بعد التحقيق، تبيّن أن هناك خطأ في التعرف على قواتنا. يبدو أنه تمّ إطلاق النار على حيوانات اقتربت من السياج الحدودي».
في غضون ذلك، يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى أسبوع القيادي الجهادي الشهيد وسام حسن طويل «الحاج جواد» بعد ظهر الأحد المُقبل في خربة سلم.
في المقابل يواصل قادة الكيان توجيه رسائل التهديد الى لبنان مع تراجع في حدتها بعد لقائهم بوزير الخارجية الأميركي حيث أفيد عن نقاشات حادة بينهم، إذ ادعى الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس «أننا نعمل في الجبهة الشمالية على تغيير الواقع، وعلى حكومة لبنان أن تحدّد هل تستطيع حماية مواطنيها أم لا»، زاعماً «أننا سنتحرك في جنوب لبنان كما نتحرّك في شمال غزة إذا استمرت هجمات حزب الله». وزعم رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، أنّه «بعد أن حاربنا في غزة سنعرف كيفيّة المحاربة في لبنان، إذا كنّا بحاجة لذلك».
إلا أن الصحافة الإسرائيلية كشفت ادعاءات قادة الكيان الكاذبة والتي تهدف الى رفع معنويات الجيش وتضليل المستوطنين، إذ لفتت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن «الخط الذي ينتهجه الجيش الإسرائيلي بدعم من المستوى السياسي لإبعاد قوات الرضوان عن الخط الحدوديّ، دون تجاوز حدود المعارك إلى حرب واسعة، وبما يتيح للجيش الحفاظ على غزة كجبهة رئيسيّة للحرب، يشكّل تحدياً تبدو كلمة معقد صغيرة لوصفه، لعدة أسباب، من بينها أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أكد أن ما يحدث في الشمال لن ينتهي دون انتهاء الحرب في غزة»، مشيرة إلى أنه «عملياً هذا الوضع لا تحتمله «إسرائيل»، وتسبب بإقامة منطقة أمنية عازلة داخل أراضيها، ودفع أكثر من 100 ألف من سكان المناطق القريبة من الحدود إلى ترك بيوتهم».
وأشارت الصحيفة إلى أن ردّ «حزب الله أمر يجب عدم الاستهانة به»، موضحة أن «الطائرة المسيّرة التي تمكنت من التسلل إلى «إسرائيل» وهاجمت مقر القيادة الشمالية، الثلاثاء، كان يمكن أن تؤدي أيضاً إلى استهداف قائد المنطقة الجنرال أوري جوردين، وعليه من الصعب توقع ما قد يقود إليه استهداف ضابط كبير». وحذرت من أنّ «مثل هذه المهمّة سيكون لها ثمن وستتطلب وقتاً يجعل من الـ 95 يوماً من القتال في غزة أشبه بمخيم صيفيّ، ومن المناسب أن يوضح ذلك من يقترح باستخفاف، إدخال عدة فرق إلى الحرب وإدخال مئات الآلاف إلى الملاجئ».
وواصلت المقاومة عملياتها النوعية واستهدفت نقطة »الجرداح «بالأسلحة الصاروخية وأصابته إصابة مباشرة، كما قصفت موقع «المرج» بالأسلحة المناسبة، وأصابته إصابة مباشرة.
وأعلن حزب الله، استشهاد المقاوم نابغ أحمد القادري «أبو علي»، من بلدة كفرشوبا. وتمكنت عناصر من الصليب الأحمر بمؤازرة من «اليونيفيل» والجيش من سحب جثة تعود الى المدعو ع. ب. مواليد العام 2006 – صيدا ، في محيط الحمامص قبالة مستعمرة المطلة، وهو مبتور القدم اليمنى. وتمّ نقل الجثة الى مستشفى مرجعيون الحكومي.
في المقابل استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي الأطراف الشرقية لبلدة ام التوت في القطاع الغربي، وأطراف مدينة الخيام، وتلة حمامص في سردا وباب ثنية قرب منطقة الشاليهات في الخيام ومحيط جل العلام، ومنطقة اللبونة. وأغار الطيران الإسرائيلي على أطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة واستهدف قصف مدفعي بلدات عيتا الشعب ورميش ويارون. وأغار الطيران المسيّر الإسرائيلي على أطراف بلدة الناقورة.
وأعلن الإعلام الحربي في «حزب الله»، في بيان أن «العدو الإسرائيلي يلجأ إلى الاتصال ببعض أهالينا الكرام من أرقام هواتف تبدو لبنانية، عبر الشبكتين الثابتة والخليوية، بهدف الاستعلام عن بعض الأفراد وأماكن وجودهم ووضعية بعض المنازل، وينتحل العدو في هذه الاتصالات صفات متعددة، تارة صفة مخافر تابعة لقوى الأمن الداخلي في مناطق الجنوب، وأخرى صفة مراكز للأمن العام اللبناني، وتارة ثالثة ينتحل صفة هيئات إغاثية تقدم المساعدات وغير ذلك». ودعا البيان «أبناء القرى الأمامية عدم التجاوب مع المتصل في أيّة عملية استعلام تتعلق بالمحيط وحركة الأفراد فيه والمبادرة إلى قطع الاتصال فورًا، ثم المسارعة إلى إبلاغ الجهات المعنية دون تلكؤ».
بدورها، أشارت قيادة الجيش إلى أنّ «العدو الإسرائيلي يعمد إلى إطلاق بالونات حرارية فوق القرى والبلدات اللبنانية، ويَسقط البعض منها قرب المناطق السكنية وبين المنازل دون أن ينفجر، ما يمثّل خطرًا على المواطنين بسبب احتوائها على مواد متفجرة وحارقة»، وحذّرت، في بيان، المواطنين من «خطورة الاقتراب من هذه البالونات أو لمسها لكونها معرّضة للانفجار، كما تؤكد ضرورة إبلاغ أقرب مركز عسكري عن مكان وجودها».
على الصعيد الرسميّ، اجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وزيرة خارجية المانيا انالينا بيربوك، قبل الظهر في السراي الحكومي، وتم البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين والوضع في غزة وجنوب لبنان، بحضور زير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب.
وخلال الاجتماع شدّد رئيس الحكومة على «ان لبنان يحترم القرارات الدولية كافة بدءاً باتفاق الهدنة، بهدف تحقيق الاستقرار الدائم جنوب لبنان». وطالب بـ «دعم الجيش لتمكينه من القيام بمهامه». وقال ميقاتي «حان الوقت لايجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية، وبالتالي البدء بوقف اطلاق النار واطلاق مسار دولي لحل نهائي وشامل على قاعدة الدولتين». أما الوزيرة الألمانية، فشددت على اهمية «تطبيق القرار الدولي الرقم 1701».
وأوعز الوزير بو حبيب، بناء لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، الى مندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة هادي هاشم بتقديم شكوى بتاريخ 9 كانون الثاني 2024 امام مجلس الامن الدولي رداً على الشكوى الإسرائيلية الأخيرة حول عدم التزام لبنان بقرار مجلس الامن 1701».
وعشية وصول المبعوث الرئاسي الاميركي أموس هوكشتاين الى بيروت في الساعات المقبلة، أشار نائب رئيس المجلس النيابي إلياس بوصعب، في تصريح من عين التينة، إلى أنّ «الحرب لن تعيد المستوطنين الإسرائيليين إلى مستوطناتهم، بل تبعدهم أكثر وتجعل الأمر يمتد إلى عام»، موضحًا أنّ «الحل ليس بالحرب بل بالجهد الدبلوماسي». ولفت إلى أنّ «اللقاء مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري كان لوضعه في أجواء اللقاء الذي حصل مع المبعوث هوكشتاين في روما»، معتبرًا أنّ «في النهاية هناك حلولاً في الحروب، وبرّي كان له دائماً طروحات لإبعاد شبح الحرب ونأمل أن تساهم الزيارة بخطوة لتحقيق الاستقرار».
وعلمت «البناء» من مصادر رسمية أن الموقف اللبناني سيكون موحّداً أكان من رئيسي المجلس النيابي والحكومة ووزير الخارجية والنائب بوصعب، لجهة الطلب من هوكشتاين الضغط على «إسرائيل» لتطبيق كل القرارات الدولية وليس فقط القرار 1701، وأن المعبر الوحيد لتهدئة الجبهة الجنوبية والبحث في تسوية النزاع الحدودي للتوصل الى حل يمكن في وقف الحرب على غزة، لأن لا يمكن تطبيق أي حلول على أرض الواقع في ظل حالة الحرب القائمة على طول الحدود. كما سيؤكد المسؤولون للموفد الأميركي أن الحرب التي يهدد بها المسؤولون في حكومة الحرب ليست الحل للأزمة التي تواجه «إسرائيل» في الشمال، بل ستزيد الوضع سوءاً وقد تمتد الحرب لأشهر إضافية.
وأكد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أننا «متفقون مع حزب الله على حماية لبنان ومواجهة إسرائيل التي تعتدي دائماً علينا لكن ليس أكثر من ذلك، ووثيقة التفاهم لم تتحدّث عن تحرير فلسطين لأن ذلك مهمة الفلسطينيين على أرضهم وهم من يقرّرون كيف يواجهون على أرضهم، ونحن لسنا مع منطق وحدة الجبهات لكن أفهم من يستعملونه للحصول على مكاسب وفي النهاية نحن مع منطق السلام وفلسطين هي التعبير عن التعايش السلمي بين الأديان السماوية، والإسرائيليون يستعملون التوراة في أفظع تعابير الحقد على الآخر لتبرير ما يقومون به».
ولفت باسيل في تصريح تلفزيوني، الى أننا «لا ننسى سقوط 150 شهيداً من حزب الله وهؤلاء ماتوا دفاعاً عن لبنان وبات يمكننا تحصيل حقوق لبنان، ونحن قدمنا في ورقتنا خلال الجولة التشاورية نقاط ثوابت من بينها تنفيذ القرارات الدولية والـ 1701 واستعادة الأراضي اللبنانية المحتلة وأولها مزارع شبعا وعودة اللاجئين الفلسطينيين وحقوقنا في موارد الغاز وعودة النازحين السوريين، ولا يقولنّ أحد أن النقطة الأخيرة ليس لها علاقة بالصراع مع «إسرائيل»».
ويعقد مجلس الوزراء جلسة في التاسعة صباح يوم غد الجمعة الواقع فيه 12/1/2024 في السراي الكبير، لبحث المواضيع المبينة في الجدول الموزع. وأشارت معلومات صحافية الى أن «لا تعيينات للمجلس العسكري في جلسة مجلس الوزراء يوم الجمعة».