كتبت صحيفة “الديار”: في الوقت الذي تتجه كل الانظار الى الرد الحوثي على الضربات الاميركية والبريطانية لاهداف في اليمن، وسط مخاوف من ان تؤدي لاشتعال المنطقة، واصل العدو الاسرائيلي مجازره في قطاع غزة وقصفه المكثف للقرى والبلدات جنوبي لبنان.
وضع غزة… كارثي
وأُعلن امس الاحد، وفي اليوم الـ 100 من الحرب على غزة ، تجاوز عدد الشهداء في القطاع الـ 24 ألفا، فيما وصف مفوض «الأونروا» العام فيليب لازاريني، الوضع بـ «الصعب للغاية والكارثي وغير المحتمل»، معتبرا ان 100 يوم من الحرب على قطاع غزة مرت على سكان القطاع كأنها 100 عام. وناشد المفوض العام للمنظمة الأممية جميع دول العالم والمنظمات الدولية التدخل، والعمل على وقف إطلاق النار فورا.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، إن جيش الاحتلال ارتكب 11 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 125 شهيدا إضافة إلى إصابة 265، وهذا مجموع ما وصل للمستشفيات فقط خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأعلنت امس ، كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية حماس، عن استهداف مدينة أسدود «الإسرائيلية» بوابل من الصواريخ من طراز «M75» ردًا على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في قطاع غزة.
ونقلت وكالة «سند» الفلسطينية، عن مصدر قيادي من كتائب القسام إن عملية إطلاق الصواريخ على المدينة الواقعة بمنطقة غلاف غزة، انطلقت من أماكن توجد فيها قوات الاحتلال. كما اشار القيادي إلى تمكن مقاتليها من استهداف دبابة «إسرائيلية» من نوع «ميركافا» بقذيفة «الياسين 105» ، والاشتباك مع «قوة إسرائيلية خاصة» بالأسلحة الرشاشة في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وقصف تجمعات عسكرية «إسرائيلية» المتوغلة في مخيم البريج وسط قطاع غزة، كما تجمّع لآليات وجنود الاحتلال في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة بقذائف الهاون.
بالمقابل، أعلن جيش العدو الإسرائيلي عن إصابة 1106 عسكريين منذ بدء العملية البريّة في غزة إصابة 240 منهم خطرة. وكشف عن إصابة 12 ضابطا وجنديا في معارك قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
سخونة في الجبهة الجنوبية
وانسحبت السخونة التي طبعت الاحوال الميدانية في غزة على منطقة جنوب لبنان، فكثّف العدو الاسرائيلي قصف البلدات والقرى الجنوبية.
واعتبرت مصادر واسعة الاطلاع ان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وبخطابه الاخير، اعلن «عن جهوزية تامة لاي حماقة اسرائيلية»، لافتة الى ان ما ادلى به السيد نصرالله «يفترض ان يشكل رادعا للعدو». ورأت المصادر انه «لولا قوة وقدرة وجهوزية المقاومة، لكان العدو شن حربا واسعة على لبنان منذ اسابيع، لكنه يعي ان ذلك يعني تهديدا حقيقيا لمصير الكيان ككل، وهو ما ابلغه به الاميركيون».
واشارت المصادر الى ان «الرد الحوثي على الضربات الاميركية قد يشكل نقطة تحول في الصراع العسكري الذي انطلق مع عملية طوفان الأقصى»، معتبرة ان «الساعات والايام القليلة المقبلة ستكون حساسة وحاسمة».
وامس، استهدف العدو الاسرائيلي تلة حمامص وباب ثنية في الخيام، منطقة عين الزرقا – طيرحرفا، وادي البياض في أطراف حولا وتلة الرويسة. كما طاول القصف المباشر أطراف بلدتي مروحين ورامية ومنطقة اللبونة وجبل بلاط.
كما شن العدو غارة جوية على منطقة النقعة وعلى الاطراف الشرقية لبلدة عيترون. واستهدف العدو بلدة كفركلا بعشرات القذائف الفوسفورية، وقصف حي رأس الظهر غرب بلدة ميس الجبل، وحي الكساير شرق بلدة ميس الجبل.
بالمقابل، أعلن حزب الله عن «استهداف مجاهدو المقاومة الإسلامية مرابض مدفعية العدو في «خربة ماعر» بالأسلحة الصاروخية، وتجمعاً لجنوده في محيط موقع «المرج». كما قال الحزب انه استهدف «التجهيزات التجسسية المستحدثة في محيط موقع المطلة وأصابتها إصابة مباشرة»، واشار الى استهداف «قوة عسكرية لجيش العدو في مستوطنة «كفر يوفال» بالأسلحة المناسبة، مما أدى إلى وقوع عددٍ من الإصابات في صفوف القوة بين قتيلٍ وجريح».
من جهتها، أعلنت «كتائب العز الإسلامية»، عن تمكن «مجموعة من مجاهدينا من اختراق الشريط الحدودي في مزارع شبعا المحتلة، حيث اشتبكت مع دورية للعدو الصهيوني قرب موقع رويسات العلم، من المسافة صفر وحققت فيها إصابات ، وقد ارتقى ثلاثة شهداء فيما تمكن مجاهدان اثنان من العودة سالمين». وأشارت في بيان الى «ارتقاء ثلاثة من مجاهدينا شهداء في صبيحة يوم الجمعة، عندما استهدفتهم مسيّرة صهيونية قرب موقع المقار في مزارع شبعا المحتلة، بعد أن أمضوا فيها 35 ساعة في مهمة استطلاعية».
الراعي: نرفض ربط انتخاب رئيس بحرب غزة
سياسيا، شدد البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة الأحد على أنّه «لا يمكن القبول بربط انتخاب الرئيس بوقف الحرب على غزة»، مشيرًا إلى أنّه «كثر الحديث عن حركة دوليّة تهدف إلى ترسيم الحدود، على الرغم من ان هذه الحدود مرسمة ومثبة، وكل هذا يجري وموقع الرئاسة الأولى شاغر، ومع حكومة غير مكتملة الصلاحيات»، موضحًا «أننا ندعو إلى تنفيذ القرارات الدولية بشأن الجنوبية، وندعو لعدم إجراء أي تعديل حدودي في ظل الفراغ الرئاسي».
وردت مصادر «الثنائي الشيعي» على الراعي، فأكدت ان حزب الله وحركة «أمل» لا يربطان بين الحرب في غزة والرئاسة، اذ لديهما مرشحهما بخلاف باقي القوى المشتتة، لافتة لـ «الديار» الى ان «من ينتظر تعليمات خارجية من اللجنة الخماسية وسواها ليس الثنائي ،انما القوى التي اعتادت رهن قرارها الداخلي للخارج».
من جهتها، قالت مصادر نيابية معارضة ان «حزب الله رهن مصير الرئاسة بنتائج الحرب في غزة ، ولذلك فان الرئيس بري لا يدعو لجلسات الا اذا تعهّد كل النواب انتخاب فرنجية. وهذه قمة مخالفة الدستور».
واضافت المصادر لـ «الديار»: «ولكن الانكى من ذلك ان الرئيس بري والحزب يحاولان حرف الحقائق باتهامنا بالارتهان للخارج، فيما المُرتهن والذي ينفذ اجندة خارجية معروف من الجميع».