كتبت صحيفة “الديار”: في الوقت الذي يتسابق فيه مسار الحرب والديبلوماسية في المنطقة، وتتسارع المعطيات والمعلومات المنقسمة بين الايجابية والسلبية، تبدو الصورة واضحة من ناحية الجنوب اللبناني والقرى الحدودية، حيث يؤكد الواقع مدى تزايد الاعتداءات الاسرائيلية اليومية على البلدات الجنوبية، والتهديدات «الاسرائيلية» التي لم ولن تصل الى مبتغاها، وكان آخرها ما اشار اليه مسؤول المنطقة الشمالية في الجيش «الإسرائيلي» أوري غوردين، الى استعدادهم أكثر من أي وقت مضى للهجوم على لبنان، مع جهوزية للتصرف حتى في هذه الليلة إذا لزم الأمر»، على حد تعبيره، فيما الحقائق تؤكد العكس، وفق التقارير التي تصدر عن أوضاع ومآسي الجنود «الاسرائيليين» الذين يعانون من تداعيات الحرب، ومن السخونة التصاعدية على الجبهة الجنوبية، واحتمال تطوّرها في أي لحظة الى حرب واسعة مع المقاومة.
الى ذلك، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية تقريراً ذكرت فيه «انّ إسرائيل تنظر الى حزب الله بشكل مختلف عن حركة حماس، باعتباره يملك جيشاً مع تدريب متطور وترسانة من حوالى مئة وخمسين الف صاروخ، بينما يخشى العديد من «الإسرائيليين» أن تستخِفّ حكومتهم مرة أخرى، بالتهديد المميت الذي يمثّله الحزب».
مزاعم اسرائيلية عن تنفيذ عملية برّية على الحدود
وفي إطار الشائعات التي تطلقها قوات الاحتلال، زعم الجيش «الإسرائيلي» يوم أمس، أنه نفذ عملية برّية على الحدود مع جنوب لبنان، لإزالة أي تهديد بعملية تسلل من جانب حزب الله باتجاه بلدات الشمال، وقال:» استهدفنا بقصف جوّي منصّة إطلاق قذائف مضادة للدروع لحزب الله في كفركلا جنوب لبنان»، وادعى الناطق باسم الجيش «الاسرائيلي» أفيخاي أدرعي» أن قوات خاصة بجيشه هاجمت الليلة الماضية نقاطاً لحزب الله في منطقة عيتا الشعب».
إستمرار التصعيد جنوباً… ورد مناسب للمقاومة
أمنياً، سجّل أمس قصف «إسرائيلي» بالقذائف الفوسفورية استهدف بلدة كفركلا، وقصف مدفعي بلغ بلدات ميس الجبل والعباسية وأطراف حولا ووادي البيّاض وأطراف عيترون، بالتزامن مع غارات اسرائيلية مكثفة اعتبرت الاشدّ منذ بداية الحرب في 8 تشرين الاول الماضي، وليلاً استهدفت المدفعية «الإسرائيلية» تلة الرويسات والحارة القديمة في كفركلا بالقذائف، فأصابت منزلاً ونجت العائلة التي تسكنه بأعجوبة…
وعلى خط مقابل، اُطلقت رشقات صاروخية من جنوب لبنان في اتجاه « راموت نفتالي» في الجليل الأعلى، بالإضافة إلى إطلاق صاروخ مضاد للدروع باتجاه موقع للجيش «الإسرائيلي» في المنطقة عينها، كما قصفت المقاومة بالصواريخ موقع السماقة، في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وحققت فيها إصابات مباشرة.
ترجيح الصورة السلبية
في غضون ذلك، خفّت حركة الموفدين الغربيين التي كانت ناشطة الاسبوع الماضي، مما يدعو الى ترجيح الصورة السلبية، خصوصاً بعد مغادرة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين بيروت، من دون ان يجري اي اتصال بمسؤول لبناني، او وسيط لنقل المستجدات او الحصول على جواب نهائي، الامر الذي اعتبره المراقبون السياسيون رسالة جديدة من التحذيرات كرّرها هوكشتاين منعاً لانزلاق لبنان في الحرب، مع نصائح بعدم اتساع رقعتها وقواعد الاشتباك، بالتزامن مع» زعل» اميركي من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، على خلفية تصريحه في الجلسة الأخيرة للحكومة يوم الجمعة الماضي،» بأن التهدئة في لبنان غير منطقية من دون وقف إطلاق النار في غزة»، وهو كلام لم تتقبله الولايات المتحدة لانه يناقض الجهود التي تقوم بها، من أجل وقف إطلاق النارعلى الجبهة الجنوبية.
«المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس
في دافوس- سويسرا يشارك الرئيس ميقاتي في أعمال» المنتدى الاقتصادي العالمي»، حيث التقى رئيس وزراء قطر ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وتم البحث في الاوضاع الراهنة في الاراضي الفلسطينية والمنطقة وانعكاسها على لبنان. كما تطرق البحث الى عمل « اللجنة الخماسية العربية والدولية « للمساعدة في دفع عملية انتخاب رئيس جديد للبنان.
ويتناول جدول أعمال المنتدى الديناميكيات المعقدة في الشرق الأوسط، ويلقي الضوء على التوترات الأخيرة، كما تُعقد جلسة مخصّصة للأزمة الإنسانية المتصاعدة في غزة، لتؤكد الحاجة الملّحة لمعالجة الاضطرابات الإقليمية.
ميقاتي: لخيار حل الدولتين
في المواقف اعتبر الرئيس ميقاتي أن وقف اطلاق النار في غزة، هو حجر الزاوية للحل في المنطقة، واذا لم يتوقف فسيكون ذلك ككرة الثلج التي تتمدّد الى كل دول المنطقة، مشدداً على ضرورة الضغط على «اسرائيل» لوقف التصعيد.
وفي حديث الى «قناة الجزيرة» قال ميقاتي: « نحن نسعى للحلول الديبلوماسية، وهذا هو الخيار الأفضل، لأن الحرب تعني الخسارة للجميع، واذا كان الخيار هو الحل الديبلوماسي فنحن مستعدون، والجانب الأميركي بدا بهذه الخطوت للوصول الى حل، وتطبيق القرار 1701 كاملاً، ونحن نلتزم القرارات الدولية، وفي المقابل على «اسرائيل» أن تحترم هذه القرارات وتطبقها، كما على المجتمع الدولي الضغط عليها لوقف اطلاق النار، للوصول الى حل يقوم على قاعدة خيار حل الدولتين».
حركة ناشطة للبخاري
افيد وفق المعلومات بأنّ السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، بدأ حركة سياسية ناشطة في بيروت، قبل الاجتماع المرتقب للجنة الخماسية العربية والدولية، الذي سينعقد في جدة خلال الأسبوعين المقبلين، على ان يعود بعدها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الى لبنان، للعمل مجدّداً على تشجيع الحوار لتأمين التوافق على الرئيس وإنهاء معضلة الاستحقاق الرئاسي، في حين انّ هذا الاستحقاق وُضع جانباً في الداخل اللبناني، وبات معلقاً بمدى توقف الحرب في غزة، وفق ما قال الرئيس ميقاتي، وتلقى رفضاً لموقفه من البطريرك الماروني بشارة الراعي والاحزاب المسيحية.
لا جلسة حكومية هذا الاسبوع
على الخط الحكومي، ووفق مصادر وزارية، لا جلسة هذا الاسبوع ليس فقط لغياب الرئيس ميقاتي، انما لعدم جهوزية عدد من المواضيع الملحة للحسم في الجلسة، سواء في ما خص تعيين رئيس للاركان او البت بنسب الزيادات المقترحة على الرواتب.
لا اضراب في المدارس الخاصة اليوم
تربوياً، انتهى اجتماع المؤسسات التربوية الخاصة ونقابة المعلمين مع وزير التربية عباس الحلبي ايجابياً مع حسم الأمر، من دون إعلان الإضراب المفتوح.
وبعد الاجتماع اشار وزير التربية عباس الحلبي الى التزام المؤسسات التربوية الخاصة بتأمين مبلغ 60 مليار ليرة شهرياً على الأقل، لتغطية دفع المعاشات التقاعدية مضاعفة 6 مرات لمن يتقاضاها من صندوق التعاقد». كما أكّد نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض» أنّ اليوم الاربعاء يوم عمل عادي في المدارس، وإن وقعنا الاتفاق في خلال 48 ساعة فلن يكون هناك مشكلة وإلّا نعود الى الجمعيات العمومية».
بدورها أشارت النقابة في بيان الى أنّ همّها الأول إنصاف الأساتذة المتقاعدين وتقاضيهم زيادات على الرواتب بالتساوي مع زملائهم في التعليم الرسمي، ومن خلال الآليّات الرسمية في صندوق التعويضات.