كتبت صحيفة “الديار”: بتخبط غير مسبوق، تقارب «اسرائيل» التطورات على جبهتي غزة وجنوب لبنان. فبالرغم من تكثيف عمليات الاغتيال التي تستهدف عناصر من حزب الله، كان آخرها يوم امس حيث استهدفت احد المقاومين في بلدة كفرا، فان خروجها في الساعات الماضية بطروحات لوقف القتال على جبهتها الشمالية، مع علمها بموقف حزب الله الحاسم الرافض لفك ارتباط جبهتي لبنان وغزة، يؤكد التخبط والانقسامات الكبيرة في الادارة «الإسرائيلية»، ما يهدد بانفجار داخلي وشيك لدى العدو ، يدفعه مضطرا الى وقف حرب الابادة التي يشنها على غزة.
ولفت ما ذكرته القناة الـ12 «الإسرائيلية» أن عائلات الأسرى لدى حماس في قطاع غزة ستبدأ (ليل الاحد – الاثنين) اعتصاما مفتوحا أمام منزل رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، ما من شأنه ان يفاقم الضغوط التي يتعرض لها في مقاربته لملف الاسرى.
وفي اليوم الـ 107 من الحرب، تركز القتال في وسط قطاع غزة، الذي شهد اشتباكات عنيفة بين المقاومة وجيش الاحتلال، ترافقت مع قصف مدفعي عنيف للاحتلال. وأعلنت وزارة الصحة في القطاع ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 25 ألفا و105 شهداء، و62 ألفا و681 مصابا.
شرط التطبيع السعودي
في هذا الوقت، تتواصل الضغوط التي يمارسها الحوثيون في البحر الاحمر، والتي اظهرت عن فعالية كبيرة في الآونة الاخيرة لجهة ممارسة ضغوط على المجتمع الدولي لوقف حرب الابادة المستمرة في غزة. وأعلن الحوثيون يوم امس أن 64 سفينة عبرت البحر الأحمر «بأمان»، بعد أن رفعت هذه السفن لافتة: «لا علاقة لنا بإسرائيل». وقال عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن، التابع لحركة أنصار الله محمد علي الحوثي على منصة «إكس»، إن «أبسط حل يسمح بمرور السفن بأمان أثناء عبورها من البحر الأحمر، هو أن تضع عبارة «لا علاقة لنا بإسرائيل»، في لوحة التعريف الآلي الخاصة بها».
بالمقابل، برز ما قاله وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود عن انه «بدون مسار واضح وموثوق به نحو إقامة دولة فلسطينية، لن يكون هناك تطبيع بين المملكة وإسرائيل». وشدد بن فرحان على وجوب «وقف المذبحة المستمرة في قطاع غزة»، مشيرا إلى «أن مفتاح تخفيف التصعيد بالمنطقة هو إنهاء الصراع في القطاع».
طرح مُفخخ
وبطرح هزىء منه قريبون من حزب الله، خرج ضباط «إسرائيليون» كبار في قيادة المنطقة الشمالية، بحسب تقرير «إسرائيلي»، اشار إلى أن «إسرائيل» أبلغت الإدارة الأميركية بأنه إذا لم يهدأ الوضع مقابل حزب الله بحلول نهاية الشهر الحالي، فإن «إسرائيل» ستصعد هجومها ضد لبنان.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن ضباط «إسرائيليين» كبار قولهم إنه «ينبغي إنشاء معادلة جديدة مقابل حزب الله، وحسب المعادلة يعلن «الجيش الإسرائيلي» أنه سيوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة، لكن بعد أول قذيفة ستسقط في أراضينا، وخاصة إذا أطلِقت باتجاه هدف مدني، ستقود إلى قصف شديد يؤدي إلى تدمير جنوب لبنان، ويتضمن ذلك مهاجمة بيوت مشبوهة في القرى الشيعية عند الحدود. والهدوء سيقابل بهدوء، لكن إطلاق النار سيقابل بإطلاق نار غير تناسبي من جانب إسرائيل».
ووصفت مصادر مطلعة على جو حزب الله الطرح «الاسرائيلي» بـ «المفخخ والساقط في مهده»، مشددة على ان «موقف الحزب واضح وحاسم ، واعلنه امينه العام السيد حسن نصرالله بشكل مباشر لجهة عدم امكانية البحث والنقاش في أي شيء مرتبط بالجبهة اللبنانية، بمعزل عن وقف الحرب على غزة». وقالت المصادر لـ «الديار»: «هذا الطرح واحد من طروحات متعددة حملها الموفدون الدوليون تباعا لتحييد جبهة لبنان، لكنهم ابلغوا صراحة بأن لا مجال لحل في لبنان بمعزل عن الحل النهائي في غزة».
ومن المتوقع، أن يزور كبير مستشاري الرئيس الاميركي جو بايدن بريت ماكجورك مصر وقطر هذا الأسبوع، لإجراء محادثات تهدف إلى إحراز تقدم في المفاوضات لضمان إطلاق سراح الاسرى، الذين تحتجزهم حماس ومناقشة الحرب في قطاع غزة. الا ان المصادر «استبعدت تحقيق اي خرق في هذه المرحلة في ظل «تعنت نتنياهو والهوة الكبيرة التي تتسع بينه وبين الادارة الاميركية».
شهيد لحزب الله
ميدانيا في لبنان، واصلت «اسرائيل» عمليات الاغتيال التي تنفذها ضد مقاومين في حزب الله وفي الفصائل الفلسطينية، فنفذت مسيرة «اسرائيلية» يوم أمس عدوانا جويا قرابة الواحدة والنصف من بعد ظهر، مستهدفة سيارة رباعية الدفع بالقرب من حاجز الجيش، عند مفترق كفرا – صربين في قضاء بنت جبيل، مطلقة باتجاهها صاروخا موجها، مما ادى الى تدميرها واحتراقها واحتراق سيارة «رابيد» كانت بقربها، ما ادى الى استشهاد احد المقاومين وسقوط عدد من الجرحى.
وأصدرت المقاومة الاسلامية بيانا قالت فيه انه «ضمن سياسته العدوانية والإجرامية التي لا تستثني الطواقم الطبية والإسعافية، استهدفت طائرات العدو الإسرائيلي مركز الدفاع المدني التابع للهيئة الصحية الإسلامية في بلدة كفركلا، ما أدى إلى تضرر وتعطّل سيارات الإسعاف التي تعمل بجهوزية عالية منذ اليوم الأول للعدوان على لبنان، لنقل المصابين جراء غدر العدوان الإسرائيلي».
مع العلم، أن هذا الاستهداف هو الثاني من نوعه لمركز الدفاع المدني التابع للهيئة الصحية الإسلامية، بعد الاستهداف الأول لمركزها في بلدة حانين، والذي ارتقى فيه شهداء على طريق القدس.
كما اغار العدو على بلدة مركبا ادى الى تدمير 5 منازل، وقصف بشكل مكثف أطراف الجبين وشحين، واطراف بلدة عيتا الشعب، ورميش وميس الجبل والجبين، وطير حرفا وشيحين ورامية وبيت ليف.
وردا على الاعتداءات الاسرائيلية التي استهدفت القرى والمدنيين اللبنانيين، وآخرها استشهاد المواطنة السيدة سمر السيد في غارة على بلدة كفرا، اعلن حزب الله عن استهداف مستوطنة أفيفيم بالأسلحة الصاروخية، ما أدى الى اصابة احد المنازل وسقوط من كان بداخله بين قتيل وجريح، كما ثكنة برانيت وموقع رويسة القرن في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.
الراعي يصعّد
سياسيا، صعّد البطريرك الماروني بشارة الراعي حملته في وجه من يسعى لـ «اقصاء الطائفة المارونية»، وجدد مطالبته لرئيس البرلمان نبيه بري بالدعوة إلى جلسات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية، من دون انتظار أي إشارة من الخارج، وقال: «كفى إقفالاً لقصر بعبدا الرئاسيّ! وكفى إقصاءً للطائفة المارونيّة…»، وداعياً إلى الكف «عن هرطقة تشريع الضرورة وتعيينات الضرورة»…
وجاءت مواقف الراعي في عظة الأحد في حضور قائد الجيش العماد جوزف عون وعائلته الذين زاروه لشكره على تعزيته بوالدته.
واسفت مصادر نيابية في المعارضة لـ «ذهاب عظات البطريرك سدى، ومن دون ان يكون هناك من يلتفت اليها»، وقالت لـ «الديار» «ان هناك من ربط مصير لبنان وكل الاستحقاقات فيه، وعلى رأسها استحقاق الانتخابات الرئاسية بمصير غزة، وبالتالي توقع اي خروقات لبنانيا قبل انتهاء الحرب هناك، اصبح للاسف وهما. لكن ورغم هذا الواقع المرير، فالاستمرار في رفع السقف وممارسة الضغوط اللازمة على كل المستويات واجب وطني واخلاقي وسياسي، لن نتراجع عنه رغم كل محاولات تيئيسنا».