ألقى وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال المهندس زياد المكاري كلمة لبنان في افتتاح ملتقى “عملية الحقيقة” في العاصمة الكوبية هافانا، في حضور عدد كبير من الوجوه السياسيّة والإعلاميّة الفاعلة من أكثر من 30 بلدا.
افتتح الوزير المكاري كلمته بـ “تحيّة إلى الروح النضاليّة والثوريّة التي يتمتّع بها الشعب الكوبي، الذي شكّل ويشكّل صموده مثالاً حياً لقدرة الشعوب على الانتصار لدى توافر الإرادة والروح الوطنيّة”.
وتابع: “مبادرة “عملية الحقيقة التي أطلقها الرئيس الكوبي فيديل كاسترو قبل 65 عاماً، كانت ربّما أوّل خطّة إعلاميّة موسّعة لمواجهة الأخبار الزائفة، وما أكثرها في حرب غزّة، حيث يعمد إعلام العدو الإسرائيلي إلى تضليل الرأي العام العالمي بأخباره الزائفة، منذ اليوم الأوّل لحربه على غزّة”. وأضاف: ” أثبتت حرب غزّة أنّ الحقيقة سلاح أساسي في مقاومة جرائم إسرائيل”.
وتوقّف عند تضحيات الإعلام اللبناني والفلسطيني خلال حرب غزّة، ولفت إلى أنّه “صحيحٌ أنّ آلة الكذب الإسرائيليّة قويّة وناشطة، ولكن في مقابلها هناك إعلام مقاوم وفعّال في فضح الأكاذيب”.
أضاف: “الإعلام المقاوم هو السلاح الأمضى في حرب غزّة، وليس صدفةً أن نجتمع تحت سماء هافانا، لمناقشة فعاليّة وأهميّة الإعلام في المحطات الكبرى والمفصليّة والحاسمة، فيما الحرب ضدّ غزّة وشعبها الصامد مستمرّة منذ أكثر من مئة يوم”.
تابع: “ليس صدفةً أن نجتمع هنا اليوم، وهذه العاصمة الأبيّة وحدها من بين عواصم أميركا اللاتينيّة، صوّتت ضدّ إقامة دولة إسرائيل في الأمم المتّحدة عام 1947، وهذا التصويت الجريء عكس ميراث كوبا في نضالها لتقرير المصير، كما كان ثمرة نضال الشعب الكوبي العريق ضدّ الاستعمار والاستغلال”.
ودعا الوزير المكاري “إلى أن تكون المواجهة مع العدو الإسرائيلي المحتلّ مفتوحة على جبهات العسكر والسياسة والاقتصاد والاجتماع”، ووجّه “تحيّة إلى شعب فلسطين المقاوم والصامد، والتحيّة موصولة إلى جنوب لبنان الذي يشهد يومياً مواجهات ساخنة وإلى مقاومته”.
وتوقّف الوزير المكاري في كلمته عند العلاقات اللبنانية ـ الكوبية، وقال في هذا الإطار: “أفتخر كلبناني بأنّ العلاقات بين لبنان وكوبا تاريخيّة ومميّزة وعميقة، ولا بدّ من تحسينها وتطويرها على الصعد كافة، بدءاً من العلاقات السياسيّة، مروراً بالاقتصاد والثقافة والتعليم، وصولاً إلى السياحة، مشيراً في هذا الإطار إلى أنّ “لبنان تجربة تستحقّ الاستكشاف، وكوبا تجربة تستحقّ الاستكشاف”.
ودعا إلى “مزيد من التعاون على الصعيد الإعلامي”، ولفت إلى أنّ “كوبا عرفت مؤسّسات صحافيّة عدّة خاصّة بالجالية اللبنانيّة، كان الهدف منها إطلاع الجالية اللبنانية الموجودة هنا والتي باتت جزءاً من النسيج الكوبي، على أخبار لبنان وطنهم الأم”.
وتمنّى الوزير المكاري “أن تكون الجالية اللبنانيّة في كويا حافزاً لتفعيل العلاقات السياسيّة والسياحيّة والاقتصاديّة والثقافيّة والعلميّة بين البلدين”، واعتبر أنّ “اللحظة مؤاتية لذلك”، مؤكّداً أنّه “نريد أفضل العلاقات مع كوبا، ونحن جاهزون لبذل كلّ الجهود من أجل تطوير العلاقة بين بلدينا”.
ونوّه بصمود الشعب الكوبي قائلاً: “62 عاماً عمر الحصار على كوبا، وهي بالرغم من كلّ هذه السنوات دولة تقاوم ثقافياً وعلمياً وفنياً وأدبياً وطبياً وهندسياً لمنع إسقاط شعبها وإذلاله” ولفت إلى أنّ “من يقاوم يبقى منتصراً!“.
رئيس كوبا
وكان الوزير المكاري التقى رئيس جمهورية كوبا ميغيل دياز كانيل، وعددا من المسؤولين الحكوميين، على هامش فعاليات الملتقى المنعقد في العاصمة هافانا، بدعوة من وكالة “برنسا لاتينا” ومن قناة “الميادين” الإخباريّة، وباهتمام كبير من الحكومة الكوبية، وبمشاركة سياسية وإعلامية كبيرة من أكثر من ثلاثين بلداً حول العالم.
وكانت كلمة في الافتتاح للرئيس الكوبي أشاد “بالطريقة التي يخوض بها الفلسطينيون معركتهم من أجل الحقيقة”، وتوقّف عند “التضحيات التي دفعها الجسم الإعلامي لإيصال الحقيقة بسرعة مبهرة”.