كتبت صحيفة “اللواء”: على وقع تصعيد اميركي خطير بوجه الفصائل المناوئة لها في المنطقة، وصعوبات يواجهها وزير الخارجية الاميركي انطونيو بلينكن في محادثات حول ردّ حركة حماس على اطار الهدنة وتبادل الاسرى بين اسرائيل والمقاومة الفلسطينية مع رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، اتجهت الانظار الى جولة جديدة من المفاوضات الرامية لتهدئة الجبهات الملتهبة لا سيما في غزة والضفة وجنوب لبنان.
وكشفت مصادر دبلوماسية مطلعة ان التصعيد المفتوح في المنطقة، من شأنه ان يمتد الى جبهة الجنوب.
وتوقعت المصادر ان تشهد محاور المواجهة بالصواريخ عبر الجنوب، تصعيداً جديداً، وتوسيع دائرة القصف واستخدام اسلحة صاروخية جديدة.
ومن هذه الزاوية بالذات، بات بحكم المؤكد ان الجهود الدبلوماسية لم يعد لها جدوى في هذه المرحلة، بانتظار مسار الجولات الجديدة من المفاوضات حول الهدنة في غزة.
وفي هذا الاطار، يأتي تأجيل زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري الى بيروت، بعد ان كانت كل الاجراءات اتخذت، بما في ذلك الاطار الاعلامي للزيارة، واللقاءات مع كلٍّ من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي.
وحسب معلومات دبلوماسية فإن حزب الله رفض ان يكون في صلب المفاوضات حول ترتيبات الوضع في الجنوب، اذا استمرت الحرب في غزة. وبالتالي حسب المصادر، فإن الحزب على استعداد للبحث في موضوع بقاء او عدم بقاء وحداته جنوب نهر الليطاني.
وانطلقت المفاوضات من قبول اسرائيل الانسحاب من عدد من النقاط (7 من اصل 13) المتنازع عليها، لكن حزب الله متمسك بالانسحاب فوراً من الشطر اللبناني من قرية الغجر، بانتظار التفاوض حول الانسحاب من مزارع شبعا.
وقال وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن: نعمل على خفض التصعيد على جانبي الحدود بين لبنان واسرائيل، ليعيش المواطنون على الجانبين بهدوء.
رئاسياً، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن تجميد النقاش في الملف الرئاسي جاء بفعل عدم إيصاله إلى المزيد من التعقيد وانتظار ما يجري على صعيد تطورات غزة والجنوب وأشارت إلى أن إصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على الحوار قبل أي إجراء آخر لا يعني أن هذا الحوار سيتم بعدما قال الأفرقاء مواقفهم منه، ولاسيما المعارضة، وهذه المسألة قد يعاد النظر بها أو يتم التشبث بها عندما يحضر موفد اللجنة الخماسية إلى بيروت مع العلم أن تأكيد الرئيس بري على الحوار جاء امام سفراء دول هذه اللجنة مؤخرا.
وقالت أنه منذ هذا الاجتماع لم ترصد حركة جديدة ما فسر أن الاستحقاق الرئاسي باق على حاله، وأشارت إلى أن عددا من النواب ذكر أن الملف بحاجة إلى جهد محلي قبل أي مسعى آخر.
إلى ذلك قالت أوساط وزارية لـ«اللواء» أن انعقاد جلسة مجلس الوزراء متوقف على النصاب مع العلم أن الوزراء أكدوا انهم يحضرون إنما هناك خشية من أن يؤدي حراك العسكريين المتقاعدين إلى إقفال الطرق المؤدية إلى السراي.
مجلس الوزراء
وعلى هذا الصعيد، استأثرت بنود جلسة مجلس الوزراء اليوم، لا سيما لجهة موضوع الزيادات على رواتب القطاع العام.
وفي هذا الاطار، أجرى الرئيس ميقاتي سلسلة لقاءات وزارية تم خلالها عرض أوضاع الوزارات وشؤونها، والتحضيرات لجلسة اليوم، واجتمع مع كل من وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، وزير الاتصالات جورج القرم ووزير الاعلام زياد مكاري، كما إجتمع مع وزير العمل مصطفى بيرم في حضور مستشار رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس والامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية وجرى عرض لموضوع الزيادات.
كما استقبل ميقاتي وفداً من الاتحاد العمالي العام، وجرى البحث في الوضع المعيشي المتردي للعاملين في القطاع العام، وضرورة اعادة توزيع العطاءات على نحو اكثر عدالة.
وفي المواقف، وبعد اجتماعهم الشهري حذّر المطارنة الموارنة من المحاولات دوليا ومحليا لتمرير ترسيم مشبوه للحدود بين لبنان واسرائيل خالٍ من اي ضمانات دولية واضحة، مؤكدين ان التفاوض في هذا الشأن يبقى من اختصاص رئيس الجمهورية، وشجبوا التعرض لبكركي وطالبوا بتعزيز الأجواء السياسية والديبلوماسية لتنفيذ القرار الدولي 1701.
وقال المطارنة:«يقف الآباء موقف التأييد الكامل لما أعرب عنه صاحب الغبطة من رفضٍ للمتاجرة بحياة المواطنين في الجنوب اللبناني، الذين ضاقوا بالتصعيد الميداني المُهدِّد للأرواح والممتلكات. ويشجبون شجبًا تامًا محاولات التعريض بإعلان بكركي مُسانَدتها هؤلاء المواطنين ودعوتها إلى رفع سيف القتل والتدمير عنهم. ويُعبِّرون عن ألمهم البالغ أمام الأوضاع المُزرِية التي دفعتهم إليها السياسات المتفرّدة، فيما كان المطلوب السهر على المنطقة الحدودية، من خلال تعزيز الأجواء السياسية والديبلوماسية لتنفيذ القرار الدولي 1701، لا التمادي في تفجير أيامها ولياليها».
مناسبة جامعة
وعلى مقربة اسبوع من احياء الذكرى الـ19 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، استمرت التحضيرات لحشد يرافق عودة الرئيس سعد الحريري، وقراءة الفاتحة على ضريح الشهيد.
والتقى الرئيس ميقاتي النائب احمد الخير، مؤكداً ان ذكرى استشهاد الرئيس الحريري يجب أن تكون مناسبة لتعزيز الوحدة الوطنية، وتأكيد الالتفاف الشعبي ترحيباً بعودة الرئيس سعد الحريري.
الوضع الميداني
ميدانياً، ذكرت المقاومة الاسلامية انها استهدفت موقع زبدين وتجمعاً لجنود الاحتلال في مزارع شبعا، والتجهيزات الفنية في موقع راميا.
كما استهدف «حزب الله» مساءً تجمعاً لجنود العدو، في محيط موقع المرج المعادي، بالاسلحة الصاروخية، ونعى الحزب شهيدين جديدين.
من جهتها، شنت مسيَّرة اسرائيلية بعد ظهر أمس غارة على الخيام قرب المسلخ مما ادى الى سقوط شهيد مدني وجريحين. وبعد الغارتين اللتين شنتهما الطائرات الإسرائيلية منتصف الليل على بلدتي حولا وبني حيان، إستهدفت الطائرات المسيَّرة فجراً مبنى مضخات مياه الوزاني، بصاروخ، ما أدى إلى ضرر كبير في الشبكة. وشن الطيران الحربي غارة استهدفت بلدة مروحين. وحلق الطيران الحربي المعادي فوق القليعة وبرج الملوك مطلقاً القنابل الحرارية. كما شن غارات وهمية خارقا جدار الصوت في اجواء منطقة صور. كما سمعت اصوات انفجارات في مدينة النبطية ومحيطها تبين انها ناجمة عن خرق الطائرات الحربية الاسرائيلية لجدار الصوت.
دريان لرئيس وحكومة فاعلة
اعلن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان: «لا أعرف بلداً في العالم يتعذر فيه انتخاب رئيس للجمهورية».
وتساءل في رسالة ذكرى الاسراء والمعراج التي وجهها امس الى اللبنانيين، «كيف تقوم دولة بدون رئيس وحكومة فاعلة والسبب ان هذا الفريق او ذاك، لا يقبل غير مرشحه، مع أن العنوان هو الانتخاب أو الاقتراع، وليفز من يفوز. كل هذه الأمور بديهيات إلا في لبنان المصاب بسياسيِّيه ونخبه المتنطحة للتسلط بأي ثمن، فلا بد من إيجاد حل لانتخاب رئيس لوطننا، فانتخاب رئيس لجمهوريتنا هو مفتاح الحل لكل قضايانا، وعجباً لساستنا عندما يتفقون حول قضية معينة، يجدون الحلول، وحينما يختلفون، لا حلول، وفي مقدمتها انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة فاعلة رئيسا وأعضاء، وينتظرون المساعدة من الخارج، ومشكورة اللجنة الخماسية الباحثة لنا عن رئيس أو مواصفات للرئيس، في غياب الإرادة السياسية والوطنية لانتخاب رئيس جامع وحكومة فاعلة».