كتبت صحيفة “الديار”: لا يزال السباق بين التصعيد العسكري والهدنة على أوجه في قطاع غزة. فمع تراجع زخم مفاوضات الهدنة التي يتم العمل دوليا، على ان تدخل حيز التنفيذ في شهر رمضان في الـ١١ من الشهر المقبل، تكثف حكومة العدو الاسرائيلي استعداداتها لشن حملة عسكرية برية على مدينة رفح، رغم كل التحذيرات الدولية من التداعيات الانسانية الكبرى لعملية مماثلة في مدينة تأوي اكثر من مليون ونصف مليون نازح.
ساعات حاسمة
وأشار رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو، في مقابلة عبر قناة «إيه بي سي نيوز» الأميركية، الى أن «الجيش الإسرائيلي سيضمن ممرا آمنا للمدنيين قبل الهجوم المرتقب على مدينة رفح في قطاع غزة». ورأى أن «أولئك الذين يقولون إنّنا يجب ألّا ندخل رفح مُطلقا، يقولون لنا في الواقع إنّنا يجب أن نخسر الحرب، ونترك حماس هناك». وأضاف نتانياهو: «النصر في متناول اليد، سنفعل ذلك، سنسيطر على آخر كتائب حماس الإرهابية وعلى ورفح، وهي المعقل الأخير. نحن نعمل على وضع خطة مفصلة لتحقيق ذلك، ولا نتعامل مع هذا الأمر بشكل عرضي».
بالمقابل، حذّر قيادي في حركة حماس «إسرائيل» من أن «أي عملية عسكرية قد تشنّها على مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، ستؤدي الى نسف مفاوضات التبادل بين الرهائن «الإسرائيليين» والمعتقلين الفلسطينيين». وأعلنت كتائب القسام- الجناح العسكري لحماس، أن «القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع خلال الـ96 ساعة الأخيرة، أدى إلى مقتل 2 من الأسرى وأصاب 8 آخرين إصابات خطيرة».
واشارت مصادر واسعة الاطلاع لـ «الديار» الى ان «الساعات المقبلة حاسمة، كما ان احتمالات اجتياح رفح حاليا تتقدم على احتمال الهدنة»، لافتة الى ان «الامور ليست مجمدة بما يتعلق بالمفاوضات لكنها متعثرة، خاصة في ظل التصعيد «الاسرائيلي» الميداني، كما مواقف نتنياهو الاخيرة التي استدعت موقفا حازما من حماس بما يتعلق بمصير عملية التبادل». واضافت: «نتنياهو كان يعتقد انه قادر على تحرير الاسرى بعمليات امنية خاطفة، او من خلال هدنة محدودة، الا انه وبعدما ايقن ان حماس تربط عملية اخلاء سبيلهم بوقف نهائي لاطلاق النار، بات واضحا ان الاولوية بالنسبة له ليست لهذا الملف، انما لاستكمال حربه على حماس معتقدا بذلك انه قادر على تفادي سقوطه المدوي سياسيا».
ونبهت المصادر من ان «اجتياح رفح لن يمر مرور الكرام، فالضغط الديبلوماسي الذي يمارس اليوم لتفادي هذا السيناريو، سيتحول لضغط عسكري من قبل محور المقاومة الذي لن يقبل الرضوخ لاسقاط حماس».
وكان جيش الاحتلال وسع يوم امس الاحد نطاق غاراته على القطاع، مما تسبب في استشهاد وإصابة العشرات، فيما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني عن استشهاد 3 مرضى، بسبب منع الاحتلال إدخال الأوكسجين إلى مستشفى الأمل منذ أسبوع.
وأعلنت كتائب القسام عن استهداف دبابتين وسط معارك جنوب غرب حي الزيتون، في حين أعلنت سرايا القدس قصف تجمع لجنود الاحتلال وآليات غرب خان يونس، وتزامن ذلك مع تأكيد رئيس أركان «الجيش الإسرائيلي» أن القتال في خان يونس ليس قريبا من نهايته.
تركيز على الاغتيالات
لبنانيا، تراجعت الى حد ما وتيرة المواجهات بين حزب الله والعدو الاسرائيلي امس الاحد. وقطع رئيس تكتّل «نواب بعلبك الهرمل» النّائب حسين الحاج حسن الطريق على اي جهود دولية جديدة لـ «التحييد الساحة اللبنانية»، فقا»: «لا نقاش في أي أمر يتعلق بالحدود اللبنانية الجنوبية، إلا عند وقف العدوان على غزة».
وقالت المصادر الواسعة الاطلاع ان «احتمال شن «اسرائيل» هجوما كبيرا على لبنان ليس احتمالا متقدما، خاصة اذا اتُخذ قرار اجتياح رفح»، مرجحة «تركيز العدو في المرحلة الراهنة على عمليات الاغتيال التي تطال على حد سواء قياديين في حماس وحزب الله».
ميدانيا، استهدفت طائرة مسيّرة معادية صيدلية عند مدخل بلدة الجبين، فيما استهدفها العدو بقذائف المدفعية. كذلك شنت الطائرات الحربية المعادية غارة على شيحين مستهدفة منزلاً في البلدة ومتسببة بإصابات، وغارات على راميا ومروحين كما جبل بلاط وبلدتي يارون وشيحين. اما القصف المدفعي فطال أطراف بلدة كفرحمام والناقورة وعلما الشعب.
بالمقابل، استهدفت المقاومة تجهيزات تجسسية في موقع رويسات العلم، وفي تلال كفرشوبا اللبنانية، وتجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في مثلث الطيحات، وآخر في جبل نذر، محققة اصابات مباشرة.
كذلك تم استهداف التجهيزات التجسسية في موقع العباد، كما موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة.
نفس طويل
سياسيا، يُرتقب ان يعاود سفراء «اللجنة الخماسية» المعنية بالشأن اللبناني حراكهم، وان بشكل خجول خلال الايام القليلة المقبلة. اذ تقول مصادر معنية بالملف لـ «الديار» انه وصل اللجنة جو مفاده ان «نفس الثنائي الشيعي طويل جدا» لجهة التمسك بمرشحه رئيس تيار»المردة» سليمان فرنجية، وان اي اقتراح دولي يتحدث عن مرشح ثالث لن يلقى تجاوبا من قبل «الثنائي»، الذي يعتبر ان الاولوية اليوم للعمل في الميدان، لا لتقديم التنازلات في السياسة».
وتشير المصادر انه رغم حراك الموفدين باتجاه لبنان لجس نبض المسؤلين حول الاستحقاق الرئاسي، الا ان لا انتخابات رئاسيّة في الأمد القريب.
في هذا الوقت، حاول رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي استيعاب الحملة الكبيرة بوجهه، على خلفية تعيين اللواء حسان عودة رئيساً للأركان، واعتبار قسم كبير من المسيحيين ان في ذلك تعديا على صلاحيات رئيس الجمهورية. فاصدر المكتب الاعلامي لميقاتي امس بيانا اعتبر فيه ان القرار يأتي لـ»ضمان استقرار مؤسسة الجيش، بعدما امتنع معالي وزير الدفاع عن القيام بواجبه في هذا الملف»، معتبرا انه «كان ضروريا ان يقوم مجلس الوزراء، بما له من سلطة جامعة باتخاذ القرار المناسب».
واضاف: «واذا كان القرار لا يعجب البعض، فهناك عدة طرق قانونية يمكن سلوكها للطعن به، كما ان الحكومة سوف ترضخ لاي قرار قضائي قد يصدر في هذا الصدد في حال تقديم اي طعن».
من جهته، سأل عضو كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب بلال عبد الله في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، «لماذا كل هذا التهجم والتجريح بحق رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي منذ جلسة تعيين رئيس الاركان؟ جوقة متنوعة ومتنقلة تتسابق في البكاء على الدستور والصلاحيات والادوار»؟ وشدد على انه «ليس الآن وقت السجالات والمناظرات وتسجيل المواقف الشعبوية والغرائزية. بعد جدرا، العدو استباح كل الوطن، والوقت لتمتين الوحدة الداخلية».