كتبت صحيفة “البناء”: التجاذبات الجارية حول المسار التفاوضي بهدف إنقاذه من الطريق المسدود تبدو محاولات يائسة يصعب أن يُكتب لها النجاح مع القراءة المتعاكسة لموازين القوى كما في اليوم الأول للحرب البرية في غزة. فيبدو كيان الاحتلال موهوماً بقدرته على الفوز بمعركة رفح أو مسكوناً بفرضيّة أن التلويح بها سوف يخفّض سقوف قوى المقاومة التفاوضية؛ بينما قراءة المقاومة في غزة أنها لا تزال تملك من القوة ما يكفي لجعل معركة رفح تكراراً لما سبق وجرى في معارك غزة خلال أربعة شهور من إلحاق الهزائم والمزيد من الفشل بجيش الاحتلال، معتقدة أن هذه النتيجة يجب أن تكون كافية لدفع حكومة كيان الاحتلال للتسليم بمواقف تفاوضية واقعية في ملف تبادل الأسرى والتسليم بوقف الحرب بصورة نهائية. وعلى هذه الخلفية قالت مصادر قيادية في المقاومة في غزة إنها تتجه لإعلان تعليق المسار التفاوضي بانتظار نتائج جديدة يحملها الوسطاء تقول بوجود فرص حقيقية للتفاوض المجدي، وإنها لا تستطيع مواصلة التفاوض بينما شعبها يواجه خطر الموت من الجوع ونقص الغذاء والدواء في شمال غزة بسبب منع الاحتلال وصول المساعدات الإنسانية إلى شمال القطاع.
على الصعيد السياسي بدا التصعيد الإسرائيلي واضحاً عبر الإعلان عن رفض التعامل مع أي اعتراف أحادي بالدولة الفلسطينية، استباقاً لما ظهر أنه اتجاه عدد من الدول الأوروبية إضافة لخروج أصوات في واشنطن تدعو إدارة الرئيس جو بايدن إلى الذهاب نحو هذا الخيار للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لعقلنة مواقفها التفاوضية.
مفوّض شؤون السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي سبق ودعا واشنطن الى الضغط بتجميد تسليم الأسلحة القاتلة إلى حكومة نتنياهو، تحدّث عن استحالة القضاء على حماس محذراً من انفجار وشيك في الضفة الغربية التي قال إنها تشهد غلياناً غير مسبوق، وإنه إذا بقي هذا الوضع على حاله حتى بدء شهر رمضان فقد نكون أمام انفجار كبير في الضفة الغربية والقدس.
على جبهة لبنان، تواصلت عمليات المقاومة في استهداف مواقع وتجمّعات جيش الاحتلال، بينما قال النائب علي فياض “لا تراجع عن حقنا في المقاومة وعن واجبنا في معاقبة العدو على كل استهداف للمدنيين، بالطريقة والأسلوب والأهداف التي تقدرها وتحددها المقاومة، بهدف ردع العدو لحماية الأهل والوطن، بهدف إيلام العدو وهزيمته”، مؤكداً أن “المقاومة لن تسمح للعدو أن يفرض وتيرته التي يشاء دون أن يدفع ثمناً باهظاً، ولن تتيح له أن يجرّ الميدان إلى الإيقاع الذي يناسبه، دون غُرمٍ لن يكون قادراً على تحمله”. ولفت إلى أنّه “بالرغم من شُحنة التهويل المرتفعة في خطابات قادة العدو لكنّ المقاومة جهَّزت نفسها لكل الخيارات والاحتمالات بما فيها الاحتمالات الأكثر تطرفاً وتدحرجاً”، مشيراً إلى أن “قرار المقاومة هو أنها ستمعن إذا أمعن العدو وستذهب إلى الأبعد إذا ذهب بعيداً في سياق من التكافؤ والتناسب”.
الجديد في جبهات محور المقاومة لإسناد غزة ما نقلته القيادة الوسطى للقوات الأميركية، أن أنصار الله “أطلقوا 3 صواريخ كروز مضادة للسفن، وزورقاً مسيّراً فوق سطح البحر الماء وآخر تحت سطح الماء”. وأشار البيان إلى أن هذا أول استخدام لزورق مسيَّر تحت سطح الماء منذ إعلان أنصار الله عن فتح جبهتهم للتدخل العسكري لمساندة غزة.
ركزت لقاءات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على هامش مشاركته في مؤتمر ميونخ على أهمية الضغط على «إسرائيل» من أجل وقف عدوانها على لبنان وضرورة إنهاء الحرب على غزة، وأن لبنان التزم ويلتزم القرارات الدولية ومنها القرار 1701، وعلى المجتمع الدولي لجم «إسرائيل» عن القيام بأي تصعيد ضد لبنان والانسحام من الأراضي المحتلة. واجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس، مع رئيس الوزراء وزير الخارجية في قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال «مؤتمر ميونيخ للأمن» في المانيا، وتم البحث بالوضع في لبنان وبعمل «اللجنة الخماسية» للمساعدة في حل أزمة الشغور في سدة رئاسة الجمهورية. كما تطرّق البحث إلى الوضع في جنوب لبنان والجهود المستمرة للتوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة، كما اجتمع رئيس الحكومة مع نظيره العراقي محمد شيّاع السوداني، وجدّد الشكر للعراق على «وقوفه الدائم إلى جانب لبنان».
وليس بعيداً وفيما الاتصالات مستمرة من أجل أن لا تخرج الأمور عن السيطرة في جنوب لبنان، فإن لا حركة موفدين تجاه لبنان في الأيام المقبلة، فالوسيط الأميركي أموس هوكشتاين لن يقوم بأي زيارة إلى لبنان هذا الشهر.
الى ذلك، تتحرّك بعض الدول من أجل مضاعفة الدعم للجيش اللبناني، وفي السياق أفيد عن مؤتمر سيعود في روما الشهر الحالي لدعم الجيش على أن يعقد أيضاً مؤتمر في باريس للهدف نفسه في موعد لم يتحدّد بعد.
وشدّد البطريرك الماروني بشارة الراعي على ان “البطولة ليست في صنع الحرب بالأسلحة المتطوّرة الهدّامة، بل البطولة هي في العقل والإرادة والقلب الداعين والساعين إلى صنع السلام وتحقيق العدالة وتغليب المحبّة. البطولة هي في تجنّب الحرب، لا في صنعها”.
وأكد في عظة الأحد ضرورة أن “يضع الجميع هدف بناء الوحدة الوطنية بسبل جديدة وبخاصة بالولاء لوطننا النهائي لبنان، ولنصلي الى الله ليمنحنا نعمة البطولة بتفضيل السلام على الحرب والوحدة على التفكك”.
وقال وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام المولوي، في كلمة له خلال اجتماع وزراء الداخلية العرب في الأردن: إن “أمننا العربي مشترك فحدودنا متقاربة ومتداخلة ما يحتّم علينا العمل بجهد لحماية بلداننا ومجتمعاتنا من الجريمة العابرة للحدود بأشكالها كافة”، وذلك وفق ما نقلت الوكالة “الوطنية اللبنانية للإعلام”.
وأشار إلى “أن موقع لبنان بين الدول العربية يحتّم علينا العمل لتجنيبه أن يكون مصدر أذى وضرر لأبنائه أو للدول العربية الشقيقة والخليج العربي”، وقال: “مستمرون في ضبط عمليات تهريب المخدرات بحزم بجهود السلطات الأمنية اللبنانية”، ونوّه بالدور “الذي تقوم به الأجهزة كافة”، مشدداً على “ضرورة مواصلة التعاون المشترك بين بلداننا لمحاربة هذه الجريمة”.
ويعقد مجلس الوزراء الأسبوع المقبل جلسة بجدول أعمال وحيد ألا وهو مناقشة وإقرار قانون معالجة أوضاع المصارف وإعادة تنظيمها الذي يتألّف من ستين مادة.
إلى ذلك علمت “البناء” أن وزير الدفاع الوطني موريس سليم لن يطعن بالقرار الصادر عن مجلس الوزراء الذي صدر في الثامن من شباط بتعيين اللواء عودة رئيساً للأركان. وأفادت مصادر أن وزير الدفاع سيزور قائد الجيش العماد جوزاف عون هذا الأسبوع لاستكمال البحث في الملفات التي تتصل بالمؤسسة العسكرية.
وغادر الرئيس سعد الحريري بيروت، وجدد دعوة “الجميع وخاصة أهل الوفاء للحفاظ على البلد”، وقال: “كما كنا سوياً سنبقى وسأكون إلى جانبكم أينما كنت”، وأعرب عن أمله بـ “لقاء الجميع في وقت ليس ببعيد”.