كتبت صحيفة “الديار”: بات بحكم المؤكد ان اللجنة الخماسية ستصبح رباعية عندما تلتقي حزب الله من دون السفيرة الاميركية جونسون، وطلب السفراء موعدا لزيارة حزب الله، واللقاء سيتم بعد الاعياد في منتصف شهر نيسان، وياتي من ضمن تحركات السفراء على الاطراف اللبنانية لتذليل العقبات امام الملف الرئاسي، اما السفيرة الاميركية فان حزب الله يرفض الجلوس معها ويرفض مفاوضة الاميركيين الذين بدورهم لم يسبق ان جلسوا مع اي مسؤول في حزب الله وما زالوا يصنفون الحزب بالارهاب.علما ان حزب الله يصر في جميع مواقفه على اولوية الحوار الداخلي لانتخاب رئيس للجمهورية مع التاكيد على ان العامل الخارجي امر مساعد ومهم، لكن الحوار الداخلي يبقى الاساس لانتخاب رئيس للبلاد.
وبعيدا عن لقاءات الخماسية فان مصدرا مطلعا على اتصالاتها يصف حركتها بالاعلامية فقط، ويسال، ماذا يمكن ان تنتج في لقاءاتها مع الاطراف اللبنانية الذين كرروا امام السفراء مواقفهم المعروفة، اما عن انضمام ايران للجنة الخماسية فيؤكد المصدر المتابع، ان السفير المصري كشف عن اتصالات مع الايرانيين والتشاور معهم في هذا الخصوص، ومن المعروف ان وليد جنبلاط طالب بانضمام ايران الى الخماسية خلال العشاء مع السفير الايراني اذا كانت جدية في عملها، هذا مع العلم، ان طهران ما زالت تؤكد على رفض التدخل في الشان اللبناني الداخلي مطلقا، وان القرار لحزب الله، لكن المصدر المتابع يجزم بان الملف الرئاسي مؤجل الى ما بعد وقف اطلاق النار في غزة.
ووصف بعض المقربين من الذين التقوا السفراء الخمسة، ان الجولة الاولى لم تحمل جديدا، «كل يغني على ليلاه «، وكرر الاقطاب مواقفهم المعروفة والمعلنة في وسائل الإعلام دون «زيادة او نقصان» وحسب ما نقل، فان الفريق المسيحي بكل تلاوينه الدينية والسياسية شدد على ضرورة فتح أبواب المجلس النيابي وعقد جلسات متتالية لانتخاب الرئيس محملين الرئيس نبيه بري المسؤولية عن عدم الدعوة إلى عقد جلسة انتخاب الرئيس، لكن هذا التوافق، لم يخفف من التباينات العميقة بين الرئيس ميشال عون والدكتور سمير جعجع، فاسترسل الحكيم بحملاته العنيفة ضد حزب الله ورئيس «التيار» الوزير جبران باسيل، وعلى» الناعم» تجاه بري، ولم يوفر عون أحدا من الذين عرقلوا عهده وافشلوا المحاسبة، وفي المقلب الاخر، اكد بري على الحوار بين كل المكونات السياسية للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية، فيما شدد جنبلاط على الاسراع بانتخاب الرئيس بعيدا عن الاسماء وتاييد دعوة بري الى الحوار وتقديم كل التسهيلات، وبالتالي اقتصرت الجولة الأولى على الاسئلة والاجوبة المتبادلة والاستفسارات التي تجاوزت الملف الرئاسي إلى غزة والمنطقة وتحديدا من قبل السفيرة الاميركية جونسون، وحسب ما نقل، فان الجولة تجنبت كليا الأسماء و الخيار الثالث والفيتوات، وشدد السفراء على ضرورة الاسراع في انتخاب الرئيس تجنبا لأية منزلقات في هذا الظرف الاستثنائي الذي يفرض وجود رئيس للجمهورية، و اكدوا على دورهم المساعد فقط، ودعوا الاطراف إلى الحوار وإزالة التباينات واكتفوا بالعموميات مع تأييد دعوات بري للحوار والتاكيد على تطبيق الدستور، رغم ان السفراء حاولوا خلال اللقاءات اظهار موقفهم الموحد من الاستحقاق وعدم وجود تباينات بينهم وتحديدا بين الاميركيين والفرنسيين وبين السعوديين والقطريين كما نشر في وسائل الإعلام.
لكن الوقائع على الأرض كشفت عكس ذلك، وحسب المتابعين للحراك، تبلغ المسؤولون اللبنانيون موقفا اميركيا رافضا للعرض الفرنسي بإنشاء لجنة خماسية فرنسية اميركية لبنانية اسرائيلية مع اليونيفيل لبحث الترتيبات على جانبي الحدود بين لبنان وإسرائيل بعد وقف النار في غزة، وتمسك هوكشتاين بانضمام واشنطن فقط للجنة الثلاثية ومعاودة اجتماعاتها في الناقورة، وهذا ما طلبته إسرائيل مؤخرا وادى إلى تاجيل زيارة لودريان إلى لبنان لأجل غير مسمى، فيما الموفد الاميركي يتابع التفاصيل من فريق عمله وسيعود بعد الوصول الى وقف للنار.
وحسب المتابعين للحراك، فان نشاط بيروت الخماسي يوازيه حراك بعيد عن الانظار في مسقط بين الاميركيين والايرانيين، امتدادا إلى لقاءات سعودية إيرانية وصولا الى اجتماعات سورية سعودية ستتوج بزيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الى الرياض مع تاكيدات بعودة الحرارة في العلاقات بين البلدين الى مرحلة ما قبل ٢٠٠٥، بالإضافة إلى لقاءات سورية اماراتية أسفرت عن نجاح الجهود السورية التي قام بها اللواء السوري حسام لوقا مع مدير المخابرات السعودية اللواء خالد الحميداني ومدير المخابرات الإماراتية اللواء طحنون بن زايد بالافراج عن المعتقلين الشيعة في الامارات والسعودية وتامين زيارة للحاج وفيق صفا إلى الامارات لوضع اللمسات الأخيرة على هذا الملف الانساني دون التطرق الى اي قضية سياسية، علما ان الرياض بدأت الافراج عن معتقلين شيعة منذ شهرين تقريبا، هذا التواصل قد يمتد إلى لبنان اذا بقي الاستعصاء الداخلي، خصوصا ان ألاتصالات تدور بين دول لها التاثير الاول في الملف اللبناني.
مفاوضات غزة وعمليات المقاومة
وحسب المتابعين، فان الاطراف السياسية الذين التقوا الخماسية، سمعوا كلاما واضحا بان الجهد الدبلوماسي الأول لبلدانهم منصب على غزة والجنوب والوصول إلى هدنة في غزة ومنع توسع الحرب في جنوب لبنان.
وفي معلومات لقيادات فلسطينية في بيروت، انه لايمكن الحديث عن تقدم حتى الآن في مفاوضات الدوحة، وإسرائيل ترفض وقف الأعمال القتالية كليا والانسحاب من غزة، وتتمسك بالافراج عن الاسرى الموجودين لدى حماس اولا، هذا المطلب تتبناه واشنطن،ولذلك المفاوضات على حالها، وردت إسرائيل بمطالبة حماس بالافراج عن المحكومين بالمؤبدات باجراءات وحشية ضد هؤلاء الاسرى وفي مقدمهم مروان البرغوثي التي ساءت حالته الصحية وأصيب بجروح في عينيه ونقل إلى السجن الانفرادي بعد رفض إسرائيل الطلبات بعرضه على الأطباء، مما يهدد حياته، وطالت الإجراءات ايضا الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات
الدعم الأوروبي للجمعيات يتقلص
اعلن وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار، ان المساعدات الاممية المتعلقة باللاجئين والنازحين تراجعت، ولبنان يواجه صعوبة في هذا الملف بالنسبة للحصول على الاموال، وابلغت كبار الجمعيات الاممية موظفيها في بيروت عن نقص كبير في التمويل الاوروبي مما سيؤدي الى الاستغناء عن الكثير من الموظفين اواخر العام الحالي.
وحسب العديد من القيمين على الجمعيات، فان الظروف في المنطقة قد تتطلب مثل هذا الإجراءات التقشفية، لكن المشكلة ليست محصورة في التمويل فقط، بل تعود إلى أن معظم الجمعيات الاممية لم تتلق حتى الان اجوبة عن كيفية صرف الأموال العام الماضي رغم المطالبات بالكشوفات، ولم يحصلوا على جداول العاملين والمتعاقدين الذين عملوا مع النازحين السوريين، وتدرس المنظمات الاممية التوقف عن صرف الاموال المخصصة لهذه القطاعات خلال الاشهر القادمة، بعد ان لمسوا فسادا وتجاوزات وتسجيل اسماء وهمية، وما زال الملف معلقا منذ العام الماضي دون اي تدخل من الوزارات للرد على اسئلة الجمعيات الاممية مما يهدد بمخاطر كبيرة وتوقف الدعم.
خفراء الجمارك
في موضوع خفراء الجمارك، فان الحل المتوقع إجراء مباراة لتعيين خفراء جدد معظمهم من المسيحيين مما يؤدي الى تصحيح الخلل الطائفي الناتج عن دورة ٢٠١٨ وتعيين ٢٠٠ خفير معظمهم من المسلمين، ويتم التفتيش عن مخرج قانوني للملف لانه لايمكن حرمان اي مواطن لبناني من حق التقدم للدورة حسب القانون، وهناك تفكير بتعيين خفراء مسيحيين دون فتح مباراة للدخول لكن الاتصالات لم تحسم اي اتجاه، والرئيس ميقاتي مصر على سحب الملف من التداول بعد ان اخذ ابعادا سياسية وطائفية، كما أن الوزراء المسيحيين داخل الحكومة أبدوا اعتراضاتهم على التعيين ومنهم من هدد بمقاطعة جلسات الحكومة وتطيير النصاب، فالجلسة الأخيرة للحكومة حضرها ١٦ وزيرا فقط، وغياب اي وزير ينسف الجلسات، خصوصا ان العلاقة بين ميقاتي ووزير خارجيته عبدالله بو حبيب «مغطاة بقشة» قد تطير في اية لحظة، فميقاتي ممتعض جدا من الخطوط بين بوحبيب والرئيس ميشال عون وجبران باسيل ورد بمعاقبة وزير الخارجية من حضور لقاءاته الدبلوماسية الأخيرة فيما يتعلق بالمفاوضات، لكن دخول الرئيس بري على الخط منع وصول الأمور إلى نقطة اللاعودة.