كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: ثمانية وعشرون عاما مرّت على مجزرة قانا، وها هي عناقيد الإجرام الإسرائيلي تتوالى، من قبل قانا وبعدها وإلى اليوم. وها هي غزة أبلغ مثال على هذا الإجرام المستمر تحت أنظار العالم وصولا إلى لبنان الذي يدفع كل يوم ثمن تغاضي معظم دول العالم عن همجية تمارس بحق المدنيين وأرواحهم وممتلكاتهم وأرزاقهم.
ومع تزايد السخونة على الحدود الجنوبية، تحدثت مصادر دبلوماسية عربية في بيروت عن تحذيرات وصلت الى الحكومة عن نوايا اسرائيل العدوانية واستعداداتها لتوجيه ضربة سريعة ضد حزب الله، رداً على العمليات الأخيرة التي قام بها الحزب. ولم تستبعد المصادر رفع وتيرة الغارات والعمليات العسكرية بشكل غير مسبوق.
وفي الشأن السياسي يواصل سفراء الخماسية جولاتهم على الكتل النيابية من أجل إعادة تحريك الملف الرئاسي المجمد. فبعد اللقاءات التي عقدتها اللجنة مع كل من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل وكتلة الاعتدال الوطني، التقت أمس رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على ان تستكمل لقاءاتها مع كافة القوى السياسية والكتل النيابية.
في هذا السياق أشار الوزير السابق آلان حكيم الذي كان حاضرا لقاء الخماسية مع رئيس “الكتائب” إلى أن التوجه العام للخماسية يتركز باتجاه التوصل الى حل توافقي بين الجميع. حكيم وفي حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية رأى أن “بعد الجهد الجهيد الذي قامت به الخماسية والعراقيل التي واجهتها، قررت التحرك من جديد لإيجاد قواسم مشتركة بين جميع الافرقاء بدعم وتشجيع من رئيس مجلس النواب نبيه بري لتأكيد الاهتمام بلبنان”، واعتبر أن “تحرك الخماسية هذه المرة يتم بطريقة أقوى وأقسى من المرات السابقة من أجل التوصل لحلول عملية ووضع خارطة طريق من عدة نقاط يتأكد فيها قبول الجميع انتخاب رئيس جمهورية ضمن معايير محددة كانت قد وضعت من قبل الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، شرط ان يكون هناك توافق من الجميع على الشخصية التي قد تنتخب”، مشيرا إلى أنه “مهما تكن التخريجة فيجب أن تكون هذه الشخصية مقبولة بموجب حوار أو نقاش، والمهم وجود ضمانة لهذه الآلية للتوصل الى النتيجة الاخيرة وهي انتخاب رئيس توافقي، وأن يكون هناك سرعة في الأداء لأننا بانتظار دعم مستقبلي واستثماري وإشراك لبنان بالمحادثات المرتقبة. لذلك يجب الانتهاء من انتخاب الرئيس بأسرع وقت، دون ربط هذا الموضوع بالأحداث التي تحصل في الجنوب”.
وشدد حكيم على أنه “من المهم أن ننكب على النتيجة، وليس النوعية لأن هناك دفعا قويا كثيرا من قبل الدول المشاركة في الخماسية”، ولفت إلى أنه لمس “تشددا واضحاً من سفراء أميركا وقطر ومصر للتوصل إلى حل نهائي”، وأضاف: “نحن في الكتائب موقفنا واضح وليس لدينا نوايا للتعطيل، بل على العكس، فالمعارضة على استعداد لدعم أي مبادرة توصلنا لانتخاب رئيس جمهورية وتطبيق النقاط التي تنادي بها اللجنة الخماسية، وبالمقابل على اللجنة ان توضح الامور وتضع اسماء جديدة، فالمعارضة سبق لها أن تنازلت عن ترشيح النائب ميشال معوض وهي مستعدة للتنازل عن الاسم الثاني، وبالمقابل على الطرف الآخر أن يقبل ويتنازل عن ترشيح فرنجية”، لافتا الى وجود انطباع ايجابي بالذهاب الى الخيار الثالث.
وإذ يبقى أن ينهي سفراء الخماسية جولاتهم ويرفعوا خلاصتها لمعرفة الخطوات التالية، فإنه في نهاية المطاف يظل الإرتكاز على المواقف الداخلية وعلى النوايا الجدية بالحل، وإلا فلا نتيجة.