وزارة الإعلام اللبنانية
تواصلت جلسات الملتقى الإعلامي العربي في دورته 19 التي انطلقت في الكويت خلال الفترة من 5 إلى 7 الجاري، حيث عقدت أمس الاثنين الجلسة الأولى بعنوان «فلسطين.. في مواجهة الإعلام» وقد أدارها وزير الإعلام الأسبق سامي النصف، وتحدث خلالها وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري، وأحمد عساف المشرف العام على الإعلام في فلسطين.
وأعرب وزير الإعلام الكويتي الأسبق سامي النصف عن شكره للامين العام لهيئة الملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس، مشيرا إلى انه شارك في هذا الملتقى وملتقيات مماثلة في دول عربية.
وأضاف النصف اننا نستفيد من هذه الملتقيات التي تناقش قضايا عربية مهمة مثل القضية الفلسطينية.
وتحدث وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري عما شهدته غزة من حرب والتي انتقلت إلى لبنان، مشيرا إلى ان هذه الحرب لم تأخذ حجمها في الإعلام العربي.
وأضاف المكاري ان ما حدث في غزة إبادة جماعية وإجرام.
وقال: شاهدنا سقوط العدالة الدولية والإنسانية لدى معظم الدول، شهدنا دمار الحرب في جنوب لبنان من قبل الجيش الإسرائيلي وهناك شهداء من المدنيين والإعلاميين والصحافيين.
وأشار إلى اننا للمرة الأولى نرى أهمية الإعلام في حرب غزة، وطالبنا بتحقيق من الحكومة اللبنانية ورفع دعاوى في المحكمة الدولية.
ومضى قائلا: ندعم الإعلاميين ونستمع إلى الإعلام الصادق الممنهج.
ولفت إلى ان اللوبي اليهودي كان متحكما في الإعلام العالمي وان حاليا للمرة الأولى ينهار أمام الإعلام العربي، مستشهدا على ذلك بالتظاهرات التي حدثت في الجامعات الأميركية، وذلك نتيجة نقل الصورة الحقيقية للغرب من قبل الإعلام العربي.
وأوضح ان لبنان أكثر دولة دفعت ثمنا في القضية الفلسطينية، وأنها تعيش في أزمة اقتصادية ودستورية، معربا عن أمله بنهاية الأزمات في المنطقة وفي لبنان.
من جانبه، أفاد أحمد عساف، المشرف العام على الإعلام في فلسطين بأن الشعب الفلسطيني واللبناني والمنطقة يتعرض إلى حرب إبادة جماعية من قبل الاحتلال الإسرائيلي الفاشل الذي نتج عنها 150 ألف شهيد وجريح خلال الأشهر الماضية، كما ان مئات البيوت والمدارس هدمت، كما تسببت بملايين النازحين في المنطقة.
وأضاف عساف: هؤلاء أعداء البشرية والحرية، سجلوا كل هذه الجرائم، وأسست إسرائيل على كذب.
وأشار إلى ان أهم الجهات التي تسهم في دعم فلسطين هي الإعلام، ولذلك قام العدو الصهيوني بجرائم قتل للصحافيين.
وقال: الإعلام الفلسطيني قام بواجبه الوطني وسعينا لإيصال رسالتنا لدول العالم.
وزاد قائلا: لم تعد حكومة الاحتلال قادرة على تقييد الرواية وتزييف الحقيقة والفضل للإعلام الفلسطيني الذي قرر أن يكون في خط الدفاع الأول وقام بتوصيف ما يجري للعالم وكان عين الحقيقة.
وزاد: لا ننسى دور العالم العربي الذي لعب دورا كبيرا في فضح رواية الاحتلال الإسرائيلي وكان منصة لنقل روايتنا ولا ننسى دور الإعلاميين والصحافيين في العالم الشرفاء الذين دافعوا عن الحقيقة.
ومضى قائلا: رفعنا قضايا في المحاكم الدولية بسبب استشهاد صحافيين فلسطينيين واستمرار عدم معاقبة هذا الاحتلال سيجعله يرتكب مزيد من الجرائم.
وذكر ان هناك دورا مشرفا للمملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى للسعي في إنهاء الأزمة.
عقدت الجلسة الثانية بعنوان «كيف نتعامل مع متغيرات الإعلام؟» وأدارها رئيس تحرير جريدة الراي الزميل وليد الجاسم، وتحدث خلالها وزير الإعلام السابق في عمان د.عبدالمنعم الحسني، ووزير الإعلام السابق في الأردن د.فيصل الشبول، ووزير الإعلام السابق في البحرين د.علي الرميحي.
وقال وزير الإعلام السابق في عمان د.عبدالمنعم الحسني ان الإعلامي يجب عليه ان يقدم مبادئ أخلاقية ومضمونا إعلاميا في ظل المتغيرات الذي يشهدها العالم مثل الذكاء الاصطناعي.
وأضاف الحسني ان الإعلام العربي لايزال مقصرا في دوره تجاه حرب غزة والقضية الفلسطينية وأن هناك صحافيين مستقلين قدموا تضحيات، كذلك نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لهم تأثير مهم عبر نقلهم للأحداث في غزة من خلال هواتفهم.
بدوره، أفاد وزير الإعلام السابق في البحرين د.علي الرميحي بأن الكويت كانت ولاتزال لها ريادة في مجال الإعلام ولها حضور عالمي متميز.
وأضاف الرميحي ان التطوير المستمر مطلب مهم وان المسؤول الحكومي عليه ان يقدم خطة إعلامية في ظل عالمنا المتغير وأن المؤسسات الإعلامية يجب ان تلاحق هذا التغيير والتطور.
وبين ان الإعلام الحكومي أكثر جهة حريصة على موثوقية ومصداقية المعلومة مقارنة بوسائل التواصل الاجتماعي وأن 63% تقريبا من الأخبار التي يتم تداولها عبر وسائل التواصل غير صحيحة، وذلك وفق إحدى الدراسات.
أما وزير الإعلام السابق في الأردن د.فيصل الشبول فقد أكد على ضرورة ألا يكون الإعلام الرسمي هو الوسيلة الإعلامية الوحيد في الدولة خاصة ان هناك قانونا ينظم الإعلام. وأضاف ان هناك حالة من الإعلام العربي حاليا شاهدناها خلال أحداث غزة مقارنة بالسابق لم يكن لدينا إعلام عربي، مشيرا إلى اننا لدينا فرصة لأن نتنافس مع الآخرين.
الجلسة الثالثة: دور مهم للمرأة العربية في الإعلام
في الجلسة الثالثة بعنوان «نساء في مواجهة الإعلام» أدارتها الإعلامية غادة الرزوقي وتحدثت خلالها الإعلاميات: د.منى عبدالغني من مصر ولجين عمران من السعودية ونادية الزعبي من الأردن ولانا مدور من لبنان».
وقالت الإعلامية د.منى عبدالغني ان المرأة لها دور مهم في الإعلام خاصة انها الأم وهي مؤثرة والقوى الناعمة منها وسائل الإعلام والدراما، مشيرة إلى ان الإعلامي سوف يحاسب على الكلمة لأنه لديه رسالة.
بدورها، أفادت الإعلامية لجين عمران من السعودية بأن والدها شجعها على دخول الإعلام، مشيرة إلى ان العمل الإعلامي مسؤولية، وأن المرأة يجب ان تستثمر ثقافتها ومهاراتها في الإعلام بشكل صحيح.
من جانبها، أفادت الإعلامية لانا مدور من لبنان، بأنها وغيرها من الشباب وصفوا بأنهم جيل حرب لأنهم عاشوا في هذه الظروف التي جعلتهم يرسمون إرادتهم لتغيير مستقبلهم.
وأفادت الإعلامية نادية الزعبي من الأردن، بأنها في بداية عملها تعرضت للانتقاد حتى استطاعت ان تنسجم مع مجتمعها، مشيرة إلى ان المرأة العربية قادرة على صنع القرار الإعلامي.
الجلسة الرابعة: التغيير في حدود معقولة برؤية ودراسة
كما عقدت الجلسة الرابعة بعنوان «مسارات التغيير ومهارات التغير» والتي أدارها الإعلامي السعودي علي العلياني وتحدث خلالها د.حسام موافي من مصر ود.خالد غطاس من لبنان ود.كريم علي من مصر. وقال د.حسام موافي ان المتغير نوعان إما في الحدود الطبيعية وإما شذوذ، مشيرا إلى ان التغيير يجب ان يكون في الحدود المعقولة، كما ان ديننا وسطي والوسطية هي العدل. ونصح موافي بضرورة عدم إطلاق الحرية لأبنائنا الصغار لاستعمال الهاتف لأن كثيرا من المعلومات غير صحيحة ويتم تداولها في وسائل التواصل.
بدوره، أفاد د.خالد غطاس من لبنان بأن التغيير قد يكون واجبا، مشيرا إلى ضرورة ان تكون لدينا رؤية للتغيير الموجه والمدروس ونفكر في طرقه ومساراته. أما د.كريم علي من مصر فقد أفاد بأن التغيير سُنة الحياة مع اتساع دائرة العلم، مشيرا إلى اننا نتكلم عن الناس التي لا تتغير وتطور من أدائها.
المصدر: صحيفة “الانباء” الكويتية
