كتبت صحيفة “الديار”: فيما يترقب العالم مصير الحرب على غزة وسط حالات المد والجزر الحاصلة على خط مقترحات الهدنة ولغة النار على ارض الواقع، ينشغل الداخل اللبناني بالورقة الفرنسية التي كان تسلمها لبنان قبل ايام بعيد زيارة وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه الى بيروت وبمضمون الرد الذي سلمه لبنان الرسمي للسفارة الفرنسية بعدما بات جاهزا.
معلومات الديار من مصادر موثوقة تؤكد بان الرد اللبناني تضمن ملاحظات عدة شملت تحفظا على بنود كما عبارات وصل عددها لـ 12 تضمنتها الورقة وهي تطرح اكثر من علامة استفهام وقد سجل حزب الله كما امل عبر الرئيس بري ملاحظاته عليها..
في مضمون النقاط التي يبدو ان الثنائي قد سجل ملاحظاته عليها، تشير اوساط متابعة لمجريات ما يحصل ، عبر الديار، هو ما نصت عليه الورقة الفرنسية من وجوب انسحاب «قوات الرضوان» بحسب الورقة، لمسافة لا تقل عن 10 كلم شمال الخط الازرق. على هذه النقطة تحديدا تعلق مصادر مطلعة على جو الثنائي الشيعي عبر الديار بالقول: «طبعا رفضناها وتتابع هل المطلوب اجراء فحص للمواطنين في الجنوب؟ فمن يقاتل ليس من ابناء الجنوب. لتضيف: هالقصة ما بتزبط هيك» وختمت : فافراد الرضوان هم من ابناء المنطقة فهل يعقل ان يتم منعهم من زيارة قراهم ؟»
وتتابع الاوساط متحدثة عن نقطة ثانية لا يمكن القبول بها كما هي مطروحة بالورقة الفرنسية المعدلة وتتمثل بموضوع لجنة المراقبة التي تنص الورقة على تشكيلها على ان تتالف من فرنسا واميركا واسرائيل ولبنان ،وتعلق الاوساط بالقول : لا ضرورة لهكذا لجنة فيها الجانب الاسرائيلي ، وتشير الى انه كانت هناك في السابق لجنة ثلاثية عام 1996 يوم كان السوري هنا، اما اليوم فلا داعي لهكذا لجنة.
نقطة اخرى سجل لبنان عليها ملاحظات وتمثلت بما ورد حول مهمة اليونيفيل، بعدما نصت على وجوب ضمان حرية اليونيفيل والسماح لها بالقيام بدوريات جنوب الليطاني دون اي قيود او شروط مع ضمانة عدم التعرض لها.
وتكشف الاوساط المتابعة بان لا مشكلة لدى لبنان بزيادة عديد الجيش واليونيفيل لكن لا يمكن الموافقة على اطلاق يد اليونيفيل بالجنوب اذ يجب ان تكون حركة اليونيفل بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية وفقا لما نصت عليه اتفاقية «صوفا».
وبانتظار معرفة الرد الفرنسي على الرد اللبناني، مصدر موثوق مطلع على جو الثنائي الشيعي حرص عبر الديار على التأكيد على ان ما يطرح راهنا هو ليس مفاوضات بل مجرد مسودة نقاش، مشددا على ان الاساس في كل ما تتضمنه الورقة الفرنسية هو موقف لبنان الذي لم يتبدل وهو الذي كان كرره امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله كما الرئيس بري على وجوب عدم فصل غزة عن لبنان وبالتالي فكل ما تطرحه الورقة الفرنسية اساسه بالنسبة لبنان انه لا يطبّق الا بعد وقف الحرب على غزة وهذه النقطة تحديدا أوردها الجانب اللبناني في ملاحظاته على الورقة الفرنسية بحسب المصدر.
وفيما تكشف مصادر متابعة للديار بان لبنان تفاجأ بمضمون الورقة الفرنسية المنقّحة بنسختها الثانية ولاسيما انها شكلت مفاجأة للبنان الذي كان يتوقع ان تعمد فرنسا لتعديل جدّي لما تضمنته ورقتها الاولى والتي لاقت رفضا لبنانيا، ردت على سؤال حول مدى جدية هذه الورقة وقدرة فرنسا على لعب هذا الدور على الساحة اللبنانية بمنأى عن الولايات المتحدة الاميركية او اقله بلا تنسيق معها ، بالقول : الجانب الفرنسي يقول انه ينسق مع اميركا وان موفدها زار واشنطن ونسق مع هوكشتاين، لكن نعتقد بان اميركا تدرك اكثر واقع الحال اللبناني وهي تترقب وتنتظر ما قد يحصل على ارض غزة. وهذا هو السبب الاساس وراء تريث هوكشتاين بزيارة بيروت تقول المصادر.
وفيما تكشف المعلومات بان التواصل بين باريس وحزب الله غير مقطوع ولاسيما ان السفير الفرنسي يلتقي مسؤولين في حزب الله وهو على تواصل معهم، فمصدر بارز شدد على انه لا يمكن لمبادرة فرنسا ان يكتب لها النجاح اذا لم تكن مقرونة بتنسيق اميركي والواضح ان الورقة الفرنسية المنقحة سيكتب لها الفشل بعد الملاحظات الجوهرية التي ضمّنها لبنان..
وبالانتظار فما دقة ما يقال عن قرب التوصل لاتفاق ينهي الحرب على غزة وينسحب على لبنان وسط الحركة الدبلوماسية المكثفة نسأل المصدر فيختم قائلا: حظوظ الاتفاق 50 – 50 اي فيفتي فيفتي ولاسيما ان جهودا كبرى تبذل توصلا لهذا المسار!