كتبت صحيفة “البناء”: بدأت إسبانيا وايرلندا والنرويج إجراءات العلاقات الدبلوماسية على خلفية اعترافها بدولة فلسطين، ولم تخف الدول الثلاث سعيها لانضمام دول أوروبية أخرى لمسار الاعتراف بدولة فلسطين، والتحرّر من قيد ربط الاعتراف بنتائج التفاوض الفلسطيني الإسرائيلي، الذي رأت هذه الدول أنه سوف يفرض نفسه على قادة الكيان بتعاظم موجة الاعترافات بدولة فلسطين، وإلا فلا أمل بصحوة إسرائيلية للبحث عن تسوية تعترف بالحقوق الفلسطينية ولو بحدها الأدنى. وتحدّث رؤساء الحكومات ووزراء الخارجية في الدول الثلاث عن القدس الشرقية المحتلة كعاصمة لدولة فلسطين وعن حتمية إزالة الاستيطان من الضفة الغربية والقدس الشرقية على قاعدة لا شرعية لكل ما نشأ خلافاً للقانون الدولي بعد حرب العام 67، وكان لافتاً أن البيت الأبيض أبدى قلقه من اتساع نطاق عزلة الكيان، أكثر مما أبدى من قلق تجاه المجازر الإسرائيلية المتتالية.
في رفح مجزرة جديدة يرتكبها جيش الاحتلال، وواشنطن منشغلة بالبحث عن الذرائع، بالحديث عن ملاحقة مشروعة لقادة وعناصر حركة حماس والدعوة لتوخي الحذر من سقوط ضحايا مدنيين. وحالة الإنكار الأميركية بلغت الذروة مع التهديدات التي تبلّغها قضاة المحكمة الجنائية الدولية بتعرضهم للعقوبات الأميركية إذا أصدروا مذكرات توقيف بحق قادة الكيان وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو.
في جبهات القتال مزيد من الحيوية في عمليات قوى المقاومة، من غرق سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر بصواريخ يمنية، الى قصف مكرّر لأم الرشراش (ايلات) من قبل المقاومة الإسلامية في العراق، بينما في جبهتي لبنان وغزة نيران لا تهدأ من جانب المقاومة على كل ما يتحرك من أهداف في ضفة جيش الاحتلال، حيث عشرات العمليات توزعت بين غزة وشمال فلسطين المحتلة.
عن مجزرة رفح وعن ثبات المقاومة تحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في ختام التعازي بوفاة والدته، معتبراً أن المجزرة وما تضمنته من توحش وإجرام هي حجة على المطبّعين العرب ليعرفوا مع أي وحش يبحثون عن علاقات طبيعية، ودرس للبنانيين ليتحققوا من درجة تفلت الكيان من كل ضوابط ولا جدوى الرهان على المجتمع الدولي، وكيف أن المقاومة وحدها تحمي. والتفاتة من السيد نصرالله نحو الحي الذي نشأ فيه وهو حي شرشبوك على مدخل بيروت الشرقيّ، حيث تعايشت طوائف وأعراق ومذاهب بسلام وودّ، نموذجٌ يدعو اللبنانيين استعادته لبلدهم.
بدأت الساحة الداخلية بسلسلة لقاءات عنوانها رئاسة الجمهورية مع وصول الموفد الفرنسي الخاص جان ايف لودريان الى بيروت بعد ظهر أمس، على رأس وفد فرنسي في زيارة رسمية يجري خلالها محادثات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين، ستكون تطورات الساعة سياسياً وعسكرياً حاضرة في صلبها. وزار عصر أمس، الرئيس نجيب ميقاتي في السراي الحكومي بحضور السفير الفرنسي ايرفيه ماغرو والوفد المرافق. كما حضر مستشارا رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس والسفير بطرس عساكر. خلال الاجتماع تمّ البحث في المساعي التي تبذلها فرنسا لحل أزمة الرئاسة في لبنان والجهود التي تقوم بها «اللجنة الخماسية» في هذا الإطار. لودريان شدّد خلال لقائه ميقاتي على ضرورة تفعيل دور اللجنة الخماسية.
واستقبل النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط، في كليمنصو، الموفد الفرنسي، بحضور السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو. وجرى خلال اللقاء البحث في آخر المستجدات، والمساعي الفرنسية على خط الملفات والأزمة اللبنانية. كذلك، استقبل رئيس “تيار المرده” سليمان فرنجية لودريان في منزل نجله النائب طوني فرنجية في بيروت، بحضور السفير الفرنسي والوفد المرافق. كما حضر النائبان فريد هيكل الخازن وطوني فرنجية. وناقش الاجتماع الذي طغت عليه “أجواء صريحة وإيجابية، آخر المستجدات السياسية في المنطقة، بما فيها فلسطين ولبنان، كما تم التباحث في الجهود التي تبذلها فرنسا في ما يتعلق بالملف الرئاسي اللبناني”، بحسب بيان للمكتب الاعلامي لـ “تيار المرده”، فيما يحط لودريان في عين التينة في العاشرة قبل ظهر اليوم، ويلتقي في معراب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في الخامسة والنصف عصرا.
وتقول مصادر مطلعة لـ “البناء” أن لودريان لا يحمل معه أي طرح جديد وأن زيارته استطلاعية وناقش مع المعنيين عمل الخماسية وأهمية انتخاب رئيس للجمهورية.
أشار عضو تكتل “الاعتدال الوطني” النائب أحمد الخير، الى أن “زيارة الموفد الفرنسي بالتنسيق مع أصدقاء لبنان في اللجنة الخماسية، هي محاولة لمساعدة لبنان على الخروج من حالة إدمان الفراغ، والمزيد من حث الأفرقاء اللبنانيين على بذل ما يلزم من جهود لاقتناص الفرص التي قد تكون مواتية لإنهاء أزمة الفراغ الرئاسي».
وفي انتظار ما سيرشح عن هذه المشاورات، بقي ملف النزوح السوري في الواجهة غداة كلمة وزير الخارجية عبدالله بوحبيب العالية السقف في بروكسيل. في السياق، وعقب انتهاء الجلسة الوزارية في السراي، لفت وزير الإعلام بالوكالة عباس الحلبي الى ان موضوع النزوح السوري يجمع عليه اللبنانيون بصيغة واحدة وتجلى ذلك من خلال التوصيات التي أصدرها المجلس النيابي، مشيراً الى ان المساعدات الأوروبية ليست سوى تأكيد للمساعدات الدولية وليست مرتبطة بأي شرط. وأكد تشكيل لجنة برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء للتواصل مع الحكومة السورية وعضوية بعض الوزراء سيقرّرها المجلس في جلسته المقبلة.
وفي مداخلته في مستهلّ الجلسة، قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي: قدّم لبنان في بروكسل للمرة الأولى عرضاً لخطة عمل واضحة ومحددة لتنظيم ملف النازحين السوريين في لبنان. وهذه الخطة تبنتها الحكومة ودعمها المجلس النيابي بالتوصيات التي أصدرها، وقوامها التنسيق بين مختلف الوزارات والأجهزة المعنية ضمن مهل زمنية محددة. خلال المحادثات أكد وزير الخارجية، الذي كنت على تواصل دائم معه، طلب لبنان وهو البدء بخطة التعافي المبكر في سورية وفصل مسألة النازحين عن الاعتبارات السياسية وإيجاد مناطق آمنة في سورية للبدء بالعودة. وأجرى اتصالات مع وزير الخارجية السوري والوزراء العرب الذين تستضيف بلادهم نازحين سوريين وهم الأردن والعراق ومصر، وتم الاتفاق على خطة موحّدة للاتصال بالجانب السوري ودعم التعافي المبكر في سورية. وخلال المؤتمر، أكد لبنان ضرورة أن يكون الدعم والمساعدات لتشجيع السوريين على العودة الى بلادهم. لقد قدّم الوزير بو حبيب خلال المؤتمر خطاباً واضحاً عبّر فيه عن استمرار لبنان في التعاون، لا التصادم، مع المنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة، وبالفعل فقد حصل توافق مع “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” على كل النقاط التي طرحها لبنان ومن أبرزها تسليم كل المعطيات التي في حوزة المفوضية في ما يتعلق بالنازحين السوريين. أضاف: بالنسبة الى واقعنا السياسي في لبنان، فنحن أمام “أغلبيات” و”اقليات” سياسية، لديها ثوابت ورؤى مختلفة، ولكن المستغرب هو غياب صوت “الأكثريات الصامتة والمستقيلة من دورها”. نحن لا نريد أن نختصر أحداً ولا أن نغيِّبَ أحداً، بل إننا ندعو إلى سماع صوت كل وطني مخلص، لأننا نتكامل مع بعضنا، ونغتني بتنوعاتنا.
على خط آخر أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأن مجزرة رفح تؤكد وحشية هذا العدو وغدره وخيانته، والعدو الإسرائيلي بلا ضمير أو ضوابط وأسوأ من النازيين.
ولفت نصرالله في ختام تقبّل التعازي بوالدته الحاجة أمّ حسن نصرالله في مجمّع سيّد الشهداء في الرويس – الضاحية الجنوبية، إلى أن “مجازر رفح يجب أن توقظ الساكتين والغافلين في العالم، كما أن مجزرة رفح أزالت كل مساحيق التجميل الكاذبة التي كان الهدف منها تقديم الكيان الإسرائيلي “كياناً مؤدباً”، ونقول للمطبّعين كيف ستطبّعون مع أشخاص لا حدود لوحشيتهم؟”.
وشدد على أنه تجب إدانة المجازر المروّعة التي ينبغي أن تكون سبباً قوياً يدفع العالم إلى الضغط من أجل وقف العدوان، وأكد بأن “إسرائيل تتحدّى إرادة العالم والمجتمع الدولي ومحكمة العدل الدولية التي أمرت بوقف الهجوم على رفح، والنفاق الأميركي بخصوص رفح أدّى دوراً كبيراً في الأسابيع الماضية”.
واعتبر بأن المجازر الإسرائيلية يجب أن تكون عبرة لنا ولمن يراهن على المجتمع الدولي والقوانين الدولية من أجل حماية لبنان.
على الصعيد الميداني العسكري جنوباً، أعلن حزب الله أنه شن صباح أمس، “هجوماً نارياً مركزاً ومن مسافة قصيرة بالصواريخ الموجهة وقذائف المدفعية والأسلحة المباشرة استهدف موقع راميا وحاميته وتجهيزاته وتموضعات جنوده وحقق فيه إصابات مباشرة”. وبعد الظهر، أعلن “استهداف انتشار لجنود إسرائيليين في محيط موقع السماقة بتلال كفرشوبا وتحقيق إصابة مباشرة”. في المقابل، استهدفت قذيفة مدفعية إسرائيلية المزارعين في سهل مرجعيون. كما استهدفت وادي حامول وأطراف بلدة الناقورة بالقذائف المدفعية الثقيلة. وطال قصف مدفعي أطراف كفرحمام. وسجل قصف إسرائيلي لأطراف راشيا الفخار مع تحليق للطيران الحربي فوق مزارع شبعا والعرقوب. وشن الطيران الحربي غارة استهدفت بلدة مارون الراس. واستهدف الجيش الإسرائيلي ليلاً، بالقذائف المدفعية الثقيلة أطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب وطيرحرفا.
ليس بعيداً، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة القائد العام لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) اللواء آرلدو لاثارو والوفد المرافق، حيث تناول اللقاء الأوضاع العامة لا سيما الميدانية منها في الجنوب في ضوء مواصلة “إسرائيل” لعدوانها على المناطق والقرى والبلدات الحدودية اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة.
هذا وحجز الجيش اللبناني عدداً من آليات عسكرية تابعة للكتيبة الاندونيسية العاملة في إطار قوات الطوارئ الدولية اليونيفيل في الجنوب، لأنها خرجت من مرفأ بيروت دون القيام بالإجراءات القانونية اللازمة وقد حضر وكيلها وتعهد بترقيمها”.
قرّر المجلس الدستوري في جلسة عقدها صباحاً في مقره في الحدث، برئاسة رئيسه القاضي طنوس مشلب وحضور نائب الرئيس القاضي عمر حمزة والأعضاء القضاة: عوني رمضان، أكرم بعاصيري، البرت سرحان، رياض أبو غيدا، ميشال طرزي، فوزات فرحات، الياس مشرقاني وميراي نجم، قبول الطعون الثلاثة في التمديد للبلديات شكلاً وردّ المراجعات أساساً وتحصين القانون المطعون فيه بتفسيره بأنه خلال فترة التمديد وعند زوال الظرف الاستثنائيّ، يسنّ المجلس النيابي قانوناً جديداً يحدّد فيه موعد الانتخابات. على أن يبلغ هذا القرار من رئاسة الجمهورية، رئاسة مجلس النواب، رئاسة مجلس الوزراء ونشره في الجريدة الرسمية. وقد خالف القرار القضاة ميشال طرزي والياس مشرقاني والبرت سرحان.
الرئيسية / صحف ومقالات / البناء: بدء سريان الاعترافات الأوروبية بدولة فلسطين… وبايدن قلق من خسارة الكيان.. الاحتلال يكرر مجازر رفح وواشنطن مصرّة على الإنكار… والجنائية الدولية تتلكأ.. نصرالله: لبنان على صورة حي شرشبوك… وتوحّش جرائم الاحتلال درس للبنانيين
الوسومالبناء