كتبت صحيفة “البناء”: بمبادرة أميركية قادها الرئيس جو بايدن قرّرت الدول السبع الكبرى وضع اليد على الأصول الروسية التي جمّدتها وفق قرار العقوبات التي أعلنت فرضها على روسيا بعد حرب أوكرانيا، وقرّرت إقراض أوكرانيا 50 مليار دولار لإعادة إعمار وتعويض ما تسببت الحرب بتدميره، وهي أول خطوة من نوعها تتخذ من خارج مجلس الأمن، علماً أن الخطوات المشابهة في حالتي العراق وليبيا تمت بقرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي ولغايات نصت عليها القرارات. ويتوقع الخبراء أن تؤدي عملية القرصنة المشهودة التي مثلها القرار إلى اضطراب الثقة بالنظام المصرفي الغربي عموماً، والأميركي خصوصاً، وإلى اهتزاز مكانة الدولار كعملة عالمية أولى، بعدما فقدت أميركا مكانتها الأولى عالمياً وسياسياً وعسكرياً واقتصادياً، وبقيت أولى بنظامها المصرفي وعملتها، فتتسبب لهذه المكانة بضربة قاسية، في قطاع شديد الحساسية تحكمه الثقة.
في جبهات الحرب كان أمس، يوماً لبنانياً بامتياز، مع حفاظ جبهات غزة واليمن والعراق على الحيوية والنشاط، لكن على جبهة لبنان، سجلت الجبهة لليوم الثاني على التوالي تصعيداً غير مسبوق من جانب المقاومة، التي قالت القناة 13 العبرية إنها تسببت بإطلاق 182 مرة لصفارات الإنذار. وقالت مصادر في المقاومة لمواقع إعلامية وقنوات تلفزيونية إنه أشد الأيام حضوراً لقوتها النارية منذ بدء مشاركة جبهة الجنوب كجبهة إسناد لغزة ومقاومتها في 8 أكتوبر بعد انطلاق طوفان الأقصى بيوم واحد.
بحساب بسيط تبدو المقاومة قد أطلقت من المقذوفات النارية في يومين قرابة 400 رأس حربي متفجّر من صاروخ عادي أو ثقيل أو موجّه أو مضاد للدروع، وطائرة مسيرة، مقارنة بـ 2000 إطلاق مشابه هو مجموع ما أطلقته خلال ثمانية شهور، ما يعني أن هذين اليومين مثلا وحدهما 20% من النشاط الحربي على الجبهة.
في كيان الاحتلال حيث كانت تعلو في حالات أقل تهديداً بالخطر، صيحات الحرب والتهديد بتدمير بيروت وإحراق لبنان وإعادته الى العصر الحجري، بقي الخطاب الصادر عن قادة الكيان وخصوصاً رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس أركان الجيش عند حدود نيّة الرد القوي، دون الحديث عن حرب كبرى، كان كثيرون يقولون إن ساعتها دنت مع رؤية مشهد النيران المشتعلة في شمال فلسطين المحتلة خلال هذين اليومين.
نتنياهو أرجأ اجتماع المجلس الوزاري المصغر إلى يوم الأحد، في خطوة يعتقد خبراء بالشؤون الاسرائيلية أنها رسالة تهدئة، بينما أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على هامش قمة الدول السبع عن تشكيل لجنة أميركية فرنسية إسرائيلية لاحتواء التصعيد على حدود لبنان الجنوبية.
وبعد تهديد رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين استكمل الحزب رد فعله على اغتيال القائد الميداني «ابو طالب» وثلاثة من عناصره في جويا، فشنّ أوسع هجوم على الكيان الإسرائيلي منذ بدء الحرب معلناً «استهداف 6 ثكنات ومواقع عسكرية للعدو بهجوم مشترك من الصواريخ والمسيرات أصابت الأهداف بدقة». وشدّدت مصادر ميدانية لـ»البناء» أن منذ اغتيال القائد أبو طالب تحوّل شمال فلسطين المحتلة إلى مدينة أشباح تحسباً وخوفاً من رد المقاومة، حيث رفع جيش الاحتلال درجة إجراءات الحذر في تنقلاته. وتوعّدت المصادر برد أقسى من ردود اليوم (أمس) ما سيجعل العدو يندم على اغتيال القائد أبو طالب ما سيزيد الضغط على مستوطنات الشمال وجيش الاحتلال فيها ويعمّق أزمة الكيان وحكومته وسيدفعان أثماناً عسكرية وسياسية واقتصادية.
وأعلنت المقاومة استهداف «موقع الراهب بالرشاشات الثقيلة وقذائف المدفعية وإصابته إصابة مباشرة». وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية بعد الظهر عن إطلاق حزب الله نحو 150 صاروخاً ومسيّرة تجاه «إسرائيل» خلال أقل من 40 دقيقة.
في المقابل شن الطيران الحربي للعدو سلسلة غارات استهدفت أطراف مرجعيون لجهة دبين وجبل الريحان. وشنّ غارة استهدفت أطراف بلدة حاريص وأخرى على حرش بركات، الأطراف الشمالية لجديدة مرجعيون. وزعم جيش الاحتلال أن مقاتلاته قصفت عدداً كبيراً من المباني التي وصفها بأنها تستخدم من قبل حزب الله في عيتا الشعب في جنوب لبنان.
وأعلن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر أنه سيجتمع الأحد المقبل لبحث التصعيد على الجبهة الشمالية ومفاوضات صفقة التبادل.
وفيما تكثفت الجهود الدبلوماسية لاحتواء التصعيد في الجنوب نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي تأكيده أنه «نسعى إلى منع تحول الوضع على الحدود اللبنانية إلى حرب شاملة»، مشيراً إلى أنه «نشعر بالقلق الشديد حيال التصعيد على الحدود الإسرائيلية اللبنانية».
وأشار مصدر دبلوماسي لـ «البناء» إلى أن هناك تحركاً أميركياً جدياً باتجاه وقف الحرب على غزة والقرار الأخير لمجلس الأمن الدولي خطوة أساسية تصب بهذا الإطار، لكن الشيطان يكمن في التفاصيل وهناك الكثير من بنود القرار والصيغ التفاوضية غامضة وغير مفهومة والخلاف على تفسيراتها ستعقد المفاوضات لبعض الوقت حتى تتقاطع مصالح الأطراف المتنازعة على وقف الحرب والتنازل عن شروطها.
وعلمت «البناء» أن حراكاً صينياً مكثفاً باتجاه الشرق الأوسط للمساعدة في وقف الصراع والحرب القائمة في المنطقة انطلاقاً من حرص الصين على إرساء الاستقرار في المنطقة. كما زار بيروت مبعوث صيني هو سفير الصين السابق في لبنان وتوجه بعدها الى سورية لإجراء محادثات، كما دخلت الصين عبر مبعوث آخر بوساطة بين حركة حماس وحركة فتح وزار المبعوث منذ أيام الضفة الغربية في سبيل تعزيز الوحدة الفلسطينية في اي مفاوضات مقبلة على مستقبل غزة والقضية الفلسطينية وإعلان الدولة الفلسطينية. كما زار موفد صيني ثالث البحرين لإجراء محادثات مع بعض المسؤولين العرب.
على صعيد الاستحقاق الرئاسي اختتم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل جولته التشاورية الرئاسية باجتماعٍ مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بحضور النائب سيزار أبي خليل. وتمّ عرض مواقف الأطراف من الدعوة للتشاور على قاعدة الاتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية أو الذهاب إلى الانتخاب الرئاسي.
وكشفت مصادر إعلامية أنّ كتلة «اللقاء الديمقراطي« «تستأنف جولتها بعد عيد الأضحى، على أن تكون المحطّة الأولى بلقاءين الأوّل مع رئيس مجلس النّواب نبيه بري، والثّاني مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي«.
وأشارت إلى أنّ «لقاء الكتلة مع حزب «الكتائب اللّبنانيّة» لم يكن جيّدًا، إلّا أنّه كان أقل تشدّدًا وتعنّتًا من لقائها مع حزب «القوات اللّبنانيّة»، فالفريقان المسيحيّان يتعمّدان المزايدة في الملف الرّئاسي».
وقال باسيل في مؤتمر صحافي بعد اختتام جولته: «بعدها التقينا نوّابًا من المعارضة ونوّابًا مستقلّين وتغييريّين في بيت «الكتائب» المركزي في الصّيفي، وكان اللّقاء فيه الكثير من الصّراحة والودّ. ونحن نتفهّم الهواجس والمخاوف الموجودة لدى الجميع، وسمعنا إيجابيّات، وقلنا إنّنا لا نتنازل عن شيء ولا عن مرشّحنا الّذي أكّدنا تقاطعنا حوله»، مشدّدًا على أنّه «إذا لم يحصل التّوافق، نكمل بمرشّحنا ونحاول تأمين 65 صوتًا له. وإذا رأينا مع القوى الأخرى أنّ هناك إمكانيّةً للتّوافق على اسم آخر يؤمّن أصواتًا أكثر، فلا مشكلة في ذلك».
وأكّد أنّ «البديل عن المسار التّوافقي المطروح هو المواجهة الشاملة للتصدّي للفراغ، فنحن أمام خيارين: إمّا التّوافق أو عدم التكيّف مع الفراغ وعدم التّسليم به»، مشيرًا إلى أنّ «بعد ذلك، اجتمعنا مع كتلة «التّوافق الوطني» في دارة النّائب فيصل كرامي، وبعدها لقاء على مرحلتين مع نواب التّغيير ومستقلّين، وتوافقنا على أمور عدّة، أهمّها وجوب قطع كلّ الذّرائع أمام عدم انتخاب رئيس؛ مع فهمنا لكلّ الهواجس الّتي يبدونها على أنّ «بخلاصات اللّقاءات، تمّ تأكيد وجوب انتخاب رئيس بأسرع وقت، فصل الرّئاسة عن أيّ حدث خارجي، ألّا شروط مسبقة للتّشاور، أنّ الحوار بحدّ ذاته معناه أن «يأخد ويعطي» وإلّا لا موجب له، أنّ كلّ كلام عن إقصاء أحد لا معنى له فوجود الجميع يؤمّن التّوازن، كما أنّ الجلسات ستكون متتالية لثلاثة أيّام والدّورات 4 في كلّ جلسة… كما طرحنا حصر التّرشيح بشخصين إذا لم نصل بعد 12 دورة إلى نتيجة».
بدورها أكدت كتلة الوفاء للمقاومة بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب محمد رعد استعدادها للمشاركة في أي حوار نيابي حول الاستحقاق، يدعو إليه ويرأسه رئيس مجلس النواب نبيه بري.
الرئيسية / صحف ومقالات / البناء: بايدن يقود الغرب لأكبر عملية قرصنة: مصادرة الأصول الروسية لحساب أوكرانيا أشد أيام المقاومة بأساً منذ بداية الحرب: 20 % من نيران 8 أشهر خلال يومين لجنة أميركية فرنسية إسرائيلية لاحتواء التصعيد… ونتنياهو يؤجل اجتماعه للأحد
الوسومالبناء