كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: عادت المواجهات الميدانية على طرفي الحدود لتحتدم أكثر وأكثر بين حزب الله الذي ردّ بقوة على الاعتداءات الاسرائيلية التي وصلت إلى معظم القرى الواقعة شرق مدينة صور، وقد استهدفت هجمات الحزب مستعمرة كريات شمونة وعدداً من المواقع العسكرية شمال الأراضي المحتلة، ما يعني أن لا نتائج ملموسة للإتصالات التي أجراها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في كل من تل أبيب وبيروت.
وعلى وقع المستجدّات الميدانية، أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أن احتمال الانزلاق إلى حرب كبرى وارد في أي لحظة، إلا أنه لفت إلى أنه لا يسعى للدخول في حرب شاملة مع العدو الإسرائيلي، كما حذر قبرص باعتبار أن لديه معلومات عن مناورات يجريها هناك الجيش الإسرائيلي سنوياً، متوجهاً للحكومة القبرصية بالقول إنها “يجب أن تعي أنّ فتح مطاراتها أمام إسرائيل لمهاجمة لبنان سيودي بها لأن تكون طرفاً في هذه الحرب”.
وفي السياق، لفتت مصادر مراقبة عبر “الأنباء” الإلكترونية إلى رأيين بما يتعلّق بتداعيات زيارة هوكشتاين إلى المنطقة، إذ إنَّ الأول يتمثل بأن الأجواء الأمنية على طرفي الحدود ما تزال تحت السيطرة، وأن الموفد الأميركي أبلغ المسؤولين اللبنانيين بأنه أقنع الإسرائيليين بالتخلي عن فكرة توسيع الحرب في الشمال، كما وأن قطر تتواصل مع كل من إيران، إسرائيل والولايات المتحدة، لإبقاء المواجهات العسكرية ضمن دائرة الاشتباك.
أمّا الرأي الثاني، فيرى أنَّ زيارة هوكشتاين كانت فاشلة بالشكل والمضمون، وأن الموفد الأميركي لم يمارس على نتنياهو الضغط الكافي للعدول عن توسيع الحرب في جنوب لبنان، فيما الاستعدادات لعمل عسكري موسّع على الحدود تجري على قدم وساق وقد أصبحت بطورها الأخير، بالإضافة إلى أن توقيت الهجوم قد يكون في الأسابيع المقبلة.
وفي المواقف، وتعليقاً على زيارة هوكشتاين الخاطفة إلى المنطقة، أشار النائب السابق محمد الحجار إلى أنَّ الولايات المتحدة الأميركية ضمن المعطيات الحاضرة ترفض الحرب الشاملة بين لبنان وإسرائيل، وهي منشغلة بالانتخابات الرئاسية، وتوسيع الحرب يؤثر سلباً على الرئيس الأميركي جو بايدن، لذلك تضغط الإدارة الأميركية لعدم حصول ذلك.
الحجار وفي حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية رأى بأن النصائح الأميركية تقتضي تهدئة الأوضاع وعدم توسيع الحرب، لأن المنطقة بحسب هوكشتاين ذاهبة إلى تسوية تحكمها أميركا وإيران، خاصةً وأن إسرائيل لا تستطيع الذهاب إلى حرب شاملة في جنوب لبنان وهي لا تزال تحارب في غزة، لذلك لا يمكنها فتح جبهة جديدة ما لم تحظ بالدعم السياسي والعسكري والمادي من الولايات المتحدة.
وعليه، بالرغم من الحديث عن تسوية مرتقبة، إلّا أنَّ المؤشرات توحي عكس ذلك، إذ إنَّ المنطقة تغلي، فيما يبقى تحصين الوضع اللبناني الداخلي السبيل الوحيد لمواجهة التهديدات الإسرائيلية.