أقيم ظهر اليوم في قاعة المراسلين الأجانب في مبنى وزارة الإعلام في بيروت، حفل توزيع الشهادات على المتدربين الذين شاركوا في الورشة التدريبية بعنوان “الذكاء الاصطناعي: بناء الكفاءات الذاتية لمواكبة متطلبات التحول الرقمي”، التي نظمتها “مؤسسة طلال أبو غزاله العالمية” و”الجمعية اللبنانية للتجديد التربوي والثقافي الخيرية” بدعوة من رئيسة الجمعية ريما يونس.
حضر الاحتفال رئيس “المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع” عبد الهادي محفوظ، المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحه، الدكتور طلال أبو غزاله، ريما يونس، المدير التنفيذي وممثل أبو غزاله في لبنان برهان الاشقر والدكتورة منال خاطر، إضافة إلى شخصيات إعلامية والمكرمين.
يونس
بداية، قالت يونس: “لبنان موجود، رغم كل التحديات والصعاب التي نعيشها. لقد تم توقيع اتفاقية علمية مع أبو غزاله للبدء بمشاريع محلية ودولية، ومنها ورشة حول الذكاء الاصطناعي مع عدد من المتدربات، إلى أن حان موعد تخرجهن اليوم”.
وشكرت ل”أبو غزاله كل الدعم الذي قدمه في سبيل إنجاح المبادرة”، مؤكدة أن “العمل سيستمر مع كل من أبو غزاله ومحفوظ ووزارة الإعلام في هذا الإطار”.
كما أكدت “استمرار التعاون عبر مؤتمرات دولية ومحلية عدة”، معلنة “إطلاق أنشطة للأشخاص ذوي الحاجات الخاصة”، وقالت: “إن التعاون مع مؤسسات عدة واجب علينا جميعا لدعم وطننا لبنان”.
وختمت: “إن وجودنا اليوم في وزارة الإعلام دليل واضح على وجود لبنان كوجهة اعلامية وثقافية، ووجهت تحية اكبار لفلسطين وجنوب لبنان”.
محفوظ
من جهته، رحب محفوظ بـ”أبو غزاله هذه الشخصية الغنية بالفكر والثقافة والمعرفة الشاملة”، وقال: “اشتغل أبو غزاله على نفسه، فأسس الوفير من الشركات المتعددة الاختصاصات والخدمات، وخصوصا في مجالي المحاسبة والملكية الفكرية، وأصبح مرجعا عالميا في المجالين، تبقى فلسطين في قلبه وعقله، كما يبقى لبنان عزيزا عليه”.
أضاف: “الدكتور أبو غزاله متابع في الشأن السياسي ومستقرىء في التوقعات، ويرى أبعد من الصورة، ويرى في مقال صدر له أخيرا أن الكيان الإسرائيلي يعاني في كل المجالات ومع كل الدنيا، ومن أمراض عضال، ستصل به الى الموت السريري الذاتي داخلا”.
وأوضح أن “اللقاء مخصص لتكريس الاتفاقية بين مؤسسة الدكتور طلال أبو غزاله العالمية وبين الجمعية اللبنانية للتجديد التربوي والثقافي الخيرية برئاسة الصديقة ريما يونس، وذلك لتخريج المبتدئين في مسألة الذكاء الاصطناعي”، وقال: “هذا الموضوع أصبح أساسيا في مجال علم الاتصالات، وهناك فضل كبير للدكتور أبو غزاله في هذا المجال، اذ يعطي للبنان مكانا خاصا في الاهتمام كونه فلسطيني الجنسية ولبناني الهوى، وكونه أيضا درس في لبنان وتخرج منه، وكون لبنان وفلسطين يجمعهما تاريخ مشترك وقضية واحدة”.
وأثنى على “الشراكة بين الدكتور طلال أبو غزاله والجمعية اللبنانية للتجديد التربوي والثقافي الخيرية”، مبديا “استعداده لكل الدعم”.
أبو غزاله
بدوره، شكر أبو غزاله وزارة الإعلام وريما يونس، وقال: “لاجئا أتيت إلى هذا البلد، وأنا في سن الـ10 سنوات وسكنت في جنوب لبنان، الذي يحتل مكانة خاصة عندي، خصوصا بلدة الغازية التي هي بالنسبة لي أهم من نيويورك وباريس”.
وأكد أنه “لن ينسى فضل هذا البلد عليه، الذي ساهم في تكوينه، منذ أن كان طفلا حتى تخرجه من الجامعة الاميركية في بيروت”.
وهنأ أبو غزاله الجميع بـ”انتصار المقاومة الفلسطينية”، وقال: “لا يشكن أحد، ولو بذرة، بأن الانتصار قد حصل، والآن هي مرحلة كيف يخرج الاسرائيلي من هذا المأزق. فالمهزوم لا يستطيع الاعتراف بهزيمته، بل البحث عن حل عبر أي اتفاقية أيا تكن ليقول إنه انتصر ولم يهزم”.
وأشار الى أن “الحل الذي يبحث عنه الاسرائيليون هو قبل 25 الجاري، موعد الحكم الذي ستصدره محكمة العدل الدولية بحق اسرائيل، والتي لا مهرب من قراراتها”، وقال: “لذلك، يسعى العدو، بكل وحشيته التي يمارسها في غزة، إلى جر المقاومة الى التوقيع على اتفاق قبيل قرار المحكمة”.
ولفت إلى أن “الفلسطينيين اليوم أمام فرصة تاريخية لإثبات انتصارهم”، وقال: “أكدت عند انطلاق عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الاول، أنها بداية التحرير”.
واعتبر أن “هذا الاحتلال يمر اليوم بما يسمى الموت السريري ويتلقى الأمصال والأدوية لضمان بقائه اطول مدة على قيد الحياة”.
ورفض “كل ما يحكى عن اليوم التالي”، جازما أن “أي مشروع يركب لغزة لن يصلح، فمن ضحى بمئة ألف إنسان بين شهداء، وبين من هم تحت الركام أو من سيموت من الجرحى، لن يتنازل عن حقه في التحرير والتحرر”، مؤكدا أن “كل احتلالات الدنيا انتهت” وقال: “صبرنا انتهى”.
وأشار إلى أن “الانتصار في غزة كان انتصارا علميا”، متسائلا: “كيف أن مجموعة لا تمتلك لا دبابات ولا طائرات ولا حاملات جنود تنتصر على جيش كان يقال عنه إنه الجيش الخامس في العالم وإنه لا يقهر؟”.
واستغرب “كيف ان كل مخابرات العالم لم تستطع كشف أنفاق غزة”، موضحا أن “المقاومة في غزة استطاعت أن تنتج طاقة كهربائية من الشمس، وهي موجودة داخل الأنفاق تحت الارض”، وقال: “من غير وجود الكهرباء لتعرض رجال المقاومة في تلك الانفاق الى الاختناق والعيش في الظلمة”.
وأشار إلى أنه “يعرف الطريقة العلمية التي لجأت اليها المقاومة لتوليد الكهرباء من الشمس في داخل الانفاق”، لافتا إلى أن “هذا الأمر هو اعجاز وانتصار علميان”.
وهنأ المكرمين، شاكر ليونس “جهودها لانجاح هذا العمل”، مؤكدا “استمرار التعاون مع الجمعية”.
فلحه
وختاما، تحدث الدكتور فلحه فقال: “عندما نتكرم بحضور تلك الهامة الكبيرة التي اعطت للانسانية ما اعطت، اعني الدكتور طلال ابو غزاله، هذا الانسان الملتزم بانسانيته، عندما اتكلم عن مفردات حديثة، وحضر ببالي عند الحديث عن موضوع الذكاء الاصطناعي، فان التسمية قد تكون ذات ابعاد منطقية، ولكنها عبارة عن شيء وهمي، تماما عندما نتحدث اليوم عن المجتمعين الدولي والمدني، هي تسميات يريدون ان يغرقونا بها”.
أضاف: “أي عمل نعمل به اليوم، يجب أن نؤنسنه، وبداية العمل الانساني من خلال تعزيز حرية الانسان وكرامته ووجوده. وكل الذين يتشدقون بحرية الانسان والحق ويسقطون ما يحصل من مجازر في غزة ضد الشعب الفلسطيني واهل جنوب لبنان، هم ساقطون حتما، فنحن نريد ان نعطي نموذجا للاجيال التي تستطيع ان تعطي، ولو بعد عشرات السنين”.
وتابع: “طلال أبو غزاله عندما اتى مهاجرا وعمره عشر سنوات، جاء الى بيته وجيرانه في الغازية، فهو لم يأت من بلد غريب الى بلد غريب آخر، بل جاء من عند أهله الى أهله، وهو صنع نفسه بنفسه. لذلك، يجب ان نسخر العلم والتكنولوجيا والمعرفة لنرفع قضايانا الانسانية، واول قضية انسانية هي القضية الفلسطينية، إذ لا يعلو عليها في هذا القرن قضية أخرى”.
وأردف: “عندما اتكلم عن المجتمع الدولي أنه مجتمع وهمي، يتحكم فيه الاقوياء، وعندما اتكلم عن المجتمع المدني كأننا مجتمع عسكري او ريفي، فتلك مفردات يجب ان نزيلها من اذهاننا. وإذا اردنا ان نعتبر ان المجتمع الدولي هو مجلس الامن الدولي، فمنذ عام 1947، صدر 55 قرارا لم تنفذ من هذه القرارات اسرائيل اي واحد، بما فيها القرار 1701 الذي يشمل لبنان والعدو الاسرائيلي”.
وأشار إلى أن “الجمعية العامة للامم المتحدة، منذ أن أصدرت القرار 181 بتقسيم فلسطين عنوة، خلافا لإرادة الشعب الفلسطيني وحتى تاريخه، صدر 29 قرارا عنها ضربتها اسرائيل كلها بعرض الحائط”، وقال: “عندما تسلحنا بالمعرفة والعلم والالتزام والثقافة والسلاح، انتصرنا وسننتصر”.
وأكد أن “النصر آت آت، لان من يدفع الدم بهذا الفيض الهائل، لا يمكن أن يسقط”، لافتا إلى أن “الدليل الاكبر هو الفكرة التي تحدث عنها الناطق باسم جيش العدو الاسرائيلي”، وقال: “بغص النظر عن اي تنظيم، لا يمكن ان تسقط الافكار، بل ستنتصر، ونحن سننتصر عندما تكون هناك هامات تصنع ذاتها بذاتها”.
وتوجه فلحه الى المكرمين قائلا: “انتم الجيل الصاعد والآتي، الذي بكم ننتصر من اجل اعلاء شأن الانسانية، بعيدا من الغرائز الطائفية او المذهبية او تلك التي تتحكم بالبعض على قاعدة انه ينتمي الى شيء وان الآخر ينتمي الى شيء آخر”.
أضاف: “نحن البشر نموذج في هذا العالم باسلامنا ومسيحيتنا ولبنانيتنا وبأمتنا العربية وبأهلنا في فلسطين. اما بالنسبة للعنصرية التي تنتاب البعض، فإننا اليوم على ابواب النصر، سننتصر، وهذا انتصار للكل وليس لفريق من دون آخر”.
وشكر ل”الدكتور أبو غزاله ويونس جهودهما”.
وفي الختام، جرى توزيع الشهادات على المكرمين.