كتبت صحيفة “اللواء”: على الرغم من تطمينات اميركية وغربية من ان اندلاع حرب واسعة، بدءاً من الحدود اللبنانية – الاسرائيلية تبذل جهود كبيرة لاحتوائها، او على اقل تقدير، خفض مستوى الهجمات والاستهدافات، سواء من قبل الجيش الاسرائيلي او حزب الله.
وتستند التطمينات الى ان كُلاًّ من اسرائيل وحزب الله لا يرغبان بتوسع نطاق الحرب، التي ان اندلعت فإنها ستخرج عن السيطرة لتشمل الشرق الاوسط بأكمله.
وفي السياق، عاد «البيت الابيض» وكرر في بيان وقوفه الى جانب اسرائيل وتزويدها بما يلزم «للدفاع عن نفسها» لكنه اكد اننا «لا نريد ان نرى جبهة حرب جديدة بين لبنان واسرائيل، ولا نعتقد ان ذلك يصب في مصلحة اي طرف»، كاشفاً عن جهود تبذل من اجل «تهدئة الوضع على الحدود الشمالية لاسرائيل عبر السبل الدبلوماسية».
على ان الابرز في المواقف دعوة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدول القادرة على الضغط على اسرائيل المبادرة الى منعها من التصعيد.
تحريك الملف الرئاسي
رئاسياً، شهدت الساحة المحلية حراكاً فاتيكانياً وعربياً، عبر امين سر دولة الفاتيكان المونسنيور بيترو بارولين، الذي التقى الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، والامين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، الذي وسَّع من دائرة تحركاته بين المقرات الرئاسية والكتل النيابية.
وفي المعلومات ان سفراء اللجنة الخماسية سيستأنفون تحركهم بعد نهاية الشهر الجاري، في محاولة لاعادة تحريك المياه الراكدة في الملف الرئاسي.
وفي عين التينة، اكد الموفد البابوي امين سر دولة الفاتيكان المونسنيور بيترو بارولين ان «الحل يبدأ من هنا» (أي من عين التينة).
وصرح المونسنيور البابوي، بعد لقاء الرئيس بري بأن «الحوار مع الرئيس بري كان جيداً، وأن هناك عقداً داخلية وخارجية تمنع انتخاب رئيس الجمهورية.
واشار بارولين ان المشكلة مسؤولية الجميع، وتقع على المسيحيين مسؤولية، لا سيما في انتخاب الرئيس، لكن بالطبع هم ليسوا وحدهم، وهناك فئات واطراف اخرى من المجتمع، كلهم يجب ان يتحملوا المسؤولية.
ومن السراي الكبير، قال المطران بارولين بعد لقاء الرئيس ميقاتي: «البابا فرنسيس قلق لجهة عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية حتى الآن»، كاشفاً انه «سيحمل الى البابا الدعوة لزيارة لبنان ونأمل ان يتمكن من ذلك، ويحمل المصالحة الى هذا البلد».
يشار الى ان المطران بارولين التقى فور وصوله الاحد رئيس التيار الوطني الحرب النائب جبران باسيل لمدة ساعتين، جرى خلاله البحث بالوضع المسيحي، وعوائق انتخاب رئيس جديد للجمهورية، كما التقى بارولين شخصيتين وازنتين بعيداً عن الاعلام (احداهما المرشح الرئاسي سليمان فرنجية) والثانية (شخصية قريبة من احد الاحزاب المسيحية اليمينية).
وعربياً، جولة لحسام زكي، استهلها في عين التينة حيث التقى الرئيس بري مطالباً الجميع بـ«إبداء المرونة»، موضحاً ان اللقاءات شملت التصعيد في الجنوب، وأكد وقوف الجامعة العربية مع لبنان بشكل كامل، لافتاً الى ان الوضع الداخلي في لبنان يعاني كثيراً.
والتقى زكي كُلاً من رئيس الكتائب النائب سامي الجميل والنائب باسيل.
وبعد الاجتماع مع الرئيس ميقاتي قال زكي: «سعدت باللقاء مع دولة الرئيس»، مشيراً الى ان تحديات كبيرة تواجه لبنان داعياً الى الوصول الى حلول وسط.
وأجرى الرئيس ميقاتي إتصالا بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان حيث بحثا في الاوضاع في لبنان والمنطقة.
وقد شكر ميقاتي لأردوغان موقفه الاخير الذي اكد فيه أن تركيا تقف إلى جانب لبنان، وتدعو دول المنطقة إلى دعمه.
وقال الرئيس ميقاتي: إننا نثمن موقف الرئيس أردوغان ودعم تركيا المستمر للبنان في المجالات كافة وفي كل المحافل الدولية».
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن إسرائيل وضعت أعينها على لبنان واتهم بعض القوى الغربية بدعم خطط الحكومة الإسرائيلية لتوسيع الحرب.
بو حبيب ودوريل
وفي بروكسيل التقى وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب دوريل، الذي اكد الدعم الاوروبي بقوة للجيش اللبناني وقوات اليونيفل لحفظ الاستقرار عند الحدود اللبنانية واسرائيل.
وقال: «لبنان واسرائيل والمنطقة لا يمكنها تحمل حرب اخرى».
الوضع الجنوبي
والوضع عند الحدود الجنوبية – الاسرائيلية، تناوله مستشار الامن القومي الاميركي جان سوليفان مع وزير الحرب يوآف غالانت من زاوية «ضرورة تغيير الواقع الامني» عى حدود اسرائيل مع لبنان.
ومن مقر الامم المتحدة في جنيف اعلن وكيل الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية مارتن غريفيت انه «قلق بشأن امتداد الحرب الاسرائيلية من غزة الى لبنان»، معتبراً ان الوضع على الحدود بين اسرائيل ولبنان يعد «نقطة اشتعال، ومن المحتمل ان يكون كارثياً».
وذكرت هيئة البث الاسرائيلية ان التدريبات على الحدود الشمالية مع لبنان، تضمنت القتال في مناطق جبلية معقدة، واستعمال قوة نارية بمناطق مدنية.
وذكرت ان تدريبات قوات الاحتياط جرت تحت اشراف رئيس الاركان في اطار رفع الجاهزية بالمنطقة.
المانيا وهولندا تطلبان من الرعايا المغادرة
وفي موقف، قد يكون مرتبطاً بما حدث خلال زيارتها الى بيروت، صعدت وزيرة الخارجية الالمانية الموقف، وقررت في اليوم التالي لمغادرتها الطلب الى الرعايا الالمان مغادرة لبنان على الفور.
وفي السياق، حثت الخارجية الهولندية رعاياها على مغادرة لبنان ايضاً، على خلفية التصيعد عند الحدود اللبنانية – الاسرائيلية.
الوضع الميداني
ميدانياً، اصدر حزب الله مساء امس بياناً اعلن فيه استهداف مبنى يستخدمه جنود العدو الاسرائيلي في مستعمرة ايفن مناحم الاسرائيلية، رداً عى قصف القرى الجنوبية والمنازل الآمنة في عيتا الشعب.
كما استهدف عند السابعة والنصف موقع العاصي بالاسلحة الصاروخية، وبعد ربع ساعة استهدف الحزب موقع زبدين في مزارع شبعا بقذائف المدفعية.
ونفذت اسرائيل غارات على بلدات الخيام، وبليدا، ومارون الرأس، وعيتا الشعب.
كما اغار على بلدة كفركلا على دفعات، مستهدفة اضرحة الشهداء في البلدة.
وقرابة العاشرة ليلاً، استهدف الطيران الحربي الاسرائيلي حي البياض في النبطية بصاروخين من نوع ارض جو، وعلى الفور هرعت فرق الاسعاف الى المنطقة.