الرئيسية / صحف ومقالات / البناء: «إسرائيل» تنتفض على رئيس حكومتها… و»خطر الانقسام يهدّد بحرب شوارع».. الإضراب العام شمل أغلب الوزارات والمطار ومئات الآلاف لاستقالة الحكومة.. نتنياهو: لا تراجع عن محور فيلادلفيا… وحل الوضع في الشمال عبر اتفاق
البناء

البناء: «إسرائيل» تنتفض على رئيس حكومتها… و»خطر الانقسام يهدّد بحرب شوارع».. الإضراب العام شمل أغلب الوزارات والمطار ومئات الآلاف لاستقالة الحكومة.. نتنياهو: لا تراجع عن محور فيلادلفيا… وحل الوضع في الشمال عبر اتفاق

كتبت صحيفة “البناء”: بدا المشهد داخل الكيان في يوم الإضراب العام الذي تلاقت على الدعوة إليه أحزاب ونقابات وبلديات وهيئات، كأنه عشية حرب شوارع، وفقاً لتعليقات المحللين الذين يكتبون للصحف الكبرى، ووفقاً لما سبق وتوقعت حدوثه مجلة «فورين أفيرز» الأميركية شبه الرسمية، التي قالت إنّ كيان الاحتلال يواجه الهلاك بعد الحرب، سواء عبر سيناريو انشقاق المتطرفين اليمينيّين بدولة مستقلة في المستوطنات، أو سيناريو حرب الشوارع، أو سيناريو الدولة الفاشلة.

أقفل مطار بن غوريون وأقفلت وزارات الدفاع والداخلية والمالية، وبلديات عديدة تقدمتها بلدية تل أبيب، وشارك مئات الآلاف في تظاهرات احتجاجية على مواقف الحكومة التي تعطل فرص التوصل إلى صفقة تنهي قضية الأسرى في قطاع غزة، وتدعو لاستقالة حكومة نتنياهو والدعوة لانتخابات مبكرة. وتحوّل عنوان محور فيلادلفيا أم الأسرى الى اختصار لقضية الانقسام التي تحدث عنها قادة المعارضة، وبين أيديهم ما يثبت أنّ التمسك بالبقاء في فيلادلفيا لا مبررات أمنية له، وفقاً لوزير الحرب ورئيس الأركان ورئيس الموساد ورئيس الشاباك، الذي اعترف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أنهم يخالفونه الرأي في قضية محور فيلادلفيا، متهكماً عليهم بأنهم سبق وقالوا إن لا مشكلة بالانسحاب من لبنان ولا مشكلة في مغادرة غزة، ولم يحدث بعد هذين الانسحابين الا المشاكل.

وتحدث نتنياهو في مؤتمر صحافي حسم فيه أمر التمسك بمحور فيلادلفيا متجاهلاً كلاماً صدر عن الرئيس الأميركي جو بايدن يتهم فيه نتنياهو بعدم بذل ما يكفي لإنجاح صفقة الأسرى قائلاً لم أسمع كلام بايدن واستغرب أن يكون صدر عنه مثل هذا الكلام، وأكد نتنياهو أنه «حريص على إنجاز اتفاق لكن لم نر أي إيجابية من حماس باتجاه إبرام صفقة»، مشدداً على أن «موقفنا ثابت بشأن محور فيلادلفيا ولن يتغير، ولن أبدي أي مرونة في أمور حساسة ومحورية تتعلق بأمننا». وفي حديثه عن الوضع على الحدود مع لبنان قال نتنياهو، «لا يمكن أن نقبل بالوضع الحالي في الشمال ونعمل على تغييره ومصرّون على إعادة السكان إلى بيوتهم»، و»يمكن تغيير الوضع الأمني في الشمال عبر اتفاق لكننا جاهزون لتغييره بعمليات عسكرية».

تجدّدت المواجهات العسكريّة بين حزب الله وجيش العدو الإسرائيليّ، وذلك عقب شنّ الأخير لغارةٍ جويّة، أدّت إلى استشهاد شخصين، بطائرة مسيّرة على مركبة تابعة لشركة تقديم خدمات متعاقدة مع قوات الطوارئ الدوليّة العاملة في الجنوب، «اليونيفيل»، على طريق عامّ الناقورة في جنوب لبنان.

وأفادت المعلومات عن نجاة سائق بعد تعرّض شاحنته لرشقات رشاشة إسرائيلية، اثناء مروره على الطريق الحدودية بين كفركلا والعديسة، حيث أصابت الرصاصات أحد الأبواب والإطارات.. أيضاً، تعرّضت بلدة يارون في قضاء بنت جبيل، لقصف مدفعي متقطع مصدره مرابض الجيش الإسرائيلي المنصوبة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. وسجلت غارة على عيتا الشعب وأخرى على بلدة طيرحرفا. وتعرضت أطراف شيحين وزبقين والجبين لسلسة غارات من الطيران الحربي المعادي.

وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة، التابع لوزارة الصحة العامة أن غارة العدو الإسرائيلي على بلدة مركبا أدّت إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح.

وردًّا على الاعتداءات الإسرائيليّة، نفذ مقاتلو المقاومة الإسلامية عددًا من الهجمات على مواقعٍ تابعة للجيش الإسرائيليّ، وتضمّن بيان صادر عنها: «استهدفنا مبنى يستخدمه جنود الاحتلال في ‏»أفيفيم» بالأسلحة المناسبة وحققنا إصابةً مباشرة ردًّا‏ على الاعتداءات الإسرائيليّة على القرى الجنوبيّة. واستهدفنا مبنى يستخدمه جنود الاحتلال في مستوطنة «المنارة» بالأسلحة ‏المناسبة». كما وأشار إلى استهدافهم انتشارًا لجنود العدو في مرتفع عداثر بقذائف المدفعيّة. في وقتٍ أفادت فيه وسائل إعلام إسرائيليّة عن إصابة مباشرة لمنزل في بلدة أفيفيم بالجليل الأعلى بصاروخ مضاد للدروع أطلق من لبنان.

ولاحقًا من مساء اليوم، أعلن حزب الله أن مقاتليه استهدفوا موقع زبدين في ‏مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابةً مباشرة، كما وأعلن حزب الله أن عناصره استهدفوا موقع الرمثا في تلال ‏كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية.

وكشفت نائبة مدير مكتب «اليونيفيل» الإعلامي كانديس أرديل أن «اليونيفيل أسف لإصابة ومقتل العديد من الأشخاص منذ 8 تشرين الأوّل»، معتبرة أنّ «الهجمات على المدنيين تشكل انتهاكات للقانون الإنساني الدولي، ويجب أن تتوقف». وحثّ اليونيفيل «الأطراف كلها على وضع أسلحتها جانباً، لأنّ الحلّ الديبلوماسي هو السبيل الوحيد للمضي قدمًا».

وشدّد وزير الخارجية عبد الله بو حبيب على «ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق نار فوريّ في غزّة»، مجددًا «تمسّك لبنان بقرار مجلس الأمن رقم 1701 وضرورة تطبيقه بالكامل، وانسحاب «إسرائيل» من باقي الأراضي اللبنانية المحتلة، وحلّ النزاعات العالقة بالوسائل الدبلوماسية». وأتى موقف بو حبيب خلال لقائه سفيرة اليونان في لبنان ديسبينا كوكولوبولو، حيث تمّ التباحث بأبرز المسائل الثنائية والإقليمية تمهيدًا للقاء المرتقب بينه ونظيره اليوناني، على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية الشهر الحالي.

وقال رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجدداً، إن إسرائيل عازمة على إعادة سكان الشمال إلى منازلهم وذلك ممكن من خلال اتفاق ديبلوماسي، ولكنها جاهزة أيضاً للعمل على إعادتهم عسكرياً. الجديد في كلام نتنياهو هو استذكار مسألة الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، إذ قال: «خرجنا من جنوب لبنان سابقاً والآن نواجه مئات الصواريخ، وكان يجب علينا العودة مع أول صاروخ أطلق علينا من هناك». وأضاف «يجب أن نغيّر الواقع على الحدود الشمالية وسنفعل ذلك، وقضينا على كل الطائرات المسيّرة عن بُعد التي أطلقها حزب الله في هجومنا الاستباقي عليه، ولا يمكن أن نقبل ببقاء الوضع الحالي في الشمال».

وقالت صحيفة العدو يديعوت أحرونوت في تقرير لها «إنَّ الحكومة الإسرائيلية تتخذ موقفاً استهزائياً بشأن وضع منطقة الشمال»، مشيرة إلى أن هناك «عدم اهتمامٍ وعجز تُظهره الحكومة تجاه جميع السكان الذين يتعرضون للصواريخ والطّائرات المُسيّرة التي يطلقها حزب الله من لبنان باتجاههم كل يوم، وذلك منذ حوالى 11 شهراً، وهو أمرٌ لا تردعه ردود الفعل المحدودة والمنضبطة من قبل الجيش الإسرائيليّ». وأضاف التقرير: «على الرغم من أن «إسرائيل» كانت تتمتع بذريعة واضحة للحرب، إلا أنها اكتفت بعمل محدود وأضاعت فرصة لإبعاد حزب الله إلى منطقة شمال نهر الليطاني. إن حقيقة استمرار حزب الله في إطلاق النار يوم الأحد، واستمرار ذلك حتى يومنا هذا، تؤكد مرة أخرى أن سكان الشمال منسيّون. إن مجرد تجنب «إسرائيل» الدخول في مواجهة مباشرة وحاسمة مع حزب الله لا يشير إلى قوتها، بل إن العكس صحيح».

وسياسياً، ينتظر لبنان حراك الخماسية ولقاءات فرنسية – سعودية قد تشهدها الرياض في الأيام المقبلة، ومع ذلك لم يسجل أي جديد يدل على خرق مرتقب على خط ملف رئاسة الجمهورية، بل على العكس، فإن مواقف معراب من طرح رئيس مجلس النواب نبيه بري الحوار مجدداً أثبتت أن الأوضاع لا تزال على حالها.

وأكد المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل ألا أحد، وبالتأكيد ليس الرئيس بري من يحاول أن يفرض إرادته على الآخرين، مشدداً على انه يتشرف اياً كان أن يكون جزءاً من محطة عين التينة نحو الوصول إلى تفاهم وطني على انتخاب رئيس للجمهورية. وأكّد أن السفير السعودي وليد البخاري حاول من خلال الزيارة التي قام بها للرئيس بري «استطلاع آفاق المرحلة المقبلة رئاسياً، والرئيس برّي شجّعه على استكمال الأمر وأن تلعب السعودية دوراً في تشجيع الأطراف على التوصّل إلى تفاهم»، مشيراً إلى «الدور الأساسي للبخاري ضمن اللجنة الخماسية وربما انطلاق تحرّك الخماسية مجدّداً من دارة السفير السعودي، ونحن نشجّع دائماً على دور المملكة في إيجاد الآليات التي يجب أن نعمل عليها لانتخاب الرئيس».

وأكد وفد من تكتل الجمهورية القوية بعد زيارته مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى أن «علينا ان نضع الأولويات الوطنية نصب أعيننا، ونبادر إلى انتخاب رئيس للجمهورية، بفتح أبواب مجلس النواب والتزام النواب بالحضور والتصويت والتشاور إذا اقتضى الأمر، واستمرار التصويت حتى انتخاب رئيس للجمهورية كخطوة أولى في مسار طويل، تستكمل بتسمية وتكليف رئيس للحكومة وتشكيل حكومة تعيد لبنان إلى طريق الاستقرار والتعافي، وتعمل على تطبيق القرارات الدولية وتُعيد مكانة لبنان في المجتمع العربي والدولي».

تلقف التيار الوطني الحر، في بيان، بإيجابية التطور في الموقف الذي أبداه رئيس القوات اللبنانية في خطابه البارحة خاصةً لناحية المقاومة وشهدائها ومواضيع الحوار والعيش المشترك ووحدة لبنان والتلاقي والخروج من الماضي وبناء المستقبلَ عليه أن يدرك ويقر أن انتخاب الرئيس هو مفتاح لحل الأزمات والحوار حولها، يمكنه أن يتجاوب مع دعوة التشاور في مجلس النواب وأن يتفهّم أن أي تأجيل إضافي لعملية التشاور المحصورة بالاتفاق على رئيس توافقي والّا الانتخاب، هو أمر لا يساعد في إنجاز الاستحقاق. وبالتالي يمكن للقوات اللبنانية أن تتساهل حول شكليات بسيطة لا تقف عائقاً أمام أهمية إنجاز انتخاب رئيس ميثاقي للبنان كفرصة وحيدة لوقف تحلّل الدولة وانهيار الوطن.

وتوجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان، إلى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع قائلا «يجب أن تتعلم من التاريخ، لأن من لم يتعلم من التاريخ تأكله زلات اللسان، وكأساس للموقف الوطني أقول: لبنان التضحيات والانتصارات السيادية لا يد لواشنطن وتل أبيب فيه، والوظيفة السياسية التي تخدم إسرائيل لا محل لها في هذا البلد، والخطاب الذي يمرّ بتل أبيب لا يمرّ بعين التينة ولا بحارة حريك، ولبنان أقرب إلى غزة من واشنطن، ومن لا ضمير له لن تنفعه بركة الملائكة. ونعم، هذه الحرب ليست حربك لأنها حرب على «إسرائيل»، وهي لا تمثلك لأنها تمثل لبنان ومصالحه الإقليمية والسيادية بوجه «إسرائيل» وأميركا، والسلاح الذي هزم «إسرائيل» وحرر لبنان ليس سلاحك لأنه السلاح السيادي نفسه الذي طحن ويطحن عظام «إسرائيل» على طول معارك الجبهة الجنوبية اليوم». اضاف «وبصراحة أكثر، حركة «أمل» و«حزب الله» أكبر قوة سيادية في هذا البلد، ولولا هذا الثنائي المقاوم لتصهين لبنان منذ التاريخ المشهود لشراكة البعض مع الإسرائيلي الذي احتل لبنان، ولم يكن ينقص خطابك بالأمس سوى أن تكون على ظهر دبابة إسرائيلية، وزمن العنتريات انتهى، والبلد شراكة وطنية إسلامية مسيحية بعيداً عن فوالق الزواريب والمقاطعات، وما نريده لبنان فؤاد شهاب وسليمان فرنجية وإميل لحود وميشال عون لا لبنان الميليشيات والمقاطعات، ولا شيء أكبر من مصالح لبنان السيادية، وبعبداً رمز سيادة لبنان والطريق إليها تمر فقط من مجلس النواب».

ليس بعيداً، وعشية زيارة مرتقبة للنواب الخارجين من التيار الى الديمان، زار وفد من التيار الوطني الحر ضم النائبين ندى البستاني وجورج عطالله ونائبة الرئيس للشؤون السياسية مارتين نجم كتيلي، البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في مقره الصيفي في الديمان. وكانت مناسبة للبحث في قضايا الساعة ومن ضمنها حقيقة ما جرى أخيراً مع بعض النواب في التيار. وبعد الاجتماع استبقى الراعي الوفد إلى مائدة الغداء.

في غضون ذلك، استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، سفيرة اليونان في لبنان ديسبينا كوكولوبولو، وتمّ التباحث في أبرز المسائل الثنائية والإقليمية تمهيدا للقاء المرتقب بين الوزير اللبناني ونظيره اليوناني على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية الشهر الحالي. وشدّد بو حبيب على ضرورة دعم الإعلان المشترك لمجموعة الدول الأوروبية الثمانية، ومن ضمنها اليونان، التي اتفقت على ضرورة إعادة تقييم سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه سورية تمهيداً لحل أزمة النزوح السوري. وفي السياق، أكد الوزير بأن حل أزمة النزوح السوري في المنطقة، وفي لبنان تحديداً، يكون من خلال تفعيل مشاريع التعافي المبكر في سورية وإعادة توجيه المساعدات الإنسانية للداخل السوري بما يؤمن سبل العيش الكريم للعائدين السوريين في بلادهم.

وأشار وزير الداخلية بسام المولوي إلى أن المفوّضيّة العليا لشؤون اللاجئين السوريين ترفض خروج السوريين من لبنان، ولا تتجاوب مع الحكومة اللبنانية إن كان في تسليم قاعدة البيانات أو الداتا وغيرها من الأمور. كما تحدّث المولوي عن جهود الأمن العام اللبناني والخطّة «باء» التي سيبدأ بها، مضيفاً: «لا نقبل بيع لبنان لا للعرب ولا للغرب ولا لأحد، لبنان هو للبنانيين وله خصوصيّته ويجب احترامها للحفاظ عليه

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *