الرئيسية / صحف ومقالات / البناء: 2200 شهيد وجريح بمجزرة الاحتلال: أعلى رقم منذ 7 أكتوبر في كل الجبهات.. نتنياهو يريد توازن التهجير للتفاوض والمقاومة تضغط على حيفا وتزيد المهجّرين.. المقاومة تتمسّك بمعادلة بيروت ـ تل أبيب… و«القومي»: حرب إبادة لفرض الشروط
البناء

البناء: 2200 شهيد وجريح بمجزرة الاحتلال: أعلى رقم منذ 7 أكتوبر في كل الجبهات.. نتنياهو يريد توازن التهجير للتفاوض والمقاومة تضغط على حيفا وتزيد المهجّرين.. المقاومة تتمسّك بمعادلة بيروت ـ تل أبيب… و«القومي»: حرب إبادة لفرض الشروط

كتبت صحيفة “البناء”: لا أحد في بيروت يصدّق الكلام الأميركي عن الحرص على منع التصعيد، بعدما تراجعت واشنطن عن نصيحتها لتل أبيب بالذهاب الى اتفاق في غزة ينهي الحرب وينجز تبادل الأسرى كطريق لإعادة المهجرين ووقف النار على جبهة لبنان، بإعلان الاستعداد لإدارة تفاوض يضمن وقفاً للنار وعودة المهجرين في جبهة لبنان دون غزة، بما يحقق ما يسعى إليه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

في لبنان قلوب مفطورة وحال ذهول والرقم يرتفع مع كل تحديث لوزارة الصحة حول أعداد الشهداء والجرحى، وقد بلغ منتصف ليل أمس، قرابة الـ 500 شهيد و1700 جريح، وتدفق آلاف المهجرين من القرى التي استهدفت بصواريخ ثقيلة نحو العاصمة وسائر المناطق اللبنانية، وفتحت المدارس لاستيعابهم وتنادى الناس يفتحون البيوت لاستقبال المهجّرين، بينما كانت الكلمات الصادرة عن هؤلاء المهجّرين تثلج القلوب عبر تمسّكهم بموقفهم المساند للمقاومة الواثق من العودة المشرّفة تحت رايات النصر، المتقبل للتضحيات من دمار المنازل وفقدان الأحبّة، أسوة بموقف المصابين في يوم تفجير البيجر وتفجير اللاسلكي.

وفق قراءة هادئة للمشهد، المقاومة بأعصاب فولاذية وعقل بارد تتعامل مع الحدث، وكما أصابت الاحتلال بالإحباط من فرص الاستثمار وتحقيق الضربة القاضية وفق التصميم الأميركي للعمليات السابقة، وضعت خريطة طريق لاستهداف العمق الاستراتيجي للشمال في حيفا، لشل القدرة العسكرية من جهة، ومضاعفة أعداد المهجّرين من جهة مقابلة، وقد بات واضحاً أن هدف المجازر هو التهجير للضغط على الداخل اللبناني بما يفتح الباب للمبادرة الأميركية بوساطة تقايض وقف النار وعودة المهجّرين على جبهة لبنان دون جبهة غزة، والاستفراد لفرض الشروط على غزة لاحقاً، والمقاومة واثقة أن الاحتلال بعد الفشل سوف يكون أمام خيارات محدودة، وهي المزيد من توسيع دائرة النار وصولاً إلى العاصمة وضاحيتها، ومعادلة المقاومة ثابتة، تل أبيب مقابل بيروت، والضاحية جزء من بيروت، أو المغامرة بحرب برية يضغط المستوطنون لخوضها بدلاً من تعريض العمق للنار، وينتظرها المقاومون بفارغ الصبر، أو الاستجابة لمعادلة المقاومة التي تخلّت عنها واشنطن، بالذهاب الى اتفاق مع المقاومة في غزة يُنهي الحرب حتى يتوقف إطلاق النار على جبهة لبنان ويعود المهجرون.

الحزب السوري القومي الاجتماعي اعتبر ما يجري حرب إبادة، واضعاً إياها في دائرة سعي الاحتلال لفرض شروطه، مؤكداً أن المقاومة لن تتراجع ولن تضعف وسوف ترسم طريق النصر حكماً.

وفي عدوان هو الأعنف على لبنان منذ فتح جبهة الإسناد الجنوبية، شن العدو الإسرائيلي عدواناً واسعاً طال الجنوب والبقاعين الغربي والأوسط والضاحية الجنوبية ما أدى الى استشهاد 492 وجرح 1654 في حصيلة حتى منتصف ليل أمس وغير نهائية، ما أدى الى موجة نزوح غير مسبوقة من قرى الجنوب والبقاع الى محافظات صيدا وبيروت وجبل لبنان والشمال التي فتحت أبواب مدراسها لإيواء النازحين، فيما ردّت المقاومة في لبنان بصليات كبيرة من الصواريخ هي الأعنف طالت مستوطنات الجليلين الغربي والأعلى والجولان ومدن صفد وطبريا وعكا وحيفا وصولاً الى شرق «تل أبيب» ما أدى الى سقوط عشرات القتلى الصهاينة.

واستهدف العدو الإسرائيلي بمئات الغارات عدداً كبيراً من القرى والبلدات، ومنها، القرعون ومجدل بلهيص، عيترون، مارون الراس، أطراف البيسارية، بين رومين ودير الزهراني، بافليه، بين عنقون ومغدوشة، حولا، مجدل سلم، السلطانية، بين حبوش وعربصاليم طورا، عيتا الشعب، برعشيت، حاريص، بين دير قانون والحلوسية، الخيام، جبشيت، بين أنصار والزرارية، كونين، بيت ياحون، جبل صافي، وادي كفرملكي، كفرحتى، وكفرصير، عدلون، حاريص، تول، برج الشمالي- المساكن، أطراف الغندورية مرتفعات سحمر، أطراف قناريت، بين جبشيت وعدشيت، بيت ليف، ميس الجبل، سهل عدلون، وادي النميرية، وادي حانين، معركة، خربة سلم، أطراف جباع، بليدا، حرش حداثا، رشاف، الطيري، طلوسة، مركبا، وادي الحجير، الطيبة، كفررمان، بنت جبيل. واستهدفت الغارات وادي فعرة في البقاع على بعد أكثر من 130 كلم عن الحدود اللبنانية الجنوبية.

وشملت الغارات الإسرائيلية البقاع واستهدفت السفري وبدنايل وحوش الرافقة وبيت شاما والهرمل وخراج بلدة قوسايا وعلى الطريق غارة بين سحمر وسدّ القرعون وبوداي.

كما استهدف العدو بعض المباني في الضاحية الجنوبية في معوّض واوتوستراد السيد هادي نصرالله.

في المقابل ردّت المقاومة الإسلامية على ‏اعتداءات العدو الإسرائيلي التي طالت مناطق الجنوب والبقاع، بسلسلة عمليات طالت مختلف المستوطنات والمواقع الصهيونية وجاءت على النحو التالي:

قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ‏ومخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد ومُجمعات الصناعات العسكرية لشركة روفائيل.

كما قصف مجاهدو المقاومة المخازن الرئيسية التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا بعشرات ‏الصواريخ مرتين.‏

كذلك قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية ‏مقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة يوآف ومقر قيادة الفيلق الشمالي في ‏قاعدة عين زيتيم وقاعدة ومطار رامات ديفيد ‏بعشرات الصواريخ.‏

هذا، وقصف مجاهدو المقاومة الإسلامية مُجمّعات الصناعات ‏العسكرية لشركة رفائيل في منطقة ‏زوفولون شمال مدينة حيفا مرتين خلال النهار بعشرات الصواريخ.‏

وأفادت إذاعة جيش الاحتلال، عن “أصوات انفجارات ضخمة سمعت في حيفا والكرمل إثر رشقة صاروخية كبيرة من لبنان”. بدورها، أعلنت كتائب القسام بأنها قصفت الكرمل وسجن الدامون ونيشر بـ40 صاروخاً من الأراضي اللبنانية.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية بأنه لأول مرة صفارات الإنذار تدوّي في جميع أنحاء مدينة حيفا، ونحو 300 ألف إسرائيلي دخلوا إلى الملاجئ.

وتعليقًا على ادعاءات العدو الصهيوني باغتيال القائد المجاهد ‏الحاج علي كركي، أكَّد حزب الله أنَّه بخير وفي ‏كامل صحته وعافيته.

وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو من غرفة التحكم الرئيسيّة في وزارة حرب العدو في “تل ابيب” “أنه يتم القضاء على كبار المسؤولين في حزب الله وتدمير الصواريخ، وأن أمام “إسرائيل” أياماً معقدة”. وأضاف: “وعدت بأننا سنغير ميزان القوى في الشمال، وهذا بالضبط ما نفعله، و”إسرائيل” لا تنتظر التهديد بل تسبقه”.

مساء أمس، أعلن جيش الاحتلال انه أطلق اسم “سهام الشمال” على العملية العسكرية في لبنان. ولفتت هيئة البث الإسرائيلية الى ان الجيش الإسرائيلي يشنّ موجة جديدة من الغارات الآن في لبنان، وهي الخامسة خلال اليوم (أمس).

بدورها، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي يقدر أن استهداف بيروت أو تل أبيب قد يؤدي إلى حرب شاملة.

وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤولين إسرائيليين كبار، بأن “لن نتوقف قبل عودة السكان إلى منازلهم، وهذا سيستغرق بعض الوقت، و”إسرائيل” وحزب الله لم يظهرا بعد شيئاً من قدراتهما ونحن في حدث متدحرج”.

وفيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن “تل أبيب أبلغت واشنطن بالهجوم الواسع على لبنان وتلقت منها الضوء الأخضر”، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، أننا “تلقينا إشارات من الإسرائيليين بشأن نيتهم شن عمليات ضد حزب الله لكنهم لم يقدّموا تفاصيل محددة”، لافتةً الى أن “الولايات المتحدة ليست ضالعة في التخطيط للعمليات الإسرائيلية أو دعمها”.

ولفتت الوزارة، الى أننا “نواصل توفير مساعدات أمنية لـ”إسرائيل” ومستعدون للدفاع عنها إن تعرضت لهجوم على غرار هجوم إيران في نيسان الماضي”، كاشفةً عن “إرسال قوات أميركية إضافية إلى منطقة الشرق الأوسط”.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنه “يعمل على احتواء التصعيد في لبنان”، ولفت إلى أنه سيبحث مع رئيس الإمارات جهود إنهاء الحرب في غزة وسيبحثان الجهود المبذولة لتهدئة الوضع في لبنان.

أعلن متحدث باسم الأمم المتحدة بأن الأمين العام انطونيو غوتيريس يشعر بالقلق إزاء تصعيد الوضع في لبنان وبقلق بالغ إزاء العدد الكبير من الضحايا المدنيين الذين أعلنت السلطات اللبنانية عنهم.

ولاقى العدوان الإسرائيلي على لبنان، حملة إدانة محلية ودولية واسعة، إذ عبّر آية الله العظمى المرجع السيد علي السيستاني عن تضامنه مع الشعب اللبناني ومواساته له في معاناته الكبيرة جراء العدوان “الاسرائيلي” على لبنان، رافعًا أكفّ الضراعة إلى الله العلي القدير بأن يرعى اللبنانيين ويحميهم ويدفع عنهم شر الأشرار وكيد الفجّار. وطالب السيد السيستاني ببذل كل جهدٍ ممكن لوقف هذا العدوان الهمجيّ المستمر وحماية الشعب اللبناني من آثاره المدمّرة، ودعا المؤمنين إلى القيام بما يساهم في تخفيف معاناتهم وتأمين احتياجاتهم الإنسانية.

ورأى الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيان أن “هذا الإجرام الموصوف بحق الآمنين، يثبت بالدليل القاطع، أن كيان الاغتصاب الصهيوني، يرتكب عن سبق إجرام، جرائم ضد الإنسانية، وذلك على مرأى ومسمع العالم أجمع، في وقت، لا يحرّك هذا العالم ساكناً تجاه هذه الجرائم، لا بل إن حلفاء الكيان الغاصب، وفي مقدّمهم الولايات المتحدة الأميركية، يقفون الى جانب العدو ويوفرون له كل أسلحة القتل الفتاكة”.

وأضاف: لقد بات واضحاً أن العدو الصهيوني الذي يشنّ منذ عام، حرب إبادة شاملة على قطاع غزة، يتعمّد توسيع هذه الحرب باتجاه لبنان، ظناً منه بأنه يستطيع أن يفرض معادلاته وشروطه، لكن هذا الظنّ خائب، خصوصاً أن المقاومة في لبنان بكل قواها، أعدّت العدة جيداً لمواجهة العدو، ولسنوات طويلة وطويلة جداً.

ولفت الى أن على العدو أن يفهم جيداً بأن آلة الإجرام والدمار التي يمتلكها لن تحقق له أهدافه، وأن جرائمه الوحشية لن تمر دون عقاب، وعلى قادة العدو أن يتذكّروا جيداً هزائمهم، أمام إصرار المقاومين على السير في خيار مقاومة الاحتلال منذ عملية الويمبي 1982 إلى اليوم.

وأعلن التيار الوطني الحر وضع كل إمكاناته “بتصرف أهلنا المهجرين من أرضهم في الجنوب، كما يدعو جميع اللبنانيين الى إظهار أعلى درجات الوعي والمسؤولية والتضامن لمواجهة حملة التخويف والترهيب والتفرقة والتفتيت التي ينفذها العدو الإسرائيلي”.

وتوجّه شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى برسالة إلى أبناء الجبل طلب فيها “فتح المنازل أمام أبناء الجنوب”.

بدوره، أشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، في حديث تلفزيوني الى أنني “لست أدري إذا ما كان الوضع سيأخذنا إلى الحرب البريّة لكنّنا دخلنا في الحرب الشاملة وأخشى سيناريو غزّة في لبنان بسبب العقليّة التي تسود الإسرائيليين”. ولفت جنبلاط، الى أننا “نحن لم نعط ذرائع لـ”إسرائيل” لشنّ الحرب لأنّنا احترمنا قواعد الإشتباك وزيارة هوكشتاين كانت بمثابة عمليّة تخدير تصبّ في مصلحة “إٍسرائيل””، مؤكداً أن “الإدارة الأميركيّة شريكة في جرائم “إسرائيل” وهي لم تفعل شيئاً حتّى الآن والجنوب رأى في حزب الله في حرب الـ2006 سنداً لكنّ تلك المعادلة قديمة”.

ورأى أنه “علينا بالتعامل مع بري وميقاتي ومع المعتدلين لصياغة حلّ واقترحنا ذلك على هوكشتاين الذي ردّ بأنّ على الحزب التراجع من الجنوب. وهذا الكلام يعني سلب الجنوب من أهله”، مضيفاً “الـ1701 لم يكن ليطبّق إلّا بالتراضي بين الدولة اللبنانيّة وحزب الله و”إسرائيل”».

في غضون ذلك، وعلى وقع العدوان الإسرائيلي على لبنان، وصل المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان أمس، الى مطار بيروت الدولي على أن يلتقي المرجعيات السياسية اليوم.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *