كتبت صحيفة “اللواء”: السؤال البديهي المشروع: ماذا بعد الردّ الإيراني على الاغتيالات بما لا يقل عن 200 صاروخ، وصلت الى الاراضي المحتلة خلال 10 دقائق، مع محاولات اميركية لاعتراض وصولها، قبل ان يعلن الرئيس الاميركي جو بايدن انه اعطى الاوامر لتقديم المساعدة لدولة الاحتلال والدفاع عن امنها؟
حسب المصادر المطلعة، ليس من السهل استخلاص مجرى واضحاً لما يجري، فالمنطقة في اجواء حرب، وقد تكون على فوهة بركان، اذا لم يقرأ الجانب الاسرائيلي المدعوم اميركياً وغربياً، ان سياسة القتل والاستفراد لن تجعل منه لاعباً على المسرح، بلا منازع..
وعليه، في ضوء «اليوم البائس» الذي عاشته اسرائيل، بسواء على مستوى عدم نجاح خططها بالغزو البري لبعض القرى الجنوبية، او لعمليات داخل اسرائيل حيث تمكن مسلحان من قتل 10 اشخاص، فضلاً عن صواريخ المقاومة التي اصابت مواقع عسكرية اسرائيلية على بعد ما لا يقل عن 100كلم في الشمال، فإن الرد الايراني الصاروخي اعاد للمشهد بعض المعطيات، من ان الشرق الاوسط على شفير حرب، ما لم يحتوِ الاميركي الموقف والدول الكبرى، عبر قرار ملزم بالتهدئة ووقف النار، بدءاً من غزة الى جبهات المساندة فإن المنطقة ستشهد تطورات عسكرية واقتصادية تؤثر على المصالح الاقتصادية والنفطية والتجارية، للدول الكبرى، وتترك آثاراً خطيرة على قضية الامن والاستقرار في المنطقة.
الردّ الايراني
وبعد ساعات قليلة من ابلاغ البنتاغون الجيش الاسرائيلي بأن المعلومات تفيد عن ردّ ايراني على الاغتيالات التي تنفذها اسرائيل ضد قيادات المقاومة، ردّ الحرس الثوري الايراني باطلاق ما لا يقل عن 200 صاروخ ضد المدن الاسرائيلية.
وتابع الحرس، فإن الرد الاسرائيلي سيقابل بردّ اكثر شراسة مما حصل.
وقال الحرس الثوري الايراني ان القصف استهدف القواعد الثلاث في نافاتيم التي تضم طائرات أف 35، ونتساريم التي تضم طائرات أف 15 التي استخدمت لاغتيال السيد حسن نصر لله، وقاعدة تل نوف بالقرب من تل ابيب، مع الاشارة الى ان الحرس يستخدم لاول مرة صواريخ فتاح الفرط صوتية.
وفي حين توعد مصدر اسرائيلي ايران بأنها ستندم، اعلن عن اصابة قاعدة عسكرية وسط اسرائيل.
وسارع الجيش الاسرائيلي الى اغلاق مطار بن غوريون والمجال الجوي لاسرائيل، ثم قرر اعادة افتتاحها وتسيير حركة الهبوط والاقلاع.
وقال الجيش الاسرائيلي ان القصف على اسرائيل غير مسبوق بـ181 صاروخاً بالستياً.
وكرر الاتحاد الاوروبي حسب بيان للممثل الاعلى للاتحاد جوزيب بوريل، بعد الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الاتحاد موقفه من الدعوة لوقف فوري لاطلاق النار بين حزب لله واسرائيل، والالتزام بتنفيذ القرار 1701 لضمان العودة الآمنة للسكان النازحين عند طرفي الحدود.
مجلس الوزراء وثناء بري على الجهد الحكومي
محلياً، اضاف مجلس الوزراء الى جدول اعمال جلسته التي تعقد بالسراي الكبير اليوم بندين: هما: طلب هيئة الشراء العام تعدل السقوف المالية في بعض مواد قانون الشراء العام، ومذكرة رئيس هيئة الشراء العام بموضوع تأمين الحاجات الاساسية والملحة في ظل الظروف الاستثنائية.
وفي السياق، اثنى الرئيس نبيه بري على جهود الحكومة في توفير الاحتياجات الضرورية لايواء النازحين، مؤكداً على تبني النداء الذي وجهه الرئيس ميقاتي للدول المانحة والجهات الانمائية المعنية، شاكراً الدول العربية والصديقة التي بادرت بارسال المساعدات مطالباً الامم المتحدة بانشاء جسر جوي يؤمن ايصال المواد الاغاثية ويكسر الحصار الجوي المفروض اسرائيلياً على لبنان.
ونظراً للتطورات، اعلن وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية اغلاق المجال الجوي امام حركة الطيران لمدة ساعتين، على ان يبقى الوضع قيد التقييم، لاستئناف الرحلات.
ولاحقاً اعلن حمية انه بناءً على توصية المعنيين في المديرية العامة للطيران المدني السماح باقلاع الطائرات نحو الغرب بعد التنسيق مع سلطات الطيران القبرص الى حين تقييم المستجدات لاتخاذ القرار المناسب وفق المعايير والمقاييس الدولية.
الملف الرئاسي
وحضر ملف ملء الشغور الرئاسي في لقاءات عين التينة، من زاوية تحصين الوحدة والتضامن سواء من خلال اللقاء بين بري ووفد كتلة تجدّد برئاسة النائب فؤاد مخزومي، الذي اعتبر ان المطلوب فوراً اعلان وقف العدوان والضغط على المجتمع الدولي لتحقيق هذا الهدف.
واعتبر النائب جبران باسيل رئيس تكتل لبنان القوي ان من الضروري انتخاب رئيس للجمهورية، وان عدم انتخابه هو في خدمة اسرائيل.
وذكر ان رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل سيزور الرئيس بري اليوم في اطار السعي لانقاذ الوضع، عبر عقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية.
اذاً، في المشهد المتفجر في المنطقة، انفتحت الجبهة الايرانية مساء امس بالصواريخ الباليستية تجاه تل ابيب ومحيطها في الكيان الاسرائيلي بعد ساعات قليلة على تحذير اميركي لإسرائيل عن نية طهران بشن هجوم صاروخي، بالتزامن مع عملية فدائية في يافا (تل ابيب العبرية) اودت بحياة 8 اسرائيليين واصابة اكثر من 10 بجروح بينهم اصابات خطيرة، وبالتزامن مع استمرار العدوان الجوي الاسرائيلي الواسع على لبنان، واستهداف الابنية السكنية وآخرها مساء امس في منطقة بئرحسن – الجناح ودوار الجندولين قرب السفارة الكويتية.
ونشرت وسائل اعلام عبرية خريطة بعد القصف من لبنان وايران والعملية الفدائية تظهر ان معظم سكان الكيان الاسرائيلي في الملاجئ.
واعلن جيش الاحتلال انه باشر فجر امس عملية برية محدودة ضد مواقع حزب لله في عدد من القرى الحدودية تحت اسم « سهام الشمال»، وحصول اشتباكات مع قوات الحزب، فيما نفى الحزب حصول اي تقدم بَرّي. وتأكد حسب المعلومات الميدانية ان اي اجتياح بري لم يحصل ولم تعبر اي دبابة الحدود نحو اي قرية، كما لم ينسحب الجيش اللبناني من مراكزه الحدودية الجنوبية لعدة كيلومترات انما نفذ اعادة تموضع لنقاط مراقبة امامية.
وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح امس، «أن الفرقة 98 بدأت أنشطة موجهة ومحددة في منطقة جنوب لبنان»، كما نشر مشاهد من تحضيرات قوات الفرقة. وقال: «قوات الفرقة 98، ومن بينها قوات لواء الكوماندوز والمظليين والمدرعات من اللواء 7، أجرت الاستعدادات على مدار الأسابيع الأخيرة لتنفيذ عملية برية في جنوب لبنان، والتي بدأت الليلة الماضية (الاثنين)».
وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري «العثور على أنفاق وأسلحة لحزب لله خلال العمليات في جنوب لبنان»، قائلا «عثرنا على خريطة ونفق يتجه نحو حدود إسرائيل بهدف احتلال بلدات ظهرت على الخريطة « . وقال: « ان قيادة الشمال نفذت عشرات من عمليات الدهم لمواقع قوة الرضوان التابعة لحزب لله»
واضاف:ان حزب لله خطط لاقتحام المناطق الإسرائيلية ، وانه خلال العمليات كشفنا مخابئ أسلحة وجمعنا معلومات هامة ودمرنا وسائل قتالية. ودمرنا العديد من أنفاق حزب لله في عمليات برية وجوية في قرى بجنوب لبنان».
وتابع المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي: دمرنا المئات من مواقع تابعة لحزب لله في منطقة عيتا الشعب والجيش دمر أكثر من 700 هدف على الحدود مع لبنان، واستهدفنا عشرات الأطنان من المواد المتفجرة وممتلكات ومقار قيادية لحزب لله.
اما القناة 13 الإسرائيلية فزعمت: أن الجيش دمر في جنوب لبنان 30 طنا من الألغام المضادة للدروع و450 صاروخ «أر بي جي».
ونشر الاعلام العبري العسكري والمدني مقاطع فيدية تظهر دخول جنود الى احد الانفاق ومصادرة اسلحة وعتاد متنوع.
العملية البرية ونفي حزب الله
وفي حين نسب الى مسؤولين اسرائيليين ان جيشهم بدأ بتنفيذ عمليات محددة ومحدودة قرب الحدود، اكد حزب الله ان «ما تثيره الادعاءات الاسرائيلية عن دخول قوات الاحتلال الى الاراضي اللبنانية هو ادعاءات كاذبة».
لكن مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب لله محمد عفيف نفى كل الادعاءات الصهيونية أن قوات الاحتلال دخلت إلى لبنان، وقال: هي ادعاءات كاذبة ولم يحدث أي اشتباك بري مباشر بعد بين مجاهدي المقاومة وقوات الاحتلال.
اضاف: مجاهدو المقاومة مستعدون للمواجهة المباشرة مع قوات العدو التي تتجرأ أو تحاول دخول الاراضي اللبنانية وإلحاق أكبر الخسائر فيها.وقصف مقر «الموساد وقاعدة 8200» الاستخباراتية ليس إلّا البداية.
كما أعلنت قوات «اليونيفيل»: ان لا توغّلاً بريّاً إسرائيليًّا في لبنان حتّى الآن (ظهرا).
وكان الطيران المعادي نفذ غارة عند دوار «الجندولين» قرب السفارة الكويتية في بئر حسن، مستهدفة احد المباني، وهذه الغارة جاءت بعد دقائق قليلة من استهداف مبنى بين منطقتي الجناح والاوزاعي، في محيط مستشفى الزهراء.
واعلن الجيش الاسرائيلي انه قتل في الضاحية الجنوبية ذو الفقار حناوي قائدة «فرقة الامام الحسين».