كتبت صحيفة “الأنباء” تقول: على وقع النار والغارات والعدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، يتواصل الحراك السياسي بحثاً عن مخارج تؤدي إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى تطبيق القرار 1701، وسعياً بإيجاد خرق ما على مستوى الاستحقاق الرئاسي من أجل انتخاب رئيس توافقي قادر على إدارة المرحلة الصعبة التي يمرّ بها لبنان، وإدارة مفاوضات وقف إطلاق النار.
وفي هذا السياق، كانت زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى بكركي، وجولة عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور، مكلّفاً من الرئيس وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط، حيث التقى ميقاتي ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وكتلة تجدد، وكان التقى أمس الاول رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، على ان يستكمل لقاءاته في الساعات المقبلة.
وكانت مواقف أبو فاعور واضحة خلال جولاته، مشدداً على أن هدف اللقاء الثلاثي في عين التينة كان بحث خارطة طريق وطنية والخروج من الحرب والفراغ في رئاسة الجمهورية، مضيفاً “اختبرنا بعض الأفكار الايجابية، وقاعدة القناعة تتوسّع من أجل المساعي المبذولة لوقف اطلاق النار وكسر الجمود الرئاسي”.
وكشف “أننا نعمل على تحويل الأفكار إلى مبادرة وطنية شاملة ونستدرج مبادرة خارجية لوقف الحرب في لبنان والمطلوب طرح صيغة وطنية للخروج من الأزمة”.
في هذه الأثناء، لم يتوقف القصف الاسرائيلي على لبنان طوال يوم أمس، فمنذ ساعات الفجر الأولى وطوال النهار شنّ الطيران الحربي عشرات الغارات التي توزعت بين مختلف المناطق اللبنانية وصولاً الى الضاحية الجنوبية ومخيم البداوي في طرابلس.
وتستمر المواجهات الميدانية جنوباً، في اشتباكات تكبّد العدو الإسرائيلي خسائر فادحة وإن كان لا يعترف بها، كما تشير مصادر أمنية عبر جريدة الأنباء الالكترونية.
وتحدثت المصادر الأمنية عن أسباب التفوّق الميداني للمقاومة الإسلامية، مذكّرة بالمواجهات التي شهدها الجنوب في حرب تموز 2006، فحزب الله يعرف طبيعة الأرض ما يمنحه موقعاً دفاعياً متقدّماً، إضافة الى اللحظة التي يقاتل فيها في ظل الوحشية الاسرائيلية والاغتيالات التي استهدفت قادة كبار في صفوف الحزب لا سيما الأمين العام السيد حسن نصرالله، ما يعطي المقاتلين دفعاً كبيراً في أرض المعركة.
واعتبرت المصادر أن حزب الله يملك أريحية أكبر في الحرب الميدانية، وهو قادر على تسديد ضربات موجعة للجيش الإسرائيلي اذا ما قرر التوغّل أكثر داخل الأراضي اللبنانية، ولن تكون المهمة سهلة.
وفيما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية ليل أمس عن حدث أمني كبير عند الحدود مع لبنان، أعلن الإعلام الحربي في حزب الله أن “مجاهدو المقاومة الإسلامية يرصدون ويتابعون ويتصدون لكل تحرك معاد عند الحافة الأمامية في الجنوب ويطاردون جنود العدو الإسرائيلي في قواعدهم وثكناتهم الخلفية على طول الخط الحدودي في الأراضي المحتلة بقذائف المدفعية وصليات الصواريخ”.
ولاحقاً، صدر عن حزب الله البيان الآتي: دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه، ورداً على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين، ولدى محاولة قوة مشاة إسرائيلية معادية التقدم باتجاه محيط البلدية في بلدة العديسة عند الساعة 11:00 من مساء يوم الجمعة، اشتبك معها مجاهدو المقاومة الإسلامية مما أدى إلى حصول انفجار ضخم في القوة المتقدمة وأُجبرت على التراجع وأوقعت في صفوفهم قتلى وجرحى”.
بالتزامن، جاءت زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى بيروت، لتعطي جرعة دعم لحزب الله، مؤكداً خلال جولته على المسؤولين الرسميين أن المقاومة في لبنان ستنتصر وأن طهران لا زالت على دعمها السابق للبنان.
وتعليقاً على هذه الزيارة، قال الوزير السابق رشيد درباس في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية أنها جاءت في غير محلها، مضيفاً: “نحن اليوم في ورطة كبيرة وهو أتى لتجديد المعزوفة القديمة ذاتها”.
ورأى درباس بأننا كلنا خاسرون، واصفاً اللحظة التي نمرّ بها بأنها لحظة التضامن الوطني ووجوب الانتصار لبعضنا البعض دون تمييز.
وعن كلام عرقجي حول مساندة غزة، سأل درباس: “أين غزة وماذا حل بأهلها؟”.
وحول المواجهات الميدانية على الأرض، توقع درباس أن تكون خسارة اسرائيل جسيمة لأن هناك فرق كبير بين الكومندوس والمشاة، مضيفاً “لكن لا ننسى أننا أمام جيش مدجج بأحدث الأسلحة التكنولوجية ولديه قيادة أركان تعرف كيف تخطط لحروبها”.
أيام صعبة يعيشها لبنان، أمنياً وسياسياً واقتصادياً، ولا يبدو الأفق واضحاً حتى اللحظة في ظل الجنون الإسرائيلي الذي يستبيح البلد من دون أي رادع.