كتبت صحيفة “الديار”: تحل الذكرى السنوية الاولى لعملية «طوفان الاقصى» ثقيلة جدا على الشعبين الفلسطيني واللبناني، المعنيين الاساسيين في العملية وما تلاها. فالنشوة التي لم ينساها الشعبان نتيجة ما ادت اليه من زعزعة امن «اسرائيل» من الداخل وتهديد كيانها فعليا لا تزال موجودة، انما مع غصة نتيجة حرب الابادة المتواصلة منذ حينها، التي يشنها العدو الاسرائيلي على غزة كما الضفة ولبنان.. كل لبنان.
وقد دحض حزب الله كل الاتهامات التي كانت توجه اليه، بأن جبهة الاسناد التي اعلنها جنوب لبنان كانت مجرد جبهة رمزية، فأتت الاحداث لتؤكد انه رغم الضغوط القصوى التي مورست عليه لفك ربط الجبهتين، قرر مواجهة كل العالم، ما ادى لشن «اسرائيل» اعتى الحروب عليه، ضاربة بعرض الحائط كل القوانين الانسانية والدولية، بدءا بتفجير اجهزة «البيجرز» بآلاف الاشخاص دفعة واحدة، مرورا بالاغتيالات الممنهجة لقياداته والحرب الجوية التدميرية المكثفة، وصولا لاغتيال امينه العام السيد الشهيد حسن نصرالله، ومواصلة حلقات القتل والتدمير والتهجير من دون أفق.
وبدا واضحا ان المقاومة اليوم في فلسطين ولبنان واليمن والعراق تستنهض قواها للمواجهة، فيما الجميع ينتظر شكل الرد «الاسرائيلي» على ايران، والذي يُفترض ان يتحدد معه مصير المنطقة، واذا كنا سنكون بصدد حرب شاملة في المنطقة، ام ان الامور ستبقى محصورة الى حد بعيد في غزة ولبنان.
رد قريب
وفي آخر المستجدات حول الرد «الاسرائيلي» المرتقب على ايران، قالت «القناة 12 الإسرائيلية» ان «إسرائيل تدرس استهداف منشآت نفطية إيرانية ومجمعا رئاسيا ومجمع المرشد الإيراني ومقر الحرس الثوري». وكشفت القناة أن «قرار الرد على ايران اتخذ في «إسرائيل»، ولا تزال هناك مناقشات بشأن الطريقة والتوقيت»، موضحة انه «يمكن للجيش «الإسرائيلي» مهاجمة قاعدة إيرانية انطلقت منها الصواريخ في الهجوم الأخير على إسرائيل».
ورجحت مصادر مواكبة للملف «الا يتأخر الرد «الاسرائيلي» كثيرا، وان يُنفذ هذا الاسبوع»، قائلة لـ «الديار»:»النقاشات لا تزال مفتوحة بين القيادتين الاميركية و»الاسرائيلية» كما ان واشنطن تخشى تهور نتنياهو بضرب اهداف من خارج ما هو متفق عليه مع الاميركيين، بمسعى لجرهم الى حرب شاملة في المنطقة، ما يطيح بحظوظ المرشحة كامالا هاريس ويعزز حظوظ دونالد ترامب، مرشح نتنياهو المفضل».
المواجهات تشتعل في جباليا
في هذا الوقت، وبالتوازي مع العمليات العنيفة التي يشنها العدو الاسرائيلي كل مساء على ضاحية بيروت الجنوبية ، متقصدا نشر الرعب في نفوس سكان كل المناطق القريبة والبعيدة عن الضاحية، اعاد العدو تنشيط عملياته في غزة. اذ أعلن جيش الاحتلال «الإسرائيلي» امس الأحد، أن قواته «تطوق» منطقة جباليا في شمال قطاع غزة ، بعد تقييم يفيد بأن حركة حماس تعيد بناء قدراتها هناك، بعد أشهر من القتال والغارات الجوية.
من جهته، ذكر المركز الفلسطيني للإعلام، أن «اشتباكات ضارية تخوضها المقاومة مع قوات الاحتلال في المحاور الشرقية من جباليا، وفي مخيم جباليا شمال قطاع غزة».
وفي عملية ضربت مجددا عمق الكيان، افيد امس عن مقتل مجندة في جيش الاحتلال، وإصابة 13 آخرين بجروح، إثر عملية إطلاق نار «بطولية» قام بها الفلسطيني من سكان النقب أحمد سعيد العقبي، في محطة الحافلات في بئر السبع جنوب فلسطين المحتلة.
مقتل 25 ضابطاً وجندياً «إسرائيلياَ
وبالعودة الى لبنان، وبمسعى لرفع معنويات جنوده، بعد النكسات الكبيرة التي منيوا من قرار شن عملية برية في لبنان، قال مكتب نتنياهو امس، انه أجرى زيارة للقوات «الإسرائيلية» عند الحدود مع لبنان.
وذكرت وسائل إعلام «إسرائيلية» انه زار قاعدة للفرقة 36 قرب الحدود الشمالية مع لبنان. ونقلت «واشنطن بوست» عن مسؤول مطلع «ان لا رغبة «لإسرائيل» في إبقاء قوّاتها في لبنان لما كلف ذلك في الماضي من جنود وأموال».
في هذا الوقت، واصل مجاهدو المقاومة الإسلامية عملياتهم الدفاعية والهجومية، فأعلن حزب الله عن «استهداف تجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة «شلومي» وموقع «حدب يارين»، اضافة لتجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة «برعام».
كما شملت العمليات هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة 7200 للصيانة والتأهيل جنوب مدينة «حيفا» وأصابت أهدافها بدقة.
هذا في وقت نقل موقع قناة «المنار» عن ضابط ميداني في المقاومة الإسلامية، تأكيده «مقتل اكثر من 25 ضابطاً وجندياً في صفوف نخبة العدة، وإصابة أكثر من 130 خلال الأيام القليلة الماضية، منذ إعلان جيش العدو بدء عمليته البرية باتجاه قرى جنوب لبنان». وقال الضابط إن هذه الأرقام إعترف العدو ببعضها، والأيام القادمة ستكشف ما أخفاه عن جمهوره».
عمليات المقاومة تقلب المشهد رأسا على عقب
من جهته، اكد مصدر في «الثنائي الشيعي» ان «المقاومين يحققون انجازات في الميدان، وبالتحديد على الحدود الجنوبية، من شأنها ان تقلب المشهد رأسا على عقب»، واشار في حديث لـ»الديار» الى ان «العدو بدأ يعيد حساباته لجهة العملية البرية، ما يجعلنا نترقب مزيدا من الاستشراس بالعمليات الجوية، وبالتالي مزيدا من القتل والتدمير».
مليون نازح
انسانيا، اعلن وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ورئيس لجنة الطوارئ الوزارية ناصر ياسين، ان عدد النازحين داخل لبنان تجاوز المليون نسَمة، فيما قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن أكثر من نصف مليون شخص نزحوا في لبنان، فيما غادر 285 ألفا البلاد. ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، نزح ما لا يقل عن 541527 شخصا في البلاد حتى يوم الخميس، مما يعكس زيادة بنسبة 385% خلال الأسبوعين الماضيين.
وحسب تقارير المنظمة الدولية للهجرة غادر ما يقرب من 285 ألف شخص البلاد منذ 23 ايلول حوالي 40 في المائة منهم لبنانيون. واشارت التقارير إلى أن نحو 40 ألف لبناني فروا من لبنان إلى جانب عشرة آلاف سوري، وأغلبهم فروا برا عبر الحدود وخاصة إلى سوريا.
واكد مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أن لبنان يواجه أزمة مروعة بسبب الغارات الجوية «الإسرائيلية». ولفت الى أن الغارات «الإسرائيلية» على لبنان تركت مئات الآلاف من الناس بلا مأوى.
العام الدراسي انطلق.. لم ينطلق
وبعد الكثير من النقاشات والاخذ والرد، قررت وزارة التربية يوم امس تأجيل العام الدراسي في المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية الى 4 تشرين الثاني المقبل، فيما سمحت للجامعات والمدارس الخاصة بالعودة الى التعليم «اونلاين» او حضوريا «على كامل مسؤولية من يقرره».
وكشف وزير التربية ان «اليونسيف أبلغت تغطيتها طبع مليون و500 ألف كتاب وطنيّ لكل مراحل التعليم، والاستعداد لتموين كل مراكز التعليم البديلة والمحروقات والانترنت والمصاريف، لسداد بوليصة التامين لكل متعلم وتمويل منصة مدرستي».
في وقت أفاد مسؤول في وزارة التربية والتعليم العالي لـ»وكالة الصحافة الفرنسية» بأن نحو نصف تلامذة لبنان، البالغ عددهم 1.25 مليون، باتوا نازحين.
حان وقت الأسماء
رئاسيا، يفترض ان يتضح هذا الاسبوع مصير الحراك المستجد، لاخراج الملف من عنق الزجاجة. وبحسب مصادر نيابية واسعة الاطلاع تحدثت اليها «الديار»، فان «الدخول قي لعبة الاسماء قد حان، ومن المفترض ان يتقدم كل حزب باسم او اسماء مرشحيه هذا الاسبوع.. على ان تكون هذه الاسماء جدية، لا للحرق كما حصل في المرحلة الماضية».
واوضحت المصادر ان «رئيس المجلس النيابي نبيه بري قام بخطوات الى الامام في هذا الملف، وبالتالي المطلوب ملاقاته في منتصف الطريق، والا سيكون جليا ان هناك قوى تعول على انكسار المقاومة لتفرض رئيسا بالقوة في مرحلة لاحقة. واضافت:»هناك ٣ اسماء جدية يتم التداول فيها ، ويفترض التوجه الى مجلس النواب لانتخاب احدها وهي جوزاف عون، الياس البيسري وجورج خوري».
وكان البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، طالب في عظته خلال قداس الأحد، المسؤولين السياسيّين بـ «تناسي نقاط الخلاف، والتلاقي بروح المسؤوليّة التاريخيّة، والعمل بجديّة على انتخاب رئيس للجمهوريّة يحظى بالثقة الداخليّة والخارجيّة، فإنّ انتخابه أولويّة في هذه الظروف كي يبني الوحدة الوطنيّة الداخليّة».