كتبت صحيفة “البناء”: بالتزامن مع تصعيد عملياتها بمناسبة مرور سنة على طوفان الأقصى، جدّدت كتائب عزالدين القسام عبر الناطق بلسانها أبو عبيدة التحذير من خطورة الوضع الصحي للأسرى من مستوطني الكيان المحتجزين لديها، معتبرة أن مصيرهم بيد حكومة الكيان ومدى جدّيتها في السعي الى اتفاق ينهي العدوان على غزة، وفيما شنّ الاحتلال المزيد من الغارات على المدنيين خصوصاً في جباليا، قال أبو عبيدة إن المقاومة أعدت نفسها لحرب استنزاف طويلة.
على ضفة الكيان بدأت تداعيات الفشل في الحرب تظهر في السياسة، حيث ظهر تجرؤ المعارضة على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو داخل جلسة للكنيست، بعد تراجع خطاب المعارضة وتطابقه مع الحكومة حول الحرب على لبنان، حيث قال زعيم المعارضة يائير لابيد إن الأمن لم يكن مفقوداً في تاريخ الكيان كما هو في ظل حكومة نتنياهو، وتوجّه الى نتنياهو بالقول لن يذكرك التاريخ إلا بالرجل الذي جلب الخراب للكيان، بينما حملت استطلاعات الرأي بين المستوطنين رفضاً لاستمرار الحرب بلغ نسبة مرتفعة قاربت الثلثين، لكن ذلك لم يمنع إعلان جيش الاحتلال عن الزج بقوات جديدة في جبهات الحرب على لبنان، وتوجه قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال اوري غورودين لرؤساء بلديات المستوطنات المهجرة بالقول استعدوا للعودة قبل عيد العرش الموافق في 23 من الشهر الحالي، أي بعد أقل من عشرين يوماً.
على الصعيد الميداني تواصلت الغارات الجوية على الأبنية السكنية في الضاحية الجنوبية وعدد من بلدات البقاع، بينما كان التصعيد في الجنوب يبلغ ذروته مع القصف المدفعي والغارات الجوية والتهديدات بالإخلاء التي استهدفت كل سكان الساحل ودعتهم للذهاب إلى ما وراء نهر الأولي، بينما أكدت المقاومة على لسان ضابط ميداني فيها، أن بعض التقدّم الذي حققه جيش الاحتلال في مارون الراس عائد لاحتمائه وراء القوات الدولية “اليونيفيل”، فيما واصلت المقاومة استهداف مستوطنات شمال فلسطين بما يزيد عن 150 صاروخاً، نالت حيفها منها نصيباً، وليلا قامت المقاومة بقصف شمال تل أبيب مستهدفة قاعدة الوحدة 8200 في غليلوت، بعدما كانت تل أبيب قد تلقت صواريخ من كل من غزة واليمن.
وكشف ضابط ميداني في المقاومة الإسلامية لقناة «الميادين» أنّ مجاهدي المقاومة الإسلامية «أبلغوا نهار أمس الأول الأحد عن رصدهم لتحرّك غير اعتيادي لقوات العدوّ «الإسرائيلي» خلف موقع عسكري لقوات «اليونيفل» الدوليّة في خراج بلدة مارون الراس الحدودية في جنوب لبنان». ولفت إلى أنّ «غرفة عمليات المقاومة طلبت «التريّث وعدم التعامل مع التحرك حفاظًا على حياة جنود القوات الدولية».
وأكّد الضابط الميداني في المقاومة أنّ العدوّ يحاول “الاتخاذ من قوات “اليونيفل الدولية” دروعًا بشرية للتغطية على فشله في التقدم باتجاه القرية، خصوصًا بعد محاولاته الفاشلة والمتكررة في أكثر من محور للتقدم باتجاه مارون الراس وخسارته العشرات من جنوده بين قتيل وجريح”.
بدورها، أصدرت “اليونيفيل” بياناً عبّرت فيه عن “قلق بالغ إزاء الأنشطة الأخيرة التي قام بها الجيش الإسرائيلي بالقرب من موقع البعثة 6-52، جنوب شرقي مارون الراس (القطاع الغربي)، داخل الأراضي اللبنانيّة. وقد تم إبلاغ الجيش الإسرائيلي مراراً وتكراراً بهذا الوضع المستمر من خلال القنوات المعتادة”. ولفتت الى أن “هذا تطور خطير للغاية، ومن غير المقبول المساس بسلامة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أثناء قيامها بالمهام الموكلة إليها من قبل مجلس الأمن”. وذكّرت “اليونيفيل” “جميع الجهات الفاعلة بشكل عاجل بالتزاماتها بحماية موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها”.
إلى ذلك يشير خبراء عسكريون لـ”البناء” الى أن تسلل الجيش الإسرائيلي من خلف قوات “اليونفيل” يؤكد إقرار الجيش الإسرائيلي بالعجز عن الدخول الى الجنوب في ظل المقاومة الشرسة على طول الحدود، لافتين الى أن المواجهات على أكثر من محور بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حزب الله يشير الى أن الحزب على مقربة من ربح المعركة البرية بعدما تعرّض لضربات كبيرة في الحرب الأمنية والاستخبارية والتكنولوجية، ما يمكنه من استعادة جزء هام من توازن القوى، وبمقدوره تعديل التوازن لصالحه إذا صمد فترة طويلة في الميدان واستوعب كل حرب الاغتيالات لقيادييه وحرب التدمير لبيئاته الحاضنة. وشددت مصادر ميدانية لـ”البناء” الى أن “المقاومة تستطيع الصمود لأطول فترة ممكنة وهي استعادت زمام المبادرة خاصة في المواجهة البرية”، مشددة على أن “العدو لن يستطيع الدخول كما يريد الى الليطاني وما بعد الليطاني بل سيعود محملاً بالنعوش الى كيان الاحتلال، كما أن المقاومة لم تستخدم سوى جزء يسير من قوتها وقدراتها وتمتلك الكثير من أوراق القوة والمفاجآت لكن استخدامها مرتبط بإدارة المعركة وحسابات الميدان”. كما شددت المصادر على أن “الكلمة للميدان وهو الفصل والفاصل الذي يحدّد مسار المعركة ومصير الأهداف الإسرائيلية من هذا العدوان والتي ستسقط في وقت قريب”.
ونشر الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية فاصلاً بعنوان “نحن الرّضوان”، للدلالة على قوة هذه الوحدة وجهوزيّتها للتصدّي للاحتلال وتنفيذ المهمة الموكلة اليها أي الدخول إلى شمال فلسطين المحتلة في الوقت المناسب.
في غضون ذلك، واصلت المقاومة الإسلامية، تصدّيها لقوات العدو الصهيونيّ حيث استهدفت قوة من جنوده حاولت التسلل باتجاه خلة شعيب في بليدا، وأجبرتها على التراجع، وأوقعت فيها إصابات مؤكدة.
كما استهدفت تجمّعات لجنود العدو “الإسرائيلي” في مستعمرات المنارة ومحيطها، وشلومي، ومرغليوت، وبرعام، ومعلوت ترشيحا، وكفر جلعادي، وكرمئيل، ويفتاح، وموقع حدب يارين بصليات صاروخية، وحققت إصابات دقيقة ومباشرة. وفي عمليّة أخرى، وأثناء محاولة قوات العدو “الإسرائيلي” إجلاء الجنود الجرحى والقتلى في مستعمرة المنارة عند الساعة 12:45 من فجر الأحد، استهدفهم مجاهدو المقاومة الإسلامية بصلية صاروخية. وكذلك استهدفت المقاومة الإسلامية تجمّعات لجنود العدو “الإسرائيلي” في خلة شعيب شرقي بلدة بليدا بقذائف المدفعية.
وشنّ مجاهدو المقاومة هجومًا جويًا بالمسيّرات الانقضاضية، على قاعدة (7200) للصيانة والتأهيل وعلى مصنع المواد المتفجّرة جنوب مدينة حيفا، وأصابوا الأهداف بدقة. واستهدفوا مدينة صفد المحتلة بصلية صاروخية، وقصفوا انتشاراً لِقوات العدو الإسرائيلي في تلة الطيحات بِصلية صاروخية وأصابوه إصابةً دقيقة”.
اشارت القناة 12 الإسرائيلية الى أن “مواطنين” أبلغوا عن أصوات انفجارات وسط البلاد ومنطقة الشارون، وصافرات إنذار في الجليل الأعلى.
وذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم”، أن قائد المنطقة الشماليّة التابعة للجيش الإسرائيلي أوري غورودين، عقد مساء الاثنين الماضي، اجتماعاً مع رؤساء السلطات المحلية في بلدات تمّ إخلاؤها من السكان على خلفية المواجهات مع حزب الله.
وخلال الاجتماع، استعرض غورودين “تطوّر وتقدّم العمليّات البرية” في إطار التصعيد في لبنان، وشدّد على أن “إسرائيل” وجهت ضربات قوية لحزب الله، ودعا إلى الاستعداد لإعادة السكان لهذه البلدات بعد “عيد العُرش” اليهوديّ. ويصادف “عيد العُرش” هذا العام الفترة بين 16 و23 تشرين الأول الحالي.
كما أفادت القناة 12 الإسرائيلية، عن رصد 60 صاروخاً أطلقت من لبنان باتجاه “إسرائيل” في الساعة والنصف الأخيرة قبيل منتصف ليل أمس.
ومساء أمس أصدرت المقاومة الإسلامية بياناً أنه “وفي إطار سلسلة عمليّات خيبر ورداً على استهداف المدنيين والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني وبنداء لبيك يا نصر الله، نفّذت المقاومة الإسلامية عملية إطلاق صلية صاروخية على قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 التي تقع في ضواحي تل أبيب. إن المقاومة الإسلامية ستبقى جاهزة للدفاع عن لبنان وشعبه الأبي المظلوم ولن تتوانى عن القيام بواجبها لردع العدو عن غطرسته وعدوانه، والله على كل شيء قدير، إنّه نعم المولى ونعم النصير”.
وبعدما حذّر جيش الإحتلال اللبنانيين من الوجود على ساحل البحر جنوب نهر الأولي، معلناً أنه “سيعمل ضد أهداف لحزب الله”، أشارت هيئة البث الإسرائيلية عن المتحدث باسم جيش العدو، الى أن “البحرية الإسرائيلية ستبدأ قريباً العمل ضد حزب الله من البحر”.
وفي وقت لاحق، أعلن جيش العدو بلدة شلومي في الجليل الغربي منطقة عسكرية مغلقة، كما أعلن رأس الناقورة وشلومي وحنيتا وأدميت وعرب العرامشة مناطق عسكرية مغلقة.
وكان جيش العدو أعلن صباح أمس بدء عملية برية مركزة ومحدّدة في جنوب لبنان، مع انضمام فرقة عصبة الجليل (91) للعمليات.
الى ذلك، واصل العدو عدوانه المتوحّش على الجنوب والضاحية والبقاع، حيث أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على بلدة المطرية، وعلى أطراف بلدتي الحلوسية وبدياس، وبين طير دبا والبازورية، قضاء صور. وأفيد باستشهاد 4 مواطنين بينهم مؤهل في الجيش، جراء غارة استهدفت منزلاً في صريفا. وسجلت غارة على بلدة يارين الحدودية وغارة أخرى استهدفت العباسية في قضاء صور. وشن جيش العدو غارة على منزل في بلدة خربة سلم حيث أفيد عن سقوط شهيد. وسجلت غارة على برعشيت استهدفت مبنى مركز إطفاء تابع للهيئة الصحية وأفيد عن سقوط شهداء. في السياق، صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة البيان التالي: “يضيف العدو الإسرائيلي إلى السجل الحافل لإجرامه المتمادي جريمة حرب إضافية ضد رجال الإطفاء والاسعاف في جنوب لبنان مظهراً عنفاً ولاإنسانية لا مثيل لهما، من خلال استهدافه أشخاصاً يقومون بمهمات إنسانية وإنقاذية صرفة بعيدة كل البعد عما تتطلبه ميادين القتال. فقد أدت غارة معادية همجية على مبنى اتحاد بلديات بنت جبيل في بلدة برعشيت إلى مجزرة بحق رجال إطفاء كانوا موجودين في المبنى استعداداً للانطلاق في مهماتهم الإنقاذية. وأدت الغارة في حصيلة أولية إلى استشهاد عشرة من رجال الإطفاء ولا يزال رفع الانقاض مستمراً من المبنى الذي تعرّض لدمار كبير”.
واستهدف الطيران الحربي محيط مجمع مدرار الطبي في شوكين. وبعد أن طالب جيش الاحتلال بإخلاء 25 قرية جنوباً، شن طيرانه سلسلة غارات استهدفت الحوش، البازورية، وعيتيت، القليلة وعين بعال ومنطقة فارس البطاح بين بلدتي الدوير والشرقيّة ومختلف قرى صور. واستهدفت سلسلة غارات المنطقة الواقعة بين حي السرايا القديم في النبطية وجبل الرويس – الشقيف. الى ذلك، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على منزل في بلدة قليا في البقاع الغربي، مما أدى الى سقوط شهيدين. واستهدفت غارة من الطيران الحربي الإسرائيلي الجرد بين قصرنبا وبدنايل غربي بعلبك.
وتعرّضت الضاحية الجنوبية صباح أمس، لسلسلة من الغارات. ولفّ الدخان الأسود سماءها، بعد ليلة عنيفة شهدت عشرات الغارات الإسرائيلية ودمّرت عدداً من المباني السكنيّة. كما شنّ العدو سلسلة غارات عنيفة وموسّعة على أحياء عدة في الضاحية الجنوبية بعدما وجّه جيش العدو إنذارات للسكان بإخلائها.
واللافت أن وزارة الخارجية الأميركية لفتت في بيان الى أن “واشنطن لا تريد أن تتعرّض قوات اليونيفيل في لبنان للخطر بأي شكل من الأشكال”، كاشفة “أننا أوضحنا لـ”إسرائيل” أننا نريد استمرار عدم إغلاق الطرق المؤدية إلى مطار بيروت”! ما يعني أن الولايات المتحدة موافقة على استهداف المدن والقرى اللبنانيّة وقتل المدنيين وتدمير المنازل..
وأشارت الخارجية الأميركية الى أن “التقديرات الأميركية تشير إلى أن العمليات البرية الإسرائيلية في لبنان لا تزال محدودة حتى الآن، وذلك في الوقت الذي تستعدّ القوات الإسرائيلية على ما يبدو لتوسيع نطاق اجتياح جنوب لبنان في الذكرى الأولى لحرب غزة. وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر للصحافيين، إن واشنطن تتوقع من “إسرائيل” أن تستهدف حزب الله في لبنان بطريقة تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وتقلل من الخسائر بين المدنيين.
في المواقف الداخلية، أشار عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسين الحاج حسن إلى أننا نريد ان ندافع عن اهلنا ونريد ان نوقف العدوان البربري على لبنان واللبنانيين، وما زلنا على موقف الاسناد والدفاع عن غزة.
ولفت الحاج حسن في تصريح، الى أن الأولوية لنا ان نوقف العدوان على لبنان وهناك تواصل ونقاش، والمسافة بين حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري صفر وليس هناك أي تباعد، ومع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ليست هناك مسافة. وتابع “لم أسمع من وزير خارجية إيران عباس عراقجي أنه أعطى اللبنانيين دروساً في المواجهة، بل سمعت منه تأييداً ودعماً للبنان والمقاومة”.
وشدّد على أن الموقف الوطني من بري وميقاتي والوزير السابق وليد جنبلاط ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية ومن عدد كبير من الشخصيات مهم جداً على المستوى الإغاثي والإنساني وعلى المستوى السياسي.
بدوره، أشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط في تصريح تلفزيوني، الى أنه “عندما اجتمعنا عند رئيس مجلس النواب نبيه بري وضعنا أسساً لإمكانية الوصول إلى حل أو تسوية في الداخل وتطبيق القرار 1701 وانتشار الجيش، ونتحدث باسم المواطن اللبناني الذي يتعرض للتهجير والاستباحة والتدمير في الجنوب، لذلك يجب تطبيق القرار 1701 و1559 وبعدها نتحدّث عن الاستراتيجية الدفاعية وموضوع سلاح الحزب”.
وأوضح بأن “لا اتّصال شخصياً بيني وبين حزب الله اليوم، وبياننا واضح ولن نربط بين لبنان وغزة ولن نربط وقف إطلاق النار بالرئاسة لأنّ هناك أولويات اليوم لكي تستكمل الشراكة”. وأكد بأن “ليس هناك من تسوية فالحرب مفتوحة وأنا أتوقّع توسّعها، وينسى البعض أنّ شعب الجنوب هو شعب لبنانيّ وليس أجنبي اختار بمرحلة معينة أن يلجأ إلى إيران كون أيضًا بمرحلة معينّة الجيش اللبناني لم يُعطى أي وسيلة دفاع من الولايات المتحدة التي هي من ترعى السلاح”. ورأى بـ”أن الأمور مفتوحة على كلّ الاحتمالات، ويجب أن نتحضر للأسوأ ونبدأ بانتخاب رئيس وفاقي وصولاً لاتفاق وقف إطلاق النار ومجلس النواب هو الملتقى لانتخاب رئيس”.
وتابع الرئيس بري في عين التينة، المستجدات السياسية وتطورات الأوضاع خلال استقباله النائب السابق سليمان فرنجية، بحضور الوزير السابق يوسف فنيانوس والمعاون السياسي لرئيس المجلس النائب علي حسن خليل.
بعد اللقاء، قال فرنجية: “مع الأسف كثيرون في لبنان يعتبرون أنه إذا انكسر فريق سيربحون هم، وأنا اعتبر أن انكسار أي فريق في لبنان سيكون كلّ لبنان خاسرًا وخاصة أولئك الذين يراهنون على هذا الانكسار، الكلام هو للميدان”. وأوضح أن “هناك كلاماً كثيراً لكسر المعنويات والإرادة، وأعتقد أن الأيام التي مرت والأيام المقبلة إن شاء الله سوف تؤكد أن الأمور لن تكون لصالح رغبات العدوّ “الإسرائيلي” إنما لصالح لبنان وبعدها “بيفرجها الله” بالموضوع”.
وعن استمرار ترشّحه لرئاسة الجمهورية، قال: “أولًا هناك كلام عن رئيس توافقي، وأنا أعتبر أنه في ظل الانقسام العمودي في البلد إذا أردنا الذهاب إلى رئيس يرضي الجميع يجب أن يكون الرئيس فعليًّا وشرعيًا وليس رئيسًا قانونيًا، وهناك فرق بين الرئيس القانونيّ والرئيس الشرعيّ، نريد رئيسًا مسيحيًا مارونيًا شرعيًا”، وأضاف “شروطنا أن يكون عربيًا وطنيًا مؤمنًا بعروبة هذا البلد روحًا وقلبًا، ويكون مع لبنان ويوحد اللبنانيين حول رؤية واحدة، منْ هو العدوّ ومنْ هو الصديق”.
وعمّا إذا كان الرئيس بري قد طلب منه الانسحاب، قال فرنجية: “الرئيس بري حتّى الآن وحسب ما أوردته إحدى الصحف اليوم، لا يزال داعمًا لترشيحي، نحن كفريق واحد نجلس ونتشاور ونرى كيف يمكن أن نخرج من هذا الجو، لكن الذي حصل أن بعضاً من اللبنانيين وبالتأكيد ليس الرئيس بري، أعلنوا استسلامهم قبل المعركة”، وأضاف “أنا أقول دعونا ننتظر المعركة ونتائجها وبعدها نتشاور ونأتي برئيس وطني، الرئيس بري يقول “جيبوا” الرئيس الذي تتفقون عليه ويؤمن 86 صوتًا، وأنا أقول أي رئيس يتوافق عليه اللبنانيون قد نوافق عليه وقد نرفضه”.
وعن المساعي التي يبذلها الرئيس بري لوقف إطلاق النار، قال: “مصلحتنا أن تربح المقاومة وبعض من في الداخل يراهن على العكس. نحن نقول فلننتظر وقف إطلاق النار على أي أساس يتمّ، عندها نرى كيف نتفاهم، ويجب أن نتفاهم لانتخاب رئيس وطني عربي يحمي ظهر المقاومة ولا يتآمر عليها، ثمّ نتحدث عن السلاح ضمن حوار وطني يوصل إلى نتيجة، لا أن نضرب بعضنا أو نخوّن بعضنا لصالح “إسرائيل” ضدّ إخواننا في الوطن أو شريكنا اللبناني. أنا أعتبر هذا الأمر غريبًا، وهذا يتطلب حوارًا عميقًا”. وسأل “لماذا أصبحنا نكره بعضنا حتّى بتنا نفضل “إسرائيل” على شريكنا اللبناني؟”.