كتبت صحيفة “البناء” تقول: في ظل ثبات أسطوريّ لمواقع المقاومة على طول الجبهة الحدودية الممتدة بطول 120 كلم، والفشل المتمادي لجيش الاحتلال في إحداث أي اختراق، وكان آخرها ما نشرته غرفة عمليات المقاومة عن جبهة الناقورة اللبّونة، ومع تساقط صواريخ المقاومة على مساحة تقارب خمسة آلاف كلم مربع من حدود لبنان شمالاً الى تل أبيب جنوباً، وبدء ظهور علامات التعب على جيش الاحتلال ومستوطني الكيان والتساؤل عن موعد توقف الصواريخ وعودة المهجّرين، وهو ما بدت أجوبة رئيس أركان جيش الاحتلال هتسي هاليفي عن تحقيقه قبل الأعياد اليهوديّة، خلال أسبوعين، غير مقنعة في ظل تصاعد استهدافات المقاومة عمق الكيان، التي توّجها وصول طائرتين مسيّرتين إلى منطقة غوش دان وهرتسليا تحديداً شمال تل أبيب، والتسبّب بقطع التيار الكهربائي، بصورة بدت رداً على استهداف بيروت أول أمس، لتكريس معادلة تل أبيب مقابل بيروت، رداً على تلميحات وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن بوضع بيروت مقابل حيفا واعتبار تحييد تل أبيب تحصيل حاصل بفرضية العجز عن استهدافها، بينما تؤكد بيانات المقاومة على أن حيفا مثل صفد ونهاريا وطبريا وسواها، تُستهدف رداً على استباحة همجية للمدنيين في الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع والجنوب.
بلينكن الذي تحدّث رسمياً إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، تحدّث إلى عدد من جماعة واشنطن من السياسيين اللبنانيين، لتسويق نظريته عن مقايضة وقف إطلاق النار بانتخاب رئيس ترضى به واشنطن وتُعطل جماعتُها التداول باسم من خارج نادي المقبولين أميركياً للرئاسة، وهو ما تولى الردّ عليه مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف خلال مؤتمر صحافي عقده في الضاحية الجنوبية، قال فيه إن «العدو عاجز حتى الآن برغم استقدام المزيد من الفرق والألوية ومن بينها قوات النخبة عن التقدّم برًا إلا في حالات محددة، ولا تزال دباباته تتموضع في الخلف ولا تجرؤ على التقدّم». وأضاف «إذا سمعتم أو شاهدتم بعض جنود العدو في هذه القرية أو تلك أو صوراً قديمة أو جديدة عن هذا النفق أو ذاك فلا تقلقوا ولا تضعف معنوياتكم، ذلك أن المقاومة لن تخوض دفاعاً موضعياً ثابتاً بل دفاع مرن متوافق مع متطلبات الجبهة، ومع ظروف كل بقعة فيها، تنصب له الكمائن وتشرك العبوات وتنفذ الالتفافات وتتنقل بمرونة عالية من الدفاع إلى الهجوم وتلحق به أفدح الخسائر». وقال «لقد بدأ العدو بالاعتراف بفشله وخسائره تدريجياً ما دفعه مراراً وتكراراً إلى الانكفاء وإعادة تقييم وضع الجبهة الذي خالف حساباته وتقديراته. ومع ذلك أحب أن أقول لكم إن المقاومين يرفضون الانسحاب من المواقع التي نعتبرها ساقطة عسكريًا ولا جدوى من الدفاع عنها». وخلص للقول «في الوضع الميداني لا سيما على الجبهة الجنوبية فإن المقاومة بخير، وتدير حقل رمايتها وتوقيت صلياتها بما يتناسب مع قراءتها للميدان وظروفه الموضوعيّة. مخزونها الاستراتيجي بخير. الآلاف من المقاتلين الاستشهاديين الكربلائيين في ذروة الجهوزية وأعلى درجات الاستعداد دفاعًا عن لبنان، وجاهزون للقتال الضروس ثأرًا لدم شهيدنا الأقدس»..
تحدث عفيف عن الوضع الإعلامي منتقداً ما وصفه بالظواهر السّامة وتلكؤ المؤسسات الرسمية الإعلامية والقضائية عن التحرّك لملاحقة الذين يحرّضون على قتل المسعفين وقصف البنية ومراكز إيواء النازحين، وعن السياسة ومشاريع الرئاسة واستعجال المناوئين للمقاومة على الاستثمار في الحرب عليها، قال عفيف، «نحن لسنا في العام 1982 عندما وصلت الدبابات الإسرائيلية إلى بيروت وغيّرت المعادلات السياسية، ومزقت النسيج الاجتماعي اللبناني، بل نحن كأننا في الأيام الأولى من حرب تموز عندما استعجل القوم إياهم بإطلاق الأحكام النهائيّة عن هزيمة حزب الله قبل أن يتبين لهم خطأ ما ذهبوا إليه، ويعودوا مجدداً إلى رشدهم مع نهاية الحرب، ويخرج منها حزب الله منتصرًا».
في حين استمرت عمليات رفع الأنقاض والبحث عن مفقودين في منطقة النويري التي تعرّضت لعدوان إسرائيلي وحشي ما أدّى إلى مجزرة مروّعة حصدت عشرات الشهداء والجرحى، خيّم هدوء حذر على بيروت، إلا أن الطيران الحربي الاستطلاعي الاسرائيلي لم يغِب عن سماء العاصمة طيلة يوم أمس وحلق بشكل مكثّف وعلى علو منخفض.
وحذرت مصادر سياسية وقانونية من «استمرار جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهداف المباني السكنية والمأهولة بالسكان والنازحين ومراكز إيواء المهجرين والمسعفين والصليب الأحمر والدفاع المدني والهيئة الصحية والطواق الطبية والمستشفيات تحت ذريعة وجود قيادات من حزب الله»، مشيرة لـ»البناء» الى أن «جيش الاحتلال يتذرّع بوجود مسؤولين في الحزب في شقق سكنية لتبرير الاستهداف المقصود للمدنيين لتحقيق عدة أهداف: إرهاب العاصمة بيروت وترويع وترهيب المواطنين وتأليب الأهالي على النازحين وخلق مناخ شعبيّ عام ضاغط على حزب الله والحكومة رافضاً لاستمرار الحرب لدفعهم للتنازل للشروط الإسرائيلية والمطالب الأميركية، إضافة إلى مطاردة النازحين والقول لهم إن لا مكان آمناً لكم ما يدفع الى موجات نزوح إضافية باتجاه القسم الشرقي من بيروت العاصمة».
ووصفت المصادر العدوان الإسرائيلي بالإرهاب الموصوف وجرائم الحرب والإبادة وانتهاك حقوق الإنسان، ما يناقض كل المواثيق والقوانين الدولية وقوانين الحرب والقانون الإنساني. ولفتت الى أن «إسرائيل» تهدّد السلم والأمن الإقليمي بتوسيع عدوانها من غزة والضفة الغربية إلى لبنان وسورية واليمن وصولاً الى إيران وبالتالي تزيد مخاطر اندلاع حرب إقليمية تهدد الأمن والسلم الدوليين.
وفي سياق متصل، كشفت منظمة العفو الدولية، في أبحاثها الأخيرة، أنّ التحذيرات الموجّهة من «الجيش» الإسرائيلي إلى سكان الضاحية الجنوبية في بيروت والجنوب لإخلاء منازلهم، «غير مجدية، لا بل مضلّلة». وفي بحث نشرته عبر موقعها، قالت المنظمة إنّه «كي يُعدّ التحذير فعّالًا، يجب أن يُمنح المدنيون وقتًا كافيًا للإخلاء، ومعلومات دقيقة عن الطرقات والوجهات الآمنة».
وفي تطوّر لافت، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، مساء أمس، عن «دوي انفجار في تل أبيب الكبرى». وأعلن الجيش الإسرائيلي «رصد إطلاق مسيرتين من لبنان والدفاعات الجوية نجحت في اعتراض إحداهما»، مشيراً الى أن «في هذه المرحلة لحقت أضرار بمبنى في هرتسيليا». وأعلنت القناة 12 الإسرائيلية، «انقطاع التيار الكهربائي في هرتسيليا بعد تفعيل صفارات الإنذار والاشتباه بتسلل مسيرة».
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، «انفجار طائرة مسيّرة قادمة من سورية في مرتفعات الجولان الشّماليّة».
وأشارت غرفة عمليّات «حزب الله»، إلى أنّ «بعد الفشل المدوّي والتصدّي البطولي الذي واجهه ويواجهه جيش العدو الإسرائيلي في محاولات تقدّمه باتجاه القرى الجنوبية الحدودية مع فلسطين المحتلة في القطاع الشرقي، حاول في اليومين الماضيين استحداث محاور تقدم جديدة في القطاع الغربي، من اتجاه موقعي رأس الناقورة وجل العلام باتجاه المشيرفة واللبونة، محاولًا الاستفادة من التضاريس التي يعتقد أنها ستساعده». وأوضحت في بيان، أنّ «قبل محاولة تقدّمه على المحاور الجديدة، شن سلاح الجو الإسرائيلي عشرات الغارات، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف من البر والبحر على بلدات الضهيرة وعلما الشعب والناقورة»، لافتةً إلى أنّ «فجر الثلثاء الماضي، حاولت قوة من جيش العدو الإسرائيلي التقدم من رأس الناقورة باتجاه منطقة اللبونة الحدودية، بهدف الوصول إلى مركز قوات «اليونيفيل» في اللبونة والتمركز فيه، فتصدّى لها مجاهدو المقاومة الإسلامية بالأسلحة المناسبة وأجبروها على التراجع».
وذكرت الغرفة أنّ «جيش العدو الإسرائيلي عاود الأربعاء، من خلال ثلاث محاولات متكررة، التقدم باتجاه اللبونة، فتصدّى له المجاهدون في كل محاولة بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية والصواريخ الموجهة، وأجبروه على التراجع متكبدًا خسائر فادحة في صفوف جنوده»، مبيّنةً أنّ «مجاهدي المقاومة رصدوا يوم الأربعاء، محاولة تسلل لقوة من جيش العدو الإسرائيلي من رأس الناقورة باتجاه منطقة المشيرفة، فاستهدفوها بمحلّقة انقضاضية انفجرت بين عناصر القوة المتسللة، ما أسفر عن مقتل وجرح معظم أفرادها».
وكشفت أنّ «مجموعة من جنود العدو الإسرائيلي حاولت يوم الخميس، وبمواكبة وحماية دبابة «ميركافا»، التقدم باتجاه منطقة اللبونة من رأس الناقورة. وما أن أصبحت الدبابة في مرمى النار، استهدفها مجاهدو المقاومة بصاروخ موجه أصابها مباشرة، ما أسفر عن تدميرها واشتعالها ومقتل طاقمها وإصابة الجنود المحتمين خلفها. وفشل العدو في أربع محاولات، ولمدة ساعات، من التقدم لسحب الإصابات، حيث تصدّى له المجاهدون في كل مرة بالأسلحة المناسبة؛ وأجبروه على الانسحاب».
كما أكّدت أنّ «بالتزامن مع المواجهات البطولية التي يخوضها مجاهدو المقاومة الإسلامية مع ضباط وجنود العدو الإسرائيلي، تواصل مجموعات الإسناد الناري استهداف تحشدات وتموضعات وخطوط دعم جيش العدو الإسرائيلي في المواقع والثكنات العسكرية على طول الحافة الأمامية، وداخل المستوطنات الحدودية داخل الأراضي المحتلة، وتحقق إصابات مؤكدة».
وشدّدت الغرفة على أنّ «القوة الصاروخية والقوة الجوية في المقاومة الإسلامية، تواصلان استهداف قواعد عسكرية ومستوطنات في عمق شمال فلسطين المحتلة، بتدرّج يتصاعد يومًا بعد يوم»، موضحةً أنّ «كل ما سلف من عمليات عسكرية للمقاومة الإسلامية، تمّ بالتنسيق العالي والكامل واللحظوي بين قيادة المقاومة الإسلامية وغرفة العمليات، وصولًا للإخوة المرابطين على خطوط المواجهة الأمامية».
وذكرت أن «جيش العدو الإسرائيلي، وبعد أيام من إعلانه بدء ما أسماها المناورة البرية في جنوب لبنان، لا يستطيع أن يُظهِر دباباته وآلياته العسكرية للجانب اللبناني، خوفًا من استهدافها، ويموضعها في أماكن غير مكشوفة. ورغم ذلك، يتمّ استهدافها بالصواريخ وقذائف المدفعية ويتكبّد خسائر فادحة».
وأضافت: «فشِل العدو الإسرائيلي، حتى لحظة إعداد هذا البيان، في السيطرة على أي من التلال الحاكمة التي يحاول التقدم إليها، ويكتفي بالوصول إلى بعض المنازل على أطراف بعض القرى الحدودية، بهدف أخذ الصور وتنظيم زيارات إعلامية».
إلى ذلك، أشارت الغرفة إلى أنّ «جيش العدو الإسرائيلي يتخذ من منازل المستوطنين في بعض مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، مراكز تجمّع لضباطه وجنوده، وكذلك تتواجد قواعده العسكرية التي تدير العدوان على لبنان داخل أحياء استيطانية في المدن المحتلة الكبرى كحيفا وطبريا وعكا وغيرها. هذه المنازل والقواعد العسكرية هي أهداف للقوة الصاروخية والجوية في المقاومة الإسلامية، وعليه نحذّر المستوطنين من التواجد قرب هذه التجمعات العسكرية حفاظًا على حياتهم وحتى إشعار آخر».
وأعلنت أنّ «المقاومة الإسلامية على عهدها ووعدها لشهيدها الأسمى والأقدس الأمين العام السيد حسن نصر الله، بأن مستوطنات شمال فلسطين المحتلة ستبقى خالية من المستوطنين، حتى وقف الحرب على غزة ولبنان».
إلى ذلك واصلت المقاومة الإسلامية استهداف مواقع وتجمّعات وتقدم قوات العدو الى الجنوب، الى جانب إطلاق مئات الصواريخ الثقيلة على مختلف مستعمرات العدو في شمال فلسطين المحتلة رداً على المجازر الإسرائيلية في لبنان، حيث استهدف مجاهدو المقاومة تجمعات لجنود العدو «الإسرائيلي» في ثكنة «يفتاح» ومحيطها بصلية صاروخية كبيرة، وتجهيزات فنية موضوعة على رافعة في موقع العباد بصاروخ موجّه وأصابوها إصابة مباشرة، وتجمعات لجنود العدو «الإسرائيلي» في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية.
وشنّ مجاهدو المقاومة هجومًا جويًا بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة قيادة الدفاع الجوي في كريات إيلعيزر في حيفا، واستهدفوا تجمعات لجنود العدو «الإسرائيلي» في مستعمرة كفرسولد بصلية صاروخيّة كبيرة، وقصفوا تجمعات العدو الإسرائيلي في رأس الناقورة بصلية صاروخية، وتجمعًا لقوات العدو «الإسرائيلي» في مستعمرة شوميرا بصلية صاروخية».
وزعم جيش الاحتلال «إطلاق نحو 80 صاروخاً من لبنان باتجاه شمال «إسرائيل» اعترضنا عدداً منها وسقط بعضها في مناطق مفتوحة».
وأكد مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف خلال مؤتمر صحافي على طريق المطار قرب «الغولدن بلازا»، أن «المعركة مع العدو لا تزال في بداياتها الأولى «بكير بكير بكير كتير» الحديث عن الاستثمار السياسي، فلا تستعجلوا ولا تحرقوا أصابعكم أو أنكم لم تتعلّموا أبدًا دروس الماضي، وتذكروا دائمًا أن «الإسرائيلي» لا يعمل عندكم أبدًا بل يعمل لمصالحه وحدها».
وأضاف: «العدو عاجز حتى الآن برغم استقدامه للمزيد من الفرق والألوية ومن بينها قوات النخبة عن التقدم برًا إلا في حالات محددة، ولا تزال دباباته تتموضع في الخلف ولا تجرؤ على التقدّم، وإذا سمعتم أو شاهدتم بعض جنود العدو في هذه القرية أو تلك أو صورًا قديمة أو جديدة عن هذا النفق أو ذاك فلا تقلقوا ولا تضعف معنوياتكم، ذلك أن المقاومة لن تخوض دفاعًا موضعيًا ثابتًا بل دفاع مرن متوافق مع متطلبات الجبهة، ومع ظروف كل بقعة فيها، تنصب له الكمائن وتشرك العبوات وتنفذ الالتفافات وتتنقل بمرونة عالية من الدفاع إلى الهجوم وتلحق به أفدح الخسائر، وقد بدأ بالاعتراف بها تدريجيًا ودفعته مرارًا وتكرارًا إلى الانكفاء وإعادة تقييم وضع الجبهة الذي خالف حساباته وتقديراته. ومع ذلك أحبّ أن أقول لكم إن المقاومين يرفضون الانسحاب من المواقع التي نعتبرها ساقطة عسكريًا ولا جدوى من الدفاع عنها».
وكان حزب الله ردّ في بيان على التقرير الذي نشرته وكالة «رويترز» عما أسمته بالقيادة الجديدة للحرب البرية في حزب الله وعن تفاصيل متعلقة بطبيعة هذه الحرب وخططها وأسلحتها، مشيراً الى «أن هذا التقرير هو محض خيال كتّاب رويترز وصحافييها ومستشاريها الأمنيين ليس إلا، وبالتأكيد أن ما نسبته إلى قائد ميداني في حزب الله عار عن الصحة جملة وتفصيلاً، وأن سياستنا كما بات معلوماً وقد يكون من الضروري التأكيد عليها مجدداً، أنه لا توجد مصادر في حزب الله، فضلاً عن مصدر قائد ميداني يقدم مثل هذه المعلومات الخطيرة المنسوبة إليه».
إلى ذلك، أكدت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان «اليونيفيل» في بيان أن عدة جدران في أحد مواقعها «قرب الخط الأزرق في اللبونة انهارت عندما قصفت جرافة «إسرائيلية» محيط الموقع وتحركت دبابات «إسرائيلية» قرب موقع الأمم المتحدة».
واعتبرت أن «ما حدث يشكل تطوراً خطيراً»، مؤكدة «ضرورة ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات. كما أن أي هجوم متعمّد على جنود حفظ السلام يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن 1701 (2006)».
ونقلت أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي، أن «اليونيفيل رفضت طلب «إسرائيل» سحب قواتها مسافة 5 كيلومترات على الأقل من حدود لبنان». وأشار المتحدث باسم اليونيفيل لأكسيوس، الى أنه «تم اتخاذ قرار بقاء قوات اليونيفيل في مكانها بالتشاور مع الدول المساهمة فيها».
وفي السياق استدعت وزارة الخارجية الفرنسية، سفير «إسرائيل» بعد الهجمات على مواقع اليونيفيل في لبنان. فيما أشار السّكرتير الصّحافي لوزارة الدّفاع الأميركيّة (البنتاغون)، الجنرال باتريك رايدر، إلى أنّ «وزير الدّفاع لويد أوستن تحدّث مع وزير الدّفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، لمناقشة العمليّات الإسرائيليّة في لبنان. وأكّد أوستن مجدّدًا دعمه القوي لحقّ «إسرائيل» في الدّفاع عن نفسها، والتزام الولايات المتّحدة بترتيب دبلوماسي يعيد المدنيّين اللّبنانيّين والإسرائيليّين بأمان إلى منازلهم، على جانبَي الحدود». ولفت في بيان، إلى أنّ «أوستن شدّد أيضًا على أهميّة ضمان سلامة قوّات «اليونيفيل» في المنطقة».
في المواقف الدولية، لفتت وزارة الخارجية الأميركية إلى أنّ «وزير الخارجيّة أنتوني بلينكن تحدّث مع رئيس مجلس النّواب اللّبناني نبيه بري، وشدّد على التزام الولايات المتّحدة بالتّوصّل إلى حلّ دبلوماسي دائم للصّراع عبر الخط الأزرق، ينفّذ قرار مجلس الأمن التّابع للأمم المتحدة رقم 1701».
وأشارت في بيان، إلى أنّ «الوزير شدّد على الدّور الرّئيسي الّذي ستلعبه مؤسّسات الدّولة في مرحلة ما بعد الصّراع، والحاجة لملء المنصب الرّئاسي الشّاغر من خلال وسائل ديمقراطيّة تعكس إرادة الشّعب اللّبناني، من أجل لبنان مستقر ومزدهر ومستقل».
بدورها، أشارت ممثلة بريطانيا في مجلس الأمن باربرا وودوارد أكدت أن «الحل السياسي المتوافق مع القرار 1701 هو السبيل الوحيد لاستعادة سيادة لبنان وسلامة أراضيه واستقراره. وهذا يتطلّب وقف إطلاق نار فوري بين حزب الله و»إسرائيل» الآن، وإجراء مفاوضات فورية لإعادة إرساء الأمن والاستقرار للشعب الذي يعيش على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية. لقد دعا وزير خارجيتي مراراً وتكراراً إلى وقف إطلاق النار الفوري، وأنا أكرر هذه الدعوة اليوم».
في غضون ذلك، شنّ العدو الصهيوني غارات جديدة على القرى والمدن اللبنانية، فاستهدف الطيران الحربي صباح أمس بلدات: حلتا، وشبعا، والخيام، وبلاط، وشقرا، وحولا، وبرعشيت، والناقورة، وأطراف الزرارية، وكفرتبنيت، والجميجمة، وعيتا الشعب، والضهيرة. كما شنّ الطيران الصهيوني غارة استهدفت بلدة برج قلاويه. واستهدفت غارة صهيونية بلدة زبقين جنوب لبنان، وغارة استهدفت بلدة جبشيت.
كما شن العدو الصهيوني غارات على إقليم التفاح، وأطراف جباع، ومنطقة البريج، والمحمودية، وغارة استهدفت بلدة بوداي غربي قضاء بعلبك.
وكان الطيران المعادي خرق جدار الصوت على دفعتين في أجواء صور ومنطقتها، وصيدا، وفوق راشيا والبقاع الغربي، وقضاء مرجعيون. وخرق الطيران الحربي الصهيوني جدار الصوت على دفعتين فوق منطقة جزين وإقليم الخروب، على علو منخفض. كذلك خرق الطيران الحربي الصهيوني جدار الصوت على دفعتين فوق بيروت، على علو منخفض.
سياسياً، بحث رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، في المستجدّات السياسية والتطورات خلال لقائه رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب السابق طلال أرسلان، بحضور الوزير السابق صالح الغريب والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل.
وشدد أرسلان على أننا «كلبنانيين، لا يجوز أن نضعف أو نستسلم أو نبيع ما تبقى من عزتنا وكرامتنا في هذا الوطن لأن الاستهداف «الإسرائيلي» ليس فقط للبنان، وكلنا يعرف أن المشروع «الإسرائيلي» وما يحصل الآن من محاولات للاجتياح البرّي وتفريغ الجنوب وضرب الأبنية السكنية وتدمير المئات منها، هذا إجرام، لذلك يجب ألا نصغّر الأمور ونعتبر أن المقصود فقط لبنان، بل البلد يُستعمل كأرض لتنفيذ مشروع أكبر منه ومن غزة». وتابع: «آن لنا أن نعي خطورة المشروع الذي لا يهدّد فقط الشيعة أو السنة أو المسيحيين أو الدروز، المقصود جميعنا بأن نفقد الهوية، المقصود الفتنة».
وكشف أن «دولة الرئيس بري يحاول العمل من أجل تطبيق القرار 1701»، وأضاف: «نحن مع تطبيقه بكل بنوده ومندرجاته، السؤال هل «إسرائيل» مع هذا الأمر؟ دعونا ننتظر ونحترم الهيئة السياسية التي تفاوض ونحترم دماء الناس، لا يجوز للبعض أن يصورنا كأننا المعتدون و»إسرائيل» «حمل وديع». فعلًا من يتعاطى بالسياسة لا يجوز له الوصول بالعمل السياسي إلى هذا المستوى».