كتبت صحيفة “اللواء”: وضعت العدوانية الاسرائيلية على مدن وقرى لبنان، من الضاحية والجنوب الى البقاع، الى مداخل العاصمة، ومستشفياتها، ومؤسساتها المدنية الوضع امام حافة بالغة الخطورة، مما دفع بالمقاومة الى تكثيف ضرباتها ما وراء المستعمرات الحدودية الي حيفا وصفد وعكا، وجوار هذه المدن، مما اربكها وادخل ما لا يقل عن مليون مستوطن اسرائيلي الى الملاجئ، وسط ارباك داخلي، دفع برئيس الكابنيت بنيامين نتنياهو، الى استباق اجتماعه لساعتين وأكثر مع وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن، والذي تناول الوضع المتفجر في لبنان، وما يجري من تدمير لشمال قطاع غزة، وخنق سكانها، بأن لا احد بإمكانه ممارسة ضغوطات عليه محلية او خارجية، معتبراً ان عودة سكان الشمال الى مستعمراتهم، عهداً التزم به، وسيحققه، غافلاً عن تزايد اعداد المهددين بمغادرة منزلهم الى حين انتهاء الحرب..
وابلغ وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت بلينكن ان اسرائيل ستهاجم حزب لله حتى ينسحب لما وراء نهر الليطاني، ويعود سكان الشمال، كما ابلغه انه لو توقفت العمليات العسكرية، فاستهداف حزب لله سيبقى قائماً.
وفي موقف رافض لما يحمله هوكشتاين، اعلن عفيف ان لا مفاوضات تحت النار، وما لا يؤخذ بالنار لا يؤخذ بالسياسة.
والجديد، اعلان حزب لله رسمياً، عبر المسؤول الاعلامي محمد عفيف، عن مسؤوليته عن قصف منزل بنيامين نتنياهو في قيساريا، حيث اصابت المسيرة بدقة غرفة نومه، وألحقت بها اضراراً.
وفيما تجاوز مجلس النواب بعدم اكتمال النصاب، قطوع التجديد لمطبخه التشريعي، بإبقاء القديم على قدمه، يتوجه الرئيس نجيب ميقاتي مع وفد وزاري – اداري الى باريس ومعه ملفات لبنان الكبرى، لعرضها امام المؤتمر الانساني – السياسي، الذي دعا اليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
وقالت الرئاسة الفرنسية ان ماكرون سيستقبل اليوم في الاليزيه الرئيس ميقاتي.
مؤتمر باريس
وبرغم العدوان الاسرائيلي التدميري الواسع على لبنان بشراً وحجراً، استعد كلٌّ من فرنسا ولبنان لمؤتمر باريس الدولي الذي يعقد غداً وارادته فرنسا «منطلقا جديداً للمساهمة في معالجة ما يعانيه لبنان على المستويات السياسية والانسانية والعسكرية ودعما لشعب لبنان وسيادته على اراضيه».
وعلمت «اللواء» من مصادر دبلوماسية اوروبية مطلعة على مجريات المؤتمر، ان بين 25 و30 دولة ستشارك فيه من دول عربية وخليجية واوروبية واميركية وافريقية، وسيمثل لبنان الرئيس ميقاتي مع وفد وزاري يضم اليه وزراء الخارجية عبد لله بو حبيب والبيئة منسق هيئة الطوارئ الحكومية ناصر ياسين والاشغال علي حمية والزراعة عباس الحاج حسن والتربية عباس الحلبي.
وحسب معلومات المصادر، ستكون كلمة للرئيس ميقاتي وللرئيس الفرنسي ماكرون، وسيكون المؤتمر استباقيا تحضيرياً للمرحلة التالية بعد وقف الحرب، لجهة دعم الجيش اللبناني عديداً وعتاداً ليكون جاهزا في اطار تطبيق القرار 1701، ولجهة تقديم الدعم الانساني واللوجستي لمعالجة الازمات الناشئة عن الحرب كإعادة الاعمار ومساعدة النازحين.
وفي الشق الدبلوماسي سيكون لمؤتمر فرصة لإطلاق دينامية جديدة لوقف الحرب «واقتراح جديد لوقف اطلاق النار فوراً وترتيب الحلول السياسية لتطبيق القرار 1701». اما في الشق السياسي الداخلي فقالت المصادر انه سيكون فرصة ايضاً لتحقيق خرق سياسي على مستوى ماوصفته «حل ازمة مؤسساته الدستورية» عبر التوافق على انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة تطلق عمل مؤسسات الدولة بدل حكومة تصريف الاعمال، ومعالجة مسبقة لموضوع الشغور في قيادة الجيش حيث تنتهي ولاية العماد جوزيف عون في شهر كانون الثاني المقبل.
اضافت المصادر: ان هناك افكاراً جديدة قد تطرح لمعالجة كل هذه الامور وإخراج مؤسسات الدولة من حالة الشلل، وتصويب وتنظيم وصول المساعدات بسرعة الى مكانها المناسب.
والى ذلك، يبقى المهم في المؤتمر، عدا الى الموقف الفرنسي الداعم كلياً وفعليا للبنان من دون خلفيات وتواطؤ من تحت الطاولة، الموقف الاميركي مما سيطرح من حلول ومدى الالتزام بها وامكانية الزام الكيان الاسرائيلي بالتجاوب، لا كما حصل من نقض مبادرة الرئيسين ماكرون وجو بايدن لوقف الحرب ودعم الادارة الاميركية لتصعيد العدوان التدميري على لبنان واغتيال الشهيد السيد حسن نصرالله.
وقالت الخارجية الاميركية انها طلبت من اسرائيل معلومات بشأن الضربة قرب مستشفى في بيروت.
وقال البيت الابيض: نجري محادثات يومية مع اسرائيل بشأن لبنان، مطالباً اسرائيل باحتياطات لحماية المدنيين، مشيراً الى ان الدبلوماسية افضل سبيل لتقليل التوترات بالمنطقة.
اكبر نزوح لبناني وعودة السوريين
وحول احتياجات لبنان ووضعه، قال وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي ان لبنان تعرّض لأكبر أزمة نزوح بتاريخه، وتمكنت المناطق من استيعابها، ورغم الاقاويل فإن الشعب اللبناني لا يزال متماسكاً.
وكشف ان 60 الف سيارة تسبب بها النزوح، وهناك 200 طن ضافي من النفايات وان 167 مركزاً للإيواء تم فتحها في بيروت.
وكشف مولوي ان الحكومة تتخذ كل الاجراءات لتأمين عودة كل السوريين الى سوريا ومغادرتهم لبنان، وهذا المسار نعمل وسنستمر بالعمل عليه، موضحاً ان 343 الف نازح سوري عادوا الى سوريا.
ورفض وزير العمل مصطفى بيرم ان يتم ايواء النازحين في خيم، وقال: لا يمكن ان نسمح لشعبنا بأن يكون في خيم، فكرامة شعبنا فوق كل اعتبار، وطرحت فكرة البيوت الجاهزة.
ولفت وزير الطاقة والمياه وليد فياض «بالنسبة لقطاع المياه، حددنا احتياجًا للتمويل بقيمة 161 مليون دولار أميركي، وبالنسبة للكهرباء، 311 مليون دولار أميركي. هذه استثمارات حاسمة لن تعالج الاحتياجات الفورية فحسب، بل ستضمن أيضًا المرونة الطويلة الأجل لأنظمتنا».
باسيل: لم أعد حليفاً لحزب الله
سياسياً، اعلن النائب جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر، انه ليس في واقع تحالف مع حزب لله، مشيراً الى ان الحرب القائمة بدأت بهجوم حزب لله على اسرائيل. واعتبر ان حزب لله اخطأ حين عمل على وحدة البيت الشيعي على حساب البيت اللبناني ولبنان يواجه خطر التقسيم.
وفي ما خص ترشيح العماد جوزاف عون، اكد باسيل: قائد الجيش لا يملك مشروعاً للبنان، ولا يجمع اللبنانيين، وطرحت على الرئيس بري اسماء عدة للرئاسة وليس مرشحاً واحداً.
لكن تكتل لبنان بعد اجتماعه امس اعلن انه لن يوفر جهداً لحماية الوحدة الوطنية، ودعا الحريصين على أمن اللبنانيين ان يتحركوا في الاتجاه نفسه.
جولة اعلامية في مستشفى الساحل
وسط ذلك، نظمت إدارة مستشفى الساحل ظهر امس، جولة تفقدية لوسائل اعلام محلية وعربية ودولية، في أرجائها، بهدف «دحض مزاعم وادعاءات الجيش الإسرائيلي أمس عن وجود أنفاق ومخابئ تحت مبناها الكائن على طريق المطار، تحتوي على ملايين الدولارات من العملات الورقية ومن الذهب». وجال مدير المستشفى مازن علامة برفقة الإعلاميين في أقسام المستشفى للتأكد من خلوها من أي مظهر عسكري. وأبدى علامة قلقه من «إمكان حدوث كارثة انسانية في حال تم اغلاق المستشفى بسبب التهديدات الاسرائيلية، الامر الذي سيتسبب بوفاة الكثير من المرضى، لأن كل المستشفيات في لبنان ممتلئة».
الميدان
ميدانياً، اتخذت عمليات القصف الاسرائيلي ابعاداً تدميرية، لا تبقى ولا تذر، من الابنية والامكنة التي تستهدفها، سواء قرب مستشفى الرئيس رفيق الحريري (وهو مستشفى حكومي) ومرفأ الصيادين في الاوزاي، والاحياء الآمنة في حارة حريك والليلكي وبرج البراجنة امتداداً الى السان تيريز.
وتسببت الغارة على منطقة الجناح – محيط مستشفى الحريري التي ادت الى استشهاد 18 شخصاً (بينهم 4 اطفال) فيما ارتفع عدد الجرحى الى ستين شخصاً. كما استهدفت الطائرات الاسرائيلية مأتم عزاء لاحد الشهداء في بلدة تفاحتا (قضاء صيدا – الزهراني) وادت الى استشهاد 9 اشخاص من عائلة واحدة.
كما ادت الغارة على منطقة المعالي في بعلبك – الهرمل الى 5 شهداء و10 جرحى.
الاستهدافات
واعلنت المقاومة الاسلامية عن شن هجوم بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة إلياكيم جنوب حيفا، وألحقت بها خسائر مباشرة.
واستهدفت المقاومة قوة لجنود العدو اثناء تقدمها باتجاه دبابة الميركافا المستهدفة في اطراف موجه، وحققت اصابات مباشرة.
وطالت المقاومة قبة نيريت وقاعدة غاليوت في ضواحي تل ابيب بالصواريخ النوعية، كما اصابت شركة تاع للصناعات العسكرية، وسقطت ايضاً على قاعدة «سيتلاماريس» البحرية شمال غرب حيفا.
ولوقت طويل، استمر الجيش الاسرائيلي بالبحث عن مسيرة، اطلقت من لبنان، وعجزت القبة الحديدية و«مقلاع داود» من كشفها، فضلاً عن المروحيات.
وفتح الجيش الاسرائيلي تحقيقاً حول اسقاط مسيرة اسرائيلية فوق جبشيت.
ونفذت المقاومة امس اكثرمن ٣٥ عملية ضد كيان العدو الاسرائيلي فقصفت المقاومة الإسلامية امس قبة نيريت في ضواحي تل أبيب بصواريخ نوعية وقاعدة «ستيلا ماريس» البحرية شمال غرب حيفا بصلية صاروخية نوعية. و قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ضواحي تل أبيب بصلية صاروخية نوعية. ودبابة ميركافا في تلة العقبة في رب ثلاثين بصاروخ موجّه ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.
واعلن المتحدث باسم جيش العدو عن مقتل نائب قائد الكتيبة 9308 لواء ألوان (228) في معركة في جنوب لبنان مع جندي آخر.
كما تحدث مصدر عسكري عن ضابطاً في قوات الاحتياط خلال معارك جنوب لبنان.
واعلنت ادارة مستشفى «زيف» في صفد انها استقبلت امس 14 جندياً اسرائيلياً بجروح متفاوتة، من جراء القتال على الحدود اللبنانية.
وليلاً، جددت اسرائيل تهديداتها على الضاحية الجنوبية، عبر انذار وجهه ادرعي الى حارة حريك، والليلكي وبرج البراجنة، وعلى الفور بدأ الجيش الاسرائيلي بتنفيذ غارات على الضاحية الجنوبية.
وليلاً، اعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان رئيس المجلس التنفيذي لحزب لله السيد هاشم صفي الدين تمت عملية قتله مع مجموعة اخرى من الشهداء.
كما فهم، انه تم انتشال جثمان السيد صفي الدين مع الشهداء الآخرين.
واعلن رئيس اركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هاليفي عن اغتيال السيد صفي الدين قبل ثلاثة اسابيع.