كتبت صحيفة “اللواء”: بدأ العد التنازلي لمعرفة مسار الجهود الدبلوماسية الأميركية والعربية والأوروبية في ما خصَّ وقف النار أو فتح الطريق أمام هدنة تؤدي الى اتفاقات صفقة التبادل بين اسرائيل وحركة «حماس»، امتداداً الى الجبهة الجنوبية، التي ارتبطت بـ«طوفان الأقصى»، وتحولت الى جبهة مستقلة “دفاعاً عن لبنان وشعبه”، هذه الجهود التي تتزامن مع «ضربات مؤلمة» لجنود الاحتلال الاسرائيلي وضباطه، واستقراره من تل أبيب، حيث نجح سائق الحافلة، بدهس جنود كانوا في الطريق الى الخدمة» حيث سقط العشرات بين قتيل وجريح، الى غزة، حيث تمكنت حركتا «حماس» والجهاد الاسلامي من اصطياد جنود وآليات ودبابات، وصولاً الى الجبهة اللبنانية، حيث يرتفع عدد جنود الاحتلال الذين يسقطون بين قتيل وجريح.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن عدم التوصل إلى وقف إطلاق النار في الوقت الراهن لا يعني نعي الجهود الديبلوماسية الآيلة إلى التوصل لذلك، مشيرة إلى أن المناخ لم يكن ميالا إلى هذا التوجه في ظل المواجهات الحاصلة.
إلى ذلك افادت المصادر أن المبادرات بشأن وقف إطلاق النار لن تتوقف اقله من الجانب اللبناني الرسمي على ان اطالة امد الحرب ستكون له كلفته على جميع الأصعدة.
اما الداخل فينشغل وفق المصادر في إحباط محاولات الفتنة وهذا ما يتم التركيز عليه، وفي حين أن العمل جار في هذا المجال، لا بوادر جديدة أو حراك ما على الملف الرئاسي.
واعتبرت مصادر لبنانية واسعة الاطلاع، ان لبنان ينتظر على الرغم من الجرائم الاسرائيلية سواء في القصف على حارة صيدا والبقاع، حيث سقط اكثر من 10 شهداء، ما يحصل في أروقة الاجتماعات سواء في قطر أو في عواصم اخرى.
وفي هذا الاطار، تطرق اجتماع الدوحة على مستوى رئيسي المخابرات الأميركية (C.I.A) والاسرائيلية (الموساد) مع رئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى الجبهة اللبنانية، حيث اطلع المسؤول القطري المجتمعين على أن لبنان مع فصل الجبهات وتطبيق القرار 1701.
وعليه، يتوجه اليوم موفد قطري الى بيروت، حاملاً ما رست عليه المحادثات من توجهات.
هوكشتاين والكابينت
وعشية وصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الى تل ابيب، لعقد محادثات مع بنيامين نتنياهو، انعقد الكابينت الاسرائيلي للبحث في جدول اعمال حافل، من ضمنه الحرب على الجبهة اللبنانية، واحتمالات التسوية، بما يؤدي الى إنهاء الحرب خلال اسبوع أو أكثر.
لكن قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال قال ليلاً: المهم التأكد من ان حزب لله لم يعد يشكل تهديداً.
ويبدو ان لهجة قادة كيان الاحتلال قد خفتت قليلاً مع خسائر الميدان اللبناني والعمليات الاخرى المساندة في داخل فلسطين المحتلة ومن العراق واليمن، فقال امس وزير الدفاع الإسرائيلي: «ليس كل هدف يمكن تحقيقه بعملية عسكرية يجب أن نتوصل إلى تسويات مؤلمة وإعادة المخطوفين». وهذا الكلام قد يكون مؤشراً على تراجع كيان الاحتلال عن شروطه التعجيزية لوقف العدوان على غزة وتالياَ وتوازياً على لبنان ما لم يقرر رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو عكس ذلك والاستمرار في التصعيد طالما انه «خاسر خاسر» عملياً في حال وقف الحرب.
المساعدات: جسر بحري بعد الجسر الجوي
إنمائياً، وصلت إلى مطار رفيق الحريري الدولي الطائرة الإغاثية الـ14 ضمن الجسر الجوي السعودي الذي يسيّره مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وتحمل الطائرة السعودية الجديدة مساعدات إغاثية من مواد غذائية وإيوائية وطبية؛ تنفيذاً لتوجيهات الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان.
وتأتي هذه المساعدات في إطار دور المملكة العربية السعودية الإنساني المعهود، بالوقوف مع الشعب اللبناني الشقيق في مختلف الأزمات والمحن التي يمر بها، وفق وكالة الأنباء السعودية «واس».
كما استقبل سفير الاردن وليد الحديد في مطار رفيق الحريري الدولي، طائرة سلاح الجو الملكي الاردنية المحملة بالمساعدات الاغاثية.
وكان في استقبال الطائرة، بحسب ما جاء في بيان للسفارة الاردنية، من الجانب اللبناني العميد غالب كنعان مندوبا عن قائد الجيش الذي عبر عن الشكر والامتنان لملك الاردن للدعم المستمر للبنان.
جسر بحري
وبلغ اجمالي المساعدات التي قدمت من الامارات 2610 أطنان من المواد الغذائية والطبية واللوجستية للشعب اللبناني ضمن حملة « الإمارات معك يا لبنان» تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم حزمة مساعدات إنسانية إغاثية عاجلة بقيمة 100 مليون دولار أميركي إلى الأشقاء في لبنان.
ووصلت هذه المساعدات عبر جسرين: جوي من 14 طائرة ، وبحري بدأ بوصول أول سفينة اغاثة الى مرفأ بيروت، وعلى متنها اكثر من 2000 طن من المساعدات، وذلك تأكيداً من دولة الامارات الشقيقة على التزامها بدعم الشعب اللبناني.
الميدان
مدانياً، خاضت المقاومة الاسلامية اللبنانية ظهر امس، اشتباكات رشاشة وصاروخية مع جيش الاحتلال في محيط بلدة يارين حاولت التسلل الى البلدة واستمرت الى ما بعد الظهر. في الوقت نفسه يقوم العدو الإسرائيلي بقصف عنيف ومتواصل لاطراف بلدات الضهيرة ويارين وعيتا الشعب.
وإعترف جيش العدو الاسرائيلي بإصابة 88 جندياً إسرائيلياً في معارك لبنان خلال الـ48 ساعة الماضية. فيما تم اليوم الاعلان عن مقتل جندي إسرائيلي في الكتيبة 8207 لواء الون (228) في معركة جنوب لبنان.
واعلن اعلام عبري عصرامس، عن نقل عدد من الاصابات بين صفوف المستوطنين في نهاريا إلى مستشفى «رامبام».
كما اعلن المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي: تحت بند سُمح بالنشر، مقتل ضابط و3 جنود في الكتيبة 8207، لواء ألون (228) وإصابة 5 آخرين بجروح خطيرة خلال معركة في جنوب لبنان.(امس) وفي التفاصيل، فإنّ القتلى هم:
• النقيب (احتياط) الحاخام أبراهام يوسف غولدبرغ، 43 عاماً، من القدس، حاخام عسكري في الكتيبة 8207، لواء ألون (228)، سقط في معركة في جنوب لبنان.
– الرائد (احتياط) جلعاد المالح، 30 عاماً، من القدس، مقاتل في الكتيبة 8207، لواء ألون 228.
• النقيب (احتياط) عميت حيوت 29 سنة من حيفا، قائد فصيلة في الكتيبة 8207 لواء ألون (228.
• الرائد (احتياط) إلياف عمرام أبيتبول، 36 عاماً، من إيتان، نائب قائد السرية في الكتيبة 8207، لواء ألون (228).
اعترفت وزارة الصحة الاسرائيلية، أن عدد الإصابات التي دخلت المستشفيات منذ آخر تحديث في 15 تشرين الأول وحتى 27 تشرين الأول بلغت 1110 إصابة.وقالت: عدد الإصابات التي دخلت مستشفيات الشمال منذ آخر تحديث في 15 أكتوبر بلغت 784 إصابة.واشارت إلى أن عدد الإصابات التي دخلت مستشفيات الشمال خلال الـ 24 ساعة الأخيرة بلغت 104 إصابات.
بالمقابل، قتل في الميدان الجنوبي امس 4 جنود وأصيب 20 بجروح، عندما استهدفهم حزب لله داخل منزل على محاور القتال الأمامية.
ازمة جنود احتياط
وذكرت صحيفة معاريف العبرية أنه سيكون هناك نقص كبير في جنود الاحتياط في الأيام العشرة المقبلة عندما يبدأ العام الدراسي. وقالت الصحيفة: «يتم تجاهل هذه الحقيقة على المستوى السياسي، وهذه واحدة من أصعب مشاكلنا، العديد من جنود الاحتياط طلاب خسروا العام الدراسي العام الماضي».
وأضافت: «الجنود أبلغوا القادة أنهم لا ينوون الخسارة هذا العام ومعظمهم يقاتلون في غزة والضفة ولبنان.