كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: فيما تزال الحرب الإسرائيلية المدمّرة آخذة بوتيرتها التصاعدية، مخلّفة الدمار والخراب وموقعةً عدداً كبيراً من الشهداء، شهدت قرى البقاع سلسلة غارات عنيفة أدّت إلى سقوط أكثر من 60 شهيداً وعدد من الجرحى، في تأكيد جديد على سياسة القتل المتعمّد التي يُمارسها العدو الإسرائيلي تجاه اللّبنانيين. في الأثناء، نالت مدينة صور نصيبها من الغارات يوم أمس استهدفت مناطق مدنية وشهدت دماراً هائلاً في المباني والمحال التجارية. من جهته، رد “حزب الله” على هذه الاستهدافات بصليات صاروخية طالت تجمعات للعدو في عدة مستوطنات.
بالتزامن، استكمل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حراكه في لندن على خط التوصّل إلى أفق لحل قريب ويُحقق وقف إطلاق النار، مؤكداً خلال لقائه مع رئيس الحكومة ووزير الدفاع البريطاني الالتزام بتطبيق القرار 1701 ومشدداً على أولوية وقف إطلاق النار في أقرب وقت.
من جهته، أشار النائب السابق وهبي قاطيشا إلى المواجهات الميدانية التي تشهدها المنطقة الحدودية بين الجيش الاسرائيلي الذي يحاول التقدم الى الداخل اللبناني وحزب الله الذي يعمل على منعه من تحقيق أهدافه، لافتاً إلى أن العدو يسعى لتدمير أنفاق “الحزب” الذي كان يتحصن بها، ما أدى إلى خسائر كبيرة لدى الطرفين، كما أن العدو قام بحشد خمس فرق عسكرية لتنفيذ هجومه البرّي وكل فرقة تتشكل من ثلاثة الى خمسة ألوية.
قاطيشا اعتبر في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية أن المفاوضات التي انطلقت في الدوحة تتعلق بالوضع القائم في غزة بهدف الإفراج عن الأسرى المحتجزين لدى حماس، واصفاً المساعي التي يقوم بها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بأنها تهدف بالدرجة الأولى إلى تأمين جرعة دعم لمرشحة الحزب الديمقراطي كاميلا هاريس ضد منافسها الجمهوري دونالد ترمب، ولو كانت المبادرة الاميركية جدية وقابلة للتنفيذ لما عاد هوكشتاين بعد لقائه الرئيس نبيه بري الأسبوع الفائت الى بلاده بل كان عليه أن يتوجه على الفور الى اسرائيل، مما يوحي بأن الأمور تراوح مكانها خصوصاً وأن نتنياهو ليس بوارد الموافقة على وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، مستبعداً التوصل الى هدنة في جنوب لبنان قبل الانتخابات الأميركية.
في السياق، كشفت مصادر أمنية عبر “الأنباء” الإلكترونية أن المبادرة التي يحملها هوكشتاين، والتي تصطدم بتعنّت نتنياهو، تتضمن تسعة بنود؛ الاتفاق على هدنة لمدة 21 يوماً للبدء بتطبيق القرار 1701، وقف الأعمال الدعائية وتراجع حزب الله بسلاحه وعتاده من منطقة جنوب الليطاني الى شماله، انسحاب إسرائيل الى ما وراء خط الانسحاب عام 2000، وتعزيز وجود الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني بـ 8000 جندي، إضافة إلى الدعوة لمؤتمر دولي لدعم الجيش بالعتاد والتمويل والتدريب لانجاز المهمة، كما تشكيل لجنة أميركية فرنسية بريطانية ألمانية بمشاركة دول أخرى مهمتها مراقبة آلية التطبيق خصوصاً لجهة انسحاب الحزب الى شمال نهر الليطاني. وانسحاب اسرائيل خلف الخط الازرق.
كذلك، إيجاد آلية قانونية تتيح لقوات اليونيفل العمل بحرية في منطقة جنوب الليطاني وذلك بالتنسيق مع الجيش اللبناني في حال تبين وجود أي منشآت او مبنى يشتبَه بخرقه القرار الأممي، وتعزيز الرقابة من قبل الجيش اللبناني في مطار رفيق الحريري الدولي.
توازياً، عقد مجلس الأمن جلسة طارئة لبحث التصعيد القائم في الشرق الأوسط، حيث أدان مندوبو الدول العضوية العدوان المستمر على غزة ولبنان مطالبين بوقف فوري لإطلاق النار والسعي إلى التهدئة.
في الإطار، تتابع الصين بقلقٍ بالغ، وتدين، أعمال العنف المستمرة في الشرق الأوسط بما في ذلك العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة وعلى لبنان، إذ لفت الناطق باسم الخارجية الصينية في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية إلى أن وزير الخارجية وانغ بي أجرى في الآونة الأخيرة اتّصالات مكثّفة مع وزراء الخارجية في الدول الإقليمية، ودعا إلى وقف إطلاق النار وتهدئة الأوضاع، مؤكداً أن الجانب الصيني سيواصل العمل مع الدول الإقليمية وجميع القوى المحبة للسلام والمناصرة للعدالة في المجتمع الدولي، ليلعب دوراً بناءً في تهدئة الأوضاع، ويسعى لتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط، مطالباً بفتح تحقيق في الاعتداءات الاسرائيلية على قوات اليونيفيل في جنوب لبنان.
إذاً، الأمور تراوح مكانها فيما تبقى الكلمة للميدان الذي قد يشهد تصعيداً غير مسبوق قبيل الانتخابات الأميركية بانتظار الرئيس الأميركي الجديد لبلورة ما ستؤول إليه المفاوضات في الأيام المُقبلة.